روايات

رواية غفران”قُيو,د بلا حدود”_الخامس بقلم الكاتبه اميره عمرو حصريه وجديده 

رواية غفران"قُيو,د بلا حدود"_الخامس بقلم الكاتبه اميره عمرو حصريه وجديده 

انسابت د,موع عينيها بقهر و حزن ثم كفكفت د,موعها لتنساب بغزارة مرة أخري تستأنف بأل,م دفين:-
-النقطة اللي غيرت حياتنا مية و تمانين درجة. 180°. مو,ت مصطفي. حياتنا بعدها اتغيرت بقينا عايشين من غير روح. روحنا كانت في مصطفي. تعرف ان مصطفي كانت روحه فيها كان بيح,بها أكتر مني أنا شخصياً!. اتعلق بيها من يوم ما اتولدت. كانت أميرته طلباتها و اوامرها بتتنفذ من غير اعتراض. اتزر,ع جواها انها تبقي الأهم و تخطف الانظار ليها. مأخدتش باله إن بدلاله ليها انها بقت أنانية و انانيتها بقت علي حساب حياة غيرها زي مانت شايف. تاجرت بحياة البشر و نسيت ان ربنا موجود. نسيت ثقة مصطفي فيها و ثقتنا كلنا و فكرت بانانية بنفسها.
صمتت تلتقط أنفاسها بصعوبة لينهض آسر و يلتقط علبة ال,مناديل من فوق الطاولة ثم تقد,م ناحيتها يمد يده بها. رفعت مني عيناها الحمراء عند,ما قال:
-اتفضلي امسحي د,موعك.

تناولت من ال,مناشف الورقية تجفف بها د,موعها بينما وقف آسر يستمع لبقية حديثها بهدوء مريب و لهفة اما مني استكملت حديثها بصوت يش,وبه بعض الخجل:-
-ل,ما خالد قال هتعيش معاكم هنا انبسطت عشان هتعيش فترة في جو عائلي. و مع خالد و عيلته اللي يعتبر عيلتنا التانية. و زادت فرحتي ل,ما اتجوزتوا و قولت هترجع بنتي القديمة تاني. بس بنتي عمرها ما هتتغير لأن الشر و الحقد اتملي في قلبها. انت مش من حقك تعتذر انا اللي ال,مفروض اعتذر منكم عشان بنتي جر,,حتكم من غير ضمير بس اللي متأكدة منه انها اخدت جزاءها و هتتعاقب علي اللي عملته. أنا قصرت بتربيتي ليها و تقصيري جيه علي الكل. سامحني عشان جر,,حتك انا آسفة و بتمني تسامحني لأني السبب.انت من حقك تبدأ من جديد ومحدش يلومك علي حاجة.دي حياتك و انت حر فيها و من حقك تكملها مع إنسانة صادقة و محترمة مش بـ بنتي.

تقد,م آسر بخطي هادئة و جلس أمامها علي ركبتيه و أمسك بكف يدها بين يديه مشفقاً عليها مُردفاً بصوت رخيم:-
-امسحي د,موعك . و متحمليش نفسك ذ,نب اي حاجة !. أنت عملتي اللي عليكي و س,,خرتي حياتـك لولادك و أ أأ أزران مقدرتش ده . أنت عملتي اللي عليكي معاهم . و لوحدك من غير ما يكون معاكي حد.كلنا اتصد,منا و متخيلتش تعمل كده و ارزان غلطت و هتتحاسب. الغلـط كان كبيير و مش يتنسي بسهولة و هيسيب أثر جواكي بس مع الوقت هيتنسي. و يوم ما هتسامحيها مش هنقف قصادك و لا هنعاتبك بالعكس أنتِ مامتها و قلب الأم بيسامح من غير مجهود.
رفعت يدها تمسح خصلات شعره بحنان تبتسم له ثم قالت بنبرة غريبة عليه:-
-تعرف إنك شبهه جداً. كبرت يا آسر و مبقتش العيل الصغير اللي كان بيبكي ل,ما باباه يغيب عنه. كبرت و بقيت راجل و وسيم جداً تتمناه أي أم لـ بنتها و بنتي هتخسر كتير من غيرك. و أنا عمري ما هعترض علي أي قرار أخدته كفاية اني ش,وفت ابني الأول بعد السنين الطويلة دي.

ظن انها تقصد والده و لا يعل,م أنها تقصد مصطفي زوجها الراحل. فقال بخفوت بـ هدوء:-
-انا مش فاكر حاجة!. كنت اتمني ابقي فاكر عشان ابعد عن التوهة و التشتت اللي عايشه. تعرفي إني حسيت و انا بتكل,م معاكي براحة كبيرة و كأني متعود علي ده من سنين. كـ أنك كُنتِ جزء من ماضي عيل صُغير نسي طفولته بل,مح البصر فجأة و ميعرفش السبب لدلوقتي.
توترت مني قليلاً لـ تنهض واقفة قائلة بهدوء و حنو:-
-تعرف ان النسيان حاجة جميلة لأنه بينسيك الأل,م و الخزلان و دي يعتبر احسن حاجة حصلتلك إنك ناسي عشان متتو,,جعش. يارتني مكانك كنت هرتاح من و,,جع الفراق اللي بقي مكتوب و جزء من حياتي.
همهم بتفهم و انتصب واقفاً أمامها فتابعت مني بحنان غريب شعر بأنه افتقده منذ زمن خصيصاً من هذه ال,مرأة التي لأول مرة يراها و يتحدث معها:-
-ناديني يا ماما زي ما كنت بتناديني زمان يا آسر وحشتني كل,مة ماما منك .

صُد,م آسر من طلبها و تخشب بمكانه. طلب غريب يستمع له لأول مرة. تحركت شفتيه بلا وعي مردداً كل,متها بمشاعر مختلطة اجتمعت بداخله لتحركه نحو تيار غريب من ال,مشاعر ال,مفقودة:-
-م مم ماما..
أغمضت عيناها التي التمعت بالد,موع تبتسم براحة قائلة بح,ب من رؤية صغيرها الذي صار كبيراً:
-يااه وحشتني منـك اوي الكل,مة دي يا آسر كـ أني بقالي ألف سنة مسعمتهاش منك.. خلي بالك من روحك يا ح,بيبي.
انصرفت مني دون حديث زيادة. تاركة خلفها توها,ن فوق توها,ن أكثر من قب,ل بداخله. يكفي ما عاشه من حيرة قديماً لتأتي هذه ال,مرأة تطلب منه أن يناديها بـ أُمي و هو ل,م ينطق بها سوي لوالدته”عش,ق”.

يري نفسه غريباً وسط عائلته. غريباً عنهم. غريباً عن عال,مهم. غريباً بين الأح,بة. ل,ما فقد ذاكراته؟!.. ل,ما.. كـان سيكون علي ما يُرام إذ ل,م ينسي..
ابتسم سا,,خراً تظن ان النسيان مُريح و لا تعل,م أنه يزيد من حيرة و توها,ن بداخله. تتخبط بين الكثير من ال,مشاعر و الأحاسيس ال,متخبطة و الغير مفهومة البتة. السير وراء العقل صعب و الأصعب وراء قلب قا..سي أح,ب بـ هــــوس!…
بات مشتتاً بين الحقيقة و ســـراب الأحلام؟!…
غرز اصابعه بخصلات شعره يجذبها بقوة يكاد تنتزع خصلاته زافراً بضيق. ثم اتجه نحو ال,مرحاض و تحمم بمياه باردة قد تُطفأ من لهيب الغضب ال,مشتعل بداخله ثم خرج ليرتدي ملابسه عازماً علي القيام بأمرٍ ماا.
********************
أهل الهوى يا ليل فاتوا مضاجعهم

واتجمعوا يا ليل صح,به وأنا معهم
يطـولوك يا ليل من اللي بيهم
وأنت يا ليل بس اللي عال,م بيهم
فيهـم كسير القلب
و ال,متأل,م واللي كتم شكواه
و ل,م يتكل,م
صدح صوت غناءها بصوت ع,ذب جميل سلب عقل الحارس الذي استمع لطرب صوتها الجميل سارحاً بمخيلته بزوجته و أطفاله. تُذكره بجدته عند,ما كان صغيراً يستيقظ من نومه علي صوت أم كلثوم بال,مذياع. فاستمع منصتاً باهتمام.
أما أرزان فـ كانت لا تعرف كيف تخفف من أل,م قلبها سوي بالغناء. قلب تحطم من ع,ذاب العش,ق. و شفتيها تُنشد الحزن. ل,م تلقي بالاً للقاد,م فقد تعل,مت أن تعيش اليوم علي أنه الأخير. و أن الغد لا تعل,م ما يحمله من اخبار حزينة أو يحمل الفرج السعيد.
انطفأت عينيها من البهجة. من الحُب. من الأمل. من الحزن. باتت عيناها كـ صقيع برد الشتاء تحياه بالزنزانة.

واللي قعد بعد الح,بايب وحــده

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل