
رواية شيطان امرأه البارت الثاني بقلم الكاتبه ناهد خالد حصريه وجديده
نزلت تاني يوم الصبح من شقتها لشقة حماتها زي ما متعودة وقت الفطار، وشها وارم وعنيها حمرا من كتر البكا طول الليل، دخلت فقابلت ميرفت قاعدة في الصالة فقالت بصوت هادي:
_ صباح الخير يا ميرفت.
رفعت ميرفت عينها من الموبايل وردت بشفقة بعد ما شافت شكلها:
_ صباح النور يا نيرة.. تعالي اقعدي.
_ الباب مفتوح ليه؟
_ ماما لسه طالعة تطمن على ندى وزمانها نازلة.
قعدت جنبها ومرفت بتبصلها بسكوت دام لمدة، لحد ما قالت ميرفت:
_ متزعليش من زياد هو غصب عنه، انتِ مش متخيلة قهرته على ابنه، وبعدين هو لسه في عز غضبه وحزنه لكن لما يهدى هيقول انك مستحيل تعملي كده.
ابتسمت بسخرية وقالت:
_ اخوكِ باع عِشرة ست سنين عشان عِشرة سنة واحده، كدب اللي عاشرها ٦ سنين وصدق اللي لسه مكملوش سنة سوا.. انا اكتشفت ان في ٥ سنين ضاعوا مني على الأرض ودلوقتي بقيت متساوية بيها ومش عارف مين فينا كداب ومين صادق.
قالت ميرفت بحذر:
_ بصي انا والله مش قصدي حاجه، ولا قصدي ادافع عن اخويا.. بس لو انتِ مزقتيهاش ايه اللي حصل؟ ايه اللي وقعها كده؟ مش معقول هتوقع نفسها.
بصتلها بتفحص وقالت:
_ انتِ شاكة فيا زيهم؟
هزت رأسها بلأ وقالت:
_ قولتلك متفهمنيش غلط.
اتنهدت بقوة وافتكرت المشهد اللي حصل بتفاصيله…
من يومين…
كانت طالعة من شقة حماتها اللي في الدور الأول فقابلت ندى على السلم وهي نازلة واللي قالت اول ما شافتها:
_ استني يا نيرة عوزاكي.
وقفت نيرة وهي بتقول:
_ صباح الخير يا ندى.
اتجاهلت ترد الصباح وهي بتقول:
_ زياد بات عندك امبارح، مش المفروض تيجي منك وتكوني ذوق وتقوليله بات مع ندى.
بصتلها باستغراب وسألتها:
_ وليه اقوله كده؟ هو مش كان بايت عندك اول امبارح وأول! يعني انتِ فايزة عني بيوم كمان.
بصتلها بغيظ وقالت:
_ تقولي كده عشان انا حامل واكيد بحتاج حد يكون جنبي بليل.. عشان ممكن اتعب في أي وقت مين هينجدني وقتها؟ المفروض كانت تيجي منك من وقت ما عرفتي حملي لكن كالعادة مبتفكريش غير في مصلحتك.
هزت “نيرة” رأسها بذهول وقالت:
_ انا مبفكرش غير في مصلحتي؟ انا لو ما بفكرش غير في مصلحتي زي ما بتقولي ما كنتش خليته يتجوز اصلا ولا انتِ ما عرفتيش إن الجوازه دي بموافقتي، ولولا موافقتي عمره ما كان هيتجوز.. واعتقد الست اللي تسمح لجوزها انه يتجوز عشان يخلف تبقى ابعد ما يكون عن الانانيه اللي انتِ بتتهمني بيها دلوقتي، بس انت ِ اللي أنانيه .. أنانيه لما تبقى عاوزاه معاكي طول الايام بحجه حملك رغم انك لسه في الشهور الاولى يعني مش على وش ولاده.. على فكره من اول ما دخلتِ البيت ده وانا فاهمه كويس انتِ بتحاولي تعملي ايه وملاحظه محاولاتك انك تقربيه منك وتخليه دايما معاكي وبتجاهل بمزاجي، لكن لما الاحظ انك قاصده تبوظي علاقتي بيه مش هسكتلك…
ظهر الغيظ على وشها بوضوح وهي بتقول:
_ تسمحيلي؟ انتِ مين انتِ عشان تسمحيلي وما تسمحيليش! انتِ هنا زيك زيي.. انتِ مراته وانا برده مراته بس بقى انا أزيد حته.. ما انا مراته وام ابنه يعني اتنين في واحد..
ورغم وجعها من كلامها واحساسها بالجرح اللي هي قصدت تضغط عليه قالت بابتسامه هاديه:
_ هو انت ليه بتتكِ قوي على ام ابنه على فكره انا عارفه انك حامل وبعدين اصلاً انتِ جايه هنا عشان كده… عشان العيل اللي بقى في بطنك يعني مهاش حاجه مفاجاه ليا بالعكس دي حاجه كلنا عاوزينها ومستنينها من ساعه ما دخلتِ البيت، ما تفكريش انك هتعظيني بيها لان ابنه احبه زي ما بحب ابوه.
اتمايعت في وقفتها وهي بتقولها:
_ما هو اللي بيحس بالعجز ما بيحبش يبين عجزه، انتِ بس بتحاولي تفهميني إن الغيره مش واكلاكي .. و إن موضوع الحمل عادي بالنسبالك، لكن انا عارفه انه مش كده، وانك مهما حاولتي تعملي برده الست اللي جواكي هتغير وتحقد مني ومن ابني.