
رواية شيطان امرأه البارت الاول بقلم الكاتبه ناهد خالد حصريه وجديده
_ نيرة هي اللي زقتني وسقطتني.. هي كانت قاصدة توقعني من على السلم.
صدمة احتلت وجوه الكل بعد كلامها، الكل سكت وكأنهم اتجمدوا في مكانهم، و خصوصا المتهمة “نيرة” اللي وشها ظهر وكأنها فقدت الروح، والصدمة بتتردد في ودنها وعقلها مش مستوعب الاتهام البشع اللي اترمى عليها، عشان تكمل الصدمة وتثبت عليها التهمة وواحده من الواقفين تخرج عن سكوتها وتقول:
_ وانا شوفتها.. مكنتش احب اتدخل في الموضوع بس دي شهادة حق، انا شوفت نيرة وهي بتزق ندى عشان توقعها على السلم..
والكل في اللحظة دي بص لنيرة اللي حرفيًا على وشك الإغماء، نظرات الكل مكانتش فارقة معاها، واتهام الكل ليها ملوش أي معنى.. كل اللي كان فارق معاها نظرته هو “زياد” جوزها وجوز “ندى” في نفس الوقت لكن “نيرة” هي الزوجة الأولى، الزوجة اللي سمحت لجوزها يتجوز لغرض الخلفة اللي اثبت كل الدكاترة ان أمرها مستحيل عند نيرة.. بصتله وهي بتتمنى تشوف نظرة مختلفة عنهم في عينه، نظره معناها انه مصدقها وواثق انها متعملش كده، لكنها اتفاجات واتوجعت لما لقته بيبصلها زيهم.. باستفهام وعتاب.. هزت رأسها برفض وهي بتسأله:
_ أنا أعمل كده؟؟
وقبل ما يرد خرج صوت والدته “ماجدة” وهي بتقول:
_ ومتعمليش كده ليه! انتِ اكيد مش متحملة انه اتجوز عليكِ، لأ وكمان حامل وهتجيب العيل اللي اتحرمتي منه، اكيد الغيرة دبت في قلبك ومتحملتيش كل ده يحصل حواليكي.
نزلت دموعها بقهر وهي بتسمع اتهامها، في الحقيقة ان ماجدة من وقت ما ظهرت مشكلة نيرة في الخلفة وهي متغيرة معاها، واتغيرت اكتر واكتر لما طلبت كذا مره من زياد يتجوز ورفض، ولما السنين كانت بتمر من غير ما تشوف احفادها وزياد الولد الوحيد وهو اللي هيجيبلها عيال تشيل اسم العيلة، لكن حتى بعد جوازه فضلت على نفس وضعها ومقلش ضيقها من نيرة، بل والادهى زاد مع حمل الزوجة الجديدة وعرفت انها طلبت من زياد انه يطلقها منعا لأي مشاكل ممكن تحصل ويفضل مع ندى وابنه الجاي.. بس هو رفض.
_ أنا اغير منها واموت ابنه اللي بيترجاه من الدنيا؟
كملت من بين بكائها:
_ هعمل كده ليه! اسألي ابنك.. اسأليه مين اقنعه يتجوز، اسأليه مين الح عليه شهور وشهور لحد ما قبل يتجوز ويخلف، أنا هرجع ابوظ كل ده واموت ابنه اللي هو اتجوز عشانه اصلاً! طب ماكنتش سمحتله يتجوز من الأول.
اتملك الغيظ من ماجدة وهي سامعة نيرة بتتكلم ان لولاها ما كان زياد قبل يتجوز فقالت:
_ ابني كان هيتجوز سواء وافقتي أو لأ، فمتحسسيناش إنك سبب جوازه.
بصتله بدموعها وعياطها وقالت:
_ رد عليها.. قولها كنت هتتجوز فعلا لولا الحاحي ورغبتي المستميته؟ قولها ان بكلامي او عدمه كنت هتتجوز!
زفرة قوية خرجت منه بتعبر عن غضبه وقال:
_ هو ده وقته؟ يعني بجد عاوزاني اسيب المشكلة الأساسية واشوف كنت هتجوز لولا كلامك ولا لأ! انتوا مش حاسين باللي حصل؟ انا ابني اللي كنت طاير من الفرحة بيه وكنت مستنيه من سنين مات قبل حتى عيني ما تشوفه.. وانا حالا محتاج اعرف مين السبب في موته.
_ يعني انتَ شاكك فيا؟
سألته من بين بكائها فغضب وثار اكتر وهو بيخبط الحيطة اللي جنبه بايده:
_ يوووه.. بردو هيسيبوا المشكلة ويتكلموا في تفاهات.. بصي يا نيرة انا قولت سؤال وعاوز اجابته وشاكك في أمي نفسها..
وكلامه كان صدمة ضربتها وهي بتبصله بلوم وعتاب كبير، ازاي شك فيها ولو لثانية، ازاي واضعها موضع الاتهام وشايف انها ممكن تعمل كده فعلا وتأذيه في ابنه، ابنه اللي بسببه اتحملت اللي مفيش ست تتحمله وقبلت انه يتجوز عليها عشان يجيبه، واضح ان التغيرات اللي لاحظتها الفترة الأخيرة منه كانت أكبر من توقعاتها واهي واحده منهم ظهرت وبقت واضحة زي الشمس انه مبقاش يثق فيها، هزت رأسها بيأس وهي بتقول:
_ واضح اننا خسرنا حاجات كتير الفترة اللي فاتت وأهمها ثقتنا في بعض.. انا اللي عندي قولته، انا معملتش كده واستحاله اكون سبب في اذية ابنك.. واذيتك.
وسابته واتحركت خارجة من الشقة نازلة لشقتها ودموعها موقفتش لحظة كل ما تتخيل انه اتهمها اتهام بشع زي ده، ايوه اتهمها حتى لو مقالهاش صريحة، اتهمها لما شافت في عينه نظرة شك وعتاب على شيء معملتوش، لما قال انه شاكك في الكل، لما ماهتمش لكلامها وقال ان كل همه يعرف مين أذى ابنه، نظراته وكلامه لها مبيفارقوش خيالها طول الليل وده خلاها موقفتش عياط ولو لحظة..
*******
_ اوعى تكون صدقتها بالدمعتين اللي نزلتهم والكلمتين اللي قالتهم، انا بقولك هي اللي زقتني وانا اكيد مش هتبلى عليها.
بصلها بسكوت كحاله من ساعات ومردش، صرخت فيه بعصبيه:
_ رد عليا! انتَ ساكت ليه من وقتها؟ ايه بتفكر هتبرأها ازاي؟
خرج عن سكوته وقال:
_ لأ.. انا مش عاوز ابرأها، انا مش عاوز اظلمها، ولو هي فعلا عملت فيكي كده يبقى فيها طلاقها.
سيطرت على سعادتها اللي غمرتها بعد سماع جملته الأخيرة وقالت:
_ وهتعرف ازاي ان كانت هي ولا لأ؟
بصلها بنظرة غير مفهومة وقال:
_ هعرف… متقلقيش.
*****