يع,ذبها علي ضياع مستقب,ل الفتاة و سنـوات عمرها. لكن اقنعت نفسها أن هذا كانت نتيجة اشتراكها معهم و أنها كانت تمثل البراءة و الطيبة.
ح,بيب تمنته منذ الصغر!. منذ أن عش,قته. لكـن ل,م يح,ببها مثل,ما اح,ببه. لتختار الطريق الأسهل و غير الصواب بتد,مير حياة الآخرين علي حساب سعادتها،. اقترفت الأخطاء و ظلت تقترفها و لكن هل ستسمر بها ام ستتوقف؟!.
كان وجهها مشرقاً للغاية بسعادة نبعت من داخلها. و نش,وة الانتصار تتلذذ بها حالياً. اخذت تدور بجسدها بكل انحاء الغرفة برقصة هائمة. تشعر بأنها تمتلك الكون بأكمله بيدها. تمتلك السعادة بعد,ما نزعتها من يد عاش,قة أُخري.
أغمضت عيناها بهيام و هي تحل,م بأنها تراقصه بأحلامها. تحل,م بيده تحاوط خصرها بتملك و عيناه تفيضان ح,باً. يتبادلان الاحاديث ليلاً كالعشاق. يخبرها بكل,مات الح,ب و الغزل و يجلب لها الزهور. تحل,م بأنهما تزوجا و أنجبا أطفالاً صغار لتكتمل سعادتها.
كانت هناك اعين تراقبها منذ أن وطأت قد,ميها الغرفة و ل,م تنتبه لها روفان فعقلها مشغول بأشياء أخرى!!.
كانت أيسل و شقيقتها تتشاركا نفس الغرفة حيث كان هذا قرار خالد الصياد حرصاً من أي تهور قد يجلبه ابنه و يفتعله. يختلفان كثيراً عن بعضهما كـ الشرق و الغرب!. كـ البر و البحر!. كـ النور و الظلام!. كـ الشمس و القمر!. كـ الليل و النها,ر!. سيان انهما غير متشابهتان بـ الشكل فكل واحدة تمتلك جمال يميزها عن الثانية.
عند,ما دلفت روفان للحجرة كانت أيسل تقف بالشرفة تطالع القمر بسعادة باقتراب زفافها من ح,بيبها. لكن هناك ما يزعجها و ينغص تلك الفرحة العارمة أن تلك الشقية الصغيرة لن تكـون معهم. يألله كـم أن الأحلام صعبة ال,منال. هناك احلام نرسمها بعقولنا!. احلام نتمني عيشها لكن كيف تصبح علي أرض الواقع بتلك الظروف.
استندت بجسدها علي الحائط تعقد ذراعيها عند صدرها. تتطلع إلي شقيقتها بنظرات ثاقبـة باردة. تراقبها بصمت و هي شاردة عن العال,م تسبح بأحلام موهومـة بهاا..تحاول فهـم شقيقتها و ما يدور بذهنها؟!.. فتحت روفان عيناها بابتسامة حال,مة علي وجهها.. شهقت بفزع عند,ما ابصرت وجود أيسل بالغرفة لتضع يدها علي قلبها تزفر براحة قائلة بزفير:
-أنتي هناا. حرام عليكي خضتيني.
اعتدلت أيسل بوقفتها و حلت ذراعيها تتقد,م نحو شقيقتها تغمغم بنبرة ذات مغزي:
-شايفاكي مبسوطة و لا عبالك اللي بيحصل من مصايب..الأيام دي و احنا في مشاكل مش ليها اول و لا آخر.
تقوس فمِ روفان بامتعاض مغتاظة مما تقوله شقيقتها هاد,مة اللذات كما تلقبها فـ هي تتعمد إفسا,د فرحتها بحديثها. رفعت كتفيها و انزلته,ما ببرودمُردفة بلا مبالاة:
-و عايزاني مبقاش مبسوطة ليه؟!. بـ العكس أنا طايرة من الفرح.و خصوصاً إني عروسة زيك و خطوبتي بعد فرحك.
حركت أيسل رأسها بعد,م تصديق تستخف مما قالته روفـان للتو!. و قالت بهدوء محتقنة:
-و جايلك نفس تفرحي و أنتي هتكـوني مجرد بديلة لح,بيبته و بس!.
امتقع وجه روفان بغضب مغمغمة بشراسة:
-بس هيح,بني و أنا متأكدة من ده كويس!. آسر مش بيح,بها هو موهـوم إنه بيح,بها و بيح,بني انا.
كركرت أيسل بضحكات خالية من الحياة و اخذت نفس عميق زفرته علي مهل ثـم قالت:
-آسر مش موهـوم انتي اللي واهمة نفسك بحُبه!.. عارفة يا روفان أنت بالنسبة ليه إيه؟!. مجرد بديلة لأرزان عايز يثبت لنفسه إنه مش بيح,بهاا و إنها بالنسبة ليه انتهت.. عايز يحرق قلبه قب,ل قلبها عشان ح,بها!. شايفك بعقله مش بقلبه و ال,مفروض يكون عندك كرامة و ترفضي لأننا كلنا شايفين ده مش بس أنا!!.اعملي حاجة صح ولو ل,مرة بخصوص هوسك ليه؟!.
استكملت بقية حديثها وهي تضع يدها علي كتفها تمسح عليه بحنان:
-مش عايزاكي تنجر,,حي بعدين من ح,به ليكي!. روفان الحادثة القديمة و انتي صغيرة ل,ما وقعتي من علي ال,مرجيحة و رجيلك اتعورت ساعتها ساعدك.. لأنه الوحيد اللي كان موجود و شافك و ساعدك وقتها شفقة.عمل إنساني. لكن مش عشان بيح,بك. الح,ب مش بالعافية!!. الح,ب مشاعر و إحساس جميل و اول مرة تحسيه بس بيكـون حلو و جميل ل,ما تقابلي الإنسان اللي هتحسي معااه بالأمـان و إنك ملكتي الدنيا بنظرة واحدة من عنيه. افهمي بقاا إنه مش بيح,بك و إنه وهـم بالنسبالك.
احمر وجه روفان بغضب و تسار,عت أنفاسها بانفعال كتمته طوال حديثها.. تتعمد أيسل التشكيك بح,بها له!. دائماً تخبرها أنها لا تح,به بل وهم.. تقلل من ح,بها لآســر منذ الطفولة قائلة أنه لا يُح,ب سواها.. لا يح,ب سوي أرزان.. الفتاة التي تخلصت منها بأعجوبة و نجحت بذ,لك.
ازاحت يد ايسل بعنف متشدقة بانفعال وغضب تفاقم بداخلها:
– لاء بيح,بني و انا متاكدة الوهم هو إنه بيح,ب أرزان!!. أنتِ مش حاسة باللي جوايا من ناحيته و لا تعرفيه؟!. انا بح,به بجد مش بح,به بس!. لاء بعش,قه. عملت ال,مستحيل عشان يكون لياا. بدل ما تقعدي تديني في مواعظ و أرفض عشان ال,مشاكل و ال,مصايب ال,مفروض تفرحي إنك هتتجوزي اللي بتح,بيه بعد أيام قليلة من دلوقتي و تسيبني أنا في اوهامي اللي رفضاها.
أولتها ظهرها بغضب ثم سارت ناحية الفراش بوجه محتقن غاضـب. استوقفها صوت أيسل تتساءل بغمـوض:
-أنتِ ليكي يد في اللي حصل لأرزان؟!!.
تخشبت روفان محلها بصد,مة من سؤال أيسل. شح,ب وجهها باصفرار متصنمة من شكها بها!. أيعقل أن أيسل تشكك بها و انها ساهمت بالإيقاع بـ أرزان.. ابتعلت غصة بحلقها و أجابتها و هي تستكمل سيرها نحو الفراش:
-انا مليش دخل في اللي حصلها.. هي اعترفت بلسانها و اظن إنك كنت موجودة و آسر بيفرجنا علي الفيديو اللي بتعترف فيه إنها مشتركة معاهم. أنا آه بح,به بس مينزلش مستوايا للألعاب الحقيرة دي!.
تمددت فوق الفراش و وضعت الغطاء فوق جسدها تغمض عينيها بنوم في حين وقفت أيسل تحملق بها بحيرة. تشتت بين الخطأ و الصواب لا تعرف كيف تتصرف مع الذي يحدث من مصائب هذه الأيام.
تنهدت أيسل بحزن و اتجهت ناحية الباب تزامناً مع قول روفان ببرود:
-اطفي النور وراكي عشان اعرف انام.
حدجتها أيسل بغيظ باتت لا تفهم روفان هذه الايام بمزاجها ال,متقلب بين الفنية و الأخري.. ضغطت علي ال,مقبص تتطفأ الأنوار ثم خرجت من الغرفة صافقة الباب خلفها.
فتحت روفان عينيها و ابعدت الاغطية عنها تتعدل نصف جالسة فوق الفراش تستند بظهرها علي السرير. تسب و تلعن بشقيقتها بـ شكها الذي قلب ال,موازين. تلاشي الغضب و حل مكانه الهوس و الجنون تبتسم بتملك تسبح بعال,م الأحلام من جديد. عال,م في فيه البطلـة و البطـل الآســـر!!!!.
********************
بغرفة أخري بنفس القصر..
كان يمارس رياضة الضغط بغرفة الرياضة يرتدي ملابس مكونة من ش,ورت أسود يصل للركبة و فانلة رياضية سوداء بحملات عريضة. كان يتصبب عرقاً رغم برودة الطق..س القارصة بالشتاء ل,م تتغلب عليه. صوت أنفاسه ال,متسار,عة من الغضب تفوقت علي تعبه و إجهاده.
والده رافضاً زيجته من ابنة صديقه “روفان” يحاول إقناعه بالعزوف عنها!. لكـن؟.
لن يسمح بذ,لك. لقد قرر بـ صميم عقله و لن يتراجع. يُريد الانتقا,,م و لا يعل,م أنه ينتق,,م من ذاته قب,ل ان ينتق,,م منها.
عند,ما ربط الأحداث معاً و استنتج أنها خد,عة منها!. وكانت هي ممثلة بار,عة بها. تجعـل النير,ان تشتعل بداخله.
ليس بـ السهل علي الرجل أن يكتشف خيا,,نة. الزوجة. الح,بيية. الأم. الأخت. الصديقة. مهما كانت فـ هي له منبع ثقة و عليها التمسك بها و لا يحق التفريط بهاا.
شعر بـ التيه و الحيرة من صمود والده ووقوفه لجوارها حتي الآن!.. و من قلبه الذي يحاربه طوال الوقت!.. هناك ما يؤل,مه و لن يعرفه إلا بعد فوات الأوان. الح,ب كان خارج قاموس حياته. أتت بعيناها الساحرة و سطرت خطوطه من جديد داخل قلبـه القا..سي.
اختار ال,مرة ال,ماضية عند,ما نبض قلبه لها منذ اول مرة رآها. و الآن فاز العقل باختيـار من كان يبغضها و يتجنب رؤيتها طوال الوقت.. روفان.. شيا,طين تجمعت حوله لتد,ميره. يتمنوا سقو,ط الصيـاد.
ل,م يكن عليه أن يقع بالحُب من جديد!.
انتشله صوت طرقات الباب. ليقف ببرود و يلتقط ال,منشفة يجفف بها عرقه ال,متصبب يتجه نحو الباب يزفر بغضب. أمسك بال,مقبض يفتح الباب صائحاً بالطارق ظناً منه أنه أحد الخد,م او إخوته بغضب:
-أنـا مش قولت محدش يزعجنـــــ
ابتلع بقية حديثه عند,ما أبصرت عيناه آخر شخص تمني أن يراه. بينما مُني كانت تقف بخجل و توتر من جرائم ابنتها. و من غضبه ال,مستعر.. نكست رأسها أرضاً و غمغمت قب,ل ان يتحدث بأي شئ:
-بعتذر لو كنت أزعجتك يا ابني. بس ل,ما ش,وفت عش,ق بعتتلك مع الداداة العصير طلبت منها أجيبهولك أنا. لقيتها فرصة نتكل,م بما إننا معرفناش نتكل,م مع بعض قب,ل كده.
للتـو لاحظ الصينية الصغيرة و كوب من العصير فوقها. تنحنح بحرج فـ هو أيضاً لا يقوي علي محادثتها فـ هي والدة زوجته السابقة و الخائنـة.. يشعر بالخجل منها أنه قرر البدأ مع فتاة أخري و ل,م يمر سوي أسبوع علي سجنه لـ ح,بيبته و ابنتها.. أرزان.. ليأتي علي حين غُرة معلناً أنه يريد الزواج بـ أخري رآها بعيوبها مـلاك و لا يعل,م أنها شي,طـان لا تحمل بقلبها سوي الشر.
حمحم بحرج و تنحي جانباً سامحاً لها بالدلوف للداخل. دلفت مني إلي غرفته لتقترب من الطاولة و تضع فوقها الصنية ال,معدنية بتوتر و خجل بـ آنٍ واحد. و رهبة من الحديث العالق بلسان كليهما. غمغم بهدوء و صوت أجش:
-اتفضلي أقعدي!..
جلست مني علي الأريكة الصغيرة بالغرفة ليجلس آسر علي السرير في مُقابلتها. كُــــلاً منهما يتخيل ما سيقوله الآخر بقلق و توتر. سيطرت فكرة ان الآخر يُحمله اللوم ل,ما حدث. لكن!. ما يخبئه القدر لا يعل,مه أحد. ما يجمع بينهما و يربطهما. فتاة “أرزان”!.أم.! “فيروز” .
نكس رأسه أرضـاً بقلق يُردف معتذراً:- أنـا آسف!.
انزوي ما بين حاجبيها بتعجب و عد,م فهم. ل,ما يعتذر؟. ل,ما يضع رأسه أرضاً؟. ل,ما لا تري عينيه؟. ل,ما تراه مُحرج منها؟. تساءلت بعد,م رضا و فهم:-
-بتعتذر ليه يا اسـر؟.
أخذ نفساً عميقاً و زفره علي مهل ثم رد بنبرة هادئة لا تحمل أي عدائية لها أو لعائلتها:-
-أنتِ أم و مهما حصل و زعلتي منها هتسامحيها في يوم. و أكيد هتكوني زعلانة ل,ما ارتبط بواحدة غيرها و لسه مفاتش فترة طويلة علي اللي حصل!. انا ح,بيت أرزان حُب كبير. بس هي خا,,نتني و خا,,نت اي حاجة حلوة حصلت بينا. كنت فاكرها غير أي بنت و مش تشبه البنات التانية و قد الثقة و اكتشفت العكس إنها زيهم بتعرف تخو,,ن و تو,,جع قلبي و تكسره من غير إحساس. بعد ما فجأتني بكدبتها الكبيرة قررت انساها و انسي اي حاجة تربطني بيها ولو علي حساب قلبي و دا قررته بعد تفكير. بس انا بعتذر اني ماخدتش بالي انك موجودة و أكيد هتتو,,جعي ل,ما أبدأ حياتي بعدها.
ح,بست الد,موع بمقلتيها تفرك يدها بتوتر كـ الأطفال، ثم غمغمت بصوت متهدج متحشرج من البكاء:-
-انت طيب قوي. يمكن أنا مقدرتش ازر,ع الطيبة جواها من صغرها عشان علا,,قتنا عمرها ما كانت زي علا,,قة أم بـ بنتها؟!.. كنا زي الأغراب و احنا مع بعض.. بعد مو,ت مصطفي و هي بتتعمد تبعد عني.. اتغيرت بعد مو,ت مصطفي و بقت غريبة غامضة. و باردة. وعندها لامبالاة غريبة. صامتة دايماً. بعيدة عن الكُل. حاجة فيها اتغيرت بس مأخدتش بالي ان تغيرها كان للأسوأ. بعدت كل البعد عن اللي زر,عه مصطفي جواها. ربيت عمار و يوسف علي مبادئ والدهم. اتمنيت انها تكون احسن بنت في الدنيا جميلة بس جمالها الظاهر أخفي سواد قلبها و حقده.