
وقفت أمامه و قالت: حمزة، و الله العظيم من يوم ما عمر سافر و هو مش خطر على بالي ، تخيل ، أنا اكتشفت اني عمري ما حببت عمر ، ده كان مجرد حب طفولة و أنا افتكرت أنه لسه مستمر معي ، بس اول ما سافر عرفت اني عمري ما حببت عمر و لا غيره.
لم يجيب
قالت بحزن: أفهم من كده زعلان مني.
قال بحزن: أنا بجد مش قادر اكلم امشي.
ألقت نفسها في حضنه و قالت بدموع: لا مش امشي.
أما هو بدالها الحضن و في نفس الوقت يصرخ: أمشي ، ابعدي عني.
لم تجيب أو تبتعد
أكمل بصوت عالي: امشي امشي
كانت من داخلها تقسم أن حمزة اول حب في حياتها، كانت تحاول الاعتراف ، ثلاثة حروف لكن لسانها لا يستطيع النطق بيهم.
أخرجها من حديث نفسها، حمزة و هو يقول بصوت مخنوق: أنا بحبك يا روح، بحبك ، حرام عليكي العذب اللي قلبي في، أنا عارف أني استحق القتل ، لكن قلبي مش قادر غير أنه بحبك ، ارحمني، ارحمي قلبي يار روحي.
ابتعد عنها و قال : روح انتي فاكرة اني حببتك بعد الجواز، لا من اول يوم اشتغلتي عندي و أنا وقعت في حبك ، كنت احاول التفت انتباهك بأي طريقة و انتي مفيش، كل مرة كنت تعندي معي كنت احبك اكتر و اكتر ، بقيت بيكي عايز يوصلك ، فاكرة لما طلبت ايدك للجواز و انتي رفضتي.
أومأت رأسها بالموافقة
أكمل بحزن: بقيت مش عارف اعمل ايه قلبي رافض ينساكي ، لحد ما الشيطان لعب في دماغي و انك كده عمري ما ترفضي تكوني لي.
صرخت بصوت عالي: عارف ، عارف أنه غلط كبير و حرام بس كنت معمي بحبك ، كنت كل يوم بحلم بيكي.
جلس على الأرض و اخيرا ذرفت عيونه الدموع ، و لاول مرة يبكي حمزة
جلست أمامه و ما استطعت فعل شئ إلا أن تحتضن يده بقوة ، حتي تخبره أنها معه.
أكمل بدموع: كل ما اغمض عيني اشوفك.
نظر لها و ابتسم و هو يبكي : اشوفك و انتي عروسة زي القمر بالفستان الابيض، و ايدك في ايدي.
خبط على رأسه بقوة و قال: فكرت أن لما اعمل فيكي كده تكوني لي و تحبني، بس انتي تكرهني مش تحبني
أومأت رأسها اعتراضا و قالت بدموع: لا لا ، أنا آسفة ، أنا اسفة ، كفاية و مش أقدر اشوفك كده ، حقك عليا
وضع يده على فمها و قال: أنا اللي اسف ، أنا اللي حقك عليا، أنا استهل الموت و الحرق ، أنتي مش غلطتي و صعب عليكي تقبلني بالسهولة دي، أنا عارف ، عارف يا روحي، حقك عليا.
و جذبها إلى حضنه و انهاروا الاثنين من البكاء.
على جانب الشر
عمر بحقد: أيوة بقولك انسي انك توقع حمزة بمساعدة روح
قاسم بسخرية : و ده عرفته منين.
عمر بغضب: شوفتي بعيني ، اول ما شافته جربت عليا حضنته و دلوقتي حالا قاعدين على البحر
قاسم بشر: اسمعني أنا عايزة متخليش فرصة الا و تحاول تكلم معها ، اقولك عرفت نعمل ايه علشان نخلي روح معنا تعال حالا و أنا اكلم شهاب، بسرعة
عمر بابتسامة: ابقي اي حاجه طمن قلبي.
قاسم بابتسامه: اطمن الحل ده مش يخلي روح تدمر حمزة دي تقتل حمزة بدم بارد .
اغلق قاسم و دق على شهاب حتي يجتمع مثلث الشر لدمار حمزة.
كان حمزة يجلس على الأرض أمام البحر و روح بجواره و تضع رأسها على كتفه.
وصلت رسالة من ريم كانت محتواها: روح أحنا راجعين البيت خليكي مع جوزك، و مش اقولك أمر واقع و نصيب، اقولك اقبلي حمزة لأنك بتحبي اوي تضحكي عليا و علي نفسك و تقولي نتظاهر قدم الناس أننا كويسين لا يا حبيبتي انتي بتحبي لو شوفتي لهفتك عليا اول ما ظهر و انتي في الفرح عينك عليا ، و لو وافق مع مجموعة فيها بنات كنتي تبعتي محمود لي ، روح اكيد طريقة الجواز غلط، بس ليه ما يكونش ربنا عمل كده علشان حمزة و أهله يرجعوا الطريق الصحيح، أنا شخصيا مستغربا تغيرهم السريع و المفاجئ ، بس ده أمر الله ،ربنا هديهم في الوقت ده لانه عايز كده،ربنا يهدي قلبلك للصالح.
أغلقت الهاتف و هي تفكر في كل حرف من ريم.
سأل حمزة : في حاجة
أجابت: لا ريم تقولي أنهم رجعوا البيت.
حمزة: طيب يلا نرجع البيت
نهضت من مقعدها و قالت بابتسامة: يلا بس نرجع بيتنا مش عند بابا
أجاب بجمود: يلا على بيت عمي محمود
و لم ينتظر منها رد و ذهب و هي خلفه.
في السيارة
على بيت الاستاذ محمود
قالت بصوت: لا على البيت .
قال بهدوء: خليكي مع بابا النهاردة.
روح بعصبية: قولت لا .
حمزة بهدوء: لو سمحتي أنا تعبان من الافضل ليكي و لي اكون لوحدي.
نظرت بحزن و قالت: انت مش عايزني معك صح.
أغمض عيون بحزن و نظر إلى الجهة الأخرى .
وصلوا المنزل ، هبطت روح سريعاً و صعدت الى غرفتها و ألقت نفسها على السرير و هي تبكي.
صعد خلفها ، ذهب إليها وقف أمامها و سأل : بتعيطي ليه دلوقتي.
لم تجيب عليه.
قال برجاء : لو سمحتي ردي
قالت بدموع: مفيش أنت تعبان و أنا تعبانة بلاش حد يتكلم دلوقتي.
ذهب إلى الأريكة
هي لم تتوقف عن البكاء لحظة.
حتي هو كأن دموعه التي لم تنزل من قبل ، قررت الهطول دفعة واحدة اليوم.
لا يوجد حديث أو حتي ينظرون لبعض دموع فقط و حديث مع العقل حتي كاد ينفجر العقل.
و القلب مكسور.
لم يتحركوا الا لقيام صلاة الفجر ثم عادوا مثل ما كانوا .
و على الساعة السابعة ذهبوا إلى النوم.
ظلوا هكذا حتي صباح اليوم التالي.
نهضت بنشاط و قالت: حمزة ، يا حمزة.
فتح عيونه ببطئ و سأل: ايه.
قالت: يلا علشان اروح الشغل.
سأل : هو النهاردة ايه
قالت: السبت
نهض بفزع، و قال: عندي اجتماع مهم لصفقة جديدة.
روح با ابتسامة: طيب اهدي لسه بدري قوم يلا .
على السفرة
طه بهدوء: حمزه قريت ورق المشروع الجديد
حمزة بهدوء: ايوه يا بابا وموافق عليا و عندي اجتماع النهاردة نكلم في كل التفاصيل.
طه بهدوء: حمزة شركه المهدي طول عمرها تكرهنا نفسها تاخد المشروع ده مننا خلي بالك