
نجمة بغضب طفولى: انت اتاخرت ليه كل ده انا كنت مستنياك عشان ناكل سوا واوريك العروسة الجديدة اللى مامى جابتهالى.
عثمان: لا آنى مجدرش على زعل الچميل حجك عليا بس كان وراى مشوار ضروري وأدينى اها چيت ياجلب عمك وهناكل سوا.
راغب وهو ينظر تجاه عثمان بخبث: بت ياهنية انتى يابت.
هنية: اؤمرنى ياسى راغب.
راغب: هاتى الوكل بتاع سيدك عثمان ألا الوكل اللى اهنه محيهبوش عشان بارد وهو بيحب الوكل سخن ومشطشط.
عثمان بتهكم: لساتك فاكر بحب ايه ياولد ابوى؟!
راغب: اومال يا عثمان ماهو الدم عمره ما يبجى ماية ولا ايه.
وضعت هنية الطعام امام عثمان وذهبت وبدا بتناول الطعام ثم اخذ نجمة واجلسها على قدمه وحاول اطعامها ولكن هب راغب من مكانه مسرعا وجذبها اليه قائلا…
راغب: اصل نچمة مبتحبش الوكل الحراج آنى هوكلها بيدى كل انت بالهنا والشفا.
نظر له عثمان باستغراب، ثم اكمل تناول طعامه وبعد قليل استاذن منهم وذهب الى حجرته وهو يشعر ببعض التقلصات فى معدته.
عثمان بألم : يظهر ان معدتى مبجتش واخدة على الوكل الحراج اااه حاسس ان بطنى بتتجطع.
بدأ يبحث فى الادراج عن مطهر معوى يخفف الم معدته ولكنه سقط فجاة على الارض من شدة الوجع فى ذلك الوقت دخل عليه راغب واغلق خلفه الباب ورآه ملقى على الارض يتألم.
عثمان بألم: الحجنى ياراغب بطنى بتتجطع ودينى المستشفى بسرعة.
راغب بهدوء: ولازمتها ايه المستشفى ياولد ابوى ما انت كدا كدا ميت اومال آنى حطيتلك السم ليه؟
عثمان بصدمة: سم! سمتنى يارغب عاوز تجتلنى يااخوى طب ليه اكده.؟!
راغب بصوت يشبه فحيح الثعبان: عشان بتنخور وراى وعاوز تدمر حياتى عاوز تهد كل اللى بنيته فى السنين اللي فاتت وآنى مش هسمحلك تعمل اكده واصل وبكفيانا حرب لحد اكده لازم واحد منينا يسيب الدنيا واكيد مش آنى الواحد ده وبصراحة جولت اريحك من تعب جلبك كل لما تشوف سما معاى لا وكمان عيالنا اللى هيملوا الدار وبصراحة اكتر آنى مش هستحمل وچودك معاها فى مكان واحد و آنى من الاول حاولت ابعدك لكن انت مارضيش فخلاص احصد نتچية عنادك.
عثمان بتوسل: ابوس يدك يا راغب ودينى المستشفى دا آنى اخوك كيف اهون عليك تجتلنى؟
راغب بجبروت: ماهو جابيل جتل اخوه هابيل هتكون انت احسن منيه اياك؟
بدا عثمان يشعر بانه يلفظ انفاسه الاخيرة وتراخى جسده وغادر عن الدنيا وكانه لم يكن موجودا بها يوما ما.
دخلت سما مندفعة بعدما سمعت حديثهم من خلف الباب…
سما بلهفة: عثمان… عثمان مالك ليه كدا ياراغب عاوز تقتل اخوك حرام عليك.
راغب بحدة: ايه اللى چابك اهنه فزى جومى وروحى على اوضتك جبل ما اخلص عليكى انتى التانية.
سما بتحدى: لا مش همشى وهنوديه المستشفى حالا.
ثم ذهبت ونادت بصوت عالى على من فى المنزل…
سما: الحقونا بسرعة اتصلوا بالاسعاف عثمان تعبان اوى.
صالح بلهفة: ماله يابتى فيه ايه عثمان؟!
سما ببكاء ولهفة: مش عارفه بس بسرعة خلونا نوديه على المستشفى قبل مايجراله حاجة.
يتصاعد التوتر ويزداد الإلحاح في تصرفات الكل
راغب بجمود: مفيش داعي للدراما دي، عثمان كويس، مجرد شوية إرهاق.
سما وهى تصرخ بغضب: إرهاق؟! دا نايم ما بيتحركش، انت عاوز تخلص عليه، بس أنا مش هاسكت!
صالح وهو ينحني بجانب عثمان ويتفحصه: يا ساتر يا رب! نبضه ضعيف، مينفعش نستنى، لازم نلحجه حالًا.
راغب وهو يحاول التظاهر بالسيطرة: أنا جولت كفاية اكده! مش محتاچ حد يجرر عني في بيتي!
سما تتقدم خطوة للأمام متحدية: بيته؟! دا مش بيتك، دا بيت عثمان، وأي حاجة هتحاول تعملها أنا هفضحك قدام الكل.
صالح ينظر بين راغب وسما، ويتضح عليه الارتباك، لكنه يتخذ قرارًا حاسمًا
صالح: خلاص، بكفياكم حديت. تعالى يا سما يابتى، ساعديني نشيله ونوديه على العربية.
راغب وهو يقترب بخطوات غاضبة ويحاول منعهم، لكن سما تدفعه بعيدًا بكل قوتها
سما بحزم: قرب مني لو تقدر! مش هاسيب عثمان يموت هنا.
يدخل الخدم بعد سماع الضجة، ينظرون بقلق ويقتربون للمساعدة
أحد الخدم: يا بيه، نجدر نساعد؟
صالح: أيوة، بسرعة شيلوا عثمان وودوه العربية.
يُحمل عثمان بحذر، وسما تتبعهم بعينين مليئتين بالخوف والدموع، بينما يقف راغب خلفهم مكفهر الوجه، يفكر في خطواته التالية
راغب هامسًا لنفسه: ما تفتكرش إنك كسبتني يا عثمان، دي لسة البداية وروحك تحت يدى.
خرج الجميع من المنزل متجهين إلى المستشفى، تاركين راغب وحده في الظلام، وعقله مليء بالأفكار المظلمة.
في المستشفى
وصل الجميع إلى المستشفى وهم في حالة هلع، وصالح يصرخ في الاستقبال:
صالح: الحجونا، ولدى حالته خِطرة حد يغيتنا ياهوه!
تم نقل عثمان بسرعة إلى غرفة الطوارئ، بينما جلست سما في غرفة الانتظار وهي تبكي بلا توقف، تحتضن يدها المرتعشة بين يديها. وقف صالح بجانبها محاولًا تهدئتها، لكنه كان قلقًا بدوره.
سما ببكاء واخذت تقول فى نفسها: يارب استرها يارب واشفيه يارب هو عمره مافرح ولا اتهنى احفظه يارب خليه يرجع لبنته والنبى يارب ماتيتمها !
صالح حينما وجدها تبكى بشدة: اهدي يا بتي، ربنا كبير، وهو هيرچعلنا بالسلامة آنى هنزل الحسابات لحد مايخلصوا كشف على عثمان.
خرج الطبيب بعد دقائق طويلة بدت وكأنها ساعات. نظر إلي سما بعينين تحملان بعض القلق:
الطبيب: المريض حالته حرچة، وهيحتاچ يدخل العناية المركزة فورًا. يظهر ان حد كان جاصد يجتلهوآنى مضطر ابلغ البوليس . هنبدأ الإجراءات دلوجتي، ادعوله.
سما ببكاء: ارجوك يادكتور بلاش حد يعرف موضوع السم دا دى كانت غلطة هو ضعف فى لحظة وقرر انه ينتحر ولو حد عرف هيبته هتروح وسمعته هتبقى فى الارض وعمه راجل كبير زى ماانت شايف وبيعتبره زى ابنه ولو عرف بموضوع انتحاره ممكن يروح فيها ارجوك بلاش تضيع عيلة بحالها بسبب غلطة وكفاية القلق اللى احنا فيه دلوقتي واحنا مش عارفين اذا كان هيقوم منها ولا لا.
الطبيب بعد تفكير: خلاص آنى مش هبلغ وهكتب انه اكل وكل فاسد وهو معدته ضعيفة.
سما: متشكرة بجد يادكتور والله جميلك دا مش هنساه ابدا.
عاد صالح وسال الطبيب عن حالة عثمان فابلغه بما اتفق عليه مع سما.
بعد يومين في العناية المركزة
جلس الجميع مترقبين خارج غرفة العناية المركزة، حينما خرج الطبيب أخيرًا بابتسامة صغيرة.
الطبيب: الحمد لله، المريض بدأ يستچيب للعلاچ واستعاد وعيه. لكن لازم يفضل تحت المراجبة الطبية يومين كمان.
سما (بلهفة): يعني هيبقى كويس؟
الطبيب: إن شاء الله، بس محتاچ راحة تامة وبلاش أى وكل من بره عشان معدته حساسة چدا اظن انتى فهمانى يامدام.
تنفست سما الصعداء لأول مرة منذ أيام، وعيناها امتلأتا بالدموع:
سما: الحمد لله… الحمد لله يا رب طبعا فاهمة يادكتور واطمن الحكاية دى مش هتتكرر مرة تانية ابدا.