روايات

رواية خيا,نة الد.م الفصل التاسع والعاشر بقلم الكاتبه إلهام عبد الرحمن حصريه وجديده 

عودة عثمان إلى المنزل

بعد بضعة أيام، عاد عثمان إلى المنزل، متكئًا على صالح وسما كانت تسير بجوارهم تحمل حقيبة ملابسه فى يدها، وكانت ملامحه شاحبة لكنه حاول الابتسام لطمأنتهم. دخلوا به إلى غرفته، حيث أعدت سما كل شيء بعناية.

عثمان بصوت ضعيف: شكراً ليكم… آنى تعبتكم معايا.

سما بحنان وهي تنظر إليه: تعبك راحة يا عثمان… أهم حاجة صحتك.

دخل صالح الغرفة وأغلق الباب خلفه بعد أن تأكد من راحة عثمان، ثم التفت إلى سما وهمس:
صالح: يا بتي، انتى خابرة إن راغب مش هيسكت وخصوصا لما أصريتى تفضلى معانا فى المستشفى وبصراحة هو عنده حج راچل غيران على مرته مايصوحش تجعدى مع خوه فى مكان لوحديكم؟

سما: بس انا معملتش حاجه غلط ياعمو صالح اولا طنط ست كبيرة مش هتقدر تخدمه وكمان حضرتك مش هتعرف تعمله كل حاجه فعشان كدا اصريت افضل معاكم وان كان على راغب انا هعرف اصالحه.

صالح: خلاص يابتى انتى ادرى بحالك مع چوزك ربنا يهدى سركم.

نظرت سما إلى عثمان النائم، وداخلها مزيج من الحب والخوف والغضب. كانت تعلم أن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد، لكنها أقسمت على حماية عثمان مهما كلفها الأمر.

في غرفة عثمان مساءً دخلت سما لتطمئن على عثمان فوجدته مستلقيًا على السرير، يتنفس بصعوبة، فجلست بجانبه بهدوء واخذت تمسح عرقه بقطعة قماش مبللة.

صالح دخل الغرفة بابتسامة خفيفة وهو يحمل كوب ماء:
صالح: حمد لله على سلامتك، يا عثمان. لازم ترجع تجف على رچليك جريب، البيت من غيرك مالوش كبير.

عثمان بصوت ضعيف: متشكر يا عمي، طول عمرك السند.

صالح جلس على طرف السرير وأشار إلى سما:
صالح: البت دي تستاهل كلمة شكر كبيرة، كانت طول الوجت جارك. ما سابتكش لحظة في المستشفى.

عثمان نظر إلى سما بحذر، بينما ردت هي بهدوء وهي تحاول إخفاء مشاعرها:
سما: أنا عملت الواجب وبس، عثمان أخو راغب، يعني زي أخويا.

صالح ابتسم: كتر خيرك يا بتي، ربنا يچازيكى خير.

في الخارج مع راغب

راغب كان جالسًا في مكتبه، يفكر في سما وكيف بدأت تأخذ خطوات جريئة للدفاع عن عثمان فأرسل لها أحد الخدم وظل شاردا فى تصرفاتها حتى سمع صوت الطرق على الباب فقطعه من أفكاره:
راغب: ادخل.

دخل أحد الخدم بخوف واضح:
الخادمة: ستى سما مش فى اوضتها ياسيدى.

راغب وقف غاضبًا:
راغب: سما؟ مش فى اوضتها ازاى اومال هى فين؟!

الخادمة بتردد: فى اوضة سيدى عثمان.

عثمان بحدة: بجى اكده ياسما بتتحدين طيب اصبرى عليا

انسحبت الخادمة بهدوء، تاركة راغب يتوعد في داخله.

صالح وسما في حديث خاص

صالح (بابتسامة أبوية): سما، أنا عارف إنك بنت چدعة، لكن خلي بالك من نفسك. راغب شكله مش مبسوط إنك بتجفي چنب عثمان هو بردك يابتى راچل صعيدى وغيران عليكى حتى لو من اخوه.

سما: ما يهمنيش، أنا بس عايزة أساعده لحد ما يقف على رجليه.

صالح: طب خلي بالك، راغب مش سهل. وهو طول الوجت شايف إن كل حاچة لازم تمشي على مزاچه.

سما أومأت بصمت، وهي تدرك أن صالح لا يعلم الحقيقة الكاملة، لكنها كانت مصممة على حماية عثمان بأي ثمن، حتى لو كانت الحقيقة تهدد بكشف الماضي.الفصل العاشر

بداخل غرفة عثمان

كان عثمان مستلقيًا على سريره، ملامحه شاحبة وعيناه تحدقان في السقف. الباب يُفتح بهدوء، تدخل سما حاملة كوبًا من الماء وطبقًا صغيرًا به الدواء. نظرت إليه بحذر قبل أن تقترب منه.

سما بصوت ناعم: “لازم تاخد الدوا دلوقتي، الدكتور قال إنك ما ينفعش تأخر الجرعة.”

رفع عثمان عينيه إليها ببطء، ثم زفر بضيق، محاولًا أن يبدو قويًا رغم ضعفه.
عثمان بحدة: “سما، جولتلك جبل اكده إني مش محتاچ مساعدة. ممكن تسيبيني لوحدي؟”

توقفت للحظة، لكنها تجاهلت حدة صوته وجلست على طرف السرير.
سما بإصرار: “مش هسيبك،يا عثمان. مهما حصل، أنا مش جاية هنا عشان أضايقك، أنا بس عايزة أساعدك.”

نظر إليها بغضب ممزوج بحزن عميق، ثم أدار وجهه بعيدًا.
عثمان: “ليه؟ عشان تكملي اللي بدأتيه؟ عشان تظهري قدام الكل إنك انسانة كويسة وزينة بتحبى تساعدى لكن هم مايعرفوش انك مچرد واحدة خاينة غدرت بأجرب انسان ليها”

تغيرت ملامح سما، وصوتها ارتجف قليلاً وهي ترد.
سما: “ما تقولش كده… أنا عارفة إني غلطت لما استسلمت لراغب بس غصب عنى خوفت والله خوفت وكنت اجبن من انى اقف قصاده ، لكن دلوقتي… كل اللي يهمني إنك تقوم بالسلامة.”

مدت يدها لتضع كوب الماء على الطاولة بجانبه، لكنه أمسك بمعصمها فجأة، نظر إليها بعينين مليئتين بالغضب والارتباك.
عثمان بصوت خافت ولكنه مليء بالعاطفة: “سما، وجودك اهنه… بيوچعني أكتر من المرض نفسه. كل ما بشوفك… مشاعري بتتلخبط. ليه بتعملى فيا اكده بتبجى مبسوطة وانتى خابرة زين انك بتأثرى فيا؟

انحبست أنفاسها للحظة، ثم سحبت يدها برفق وهي ترد بهدوء:
سما: “انا هنا عشان أكون جنبك… مش عشان أوجعك،يا عثمان. لو وجودي بيسببلك ألم، أنا آسفة، بس مش هقدر أمشي وأسيبك.”

نهضت من مكانها، ووضعت الأدوية بجانبه، ثم استدارت لتخرج من الغرفة. قبل أن تصل إلى الباب، توقف صوتها المرتعش للحظة.
سما دون أن تلتفت: “عارفة إنك زعلان مني… بس حتى لو ما سامحتنيش، عمري ما هبطل أحاول أعوضك عن اللي حصل.”

خرجت بهدوء، تاركة عثمان غارقًا في صراع داخلي بين غضبه عليها ومشاعره التي بدأت تلين مرة أخرى، رغم كل شيء.

فى بهو المنزل كان راغب واقفا يتحدث الى زينب الخادمة حينما لمح سما خارجة من حجرة عثمان فغلى الدم بعروقه واتجه ناحيتها صاعدا الدرج بسرعة فائقة ولحقها قبل ان تدخل غرفتها وجذبها من يدها بقوة ساحبا اياها ثم دخل الغرفة واغلقها خلفه بشدة والقى سما ارضا، ثم تحدث بحدة وغضب…

راغب بحدة وغضب: كنتى بتعملى ايه فى اوضته يامحترمة يامتربية ها ولا هو سكتناله دخل بحماره؟

سما وهى تحاول ان تظهر القوة: بقولك ايه انا اعمل اللى انا عوزاه وعثمان انا هفضل اراعيه لحد مايقف على رجليه تانى ومش هسمحلك تأذيه انت فاهم.

راغب وهو يجذبها من شعرها: لساتك بتحبيه لساتك ريداه عشان اكده لسة محصلش حبل اوعاكى تكونى بتاخدى موانع تخليكى متحبليش الله فى سماه لو كنتى بتعملى اكده لاكون مخلص عليكى.

سما بصراخ والم: اوعى كدا سيبنى انا مباخدش حاجة.

تركها راغب ونظر لها بترقب: اومال ازاى لحد دلوك مفيش حبل انتى مفكرانى عيل اصغير هتضحكى عليه لا آنى متوكد انك بتاخدى حاچة من وراى عشان تجدرى ترچعيله تانى بس دا بعدك هتخلفى منى يعنى هتخلفى منى ثم مارس حقوقه الشرعية رغما عنها.

في مساء اليوم التالي، كان شاكر يجلس في مكتبه داخل شركته الخاصة، ينظر بتمعن في بعض المستندات التي تخص أحدث الصفقات. المكان كان هادئًا، لكن الجو بدا متوترًا. فجأة، فتح راغب الباب ودخل دون استئذان،كانت ملامحه متجهمة وعيناه تلمعان بالغضب.

راغب: “واضح إنك مشغول چدًا، يا شاكر.”

رفع شاكر عينيه ببرود دون أن يبدى أي انزعاج من اقتحام راغب.
شاكر: “مشغول بالغلطات اللي بتسيبها ورا صفجاتك. وكنت متوجع زيارتك.”

جلس راغب على الكرسي المقابل، يتكئ للخلف بثقة مبالغ فيها.
راغب بسخرية: “غلطات؟ يا راجل! إحنا شركاء في الشغل ده، يعني لو في غلطات،يبجى نصها عليك.”

شاكر بنبرة جادة: “صح شركاء، لكن في حدود. اللي عملته في صفجة الأراضي الأخيرة اتعدى كل الخطوط الحمرا. العجد كان واضح، وما كانش المفروض نتورط مع الناس دي.”

راغب بنبرة استفزازية: “الناس دي اللي بتحكي عنيها هم اللي ضمنوا نچاح الصفجة. لو مش عاجبك الطريجة، كان ممكن تجول بدل ما تجعد تعطلنا بملاحظاتك.”

شاكر: “أنا ما بعطلش حاچة، أنا بحمي نفسي. واللي بتعمله يا راغب ما يعتبرش شغل، دي مجامرة، والمجامرات دي هتغرقنا كلنا.”

اعتدل راغب في جلسته، ونظر إلى شاكر بحدة.
راغب: “اسمعني كويس، ياشاكر. الصفجة دي طلعت ذهب، وإحنا كسبنا أكتر مما كنا نحلم بيه. لو مش عاچبك المكسب، أنت حر. لكن ما تحاولش تلعب دور البريء جدامي.”

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل