
مروان كان عارف إن والده مش هيبطل ضغط عليه، لكنه رغم كل حاجة، مقدرش يمنع نبرة القلق اللي طلعت في صوته
“ربنا يخليك لينا يا بابا وتكمل انت، بس أنا لا!”
أشرف سكت، شرد للحظة، وبعدين قال بصوت أوطى لكن فيه استسلام واضح
“أنا مبقتش زي الأول يا مروان… أنا عايزك تبقى مكاني قبل ما أخسر كل حاجة.”
مروان تجهم، كان متأكد إن والده مسيطر على السوق، فقال باستغراب “بس حضرتك قولتلي إن كل حاجة ماشية كويس، وإنك اكتسحت السوق!”
أشرف قفل عينه ومسح على وشه بتعب، وبعدها قال بصوت مرهق “دلوقتي لا… دلوقتي هخسر كل حاجة.”
مروان حس بتوتر في صوت أبوه ” ليه إيه اللي حصل؟”
أشرف اتحرك من مكانه، وقف عند الشباك وهو بيبص على الشارع، صوته كان هادي لكنه مليان غضب مكبوت ” النظام اتهكر، معلومات حساسة اتاخدت، السوق بقا ضدي، والمنافسين مستنيين اللحظة اللي ينهشوا فيها كل اللي بنيته، محتاج حد في ضهري”
مروان شد نفس طويل، حاسس إن الموضوع أكبر من مجرد صفقة خسرها والده، فقال بتركيز “طب الحل؟”
أشرف لف ببطء، عينه كانت مليانة تفكير عميق، قال بحدة “الحل إنك تدخل معايا وتكون إيدي اللي أتحرك بيها”
مروان سكت، كان دايمًا رافض فكرة دخول عالم الشركات، لكن في حاجة في نبرة أبوه المرة دي خلته يفكر شوية، وبعدها قال “طيب… لو دخلت، هكون حر في قراراتي؟ مش هتتحكم فيا زي ما بتعمل مع الكل؟”
أشرف ابتسم ابتسامة خفيفة لكنها كانت مليانة مكر، قرب من المكتب، سحب كرسيه وقعد، قال بثقة “إنت هتكون حر… بس لازم تكسب، لأن لو خسرت، مش هترجع تخرج من اللي دخلت فيه بسهولة.”
أخد نفس وقال بجديه ” تمام يا بابا، بعد ما الامتحانات تخلص هكون عندك”
رفض بسرعه ” لاء لاء مفيش وقت، لازم اكون جاهز في أي وقت، مش هقدر لوحدي”
اتنهد بملل وقال ” حاضر يا بابا، لما الميدتيرم يخلص على الأقل، اسبوعين وهكون في شركتك، قبل كده مش هقدر”
أشرف ابتسم ابتسامة انتصار، وغمغم بصوت منخفض كأنه بيكلم نفسه
“كويس… اللعبة ابتدت”
عدى كام يوم ويوسف مشافش نور لحد اللحظة دي كأنها بتتجنبه، كانت الأيام بتمر من غير ما يحصل أي جديد، بالليل، يوسف كان في اوضته شغال على لابتوبه، ساب اللابتوب بتاعه على المكتب وفتح موبايله، بص على الرسالة اللي كان باعتها لنور قبل كده، لكنها لسه مشافتش الرسالة لحد دلوقتي بالرغم من إنه باعتها من كام يوم، قفل الموبايل ورماه جنبه على السرير، وبعدين قام ونزل تحت في المطبخ عشان يعمل قهوة تصحصحه شوية، الجو كان ممل وحاسس إنه عايز يعمل حاجة تخرجه من حالة الجمود دي، أول ما دخل المطبخ شافها، حس براحة غريبة، كأن بس وجودها قدامه كان كفاية يخفف شوية من الضغط اللي حاسه، بس الراحة دي ما طولتش، لأنها أول ما سمعته بيتكلم، لفت بسرعة وقالت ببرود “كنت بعمل قهوة، هسيبك براحتك.”
الكلام كان واضح وصريح… عايزة تمشي، عايزة تبعد عنه.
نور اتحركت ناحية الباب، لكن قبل ما تلحق تخرج، يوسف مد إيده ومسك دراعها، وقفها قبل ما تهرب منه زي كل مرة
بصتله، عينيها كانت هادية من برا، بس جواها كان فيه حاجة مختلفة، حاجة مش عارف يفسرها
“بتهربي ليه؟” سألها بصوت هادي، لكنه كان مباشر جدًا.
سحبت دراعها براحة من إيده
“مش بهرب” ردت بهدوء وإيجاز
“طب وليه في أوضتك علطول؟ مش بشوفك حتى صدفه، ولا بتردي عليا ” سألها وهو بيراقب تعابير وشها.
“عندي امتحانات وبذاكر.” قالتها بسرعة كأنها كانت متوقعة السؤال، وبعدها لفت علشان تمشي، لكن صوته ناداها قبل ما تخرج “نور.”
وقفت، بس ملفتش ليه، استنت بس تكمل تسمع كلامه
“أنا عارف إنك متضايقة مني، بس غصب عني… أنا لما بتعصب بنسى أنا بتكلم مع مين… آسف لو كنت رخم.”
فضلت ساكتة لحظة، وبعدين لفتله، رسمت على وشها ابتسامة مزيفة وقالت “ولا يهمك، أنا متضايقتش أصلًا… انت عندك حق اساسا”
نبرة صوتها كانت هادية جدًا، بس كانت فيها حاجة وجعته أكتر من لو كانت زعقتله، لفت عشان تمشي بس وقف قدامها ومنعها تخرج، همس ” طب وليه بتتجنبيني؟، ليه مش بشوفك خالص؟، بتوحشيني ليه؟”
رفعت عينيها ليه بسرعه وقالت بارتباك ” ي…يوسف ”
” عيونه”
ارتباكها زاد وضربات قلبها كانت بترقص، صوتها طلع واطي وهيا بتقول ” لو سمحت سيبني امشي، كلامك كله لسه بيتردد في وداني ومش هنساه صدقني”
اتصدم من كلامها لانه متوقعش انها هتقول كده، اتعدل وقال برسميه” كلامي مكانش ليكي يا نور، بجد ساعات بنسى انا بكلم مين وبنسى بقول ايه، انا حتى مش فاكر انا قولت ايه وقتها، ياريت تقبلي اعتذاري”
لفت وشها بعيد عنه وقالت ” مفيش داعي للإعتذار اساسا يا يوسف، انا مش زعلانه ولا حتى متضايقه”
سألها بشك” ده بجد ولا بتقولي كده وخلاص؟ ”
بصتله وقالت ” صدقني الموضوع مش مستاهل، تصبح على خير ”
خرجت من المطبخ واخدت نفس طويل كأن الهوا كان محبوس جوا، حست بدقات قلبها بترقص وبقت طبول وابتسامه ظهرت على وشها، طلعت على اوضتها جري واخيرا حست بفرحتها كامله
تاني يوم، نور كانت واقفة مع آدم في الكلية بتضحك على حاجة كان بيحكيها، دكتور مروان كان معدي وشافها واقفه معاه، وقف لحظة، نظرته اتقلصت وهو بيبصلها، حس بانزعاج غريب مش قادر يتحكم فيه، ضيق عينيه وعضّ على سنانه وبعد ثانية اتحرك ناحية المدرج من غير ما يقول أي حاجة
نور وهي بتضحك مع آدم، لمحت مروان وهو داخل، رفعت إيدها تبص في ساعتها، لقت لسه فاضل وقت، آدم لاحظ شرودها وسألها “فيه إيه؟”
ردت بسرعة وهي بتشاور ناحية المدرج
“الدكتور دخل بدري، فافتكرت إن السكشن بدأ.”
آدم هزّ راسه وقال بودّ “خلاص، طالما دخل، فادخلي.”
ابتسمتله بسرعة واتحركت ناحية المدرج، دخلت وهي بتاخد نفس عميق، لقت الدكتور بيحضر البروجكتور، فقعدت في مكانها، والسكشن بدأ عادي.
في نهاية السكشن، وبعد ما خلص الشرح، مروان سحب نفس عميق وقعد على طرف المكتب، نظرته جابت كل الموجودين وهو بيقول بصوت هادي لكنه حاسم “عايز أتكلم معاكوا في موضوع يا شباب.”
الكل ركّز معاه، مستني يسمع هو عايز يقول إيه، فتابع بنبرة واضحة
“طبعًا إحنا في جامعة محترمة، وكلكوا عارفين ده كويس، لكن للأسف، في ناس مش بتعمل اعتبار لحاجة زي دي، وبلاقي معظمكوا، كبنات أو أولاد، بتتعاملوا مع بعض كأنكوا مش في جامعة أصلاً.”
نور حسّت بضيق وهي بتسمع كلامه، بس مروان كمل، نبرته واضحه،حادة وهو بيقول “مش طبيعي أبقى ماشي وأشوف بنت واقفة مع ولد بالطريقة اللي بشوفها… ياريت نخف شوية، كل واحد براحته طبعا، بس بره الجامعة، احترموا المكان اللي انتوا فيه، بدل ما كل واحدة تبقى ماشية على حل شعرها!”
الكلام الأخير خرج منه وهو مثبّت عينيه على نور، نور حست ببرودة في أطرافها، والأنظار اللي اتوجهت لها أو هيا حست بكده أكدت إحساسها… لكن أكتر حاجة أوجعتها؟ كانت نظرته
19
#نصيبي_في_الحب
وزع نظره على الباقي وهو بينهي كلامه” طبعا في بنات محترمه هنا وعارفه كل الكلام اللي انا بقوله، اتمنى تتعلموا منهم ”
نور شدّت على القلم اللي في إيدها، كانت متوقعة إنه يكمّل الجدال، لكنه ببساطة أنهى الموضوع بجملة مقتضبة “لو حد عنده أي سؤال يتفضل، وياريت نركز في الامتحانات، اتفضلوا”
قالها بصوت هادي لكنه واضح إنه مشحون بحاجة مكبوتة، وبعدها لفّ ناحية المكتب كأن النقاش ماحصلش من الأساس، نور بمجرد ما خلص مروان كلامه وقال لهم يتفضلوا، لمّت حاجتها بسرعة وخرجت من المدرج بسرعه
مسكت موبايلها بسرعة ورنت على ادم، أول ما رد قالت له بصوت واضح لكنه فيه حاجة مكبوتة “آدم، مش هقدر أكمل باقي اليوم، أنا هروح”
آدم استغرب نبرتها وسألها بقلق “إنتي كويسة؟ حصل حاجة؟”
نور هزت راسها رغم إنه مش شايفها وقالت بسرعة “لاء، بس مش عايزه احضر الباقي فقولت اروح”
” طب استني ربع ساعه وهجيلك نروح”
رفضت بسرعه ” لاء كمل يومك عادي، انا اساسا خرجت من الكليه”
آدم فضل ساكت للحظة بس قال بودّ “طب خلاص، لو احتاجتي حاجه كلميني”
نور تمتمت بشكر سريع، وقبل ما يرد، قفلت المكالمة وهي بتاخد نفس عميق وتحاول تهدي ضربات قلبها اللي لسه مش مستقره
وصلت البيت ودخلت، وهيا داخله لمحت يوسف من بعيد كان بيتكلم في الموبايل، شاورلها استنى بس هيا طلعت على اوضتها بسرعه وكأنها مشافتهوش اصلا، دخلت اوضتها، رمت شنطتها على السرير ووقفت في نص الاوضه وهيا حاسّة إن دماغها هتنفجر من كتر التفكير، ليه مروان كان بيبصلها كده؟ ليه كلامه كان موجه لها بشكل واضح؟ وليه أصلاً هي متضايقة؟!
قبل ما تلحق تغرق أكتر في أفكارها، باب الأوضة خبط، خفقة قلبها زادت، راحت فتحت الباب ببطء ولقت يوسف واقف قدامها، عيونه بتراقبها باهتمام، كأنه عارف إنها متضايقة حتى لو مش بتقول، حط إيده على الحيطة جنب الباب وقال بنبرة شبه ساكنة لكنها جدية “إيه الموضوع؟ مالك؟”
ردت بسرعة، كأنها مستعدة للسؤال ده “مفيش حاجة.”
رفع حواجبه وسألها بشك “لسه زعلانة مني؟”
نور هزّت راسها وقالت بإصرار “لاء، الموضوع خلص خلاص.”
سألها باهتمام “طب وليه لما شاورت لك تستني مستنتيش؟”
نور عضّت على شفايفها وقالت “سوري، مخدتش بالي، كنت عايزني في إيه؟”
يوسف وقف للحظة، كأنه بيقرر يكمّل كلامه ولا لأ، لكن في الآخر قال بنبرة هادية “وقت تاني… لما تكوني أحسن.”
مشي من قدامها من غير ما يسمع ردها وهيا خدت نفس عميق قبل ما تقف باب اوضتها
بالليل، كانت نور قاعدة على مكتبها، الكتب والمذكرات مفتوحة قدامها، لكنها كانت سرحانة أكتر ما كانت مركزة، كانت بتحاول تذاكر، لكن في حاجات كتير واقفة قدامها، وكأن عقلها رافض يستوعب أي معلومة جديدة، كل شوية ترجع لجزء معين في المحاضرة، وتحس إنها مش فاهمة، رغم إنها كتبت الملاحظات كويس، كان عندها كذا سؤال، وكانت ناوية تسأل مروان عنهم، لكن بعد كلامه النهاردة… لا، مستحيل، وهيا حست أنه كل كلمه قالها موجهه ليه، اتنهدت بضيق، وزقت الكتاب بعيد عنها، حاسة إن مفيش فايدة من المحاولة دلوقتي، فتحت فونها تفصل شويه ولقت رساله من البنات بيقولولها تنزل تقعد معاهم شويه، قبل ما تقفل فونها رن برقم غريب، بصت على الشاشة، رقم غريب. ترد ولا تسيبه؟ ترد.
فتحت وقالت بصوت عادي”ألو؟”
جالها صوت رجولي، تقيل ومليان قلق
“نور؟”
ضيقت عينيها، مش متعودة حد غريب يناديها باسمها كده “أيوه… مين معايا؟”
“أنا والد معتز.”
اتشنجت للحظة، معتز؟ بيتصل عليها ليها؟
سمعته بيتنهد بعمق، وكأنه بيحاول يسيطر على توتره ” هو فين؟”
سكتت، استوعبت سؤاله، بس ردت بجفاف
“إزاي يعني فين؟ أنا معرفش عنه أي حاجة، ومليش علاقه بيه”
“انتي متأكدة؟” صوته كان شاكك، كأنه مش مصدق.
“متأكدة طبعًا، وإزاي حضرتك بتسألني عنه أصلاً؟”
سمعته بياخد نفس عميق، وبعدها قال
“لأن آخر حاجة عرفتها إنه سافر وراكي… ومن وقتها ما رجعش، ومش بيرد على موبايلاته.”
حاولت تسيطر على صوتها وقالت بحدة
“وأنا مالي؟ معرفش عنه أي حاجة.”
“طيب لو عرفتِ أي معلومة، ياريت تبلغيني.”
ردت بسرعة “مش هيحصل، لأن أنا أصلاً مش عايزة يبقى ليا أي علاقة بيه.”
وبدون ما تستنى رد، قفلت المكالمة وهي حاسه إن عقلها خلاص مش قادر يستوعب اللي بيحصل، جابت رقم يوسف وبتردد رنت عليه، بعد لحظات وصلها صوته الناعس “ألو؟”
قالت بسرعه لما حست أنه صوته نعسان
“أسفة لو صحيتك، بس كنت عايزة أسألك عن حاجة.”
صوته كان هادي وهو بيرد “اسألي.”
اترددت لحظة، لكنها قررت تدخل في الموضوع مباشرة “معتز…”
حست إنه اتضايق، لكنه سأل ببرود “ماله؟”
قالت بتردد
“إنت عملتله حاجة؟”
يوسف سكت لحظه قبل ما يسألها بنبرة غريبة “بتسألي عليه ليه؟”
زفرت بضيق وردت بسرعة “أكيد مش بسأل عنه… بس باباه كلمني وسألني عليه، وبيقولي إنه عرف إنه سافر ورايا آخر مرة ومن وقتها مرجعش.”
يوسف فضل ساكت ثواني، وبعدها قال بجملة قصيرة “هيرجع خلال كام ساعة.”
قبل ما تلحق ترد لقته قفل الفون، اتنهدت بضيق وحاولت ترن عليه تاني بس مردتش، سابت فونها ونزلت للبنات
بعد شويه، يوسف نزل بسرعة، خطواته كانت مستعجلة، سارة رفعت عينيها من على الموبايل وسألته باستغراب “رايح فين؟”
رد بسرعة وهو بيكمل طريقه “عندي شغل.”
خرج من البيت بخطوات ثابتة، ونور كانت متابعة تحركاته بعينين مترقبتين، استأذنت من البنات وخرجت بسرعة، لحقته قبل ما يركب عربيته، نادته بصوت واضح “يوسف!”
وقف مكانه، لفّ يبصلها، عيونه كانت هادية بس فيها تساؤل، قربت منه وحاولت تسيطر على نبضات قلبها اللي بدأت تسرع من غير سبب واضح
سألته بوضوح “معتز فين؟”
لمحت التغيير الطفيف في ملامحه، رفع حواجبه شوية، وقال بنبرة باردة “يهمك في إيه؟”
نور شدّت نفس عميق، ردّت بسرعة “يهمني.”
رفع حاجبه وسألها بنبرة مش مفهومة ” يهمك؟!”
هزت راسها بتأكيد ووضحت ” يهمني اعرف عملت ايه معاه، لأني مش عايزاك تتأذي بسببه.”
رد بنبرة هادية لكنها حادة “متشغليش بالك، أنا عارف أنا بعمل إيه.”
نور عضّت على شفايفها، وقالت بسرعة
“ممكن تسيبه في حاله؟ ملكش دعوة بيه، وأنا هعرف أتصرف معاه، دي حاجه تخصني”
يوسف قفل باب العربية بقوة وبصّلها بصة طويلة قبل ما يسألها بتهكم “بتردّيهالي يعني؟!”
ضيقت عينيها وقالت باستنكار “إيه العلاقة؟! أنا بقول كده عشانك، معتز شخص مؤذي وأكيد مش هيكسِت، وصدقني، لو حصلك حاجة…”
سكتت فجأة تحاول ترتب كلماتها وهو سألها باهتمام “إيه؟ لو حصلي حاجة إيه؟”
نور بصّتله، اترددت لثواني، بعدين قالت بصوت واطي لكنه واضح “مش هسامح نفسي”
سألها بلا مبالاة “ويهمك أصلًا؟!”
نور خدت نفس عميق، بصتله بجدية، ملامحها كانت متوترة لكنها مصممه “آه، يهمني، أنا مش عايزة يحصل لك حاجة بسببي، معتز مش سهل.”
يوسف قرب خطوة، سألها بحده “وأنا سهل؟”
اتوترت من قربه، لكنها حافظت على هدوئها وقالت “مش قصدي كده، بس أنا اللي لازم أتصرف معاه”
بصلها بصه أخيرة، نبرته كانت واضحة وقاطعة وهو بيقول”نور، انهي الكلام، معتز أنا عارف أنا هتصرف معاه إزاي، وانتي ملكيش دعوة بيه، ابدا ”
فتح باب عربيته وركب بسرعة واتحرك من قدامها من غير ما يبصّ وراه، فضلت واقفه مكانها، بتتابع العربية وهي بتبعد، عقلها مشوش ومش عارفة تعمل إيه، فضلت واقفة مكانها، عينيها متعلقة بالمكان اللي يوسف اختفى فيه، عقلها مشوش، وأفكارها بتتصارع جواها، بعد لحظات، سمعت خطوات حد جاي ناحيتها، لفت ولقت داليا واقفة قدامها، ملامحها مليانة قلق
سألتها بصوت هادي “في إيه؟ مالك؟”
نور رفعت أكتافها بلا مبالاة، وكأنها بتحاول تخفي اللي جواها، وقالت بنبرة متعبة “معرفش… حاسة إني تايهة.”
داليا عقدت حواجبها وسألتها بلطف “ليه؟ إيه اللي مخليكي كده؟”
نور زفرت ببطء قبل ما تقول بنبرة فيها شوق لحياة مش قادرة ترجع لها “يمكن… زهقت، عايزة أرجع لحياتي القديمة، جامعتي القديمة، صحابي، النادي، الحفلات المستمرة… كل حاجة عايزاها ومفتقداها، نفسي عمو يكلمني ويقولي ارجعي بيتك، خلاص كل حاجة خلصت.”
داليا بصتلها بحنان، وربّتت على كتفها بخفة وهي بتقول بصوت مطمئن “قريب إن شاء الله، كل حاجة هتكون بخير.”
فضلوا ساكتين شوية، كل واحدة فيهم غارقة في أفكارها. بعد لحظة، داليا قالت بنبرة فيها لمحة خفية من الفضول “مع إني حاسة إن في حاجة تانية، بس هسيبك تتكلمي وقت ما تحبي.”
نور بصتلها بامتنان واكتفت بابتسامة صغيرة قبل ما تاخد نفس عميق، تحاول تهدي نفسها، وتحاول تقتنع إن كل حاجة هتكون بخير فعلاً.
طلعت اوضتها وحاولت تنام بس النوم ابعد ما يكون، وقفت في البلكونه فتره طويله أفكارها بتتزاحم، حاجات كتير بتفكر فيها ومش عارفه تعمل ايه في حياتها اللي اتقلبت دي، يكفي حتى أنها تخلص السنه دي كليتها وترتاح منها، ده لوحده حمل، في وسط أفكارها سمعت صوت عربيه بتركن، بصت وعرفت انها عربية يوسف وأنه اخيرا رجع
20
#نصيبي_في_الحب
نزلت بسرعة، لحقت يوسف وهو داخل،
نادت عليه بصوت فيه توتر واضح “يوسف!”
وقف مكانه، لفّ وبصلها ببرود “فيه إيه تاني يا نور؟ مستنيه لدلوقتي ليه؟ مش قولتلك متتدخليش!”
قربت منه بخطوات سريعة، نبرتها مشحونة بالغضب “ليه بتتصرف كأنك الوحيد اللي ليك حق تتحكم في كل حاجة؟ ليه كل ما أحاول أتكلم معاك تخليني أحس إني ماليش صوت؟”
ضحك بسخرية، حط إيديه في جيوبه “عشان واضح إنك مش فاهمة حاجة، أنا بعمل كده عشان مصلحتك، وإلا انا مالي”
عينيها لمعت بالغضب، رفعت صوتها شوية “وأنا مش طفلة! مش محتاجة حد يحميني، مش محتاجة إنك تاخد قرارات عني! معتز مش مشكلتك، مشكلتي أنا!”
قرب منها فجأة، نبرته بقت أهدى لكنها مشحونة بمشاعر مكبوتة “مشكلتك؟ وإنتي متأكدة إنه مش مشكلتي؟ نور، فاهمة إيه معنى إن حد يهددك وأفضل واقف ساكت؟ مستحيل، مش وأنا هنا.”
بصتله بثبات رغم خفقان قلبها “يعني إيه؟ تقصد إيه بـ مش وأنا هنا؟”
يوسف أخد نفس عميق، كأنه بيحارب نفسه، وبعدين قال بصوت أخفض، لكنه مليان إحساس “يعني إني مش هسمح لحد يلمسك بسوء… مش هسمح لحد يقرب منك أصلاً.”
نور كانت على وشك إنها ترد، لكن لقت نفسها ساكتة، فجأة كل الغضب اللي كان جواها اتبخر، رفعت عينيها لعينيه، ولأول مرة شافت الحقيقة واضحة فيهم، يوسف مش بيتحكم فيها… يوسف خايف عليها.
نطقت بصوت هادي، بس كان مليان مشاعر أكتر مما توقعت “يوسف… أنا، أنا فاهمه قصدك بس قولتلك قبل كده، انا خايفه عليك”
قرب خطوة صغيرة، بس كانت كفيلة تخلي قلبها يدق أسرع ” من مين يا نور، انتي شكلك مش عارفاني كويس بجد، انا اللي بيتخاف مني، وخاصة لو حد قرب من حاجه تخصني، صدقيني مبفكرش ودي مشكله كبيره، لاني بدمر اللي قدامي لمجرد أنه أذى أو ضايق شخص بحبه، عشان كده متعاتبنيش، انا عارف انا بعمل ايه”
لحظة صمت طويلة، كانت حاسّة بيها كأنها أعمق من مجرد لحظات… وبعدها، هزّت راسها بهدوء، يوسف استنى ردها، ولما طولت في السكوت، قال بصوت هادي لكنه عميق “نور… متخلينيش أندم إني قلت اللي عندي.”
رفعت عينيها ليه، نبرة صوتها كانت أهدى، لكن مشاعرها كانت فوضى ” بس انا، انا حد عادي في حياتك، مش محتاج انك تدمر حد آذاني زي ما قولت”
ابتسم بس ابتسامة باهتة، كأنه عارف إنها هتقول كده، قرب منها خطوة صغيرة وخفض صوته “طب اسمعي قلبي… بدل ما تركزي في الكلام.”
كلامه كان مباشر، أقوى من أي حاجة كانت متوقعة، قلبها دق بسرعة، بس حاولت تفضل متماسكة، حست انها متوتره ومش عارف تتكلم، كل الكلام هرب وكأنها مش عارف تتكلم بأي لغه، بعدت شويه وخدت نفس، حاولت تغير الموضوع بسرعة، تبعد عن التوتر اللي بدأ يملأ الجو، رفعت حاجبها وسألت ببرود مصطنع “طب ممكن تقولي عملت إيه مع معتز؟”
يوسف ضيّق عينيه، بصلها بضيق واضح، نبرته كانت حادة بس هادية في نفس الوقت “فكك من معتز بالله، مش مهم تعرفي ولا تسألي عنه.”
نور عقدت دراعاتها قدام صدرها، مصرة تكمل “بس هو….”
قاطعها بسرعة، صوته كان قاطع، حاسم “ولو ضايقك تاني حتى بالغلط، ياريت تعرفيني.”
نظرتها فضلت عليه للحظة، كانت عايزة تعرف أكتر، تفهم اللي وراه، بس عينيه كانت قاطعة، مش ناوي يقول أكتر، في الآخر، اتنهدت، وقررت تسكت… مش دلوقتي على الأقل
بعد لحظة صمت، يوسف غيّر الموضوع وسألها بنبرة أهدى، كأنه بيحاول يخرجها من التفكير اللي كانت غرقانة فيه “وإنتِ؟ عاملة إيه؟ ايه اخبار الدنيا معاكي؟!”
نور رفعت كتفها بلامبالاة وردّت عادي، نبرتها كانت هادية ومسطحة “تمام، مفيش جديد.”
بصلها للحظة، كأنه مش مقتنع بكلامها، لكنه معلّقش، ساب لها مساحة تتكلم لو عايزة، لكنها اكتفت بكلامها المختصر.
سألها باهتمام “وإيه أخبار امتحاناتك؟”
ردّت بهدوء وهي بتعدل خصلات شعرها ورا ودنها “كان عندي مادتين الأسبوع ده، وعندي أربع مواد الأسبوع الجاي، والسته الباقيين على الاسبوع التالت”
هزّ راسه بتفكير وسألها “عارفة تذاكري كويس؟”
ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت بثقة “آه، بذاكر عادي… بس في أسئلة بتقف قدامي، وكنت عايزة أسألها للدكتور بس…”
سكتت فجأة، كأنها فاقت لنفسها قبل ما تحكي حاجة مش عايزة تقولها، يوسف لاحظ التردد في صوتها وسألها مباشرة “ايه…بس إيه؟”
حاولت تدارك الموقف بسرعة وقالت “بس كان عندي محاضرة بعده على طول ومعرفتش أسأله.”
يوسف معلّقش على تبريرها، لكنه قال ببساطة “تمام، هاتي وأنا أذاكرلك اللي واقف قدامك”
نور رفعت عيونها له، ملامحها مستغربة عرضه المفاجئ وسألته باندهاش “إمتى ده؟”
قال بثقة وكأنه مش شايف أي مشكلة “دلوقتي، مش إنتِ فاضية؟”
هزّت راسها وقالت بتردد “بس الوقت اتأخر…”
رد عليها بثبات، وكأن كلامها مش مقنع بالنسبة له “وإيه المشكلة؟ بكرة إجازة.”
سكتت وهي بتحاول تفكر في رد، لكنه سبقها وقال وهو بيشاور على الترابيزة اللي في الجنينة “اطلعي هاتي كتبك… هستناكي هنا”
نور فضلت واقفة لحظة، مترددة، بتفكر في كلامه… بس في الآخر، أخدت نفس عميق وقالت بصوت هادي “خلاص، هجيب كتبي وانزل”
يوسف ابتسم ابتسامة جانبية وهو بيهزّ راسه، قعد على الكرسي في الجنينة، وطلع فونه يقلب فيه شويه على ما تنزل
نور طلعت بسرعة أوضتها، وقفت لحظة قدام المراية وهي بتحاول تستوعب الموقف، ليه أصلًا وافقت؟ يوسف ما كانش بيدّيها فرصة ترفض، طريقته دايمًا حاسمة، وكأن اللي بيقوله لازم يحصل.
لمّت كتبها بسرعة ونزلت، قربت من الترابيزه وحطّت الكتب قدامه وهي بتقول “ها… شوف هتفيدني بإيه بقى؟”
يوسف بصّلها بنظرة جانبية قبل ما ياخد الكتاب منها، فتحه وقعد يتصفحه بسرعة وهو بيقول بثقة “أنتِ فاكرة إني مش هعرف أشرح ولا إيه؟”
نور ابتسمت بخبث وهي بتسند دراعها على الترابيزه وبتحط راسها على كتفها “هو بصراحة آه، شاطر في ضرب الناس بس مش عارفة في المذاكرة إيه وضعك!”
يوسف رفع حواجبه، وبصلها بتحدي وهو بيقلب الصفحة ببطء قبل ما يقول بثقة “إنتي ناسية إني كنت الأول على دفعتي ولا إيه؟”
نور بصت له باندهاش مصطنع وهي بتفتح عينها بتمثيل واضح “بجد؟ أول مرة أعرف!”
يوسف ضحك بخفة وهو بيقلب الصفحة، وبدأ يشرح لها نقطة كانت واقفه معاها، كل ما كانت تسأل سؤال، كان بيرد ببساطة وثقة، وطريقته في الشرح كانت أسهل مما توقعت
بعد حوالي ساعة، نور كانت ساندة بضهرها على الكرسي، عينيها متعلّقة عليه وهو بيتكلم، بتتأمله من غير ما تحس، ملامحه وهو بيشرح، نبرة صوته الواثقة، وطريقته الهادية… كل حاجة فيه كانت مختلفة عن أي حد عرفته قبل كده، فجأة، وقف عن الكلام وبصلها، لاحظ نظرتها، فرفع حواجبه وسأل بخفة “إيه؟ سرحتي؟”
نور انتبهت بسرعة وحرّكت رأسها بارتباك “ها؟ لا… لا، كنت بس بفكر في حاجة.”
يوسف ابتسم ابتسامة خفيفة، ومال بجسمه شوية لقدام، صوته بقى أهدى وهو بيقول “طيب، إنتي كويسة؟”
سؤال بسيط، لكنه كان مباشر زيادة عن اللزوم… وكأنه مش بيسأل عن حالها دلوقتي، كأنه بيسأل عن كل حاجة شاغلة بالها، نور بصت له للحظة، حسّت إنها ممكن تحكي، ممكن تقوله كل حاجة بتفكر فيها، بس في نفس الوقت… سكتت، وبدل ما ترد، اكتفت بابتسامة خفيفة وهي بتقول بصوت هادي “أنا كويسة.”
يوسف فضل يبصلها للحظة، كأنه مش مقتنع، لكنه في الآخر قال بهدوء: “طيب… لما تبقي مش كويسة، قوليلي.”
نور بصتله، ابتسامتها بقت أوسع، لأول مرة من فترة، حسّت إنها مش مضطرة تشرح، ولا تبرر… بس عرفت إنه بطريقة ما، فهم.
نور أخدت نفس عميق وهي بتبص للكتاب قدامها، كان لسه في نقط كتير محتاجة تراجعها، لكنها حست إن عقلها مش معاها، مشغولة بكلام يوسف وطريقته اللي حسستها إنه مهتم بجد، ومش مجرد سؤال وخلاص، يوسف قفل الكتاب بإيده وضرب عليه بخفة وقال “خلاص، كفاية كده النهارده، بكره نكمل.”
نور رفعت عينيها له وسألت باستغراب “بكره؟ مين قال إني محتاجة درس خصوصي يومي؟”
يوسف ابتسم ابتسامة جانبية وقال بثقة “مش قلتِ إن عندك أربع مواد الأسبوع الجاي؟ يبقى هنكمل.”
نور قعدت تبصله لثواني، وبعدين هزّت راسها بخفة وهي بتقول بسخرية “واضح إنك مستمتع أكتر مني.”
يوسف ضحك ضحكة قصيرة وقال بمزاح “يمكن… بس فعلاً، أنا بعرف أشرح، مش كده؟”
نور سندت على الترابيزه وهي بتضغط عليها بدراعها وقالت بمكر “أها… مش بطّال.”
يوسف رفع حواجبه وقال بتحدي “مش بطّال؟ بس كده؟”
نور ضحكت وقالت بهزار “آه، لو كنت مدرس بجد، كنت ممكن أديك تقييم أعلى.”
يوسف حط كوعه على الترابيزه وسند وشه على إيده وهو بيبصلها بنظرة ثابتة وقال بصوت هادي لكنه عميق “طب ماشي… لو كنت مدرس بجد، كنتِ هتركزي في اللي بقولُه، ولا هتفضلي تبصيلي كده؟”
نور اتفاجئت من كلامه، حسّت أن وشها بقا سخن، رفعت ضهرها بسرعة وعدّلت قعدتها، قلبت الصفحة قدامها بعشوائية وقالت وهي بتحاول تخفي توترها “إنت بتوهم نفسك، أنا كنت مركزة في اللي بتقوله عادي.”
يوسف ضحك بهدوء وقال وهو بيرجع بضهره للكرسي “طبعًا… أكيد.”
نور قررت تغير الموضوع بسرعة وقالت وهي بتقف “خلاص بقى، بجد الوقت بقى متأخر، وأنت كمان شكلك محتاج تنام”
يوسف هزّ راسه وقال بهدوء “لاء، أنا جعان.”
نور رفعت حواجبها وقالت باستغراب “إنت مكلتش؟”
يوسف ضحك ضحكة خفيفة، لكنه قال بنبرة فيها عتاب مستتر “لاء، في واحدة رخمة كلمتني وصحّتني من النوم مخصوص وخلّتني أخرج على ملا وشي… عشان واحد ما يستاهلش.”
نور حست بالحرج، ضغطت على كف إيدها بعصبية وقالت بسرعة “أنا آسفة، مكنتش…”
قاطعها قبل ما تكمل، نبرته كانت واضحة، ثابتة “إنتِ تعملي اللي إنتِ عايزاه يا نور، مش محتاج تبرير.”
سكت لحظة، وبعدين كمل بنفس النبرة الهادية “يلا، اطلعي نامي إنتي، وأنا هقلب رزقي في المطبخ.”
نور فضلت واقفة لحظة، وكأنها بتحاول تلاقي حاجة ترد بيها، نور بصّتله وقالت بتردد “طب… ممكن أعملك أكل؟”
يوسف رفع حاجبه بسخرية خفيفة وقال “وإنتِ بتعرفي؟”
نور بصّتله باندهاش وحطّت إيديها على وسطها وهي بتقول بنبرة شبه معترضة “إنت مستهون بيا؟”
يوسف ضحك ضحكة خفيفة وهزّ راسه وقال بسرعة “لاء، مين قال كده؟”
نور عقدت إيديها وقالت بثقة “تمام، استنى هنا، خمس دقايق وهكون مجهزة حاجة.”
يوسف ابتسم وهو بيسند على الترابيزه وقال بمزاح “طيب، بس لو الأكل وحش، هتعوضيني بحاجة تانية.”
نور رفعت حواجبها وقالت بتحدي “مش هتحتاج تعويض، بس لو عجبك… أنا اللي هطلب تعويض!”
يوسف ضحك وقال “اتفقنا!”
نور لفت بسرعة وراحت ناحية المطبخ، وابتسامة صغيرة بدأت تتسلل لملامحها… يمكن دي أول مرة تكون مرتاحة مع يوسف بالشكل ده
نور كانت لسه داخلة المطبخ وفجأة سمعت صوت خطوات وراها، لفت بسرعة ولقت يوسف واقف عند الباب، ساند على الحيطة بإيده وبيبصلها بابتسامة جانبية
نور رفعت حواجبها وسألته باستغراب “إنت جاي ورايا ليه؟ مش قلت استناني برا؟”
يوسف هز كتفه وقال ببساطة “حبيت أشوفك وإنتِ بتطبخي… أتأكد إنك مش هتحرقي المطبخ.”
نور زفرت بضيق مصطنع وقالت وهي بتفتح التلاجة “حقيقي ثقتك فيّا رهيبة!”
يوسف ضحك وقال “ده أنا حتى مستنيكِ تثبتيلي العكس!”
نور طلعت شوية مكونات وحطتها على الرخامة وهي بتتمتم “هثبتلك، بس متتكلمش كتير.”
يوسف قرب منها وهو بيحط إيده على الرخامه، صوته كان هادي ” يعني لو أكلك طلع حلو هتطلبي مني طلب”
نور رفعت عينيها له وقالت بتحدي “أيوه، وهطلب حاجة صعبة كمان.”
يوسف قرب أكتر، صوته بقى أهدى وهو بيقول “وأنا مستعد أنفذها”
نور عضت شفايفها بتفكير، وبعدين مدت إيدها قدامه وقالت بابتسامة “اتفقنا؟”
يوسف بصّ لإيدها للحظة، وبعدين مسكها بين إيده وضغط عليها بخفة وهو بيهمس “اتفقنا.”
نور حسّت بحرارة لمسته، قلبها دق أسرع شوية، لكنها بسرعة سحبت إيدها وركّزت على تحضير الأكل وهي بتحاول تخبي ابتسامة صغيرة ظهرت غصب عنها
نور حاولت تتجاهل التوتر اللي سابتها لمسته على إيدها وبدأت تجهز الأكل، حطت الطاسة على النار وبدأت تسخن الزيت، بس يوسف لسه واقف مكانه بيتابعها باهتمام، بصتله بسرعة وقالت “إنت مش هتروح تقعد؟ الوقفة هنا مش هتفيدك بحاجة.”
يوسف هزّ راسه وقال بثقة “لازم أشرف على الشيف، وأنا مش مسؤول عن أي حاجة تتحرق.”
نور ضحكت بسخريه وهي بتقلب المكونات “متقلقش، الأكل هيطلع أحسن مما تتخيل.”
يوسف قرب أكتر، ووقف جنبها وهو بيبص على اللي بتعمله، قال بنبرة ماكرة “يعني متأكده إنك مش محتاجة مساعدتي؟”
نور زوّدت النار شوية وقالت بنبرة متحدية “محتاجة بس تبعد عشان متلغبطنيش.”
يوسف ابتسم ابتسامة جانبية، بس فعلاً رجع خطوة ورا وهو بيقول “حاضر، بس خلي بالك، لو الأكل ما طلعش على المستوى المطلوب، طلبي هيكون صعب انا كمان”
نور رفعت حاجبها وقالت بثقة “ولا يهمني، اتفقنا، مش كده؟”
يوسف حط إيده على الترابيزه وسند عليها وهو بيبصلها بنظرة عميقة “اتفقنا، بس ياريت متندميش.”
نور حست بقلبها بيضرب أسرع، بس خفت توترها وهي بتكمل طبخ، وبعد فترة قصيرة كانت خلصت ووضبت الأكل في طبق وحطته قدامه وهي بتقول بفخر “اتفضل، واحكم بنفسك.”
يوسف قعد قدام الطبق وبصلها، بعدين مسك الشوكة وبدأ يدوق الأكل، نور فضلت مترقبة وهي متأكدة إنه مش هيلاقي غلطة، لكنه فجأة رفع عينه لها وقال بجدية “مممم…”
نور ضيقت عينيها وقالت بتوتر “إيه؟ مش عاجبك؟”
يوسف أخد شوكه تانية وبعدين قال وهو بيهز راسه ببطء “مش عارف… محتاج لقمة كمان عشان أحكم.”
نور ضربت على كتفه بخفة وقالت بضيق مصطنع “يوسف، كفاية تمثيل، الأكل حلو وأنا عارفة.”
يوسف ضحك وقال أخيرًا “حقيقي، طلع حلو جدًا… بس ده معناه إن ليكي طلب، صح؟”
ابتسمت وقالت “أيوه، وطلبي هو…”
يوسف استنى، عيونه مثبتة عليها، ملامحه مليانة فضول…
نور اتنفست بعمق وهمست “عايزة أعرف إنت كنت هتطلب مني إيه لو الأكل ما طلعش حلو.”
يوسف اتفاجئ من الطلب، بصلها للحظة، وبعدين ابتسم ابتسامة غامضة، قرب منها شوية وهمس بصوت خافت “كنتي هتعرفي في الوقت المناسب.”
نور رفعت حاجبها وقالت بتحدي “يعني مش هتعرفني؟”
يوسف ابتسم وقال بنفس النبرة الماكرة “لأ، لأنك كسبتي الرهان… بس المرة الجاية، متأكد إنك هتخسري، وساعتها هتعرفي طلبي كان إيه.”
نور حاولت ترد، بس لقت نفسها فجأة مستمتعة بالتحدي، وبدل ما تناقشه، قررت تسيب الموضوع مفتوح… وقالت ” بما انك مش هتقولي كنت عايز ايه، يبقى لسه ليا طلب”
ابتسم وقال ” سامعك”
فكرت شويه وقالت ” هطلبه منك في الوقت المناسب ”
ابتسم وقال ” اقعدي كلي معايا”، قالها وهو بيحرك الطبق ناحيتها، لكنها هزت راسها بإصرار وقالت “مستحيل أكل قبل ما أنام.”
رفع حاجبه باستغراب وسألها “ليه؟”
“غلط… ممكن أتخن.”
يوسف ضحك بخفة وقالها بمزاح “وفيها إيه يعني؟”
نور بصتله بجدية وقالت “لأ طبعًا، إنت عارف أنا عانيت إزاي علشان أخس!”
يوسف لاحظ الجدية في صوتها، سألها باهتمام “إيه ده… إنتي كنتي تخينه؟!”
نور سحبت نفس عميق وقالت بهدوء “آه، والموضوع كان عامل لي عقدة.”
يوسف ضحك وقالها بنبرة خفيفة وهو بيهز رأسه “عقدة إيه بس يا بنتي، المهم إنك حاليًا راضية عن نفسك، بس على فكرة…”
نور رفعت عينيها له مستنياه يكمل كلامه، فقال بابتسامة “لو كنتي مليانة، أكيد كنتي برضه حلوة، لأن شكلك دلوقتي مفيهوش حاجة مش حلوة.”
نور اتفاجئت من كلامه، بصتله للحظة بارتباك قبل ما ترفع عينيها بعيد وهي بتقول بخفوت “إنت بتقول أي كلام وخلاص.”
“لأ… أنا عمري ما بقول كلام مش مقتنع بيه.”
نور حسّت بقلبها بيدق أسرع، لكنها بسرعة غيرت الموضوع وقالت وهي واقفة “أنا هطلع أنام، تصبح على خير.”
يوسف راقبها وهي بتمشي، ابتسم وهو بيهز راسه
كان صابح الامتحان ونور قاعدة وسط كتبها، بتحاول تركز في مذاكرة مادة مروان، لكن عقلها كان في حتة تانية تمامًا، كانت ماسكة القلم وبتشغبط لا إراديًا في الهامش، خطوط عشوائية مالهاش معنى، لحد ما فجأة، لقت نفسها بتكتب حرف الـ Y، عقدت حواجبها باستغراب، بصت للحرف كأنها مش مصدقة إنها كتبته، وبسرعة شهقت بخفة وشغبطت عليه بقوة، كأنها بتحاول تمحيه من دماغها قبل ما تمحيه من الورق، سندت على ضهر الكرسي، سحبت نفس عميق، وهي بتحاول تشتت نفسها وترجع تركز… بس السؤال الحقيقي كان” ليه أصلاً كتبت الحرف ده؟”
نور حاولت تتجاهل اللي حصل، قلبت الصفحة بسرعة وقررت تركز في اللي قدامها، لكن عقلها كان رافض يسيبها في حالها، الحرف الصغير اللي كتبته من غير وعي كان عامل زي صفعة صحيتها من شرودها.
سابت القلم من إيدها، ومسحت على وشها بإحباط، حست إنها تايهة وسط أفكارها، قعدت تلوم نفسها “إيه اللي بيحصل لي؟ ليه دماغي مش قادرة تفصل؟”
وقبل ما تفكر زيادة، موبايلها رن فجأة، بصت للشاشة، وللحظة قلبها دق أسرع لما شافت الرقم… اتخضت وهيا شايفه اسم يوسف، ازاي كانت لسه بتفكر فيه ولقته بيكلمها، اترددت لحظة، بس في الآخر ردت “ألو؟”
جالها صوت واطي وواضح في نفس الوقت “ازيك يا نور؟”
نور اتعدلت وردت “تمام، كنت بذاكر.”
سألها بتركيز “في حاجة واقفة قدامك؟”
هزت راسها وقالت بثقة “لاء، أنا راجعت كل الأفكار اللي ممكن تيجي في المادة دي.”
“عظيم، يبقى لو جالك سؤال صعب في الامتحان هتتصرفي، مش كده؟”
ابتسمت بخفة وقالت ” أن شاء الله ”
فضل ساكت للحظة، كأنه بيفكر في حاجة، وبعدها قال “طيب، لو احتاجتي حاجة قوليلي، ماشي؟”
“ماشي، شكرًا.”
تاني يوم، ركبت نور العربية مع آدم في طريقهم للكلية، كانت هادية، بتحاول تركز في آخر مراجعة قبل الامتحان، كانت بتراجع كويس وباين عليها متوتره
بصلها وقال ” اهدي يا نور، مش انتي مذاكره كويس؟!”
بصتله وقالت بتوتر ” مذاكره بس براجع”
قالها يحاول يطمنها ” دكتور مروان امتحاناته سهله علفكره، صدقيني هتحلي كويس”
هزت راسها بقلق وهيا بتتمتم ” يارب”
وصلوا ودخلت المدرج بسرعه، قلبها كان بيدق بسرعة، دخلت وقعدت وبدأت تراجع بسرعه قبل ما مروان يدخل
بعد لحظات، دخل مروان بابتسامته الواثقة، عينيه بتمسح المدرج كعادته، لكنه ركز نظره على نور للحظة أطول، حست بده ونزلت عينيها بسرعة، متجنبة أي لقاء نظرات بينهم، مروان شاور للمراقب اللي معاه وقاله بهدوء “وزع الورق.”
بعدها رفع عينه على الطلبة وقال بصوت مطمئن “متقلقوش يا شباب، الامتحان كويس، اللي جاي مذاكر أكيد مش هيحس بصعوبة في الامتحان، هو في بس سؤالين فيهم فكره علشان يميزوا الناس اللي مذاكره”
كلماته كانت عادية، موجهة للجميع، لكن نور حسّت كأنها موجهة ليها بشكل خاص، خاصة أنه بيبصلها هيا، بلعت ريقها، أخدت نفس عميق، واستعدت لاستلام الورقة، بتحاول تبعد أي أفكار تانية عن دماغها دلوقتي، نور استلمت الورقة، أخدت نفس عميق، وبدأت تقرأ الأسئلة، كانت مركزة، بتحاول تفصل دماغها عن أي حاجة تانية، عدى الوقت وهي بتحل، كانت الأسئلة في مستوى توقعها، يمكن في كام نقطة صعبة، لكنها فاكرة إن يوسف شرح لها جزء كبير منها، افتكرت كلامه وإزاي كان بيتعامل بثقة وهو بيشرحلها، الابتسامة اللي لمحتها على وشه لما فهمت نقطة معقدة، وإزاي كان بيحاول يطمنها إنها هتعدي الامتحان بسهولة، خلصت أغلب الأسئلة، لكن في سؤال واحد وقفها. مسكت القلم، شغبطت شوية في الهامش، بتحاول تفتكر الخطوة اللي نسيّاها، وفجأة حست بنظرة حد عليها، رفعت راسها بحذر، وعينيها لاقت مروان واقف عند مكتبه، عيونه مستقرة عليها، للحظة، حسّت إن الوقت وقف، لكنه بسرعة حوّل نظره ناحية الطلبة التانيين كأنه مكنش باصص ليها من الأساس.
رجعت تاني للورقة، قلبها كان بيدق، بس حاولت تركز، لاء، دلوقتي مش وقت تفكير في أي حاجة تانية، لازم تخلص الامتحان.
مروان كان ماشي بين الطلبة، عيونه بتمشي على الورق قدامهم بسرعة، وكأنه بيقيم مستواهم بنظرة واحدة، مر جنب أكتر من طالب، وقف لحظات عند بعضهم، لكن لما وصل عند نور، وقف مكانه بدون ما يتحرك، نور كانت مركزة في ورقتها، بتحاول تحل السؤال اللي موقفها، لكن فجأة حسّت بظل واقف عندها، رفعت عينيها ببطء، وقلبها بدأ يدق بسرعة لما لقت مروان واقف جنبها، باصص للورقة اللي قدامها.
مقالتش حاجة، لكن إيده اتحركت ببطء، وشاور بقلمه على نقطة معينة في الورقة، بصتله باستغراب، وبعدين لعِبت بالقلم اللي في إيديها بتوتر، فهمت إنه بيديها تلميح، لكنه ماسبهاش تفكر كتير، لأن صوته الواطي وصل لها “ركزي هنا… كنتِ قريبة من الحل الصح.”
رفعت راسها تبصله، لكنه سحب نظره بسرعة وكمل طريقه بين الطلبة، وكأن اللي حصل مكنش ليه أي معنى.
نور بصت للورقة، فكرت في كلامه، وفجأة النتيجة طلعت قدامها، ابتسمت بخفة، وكملت حلها، لكن عقلها كان مشغول بحاجة تانية… ليه ساعدها في حل السؤال ؟
مرت الدقايق الأخيرة بسرعة، وأخيراً، أعلنت اللجنة انتهاء الوقت، نور اتنفست بارتياح، جمعت حاجتها، ووقفت تستعد تخرج، لكن وهي في طريقها لباب المدرج، سمعت صوت هادي، لكنه واضح “نور، ثانية واحدة.”
وقفت مكانها، لفتله ومشيت ناحيته، وقفت قدامه وسألته بحذر “نعم؟”
مروان وقف بطريقة مريحة، إيده في جيب بنطلونه وقال بابتسامة خفيفة “كنت عايز أعرف رأيك في الامتحان، كان سهل؟”
قالت بثقة “اه، كان في نقط محتاجة تركيز، بس الحمد لله، حليت كويس.”
رفع حاجبه وهو بيبص لها وقال “تمام، لأنك كنتِ مترددة شوية في الإجابة اللي شاورتلك عليها، بس لحقتي نفسك.”
نور حسّت إن الكلام فيه تلميح لحاجات تانية، بس قررت تطنش وقالت “اه، كنت بفكر فيها بس فهمتها في الآخر.”
مروان سكت لحظة قبل ما يقول بنبرة أخف “حلو، ركزي في الفاينل، بالتوفيق”
قالت بسرعة “تمام، شكراً.” وبعدها استأذنت ومشيت، لكن وهي خارجة، فضلت حاسة بنظراته عليها
نور خرجت من المدرج وهي بتفتح فونها، لقت “ميسد كول” من يوسف، ابتسمت لا إراديًا ورنت عليه فورًا.
يوسف رد بسرعة كأنه كان مستني مكالمتها “أخيرًا يا نور، ها.. الامتحان كان إيه أخباره؟”
قالت بحماس واضح “كان حلو جدًا، الحمد لله! كنت متوترة في الأول، بس لما بدأت أحل ارتحت”
يوسف ضحك بخفة وقال “طبعًا، أنا واثق إنك كده كده هتحلي كويس.”
نور رفعت حاجبها وقالت بمزاح “واثق فيا أوي كده ليه؟”
قال بجدية ظاهرة في صوته “عشان عارف إنك شاطرة ومجتهدة.. ومش هتضيعي تعبك على الفاضي.”
نور سكتت للحظة وهي بتحاول تخفي ابتسامتها، بعدين قالت “شكرًا على ثقتك.”
رد بسرعة وبنبرة مازحة “الشكر بعد النتيجة.”
ضحكت وقالت “خلاص، لما النتيجة تطلع، أول حد هيعرفها هيكون أنت.”
يوسف قال بثقة “ده الطبيعي.”
نور وقفت عند باب الكلية، وقالت “طيب هقفل دلوقتي، آدم مستنيني برا.”
قال بهدوء “ماشي.. روحي، وهاتي لنفسك حاجة حلوة النهارده، تستاهلي.”
نور ابتسمت وقالت ” هاتهالي انت ”
ابتسم وقال ” من عنيا بس كده”
ارتبكت وقالت ” يلا باي ”
” باي يا قمر ”
قفلت المكالمة وهي لسه مبتسمة، وبعدها أخدت نفس عميق ومشيت ناحية آدم
عدّت الأيام، وامتحانات الميدتيرم خلصت أخيرًا، نور كانت حاسة براحة غريبة رغم التعب، ويمكن السبب الحقيقي مش بس إنها خلصت الامتحانات، لكن لأنه خلال الفترة دي، يوسف كان جزء كبير منها.
كان دايمًا موجود بيساعدها في أي حاجة مش فاهماها، ساعات كان بيشرح لها بصبر، وساعات تانية كان بيغيظها لما تحس إنها متلغبطة، بس في النهاية كانت بتخلص مذاكرتها وهي مطمنة إنها فاهمة كل حاجة بفضله، بصت قدامها لعلبة الشوكولاته اللي قدامها، يوسف جابهالها لما طلبت منه يجيبلها حاجه حلوه، افتكرت لما ادهالها، بس عرف منين انها بتحب نوع الشوكولاته ده، بالرغم من أنها بتحب الشوكولاته بس مفتحتهاش، عايزه تحتفظ بيها لأخر عمرها، بدأت تحس إن وجوده بقى أساسي في يومها، وإنها متعودة على صوته، على كلماته، على طريقته وهو بيشجعها، كانت حاجة جديدة عليها.. إحساس غريب بيكبر جواها من غير ما تقرر أو حتى تاخد بالها في البداية.
نور كانت قاعدة قدام داليا، بتبصلها وبتحرك راسها بين كل جملة والتانية، بس الحقيقة إنها ما كانتش سامعة ولا كلمة من اللي بتقوله، صوت داليا كان مجرد همهمة بعيدة في الخلفية، وأفكارها كانت في مكان تاني تمامًا… عند شخص تاني تمامًا، كانت مستغرقة في دوامة تفكيرها، عايزة تفهم اللي بيحصل جواها، عايزة تلاقي تفسير لكل المشاعر اللي بدأت تحس بيها تجاه يوسف، إمتى بقى وجوده مهم بالشكل ده؟ وإزاي بقت بتفكر فيه من غير ما تقصد؟
“نور؟”
رمشت بسرعة ورفعت عينيها على داليا اللي كانت بتبصلها بتركيز واضح، حاجبها مرفوع وعلامات الشك على وشها
“هاه؟”
داليا شبكت دراعها وقالت بنبرة عارفة الإجابة مسبقًا “أنا بقالى خمس دقايق برغي، وانتي ولا هنا، في إيه؟”
نور أخدت نفس، ابتسمت ابتسامة صغيرة وقالت بسرعة “لا، مفيش، كنت بفكر في حاجة.”
داليا قربت أكتر وقالت بمكر “حاجة؟ ولا حد؟”
نور اتوترت، بس بسرعة قالت بنبرة هادية “لا طبعًا، حاجة.”
بس داليا مصدقتش بسهولة، وقالت وهي بتضحك “أيوه يا نور، عارفة جدًا ‘الحاجة’ دي شكلها عامل إزاي.”
نور قلبت عينيها وقالت “خلاص بقى، مش موضوع مهم.”
داليا ضحكت وقالت بثقة “لو مش مهم، كان عقلك سابني وراح له؟”
سؤال داليا فضّل متعلق في الجو، ونور مكنتش عندها إجابة
نور حسّت بالذنب لأنها سرحت عن كلام داليا، حاولت تدارك الموقف وقالت بسرعة
“كنتي بتقولي إيه؟”