روايات

رواية نصيبي من الحب الفصل الاول حتى الفصل الثاني والعشرون بقلم الكاتبه بتول عبد الرحمن حصريه وجديده 

رواية نصيبي من الحب الفصل الاول حتى الفصل الثاني والعشرون بقلم الكاتبه بتول عبد الرحمن حصريه وجديده 

ملك دخلت أوضة هبة بخطوات سريعة، قربت من السرير وهي بتقول بصوت واطي “هبة… إنتي بقيتي كويسة ولا لسه تعبانة؟”
هبة حركت نفسها بصعوبة، صوتها طلع متكاسل وهي بتقول بنبرة مرهقة “مش هروح النهارده، تعبانة.”
ملك قعدت جنبها على السرير، بصتلها بقلق وقالت “طب يا بنتي روحي لدكتور يكشف عليكي بدل ما انتي حاسة بتعب كده.”
هبة فتحت عيونها بسرعة كأن كلامها نبهها، وهزت رأسها بنفي مستعجل “لا لا، مفيش داعي… أنا أصلاً باخد علاج.”
“بس العلاج مش جايب نتيجة، شوفي حاجه اقوى”
هبة اتنهدت وقالت بصوت ضعيف “لاء، ده مريحني”
ملك مدت إيدها على الكومود عشان تاخد شريط البرشام وتديها منه، اخدته بس كان فاضي، رفعت حاجبها وقالت وهي بتقلبه في إيدها “ده خلص… مفيش تاني؟”
هبة شاورت بتعب ناحية الدرج “في علبة في الدرج.”
ملك فتحت الدرج بسرعة، طلعت علبة الدوا وأخدت منها شريط جديد، وهيا بترجع الشريط شافت حاجه صدمتها وخلت إيديها تتجمد مكانها، حسّت بدقات قلبها بتعلى فجأة، مدت إيديها بتردد، رفعت الاختبار ببطء، وبمجرد ما شافته بوضوح… شهقت بصوت مسموع

P14
” ايجابي؟! يعني حمل؟ ازاي؟ حامل ازاي وليه ومن مين؟ “بصوت مهزوز خرج الكلام بصعوبة من ملك
هبه أول ما شافت الاختبار في إيد ملك وسمعت كلامها عيونها وسعت برعب، قامت بسرعة وخطفته منها بعصبية وهيا مش عارفه تقول ايه، ملك همست بصوت مليان صدمة “هبة… ده بتاعك؟”
هبة ما ردتش، كان وشها شاحب، عينيها بتتهرب، كأنها مش عايزة تواجه الحقيقة.
ملك خدت خطوة لقدام، صوتها بقى أعلى وفيه مزيج من القلق والغضب “جاوبيني يا هبة! الاختبار ده بتاعك؟”
هزت راسها وملك شهقت، دماغها مش مستوعبة اللي بيحصل. قربت منها أكتر وهمست بخوف “إزاي؟! إزاي ده حصل؟! وامتى…؟!”
هبة رفعت إيديها قدامها كأنها بتحاول توقف سيل الأسئلة وقالت بسرعة” معرفش، سيبيني في حالي”
ملك بصتلها بعدم تصديق، لكن أكتر حاجة خوفتها في اللحظة دي… كانت نظرة هبة.
نظرة شخص مش بس خايف… نظرة حد عارف إن المصيبة اللي وقع فيها أكبر بكتير من إنه يهرب منها، نظره مسالمه تماما وكأنها فاقده الامل، ملك فضلت واقفة مكانها، الإختبار في إيديها، إحساس بالدوار سيطر عليها، حسّت إنها بتحلم، مستحيل اللي قدامها يكون حقيقي، بصت لهبة اللي كانت متوترة، عنيها متعلقة بالأرض، بتتحاشى تمامًا النظر لملك، الغضب بدا يتسلل لصوت ملك وهي بتقول بحدة “فهميني، اللي بيحصل ده حلم ولا علم؟ برري وقولي حاجه تانيه، اكدبي حتى وطمنيني”
هبة رفعت عينيها ببطء، الدموع ملمعة فيهم، صوتها طلع ضعيف وهي بتقول بارتباك “ملك… أنا… مش بإيدي.”
“مين اللي عمل كده؟!”
هبة فضلت ساكتة، صوت أنفاسها بس هو اللي كان مسموع، ملك شبكت حاجبيها، قلبها كان بيصرخ بالجواب قبل ما تنطقه، لكنها رفضت تصدق، بصوت منخفض لكنه كان زي الطعنة، همست “عبد الرحمن… صح؟”
هبة غمضت عينيها ودموعها نزلت بغزارة، مجرد بكاء صامت لكنه كان أبلغ من أي كلمة، ملك اتراجعت خطوة لورا، حطت إيدها على رأسها وهي بتحاول تهدي رعشة جسمها، همست بعدم تصديق
“أنا حذرتك… أنا فضلت أقولك تبعدي عنه… وانتي بعدتي فعلاً… رجعتيله تاني ليه؟! ليه؟!”
نفت براسها” مرجعتش”
“يعني إيه؟! أومال ده حصل ازاي…؟!”
هبة خدت نفس متقطع، عنيها متغرقة دموع، مش قادرة تتكلم، ملك قربت خطوة، صوتها بقى واطي بس كله ارتجاف وغضب وخوف” قولي الحقيقه ”
سكتت فملك كملت بمراره “إيه اللي هيحصل دلوقتي؟! ليه مفكرتيش في الكل؟! يوسف؟ بابا؟ جدو؟ انتي أكيد بتهزري… انتي عارفة لو يوسف عرف؟!”
هبة رفعت وشها بسرعة، عيونها مليانة رجاء وخوف وهي بتهز راسها بضعف، ملك كملت “انتي دمرتي نفسك… ازاي؟! ازاي تفرطي في أغلى حاجة عندك كده؟!”
هبة فتحت بُقها كأنها هتتكلم، لكن ملك قاطعتها قبل ما تنطق، صوتها كان بيعلى مع كل كلمة، إحساسها بالكارثة كان بيخنقها “إيه اللي المفروض يحصل دلوقتي؟! دي كارثة! انتي دمرتي نفسك وضيعتيها!”
بصتلها من فوق لتحت، كأنها لأول مرة تشوفها، وبعد لحظة، شهقت بصدمة وقالت “ده السبب اللي مخليكي حابسه نفسك هنا؟ ليكي حق… أصل هتعملي إيه؟! بعد ما ضيعتي نفسك… هتعملي إيه؟! هتواجهي العالم ازاي”
هبة انفجرت في بكاء هستيري، انهارت تمامًا، كانت عايزه تتكلم وتنطق بالحقيقه، قالت وصوتها بيرتجف ” انا……”
ملك قاطعتها قبل ما تكمل، صوتها كان عالي ومليان صدمة وغضب ومرارة
“ضيعتي نفسك! أنتي ضيعتي نفسك، برافو عليكي…برافو! مستقبلك كله اتدمر مين هيقبلك دلوقتي؟! محدش حتى هو نفسه مش هيقبلك!”
همست بضعف “أنتي متخيلة نتيجة ده إيه؟! طفل… طفل حرام… هنعمل إيه دلوقتي؟!”
هبة كانت بترتعش، دموعها نازلة بغزارة، قلبها بيدق بسرعة مش قادرة تتنفس من كتر الخوف حاولت تتكلم، تحاول تنطق بالحقيقة اللي كانت بتقتلها من جوه، لكنها كانت مخنوقة، الحروف كانت بتخونها…
لحد ما خرجت الكلمة، الكلمة اللي كانت سجنها”أنا… اغتـ ـصِبت”

يوسف كان قاعد في مكتبه، عيونه مثبتة على شاشة الكمبيوتر، لكن عقله مشغول بمليون حاجة في نفس الوقت، فجأة رنة فونه قطعت تفكيره، بص للشاشة ولما شاف اسم المتصل ابتسم تلقائيًا
رد بهدوء ” الريك حبيبي”
جاله صوت ريكاردو من الطرف التاني بنبرة فيها عتاب خفيف ” حبيبك ايه بقا ما خلاص، شكلك نسيتنا خلاص”
يوسف ضحك بخفة وقال “مش ناسيك طبعا، بس مشغول جدًا، الوضع طلع أصعب مما كنت متخيل.”
ريكاردو سكت لحظة، وبعدها قال بجدية “ومعرفتنيش ليه؟ عارف إنك بتحب تحل أمورك بنفسك، بس إحنا إخوات قبل أي حاجة.”
يوسف اتنهد وقال بثقة “عارف، بس أنا قادر أحل مشاكلي هنا، وأنت مع نفسك هناك، سايبلك مهمة كبيرة”
ريكاردو ضحك وقال بمزاح “يا جوزيف مش عايزك تضغط نفسك، وقولي لو في حاجة مضايقاك، لأني سامع في صوتك حاجة مش مظبوطة.”
يوسف مسح وشه بإيده وقال بنبرة منخفضة ” عندي خاين في الشركه وشاكك في كذا حد ومش عارف إذا كان خاين واحد ولا كذا واحد ”
ريكاردو سأل باهتمام ” كام واحد شاكك فيهم ”
” اربعه”
عرض عليه بتفكير ” طب وصلني بسيستم شركتك وأنا هتصرف”
يوسف اعترض” لاء يا ريك خليك في شغلك وأنا هنا عارف اتصرف”
ريكاردو قال بحسم “وصلني بكل شيء تعرفه، وأنا هتصرف في الباقي.”
يوسف قال بحزم “لا، خليك في شغلك أحسن، أنا هتصرف هنا.”
زفر بضيق وقال ” وانت مالك يا جوزيف؟ أنا عارف شغلي، خلينا نخلص، المهم عندي تخلص مشاكلك بسرعة عشان ترجع.”
يوسف ابتسم بخفة وقال ” هرجع قريب يا ريك، بس سيبلي انا موضوع الخاين ده وانا هحتاج منك حاجه تانيه قريب اوي”
انهى المكالمه ولقى باب المكتب بيخبط، دخل تيمور وقال بنبرة عملية “عندنا ميتينج كمان نص ساعة، ويدوب نتحرك دلوقتي.”
يوسف رفع عينه وبص للساعة بسرعة، وبدأ يلم حاجته وتيمور قال”في كام حاجة كنت عايزك تراجعها وتوقع عليها.”
“امضي انت، أنا مش راجع بعد الميتينج.”
تيمور رفع حاجبه وسأله “ليه؟”
يوسف قال بهدوء وهو بيحط الملفات في شنطته “عايز أروح بدري، خطيب سارة جاي ووعدتها اني هكون في استقباله”
تيمور هز رأسه بتفهم بس أصر “طيب، ممكن تراجع الأوراق في وقت تاني؟ أنا عايز توقيعك انت عليها.”
يوسف ضحك بخفة وقال “انت زيك زيي، ليه بقى؟ أنت عارف إن توقيعك هو توقيعي، مفيش فرق.”
تيمور بصله بجدية وقال” عشان انا مش عايز حد يعرف المعلومات اللي في الفايل غيرك، حتى انا مش عايز اعرفها”
يوسف ضيق عينيه باستغراب ” ايه السبب، انا بثق فيك وانت عارف ده كويس”
تيمور ابتسم ابتسامة غامضة وقال “معلش، زيادة أمان، عايزك انت بس اللي تعرفها.”
يوسف اتنهد وقال “طيب، تعالى بالليل بالورق وهراجعه.”
تيمور هز رأسه بالنفي وقال “الورق مش معايا، زين عابدين بعته بس محدش فتحه، انت بنفسك افتحه وقت ما تكون فاضي”

بعد ما يوسف خلص الميتينج، رجع البيت وهو حاسس بإرهاق شديد، لكن كان محتاج يجهز نفسه لاستقبال إسلام وعيلته. دخل أوضته، رمى الجاكيت على الكرسي، وبدأ يفك ازرار قميصه وهو بيتجه للحمام، فتح المياه الباردة ووقف تحتها شوية يحاول يصفّي ذهنه من ضغط الشغل والمشاكل اللي محاوطاه، بعد ما خلص، خرج وهو بينشف شعره بالفوطه، فتح دولاب هدومه واختار قميص كحلي مع بنطلون رمادي، لبس بسرعة وبعدها نزل للدور الأرضي.

وصلت عيلة إسلام، وكان يوسف واقف مع محمد عند باب الفيلا في انتظارهم. أول ما نزلوا، اتقدّم يوسف بابتسامة وهو بيمد ايده لإسلام، واللي بدوره صافحه بحرارة، بعدها بدأ التعارف بينهم وبين يوسف في جو ودي، وكان واضح إن إسلام شخص هادئ ومتزن، وكلامه مرتب، اتناقشوا شويه لحد ما نهال حضرت الغدا وكلهم اتجمعوا ع الغدا
بعد ما خلصوا الغدا، القعدة فضلت مستمرة في الصالون، الجو كان هادي ومريح، والحديث ماشي بسلاسة، يوسف كان قاعد بيتكلم مع اسلام وبيحاول يفهم شخصيته ويفهمه اكتر، محمد كان بيتكلم مع والد إسلام في مواضيع عامة، في حين إن نهال كانت بتتكلم مع والدته بلطف، سارة كانت قاعدة بهدوء بتسمع كلامهم وبتشارك في الكلام لما يكون مناسب

داليا دخلت اوضة نور وهي شايلة صنية الأكل، ابتسمت وهي بتحطها قدام نور وقالت بخفة ” طنط بعتت الأكل ده بما إننا مش هنشارك معاهم”
نور بصتلها وضحكت ” جعانه جدا بجد ”
داليا قعدت جنبها واتشاركوا الغدا وبعد لحظات داليا سالت “معتز حاول يضايقك تاني؟”
نور رفعت عينيها من على الطبق وبسرعة نفت “لاء مكلمنيش خالص… مش عارفة إزاي استسلم كده! ”
داليا استغربت وسألتها “يمكن مستسلمش… بس حد وقفه عند حده؟”
نور عقدت حواجبها بتفكير وسألتها ببطء” تقصدي إيه؟”
داليا رفعت أكتافها كأنها مش متأكدة، لكن نظرتها كانت بتقول إنها شاكة في حاجة. نور فهمت بسرعة وقالت بحذر”قصدك إن ممكن يكون يوسف عمله حاجة؟”
داليا لمعت عينيها بلمحة خبيثة وقالت بنبرة غامضة “جايز… انتي عارفة إن معتز عمره ما هيكست، ومعنى إنه ساكت إن في حد سكّته”
نور حست بقشعريرة خفيفة، فركت كفها بتوتر وهي بتحاول تستوعب الاحتمالات اللي داليا بتلمح لها، فضلت ساكتة وهي بتحاول تستوعب كلام داليا، رفعت عينيها لداليا وسألتها بنبرة فيها بعض القلق” لو كان يوسف فعلاً عمل حاجة… تفتكري عمل إيه؟”
داليا ضحكت بخفة وقالت” معرفش بس ياريت يعلمه الادب شويه”
حركت المعلقة في طبقها وهي سرحانة، وهمست وكأنها بتكلم نفسها”طيب ليه؟”
داليا سمعتها وابتسمت بمكر
“ليه إيه؟ ليه معتز ساكت؟ ولا ليه يوسف بيحميك؟”
نور اتوترت ونفت بسرعة “لا لا، قصدي… قصدي معتز طبعًا”
داليا ضحكت أكتر وقالت “آه طبعًا!”
نور تجاهلت تلميحها وكملت أكلها بسرعة عشان تنهي الحوار، لكن عقلها كان شغال

نهال دخلت أوضة هبة بهدوء، شايلة صنية عليها أكل خفيف وكوباية عصير، قربت منها وقعدت جنبها على السرير، حطت الصينية قدامها وقالت بحنية “هتفضلي صايمة لحد إمتى؟ كلي لقمة على الأقل.”
هبة بصتلها بعدم رغبة، بس تحت إصرار نهال، خدت معلقه على مضض، نهال فضلت ساكتة شوية وهي بتراقبها، وبعدها قالت بحذر ” وضعك بيسوء ليه، اتصل بالدكتور ييجي يشوفك؟!”
هبة رفعت عينيها بسرعة، وقالت بصوت واطي”لاء انا بس تعبانة شوية ، هبقى كويسة بكره او بعده متقلقيش ”
محبتش تضغط عليها، فضلت قاعدة معاها لحد ما أجبرتها تخلص اكلها ، وبعدها غطتها وسألتها “تحبي أنام جنبك النهاردة؟”
هبة بسرعة هزت راسها بالنفي، فنهال ابتسمت وقالت بهدوء “طيب نامي وارتاحي، وأنا هبقى أطمن عليكي.”
خرجت من الأوضة وسابتها نايمه

لما الوقت بدأ يتأخر، إسلام وعيلته استأذنوا، يوسف خرج معاهم لحد الباب وصلهم للعربيه وبعدها رجع للبيت وهو حاسس أنه مرتاحله، دخل البيت ولقى ساره في انتظاره، راحتله وسألته ” ايه رايك؟! شكلك بيقول أنه دخل دماغك”
” المهم يدخل دماغك انتي، هو انا اللي هتجوزه؟!”
” يوسف مترخمش، بسألك بجد”
ابتسم وقال بجديه “إنسان راقي ومحترم، وأهله ناس كويسة، يارب يكون خير الزوج ليكي”
سارة ابتسمت بسعادة، يوسف سألها ” اومال فين هبه؟ مشوفتهاش انهارده ليه؟!”
“تعبانة شوية، في أوضتها بترتاح.”
يوسف ضيّق عيونه ورفع حاجبه وهو بيسأل “تعبانة من إيه؟ وليه مقولتليش؟”
سارة حاولت تهديه وقالت بسرعة “معدتها تعباها شوية، مش حاجة تقلق يعني.”
يوسف مقتنعش وقام يتطمن عليها بنفسه

طلع السلم بسرعة، أول ما وصل قدام أوضة هبة خبط خبطتين خفاف، ولما ما سمعش رد فتح الباب ودخل بهدوء، كانت نايمة على جنبها، حاضنه نفسها وملامحها شاحبة جدًا،
قرب منها، قعد على طرف السرير ونادى بصوت واطي لكنه حازم “هبة… انتي صاحية؟”
هبة فتحت عينيها ببطء، ولما شافته حاولت تقعد، لكنه مد إيده ومنعها بلطف “لاء خليكِ زي ما انتي، مالك؟”
هبة ابتسمت ابتسامة ضعيفة وقالت بصوت واطي “مفيش، شوية تعب وهبقى كويسة.”
يوسف ضيق عيونه وهو بيبصلها، واضح إنه مش مقتنع بكلامها وخصوصا لما شاف شكلها، سألها “كلتي؟”
هزت راسها ببطء، فاتنهد وقال وهو بيحاول يخفف من نبرة قلقه “طيب، لو حسيتي بأي حاجة غريبة، قوليلي فورًا، مفهوم؟”
هبة بصتله للحظة، كان في قلق واضح في عيونه، فهزت راسها بالموافقة
وقف وسحب الغطا عليها أكتر، وبص لها للحظة قبل ما يقول بحزم “هخلي دكتور يجي يكشف عليكي الصبح.”
هبة بسرعة رفعت عيونها ليه وقالت بقلق “لاء، مفيش داعي، أنا بجد كويسة!”
لكنه كان واخد قراره، وبنبرة ما تقبلش نقاش قال “أنا اللي هقرر ده، مش انتي.”
وبدون ما يقول حاجة تاني طلع من الأوضة، سابها غرقانة في توترها وخوفها من اللي ممكن يحصل بعد كده

دخل أوضته وسحب فونه من جيبه، فتحه بسرعة ولقي رسالة من نور، ابتسم وهو بيفتحها.
“وقت ما تفضى كلمني أغيرلك ع الجرح.”
ضحك بخفة ورد بسرعة”مستنيكِ.”
عدي ثواني قبل ما يوصله ردها “ربع ساعة وهكون عندك.”
رمى الفون على السرير وغير هدومه واستناها

بعد شوية، الباب خبط فقام يفتحه وشافها قدامه، ابتسمت وسألته “إيه الأخبار؟”
رد بابتسامة وهو بيبصلها ” الحمد لله، تمام”
جهزت الحاجات بسرعة وقالت بحماس “يلا؟!”
استغرب سرعتها وسألها “إيه الاستعجال ده؟”
قالتله وهي شغالة بتحضر الأدوات “بذاكر وعندي امتحان لكذا مادة فمكسلة أضيع وقت.”
رفع حاجبه وقال بهدوء “طب لو حاجة وقفت قدامك، ممكن تسأليني.”
بصتله وقالت بمزاح “وأنت هتعرف؟”
ضحك وقال بثقة “عيب عليكي! أي حاجة هجاوبك عليها.”
ابتسمت وبدأت تغيرله على الجرح، لمستها كانت حذرة، وحركتها سريعة لكنها خفيفة، خلصت بسرعة وقالت بارتياح”كويس إنك ماجهدتش نفسك النهاردة، شاطر”
ضحك بخفة ورد عليها “ده عشان إسلام كان هنا مش أكتر.”
شدت نفس وهي بتبصله بجدية وقالت
“ده مش معناه إنك لازم تتعب نفسك في الأيام العادية، صحتك أهم.”
كان بيسمعها بانتباه وابتسامه بلهاء على وشه، سألته فجأة “أنت نمت إمتى النهاردة؟”
رد بهدوء وهو بيعدل قعدته “نمت ساعة الصبح قبل ما أنزل.”
بصتله بصدمة “إزاي ساعة واحدة كفتك؟!”
ابتسم وقال بنبرة عادية كأنه بيقول شيء بديهي “متعود على كده، ده أمر عادي بالنسبالي.”
هزت رأسها بعدم اقتناع، لكنها قررت تأجل أي محاضرة تانية عن النوم ليوم تاني، يوسف بصلها بابتسامة خفيفة وقال بهدوء “يلا روحي كملي مذاكرتك، وزي ما قلتلك، لو حاجة وقفت قدامك، عرفيني.”
نور هزت راسها بابتسامه، وشالت الحاجات بسرعة وهي بتقول “ربنا يسهل.”
خرجت وهو فضل باصص وراها لحظة، بعدين أخد نفس عميق وقرر يحاول ينام شوية، رمى نفسه على السرير، لكنه كان عارف إن النوم مش هييجي بسهولة، دماغه كانت شغالة، مليانة أفكار، غمض عينيه، يمكن يقدر يريح جسمه شوية قبل ما يبدأ يوم جديد، مليان مسؤوليات ومفاجآت

يوسف فتح عينه بتقل، حس بجسمه مرهق وكأن النوم كان تقيل بشكل غريب، بص حواليه في الأوضة وهو بيحاول يستوعب الوقت، عينه وقعت على الساعة… كانت 2.
حس أنه واخد كفايته من النوم من فتره طويله ،دخل الحمام بسرعة وأخد شاور علشان يفوق وبعدها خرج وفتح موبايله، مجرد ما فتحه، لمحت عينه سيل من الميسد كولز والرسايل من تيمور، استغرب، ليه كل ده؟! ده يادوب نام ساعتين، إيه اللي حصل؟
رن على تيمور، واول ما رد ساله “إنت فين يا يوسف؟ مش بترد ليه من امبارح؟!”
يوسف عقد حواجبه وقال باندهاش “امبارح؟!”
“آه، رنيت عليك بالليل أكتر من مرة، والصبح كمان، ومفيش أي رد منك! كنت نايم ولا إيه؟”
يوسف حس إن حاجة مش مظبوطة، بص تاني في ساعته… كانت 2، بس مش الفجر زي ما كان متوقع، دي 2 الضهر!
اتسمر في مكانه للحظة، إزاي؟! هو كان متأكد إنه نام ساعتين بس… فإزاي اليوم كله عدى من غير ما يحس؟!
يوسف وقف في مكانه للحظة، دماغه بتحاول تستوعب اللي حصل، طب إزاي الوقت جري بالشكل ده؟
“يوسف، إنت معايا؟!” صوت تيمور شدّه من أفكاره
“معاك، بس كنت مفكر أن الساعه ٢ الفجر”
“أنت نايم كل ده بجد؟!”
يوسف مرر إيده في شعره، هو مش متعود ينام بالشكل ده أبداً!
” ايوه، وأنا بقول برضو انا ليه صاحي واخد كفايتي من النوم”
غير الموضوع ” طب إيه اللي حصل؟ ليه كنت بتتصل؟”
“مش عايز اكلمك ع الفون، هعدي عليك في البيت ”
يوسف قفل مع تيمور بسرعة وهو لسه مش مستوعب فكرة إنه نام طول اليوم بالشكل ده، لكن ماكانش في وقت يفكر، رن على الدكتور علطول بمجرد ما قفل مع تيمور
“دكتور عماد، محتاجك تيجي البيت حالًا، أختي تعبانة.”
الدكتور سأله عن الأعراض لكن يوسف اكتفى بجملة قصيرة “مش متأكد، بس هي وشها مخطوف ومش في حالتها الطبيعية، بتقول معدتها السبب”
قفل معاه وراح على أوضة هبة، فتح الباب بسرعة ولقاها قاعدة على السرير، ملامحها شاحبة بشكل يخض، عيونها فيها لمعة تعب واضحة وحركتها بطيئة جدًا، قرب منها بقلق وقال ” في ايه؟ مالك؟!”
هبة رفعت عينيها ليه وردت بصوت واطي
“كويسة…”
قال باستنكار وقلقه زاد من نبرتها ” كويسه ازاي بس، انتي مش شايفه شكلك، أنا طلبت الدكتور، هييجي يكشف عليكي حالًا.”
هبة رفعت رأسها بسرعة، الخوف بيلمع في عيونها “لاء مش عايزة دكتور، يوسف بلاش!”
يوسف ضيق عينيه، توترها قلقه اكتر “ليه؟”
“عشان… عشان أنا كويسة خلاص، مش محتاجة حد يكشف عليا.”
قالتها بسرعة وهي بتحاول تبعد نظرها عنه، لكنه كان مركز معاها كويس جدًا، قبل ما يرد الباب خبط ودخلت ملك، كانت ماسكة صينية فيها أكل خفيف جايباه لهبة “جبتلك اكل تعرفي تبلعيه اهو، ياريت تاكلي بقا”
لكن قبل ما تخلص جملتها، عيون هبة كانت عليها، نظرات مليانة توسل واستنجاد، ملك استغربت ووقفت مكانها، سحبت نفس وسألت “في إيه؟”
هبة قالت بصوت متوتر “قوليله إني مش عايزة دكاترة، مش عايزة.”
ملك نقلت نظراتها بينهم وهيا بتفكر جديا تقول ليوسف اللي حصل، لازم يعرف اصلا، يوسف لاحظ تغيير تعابير ملك، بصلها بتركيز وقال بحدة “ملك؟ في إيه؟”
ملك أخدت نفس عميق، عقلها بيدور بسرعة، هل تقوله دلوقتي؟ هل هبة مستعدة ؟!
لكن لا… دي مش حاجة ينفع تتدارى أكتر من كده.
“يوسف… بلاش دكاترة.” قالتها بتردد وهي بتبص في عينيه، مستنية رد فعله.
يوسف استغرب أكتر، صوته جه مشكك “ليه؟”
ملك بلعت ريقها، وحاولت تتكلم بأهدى شكل ممكن، لكن صوتها كان مهزوز، كانت عارفه أنها مش هتعرف تهرب من يوسف ونظراته
“علشان هبة مش تعبانة تعب عادي…”
سألها بشك وهو عارف ان بعد الجمله دي هيسمع حاجه هو مش عايز يسمعها “إزاي يعني؟”
ملك غمضت عينيها للحظة قبل ما تنطق الكلمة اللي هتقلب كل حاجة ” هبه، هبه ”
هبه بتبصلها بتوتر ويوسف سأل ” هبه ايه ؟!”
ملك اخدت نفس عميق قبل ما تقول ” هبه اتعرضت للاغتـ ـصاب، وهيا دلوقتي حامل ”

15

“هبه اتعرضت للاغتsاب، وهيا دلوقتي حامل”
اتجمدت الملامح على وش يوسف، للحظة حسّ كأن الدم اتسحب من جسمه، وكأن المكان كله لف حواليه، عينيه كانت مثبتة على هبة اللي كانت متشبثة بالغطا وكأنها بتحاول تخفي نفسها جواه، ملامحها مرعوبة، دموعها محبوسة في عينيها، وشفايفها بتترعش، حسّ بنار بتشتعل جواه، قلبه بيضرب بعنف، مكنش مستوعب اللي سمعه، سأل بعينيه قبل لسانه ” قولتي ايه؟”
ملك بلعت ريقها بخوف، بصت لهبة اللي كانت مغمضة عينيها، دموعها نزلت من غير صوت، وكأنها مستعدة تتلقى أي حاجة، أي رد فعل، أي عاصفة جايه في وشها
يوسف لفّ عينيه بين ملك وهبة، عقله رافض يصدق، جسمه كله متشنج، وبعدين بص لهبة مباشرة وسألها بصوت كله غضب مكبوت، نبرته كانت أشبه بsكينه بتقطع في قلبه قبل ما يقطع في أي حد “مين؟ بتتكلم عن مين؟!”
هبة شهقت بخوف ودموعها انهارت أكتر، كانت بتهز رأسها بضعف، مش قادرة تتكلم، مش قادرة حتى تواجهه، يوسف ضرب بإيده على الكومود جنبها بعنف، صوته طلع هادر ومرعب ” كلميني هنا وردي عليا، ايه اللي انا بسمعه ده؟!”
هبة انتفضت من الخضة، شهقت بصوت عالي، ضمت رجليها لصدرها كأنها بتحاول تحمي نفسها
“هبة”
یوسف هدر باسمها بصوت زلزل المكان، خطا خطوة واحدة بس ناحية السرير، كانت كفيلة إن هبة تترعش أكثر، لكنها رفعت راسها وبصتله، والخوف في عنيها زود النار اللي مولعة جواه
“مين؟”
الصوت كان قاتل مش سؤال كان تهديد واضح
هبة هزت رأسها بضعف دموعها نازلة بدون توقف، لكن الرفض كان واضح في عينيها
“بقولك مين؟!”
يوسف زمجر وكان خلاص هيمد إيده عليها يهزها، يفوقها غصب عنها، يفهم مين ال ** اللي لمسها. لكن ملك اتحركت بسرعة مسكت ايده بقوة، وصوتها كان عالي لأول مرة “يوسف إهدى !”
سحب إيده منها بخشونة، وعيونه كانت مشتعلة “إهدى؟! اهدى إزاي وأنا لسه سامع إن أختي… أختي، حصلها كده ؟!”
صوته كان بيترعش من العصبية، والدم اللي كان بيغلي في عروقه كان هيخليه ينفجر في أي لحظة، بص لهبة اللي كانت بتبصله برجاء، بعجز، بكسر يقtله أكثر من أي حاجة تانية
“قوليلي مين، وإلا هطلع دلوقتي ألف البلد كلها واحد واحد وأخليهم يعترفوا ”
هبة كانت بتنهار أكتر، صوت شهقاتها كان عالي، حاولت تقول حاجة لكن صوتها كان ضعيف، بالكاد همست “أنا… مكنتش… قادرة…”
يوسف قرب منها بسرعة، مسك إيديها المرتعشة بإيديه اللي كانت بتترجف برضو وقال بصوت أهدى لكنه مليان وجع “هبة، حبيبتي، بصّيلي… مين اللي عمل فيكي كده؟ قوليلي وأنا مش هسيبه، هجيبه، وهخليه يتمنى لو mات قبل ما يفكر يقرب منك.”
هبة رفعت عينيها له، دموعها مغرقاها، صوتها كان واطي وضعيف، لكنها هزت راسها بضعف وقالت برجاء “متعملش حاجة… بلاش، يوسف بلاش…”
يوسف شدّ نفسه، قام واقف، لف ورا، كأنه بيحاول يسيطر على الغضب اللي كان هينفجر، مسح وشه بيده، عيونه كانت بتلمع، لكن ملامحه كانت كأنها حجر، بص لملك وقال بجفاء “إزاي متقولوليش؟ من إمتى وانتي عارفة؟”
ملك بلعت ريقها وقالت بحذر “لسه عارفه… بس هبة كانت خايفة، كانت مش عايزة حد يعرف، كنت بحاول أساعدها بهدوء…”
يوسف سخر، ضحكة مليانة غضب وألم خرجت غصب عنه “بهدوء؟ يعني أنا مش موجود؟ أنا مش المفروض أبقى أول واحد يعرف حاجه ** زي دي؟ إزاي ده يحصل وازاي انا محستش”
ملك قالت بسرعة “يوسف، إحنا كنا خايفين عليك زي ما كنا خايفين عليها، أنت مش هتفكر بهدوء، مش هتسيب اللي عمل كده، مش عارفين هتعمل ايه معاه، هو يستاهل بس انت مش هتفكر بعقل”
يوسف بص لها بنظرة نارية، عيونه كانت سودا ” عقل اه، انتوا خليتوا فيها عقل”
يوسف وقف مكانه صدره كان بيعلى وينزل بسرعة، كأنه بيقاوم نفسه، بيقاوم الوحش اللي جواه اللي عايز يطلع ويدمر كل حاجة،لفّ فجأة وبأقوى ضربة عنده، راح رامي كل حاجة على الكومودينو جنب السرير!
كل حاجة اتكسّرت في لحظة، اللمبة، كوباية الماية، علبة الدوا، كلهم وقعوا على الأرض بصوت فرقع في الاوضة وخلى هبة تصرخ، وملك شهقت ورفعت إيديها لوشها بخوف
بقبضة إيده، ضرب الحيطة بكل قوته، لدرجة إن عروق دراعه كانت بارزة بشكل مخيف، لما شاف انهيارها حس إن الألم اللي في قلبه أكبر بكتير من أي انتقام
“هبه”
نطق اسمها بصوت مبحوح، وركع على ركبه قدامها مسك إيديها اللي كانت بتترعش بشدة، وضغط عليها بحنان رغم النار اللي كانت بتأكله من جوه “أنا عارف إنك خايفة… وعارف إنك موجوعة… بس أنا مش هسكت، مستحيل أسكت، اللي عمل كده مش هرحمه، اقسم بالله لهندمه ”
هبة شهقت وغطت وشها بإيديها، ماقدرتش تبص في عينيه، ماقدرتش تواجه الغضب اللي فيهم، ولا الكسرة اللي كانت واضحة رغم كل العنف اللي ظهر منه.
“مين؟!”
يوسف قالها بصوت واطي، لكن النبرة كانت أخطر من أي صريخ
“مين الحيوان اللي عمل كده؟!”
ملك حاولت تتدخل، كانت عارفه أنه لو عرف رد فعله هيكون قاسي
“ملك، متحاوليش تمنعيني، قوليلي مين!”
هبة هزت رأسها برجاء، مسكت إيده بقوة وكأنها بتحاول تمنعه “يوسف، لو بتحبني، متعملش حاجة…”
يوسف بصلها، ولأول مرة من ساعة ما سمع الخبر، عيونه كانت بتلمع بدموع حاول يسيطر عليها، نطق بكلمة واحدة، لكنها كانت مليانة بكل أوجاع الدنيا “مقدرش.”
هبة وسط دموعها اللي ما بطلتش، رفعت وشها وبصت له بضعف، بصوت مهزوز لكنها حاولت تثبّت نفسها قالت
“زميلي في الجامعة يا يوسف… اسمه عبد الرحمن، وواحدة من اللي كانوا صحباتي… هي اللي خدرتني وسلمتني ليه.”
اللحظة دي، كل حاجة اتجمدت، وكأن الزمن وقف، يوسف حس بكلمة “سلمتني” دي زي الطعnة في قلبه، عنيه ضاقت، وعضلات فكه تشدت، ازاي في خيانه من النوع ده، اومال لو مكانتش بنت زيها، قال بصوت حزين “إزاي عشتي كل ده لوحدك؟ إزاي مقدرتش أعرف؟”
هبة عضت شفايفها تحاول تمنع شهقتها، لكن يوسف كمل، عيونه سابت كل الغضب واتحولت لذنب وندم “لو كنتي قولتيلي وقتها… والله العظيم، وحياتك عندي، ما كنت سبته يوم مرتاح، أقسم لك… إني هخليه يندم على كل لحظة افتكر إنه أقوى منك فيها، هخلي أضعف بنت في العالم أرجل منه! هنتقملك منه يا هبة، هنتقملك!”
فجأة… الباب اتفتح بعنف ودخلوا باقي أفراد البيت، صوت يوسف العالي وصوت شهقات هبة جذبوا الكل.
“يوسف! في إيه؟!”
سألت نهال بقلق ولما شافت منظر الاوضه شهقت، كلهم واقفين في حالة ذهول، ملامحهم متجمدة من الصدمة.
هبة قاعدة على السرير، جسمها بيرتعش من البكا، وملك واقفة جنبها بقلق، ويوسف واقف في وسط الأوضة… شبه العاصفة اللي مستنية لحظة الانفجار
“حد يفهمنا إيه اللي بيحصل؟!”
آدم سأل بصوت عالي وكلهم مترقبين، ملك بصت لآدم بحذر، صوتها كان هادي لكنه مليان ثقل، كأنها شايلة جبل على كتفها
“هبة… هبة اتعرضت لحاجة وحشة جدًا، حاجة محدش يستحملها.”
نهال قربت، عيونها بتدور بينهم، وشها كان مليان قلق وخوف، سألت بصوت مهزوز
“حاجة زي إيه؟”
يوسف كان لسه مغمض عينيه، كأنه بيحاول يسيطر على الغضب اللي جواه، لكن كل عضلة في وشه كانت مشدودة، كل نفس كان بيخرج منه بصعوبة، وبعد لحظات من الصمت… فتح عينه وبص لنهال مباشرة.
“هبة اتعرضت للاغتsاب، والوsاخة دي كانت مدبرة من أقرب الناس ليها.”
الصمت اللي ساد بعد الجملة دي كان مرعب، كل اللي في الأوضة اتصدموا، ندى وإيمان حطوا إيديهم على بقهم بذهول، آدم ساب نفسه يقعد على الكرسي وكأنه مش مصدق، ونهال… نهال كانت مصدومة لدرجة إنها مقدرتش تنطق ولا كلمة.
هبة كانت بترتعش، دموعها بتنزل بغزارة، صوتها كان مليان وجع وهي بتتكلم “أقسم بالله كنت خايفة، كنت مرعوبة، كنت حاسة إني لو قلت هخسر كل حاجة، كنت عايزة أنسى، كنت عايزة أكمل حياتي وكأنه محصلش.”
يوسف قرب منها أكثر صوته كان هادي لكنه مليان قوة وإصرار “إنتي أقوى من كده بس يا هبة ليه؟ ليه سكتي كل ده؟ ازاي عيشتي الوحدة دي وانتي وسطنا؟ ”
“أنا مش هسكت على ده اسمه إيه بالكامل ؟ عبد الرحمن إيه؟”
يوسف قالها بصوت قاطع، مستعد يتحرك في اللحظة دي بدون أي تفكير، هبة رفعت عينيها له، كان فيه خوف، لكن في نفس الوقت… كان فيه إحساس بالأمان لأول مرة من شهور
هبة مسحت دموعها بارتجاف، حسّت للمرة الأولى إنها مش لوحدها، بس الخوف كان لسه مسيطر عليها، بصت ليوسف وقالت بصوت متقطع “عبد الرحمن… عبد الرحمن السيد، في نفس الدفعة معايا”
“والبنت اللي كانت صاحبتك… اللي سلمتك ليه، اسمها إيه؟”
هبة شهقت وهي بتفتكر، عيونها كانت مليانة غدر وألم، وقالت بصوت ضعيف “ريهام… ريهام نبيل”
هبة كانت مرعوبة من اللي يوسف ناوي عليه، مسكت إيده وقالت بتوسل “يوسف… متعملش حاجة تتسبب في اذيتك، أنا عارفة إنك غضبان، بس أرجوك فكر الأول.”
يوسف بصلها، شاف في عيونها الرجاء، لكنه كان خلاص خرج عن السيطرة، قرب منها وحط إيده على كتفها وقال بصوت هادي لكنه حاسم “أنا هجبلك حقك، مش هسيبهم، مش هرتاح غير لما أدمر حياتهم زي ما دمروا حياتك.”
يوسف خرج بسرعة من الأوضة، خطواته كانت تقيلة لكن مليانة غضب، إحساس جديد كان مسيطر عليه، إحساس بالعجز والضعف، كأنه اتكسر من جواه لإنه مقدرش يحمي أخته. إيده كانت مقبوضة بقوة، ومخه شغال بألف فكرة، كلها بتودّيه لنفس الطريق… الانtقام
داليا اول واحده كسرت الصمت بعد خروج يوسف وقربت من هبة وحضنتها بحنان، مسحت على ضهرها وقالت “إحنا معاكي، ومش هنسيب حقك يضيع.”

قبل ما يوصل للباب، نور لحقت تجري وراه، وقفت قصاده ومدت إيديها تمنعه من الخروج، عنيه كانت حمرا، مليانة وجع أكتر من الغضب، أول ما رفعت عينيها ليه حسّت بكمّ الألم اللي جواه، من غير تفكير، قربت وحضنته، كأنها بتحاول تمسكه قبل ما يضيع في نوبة الغضب اللي مسيطرة عليه.
يوسف وقف لحظة، لكن بعد ثانية بس، بعد عنها بهدوء، عيونه لسه مضطربة، كان هيخرج بس مسكت دراعه جامد تمنعه، سحب دراعه بقوه وهيا قالت “يوسف بلاش، جرحك بينزف وشكله فتح، متعرضش نفسك للخطر”
يوسف بص لنور بنظرة باردة، إحساسه دلوقتي كان متجلّد، مش حاسس بأي حاجة غير الغضب، والخذلان اللي حاسه تجاه العالم كله.
“فيه حاجات أهم ، فيه جروح متتضمدش ولا بتطيب.”
نور حاولت تتكلم، تمسك إيده من تاني، لكنها تفاجئت إنه سحبها بقسوة
“يوسف، أرجوك…” صوتها كان مهزوز، عيونها بتترجاه.
قرب منها خطوة، عيونه كانت بتلمع بشيء مظلم، شيء مرعب، وقال بصوت واطي بس حاسم
“إنتي متعرفيش أنا حاسس بإيه دلوقتي، متعرفيش يعني إيه تحس بالعجز قدام أختك اللي اتدمرت حياتها ومقدرتش احميها، متعرفيش يعني إيه تكوني متأكدة إن اللي أذاها لسه بيتنفس نفس الهوا اللي إحنا بنتنفسه… متعرفيش، فبلاش تحاولي تمنعيني وتعمليلي فيها العاقله ، لإنك مش هتقدري، متضيعيش وقتي أكتر من كده احسنلك”
نور شهقت بصمت، حست انها واقفه قدام شخص غريب، حاولت تتكلم، بس هو قطعها بصوت أقسى”بطلي دور الضمير الحي، أنا مش عيل صغير عشان توجهيني، ومش محتاج حد يفكرني إن الدنيا مش دايمًا أبيض وأسود. أنا فاهم كويس أوي أنا بعمل إيه، وأي كلمة تانية منك مش هتفرق معايا، وفري نصايحك لحد تاني”

16

بارت متعوب عليه حرفيا، اتمنى يبقى في تقدير

الكل في حالة صدمه وسكون، نهال كانت لسه مصدومة، لكن لما استوعبت إن يوسف راح لوحده وهو في الحالة دي، بصت لآدم وقالت بسرعه “لازم حد يروح وراه، يوسف وهو غضبان مش بيفكر، ودي أكبر مصيبة.”
بصلها وقال بصوت ثابت ” أنا هكون معاه وهشجعه على اي حاجه يعملها حتى لو رايح جهنم، هروح معاه وهنط معاه في النار لو ده هيرضيه”
نهال بصّتله بعيون مليانة خوف، صوتها كان مهزوز وهي بتقول “آدم، يوسف دلوقتي مش في وعيه، أنت عارف إنه لما بيتعصب بيعمل حاجات ممكن يندم عليها بعدين. متخلوش يعمل حاجة تضيّعه.”
آدم قاطعها بنبرة حاسمة وهو بيبصّ في عينيها مباشرة “مش فارقة، مش هسيبه لوحده ومش هفوقه، مش هخلّيه يحارب المعركة دي لوحده.”
نهال شهقت بصدمة، قربت خطوة منه وهي بتحاول تمسك دراعه تمنعه، لكن هو سحب دراعه بهدوء وقال بصوت أهدى بس كان فيه غضب مكبوت “اللي حصَل لهبة مش حاجة نقدر نسكت عليها، مش حاجة ينفع نعالجها بالكلام والمواساة، في ناس لازم تدفع التمن، وأنا مش هكون مجرد متفرّج”
نهال بلعت ريقها بضعف، دموعها كانت بتلمع في عينيها، لكنها قالت بصوت متقطّع ” اتعاملوا بذكاء يحبيبي، بس بلاش تهور”
آدم ضحك ضحكة قصيرة، لكنها كانت مليانة مرارة وقال “مين قالك إننا لسه عايزين نكون أذكياء؟ مين قالك إن الحق بيرجع بالحكمة؟ أحيانًا، العنف هو الجواب الوحيد اللي بيفهموه.”
نهال حست بالعجز، دموعها نزلت وهي بتحاول تلاقي أي حاجة تقولها توقفه، لكنه فجأة لمس خدها بإيده ومسح دموعها بإبهامه، صوته بقى أهدى لكن كان فيه حزن غريب “متحاوليش تمنعيني، المرة دي… مفيش حاجة ممكن توقفني.”
وبدون ما يستنى ردها، لفّ وخرج بسرعة

يوسف لفّ وخرج بسرعه، نور أخدت نفس عميق، حسّت برعشة في جسمها، دموعها نزلت بهدوء من غير صوت، وهي واقفة في مكانها مش عارفة تتحرك، فضلت واقفة في مكانها، عنيها مثبتة على الباب اللي يوسف خرج منه، بس كأنها مش شايفة أي حاجة، كأن الدنيا كلها فجأة بهتت، واتحولت لصورة مشوشة، قلبها كان بيدق بسرعة من الصدمه، المرة دي حسّت كأنه شافها مجرد عائق، مجرد حاجة في طريقه، واتخلص منها بأسرع ما يمكن، شهقت بصوت واطي وهي بتحاول تبلع الغصة اللي في حلقها، حست بعيونها بتدمع، بسرعة مسحت دموعها، مش وقت ضعف دلوقتي، في حاجات أكبر بكتير من وجعها الشخصي.

في اللحظة دي، آدم كان نازل بسرعة من فوق، عيونه كانت زي العاصفة، خرج يلحق يوسف بسرعه”يوسف!” نده عليه، لكن يوسف ماردش
آدم لحقه، مسك دراعه جامد عشان يوقفه
“إنت رايح فين؟ مش هتتحرك خطوة لوحدك.”
يوسف لفله بحدة، نظراته كانت مليانة تحذير، لكنه مردش
“أنا جاي معاك، لو هتواجهه، مش هتكون لوحدك.”
يوسف خد نفس عميق، كأنه بيحاول يسيطر على اللي جواه، وبعدين قال بصوت ثابت لكنه حاسم “اركب عربيتك، وخليك ورايا.”
آدم بصله لحظة، كأنه بيحاول يقيس مدى جديته، لكنه في الآخر هز راسه من غير كلام، يوسف ما استناش رد، لف بسرعة وراح لعربيته، فتح الباب وركب، وبدون أي تردد شغل المحرك وانطلق.

نور رجعت للأوضة، كانت لسه سامعة صوت عياط هبه، والجو المشحون اللي مال المكان.
ملك كانت قاعدة جنب هبة، ماسكة إيديها، وبتحاول تهديها، وعلى الناحيه التانيه نهال حاضناها وهيا بتمسح على ضهرها بحنية، عيونها مليانة قلق وحزن، نور وقفت عند الباب لحظة، قلبها واجعها على هبة، بس كانت حاسة إنها مش عارفة تعمل حاجة، خدت نفس عميق وقررت تدخل، قربت بخطوات هادية، وقعدت جنبها، صوتها كان رقيق لكنه ثابت “هبة… إحنا معاكي، انتي مش لوحدك.”
هبة رفعت عيونها ليها، كانت منتفخة من العياط، ونبرتها كانت متكسرة وهي بتقول بصوت واطي”أنا مش عارفة… أعمل إيه.”
ملك ضغطت على إيدها أكتر، كأنها بتحاول تطمنها، ونهال قربت أكتر وقالت بحزم لكنه دافي”تعيشي حياتك يا بنتي، متفكريش في اللي حصل ابدا، أنا مش هعاتبك دلوقتي ولا هطلب منك غير انك تنسي”
هبة رفعت عيونها لنهال، نظرتها كانت مليانة وجع، كأنها بتحاول تستوعب كلامها، لكنها هزت راسها ببطء، صوتها كان متكسر وهي بتقول بصوت واطي مش مسموع “إزاي أنسى؟ إزاي أعيش حياتي عادي وكل حاجة جوايا مكسورة؟”

يوسف كان بيفكر ازاي يوصله، كان عنده كذا طريقه بس اختار الطريقه الأسرع، فتح فونه ودور على صفحة الكليه بتاعت هبه وجاب رقم عميد الكليه، كلمه واضطر يستخدم نفوذه، العميد كان متردد ورفض يدي معلومات طالب عندهم لحد لكن يوسف هدده بطريقه غير مباشره فطلب منه شوية وقت لان المفروض اليوم اجازه، يوسف استنى شويه وبعد دقايق فونه رن باسم العميد، أخد منه العنوان وابتسم بشر وهو بيتجه لواجهته
فتح فونه ورن على آدم، أول ما يرد هيقوله” بعتلك لوكيشن، استناني هناك، عايزك تعرف مين اللي في البيت هناك وكلمني”
آدم اتردد وساله” وانت رايح فين، واللوكيشن ده بتاع مين؟”
يوسف أخد نفس عميق قبل ما يرد” آدم بلاش اسئله دلوقتي، مش ناقص بجد”
آدم سكت وغير اتجاهه ويوسف كمل طريقه

يوسف وصل اخيرا، العربية وقفت قدام العمارة، نزل منها بخطوات تقيلة، حادة، عيونه سودة، مش من الغضب بس، لا… من الحقد، من النار اللي شغالة جواه، دخل العمارة من غير ما يسأل حد، طلع السلم بسرعة، كل خطوة كانت بتغلي أكتر، دقات قلبه بتزيد، ومع كل درجة بيطلعها، كان بيتخيل وش عبد الرحمن تحت إيده، بيترمي على الأرض، بيصرخ، بيشوف نفس الرعب اللي خلى هبة تحس بيه.

وصل عند الباب وبضربة واحدة برجله على الباب الهلكان، الباب اتفتح بعنف شديد، عبد الرحمن كان قاعد في الصالة، ماسك تليفونه، أول ما الباب خبط بالشكل ده، اتنفض مكانه، عيونه وسعت برعب، قام بسرعة وهو بيقول”إنت مين؟ إنت عاوز إيه؟!”
لكن قبل ما يكمل جملته، يوسف هاج عليه، مسكه من قميصه بعنف، رفعه عن الأرض، خبطه في الحيطه، الصوت كان عالي كأنه صدى انفجار في دماغ عبد الرحمن.
يوسف همس بصوت عميق، مليان غضب بارد يخوف أكتر من الصراخ
“أنا؟ أنا جاي أوريك جهنم ”
عبد الرحمن رفع إيده يحاول يدافع عن نفسه، لكن يوسف ما ادلوش الفرصة، إيده اتحركت بسرعة ولكمه لكمة عنيفة في وشه، صوت العضم وهو بيتكسر تحت إيده كان موسيقى مرعبة في الصاله، عبد الرحمن وقع على الأرض، مناخيره بتنزل دم، بص ليوسف برعب وهو بيحاول يتحرك، لكن يوسف نزل عليه، مسكه من شعره، ورفع راسه بالعنف الكافي إنه يحس كل عضلة في رقبته بتتشد
“كنت فكرها هتفضل ساكتة، صح؟ فاكرنا مش هنعرف، مش كده؟”
عبد الرحمن حاول يتكلم، لكن يوسف ضربه تاني، المرة دي في بطنه، عبد الرحمن شهق بقوة، وقع على الأرض وهو بيتلوى من الألم
“إنت مش راجل، إنت حشرة، وانا هطحنك النهاردة تحت جزمتي.”
عبد الرحمن كان بيحاول يتكلم، يحاول يبرر، يحاول حتى يصوت على حد ينقذه، لكن يوسف مسكه تاني، رفعه من هدومه ورماه على الكنبة، قرب منه، بص في عيونه مباشرة وقال بصوت حاسم “من هنا ورايح، حياتك انتهت… دي أول ليلة من العذاب، ولسه اللي جاي أسوأ.”
مسكه من قميصه وسحبه بعنف كأنه ميت مش بني آدم، عبد الرحمن كان بيصرخ، بيتوسل، لكن يوسف ودانه قفلت، مفيش صوت بيدخل غير صوت قلبه اللي بيخبط من كتر الغضب
فتح باب الشقة وهو ساحب عبد الرحمن زي الكلب، وخرج بيه برا… وقبل ما يجرجره على السلم لقى الباب الشقه اللي قدامه بيتفتح وخرجت منه ست
الست شهقت لما شافته متبهدل، هدومه مشققة، ووشه كله دم وكدمات، جريت ناحيته بسرعة وقالت بصوت مفزوع
“يا لهوي!! عبد الرحمن! إيه اللي بيحصل؟!”
عبد الرحمن شهق بألم، قال وهو بيترعش”ماما… ماما إلحقيني… هيقتلني!”
لكن قبل ما تلمسه حتى، يوسف سحبه تاني لتحت وخرج بيه للشارع تحت توسلات مامته وصويتها ورماه قدامها، بص لها بعيونه اللي كانت عاملة زي النار، وقال بصوت بارد، صوته كان مليان قوة تخوف أكتر من الصراخ “إنتِ أمه، مش كده؟ كويس… شوفي ابنك بقى، شوفي اللي ربيتيه؟”
الست اتوترت، بصت بين يوسف وابنها، كانت بتترعش، حسّت إن في كارثة بتحصل قدامها، سألت بقلق وهي بتحاول تقف قدام ابنها تحاول تحميه “إنت مين؟ وعاوز إيه؟”
يوسف ابتسم… ابتسامة كانت مليانة قهر، ابتسامة راجل شاف الدنيا كلها بتنهار قدامه. قرب منها وقال بصوت واضح علشان كل سكان العمارة اللي خرجوا يسمعوا، والناس اللي فتحت الشبابيك وبيتفرجوا يسمعوا
“ابنك… المغtصب… الحيوان اللي دمر حياة اختي ويا عالم كام واحده تانيه غيرها.”
الشارع سكت… الست اتجمدت، لونها اختفى، جملته خبطت فيها زي الطوبة.
“كذب… مستحيل!”
يوسف ضحك، ضحكة قصيرة… ضحكة كانت أسوأ من الغضب، وبعدين شد عبد الرحمن من شعره وخلاه يبص في عين أمه مباشرة وقاله “انطق… قولها… قول لمامتك عملت إيه، وريها الواد اللي كانت فاكراه ملاك طلع شيطان.”
عبد الرحمن كان بيهتز، مرعوب، جسمه كله متخشب، حاول يبص بعيد، لكن يوسف مسك وشه بعنف وخلاه يبص لها غصب عنه.
“بصلها، احكيلها وقولها، وريها تربيتك الوsخة.”
الست كانت بتنهج، عينيها بتلف بين يوسف وابنها، مش مصدقة، مش مستوعبة، وقبل ما تنطق… عبد الرحمن انفجر، صوته كان متقطع وهو بيقول”أنا غلطان… أنا غلطان، بس سامحوني، أقسم بالله الشيطان ضحك عليا… أقسم بالله!”
يوسف ضربه على دماغه بقوة خلت رأسه تخبط في الأرض وقال بصوت عالي”الشيطان؟ الشيطان هو اللي خدرلك بنت محترمة وبعتها؟ الشيطان هو اللي بقا كلب، كلب ميت زيك؟”
عبد الرحمن كان بيصرخ، والست كانت بتحاول توقف يوسف لكنها كانت مرعوبة، كل الناس كانت سامعه، الناس وقفت في الشارع، الفضيحة بقت علنية، مستحيل تتلم.
يوسف ساب عبد الرحمن، بصله باشمئزاز، وبعدين بص لأمه وقال لها كلمة واحدة قبل ما يمشي”ابنك ده… ربنا يعينك عليه.”
بمجرد ما قال كلمته الأخيرة وبص في عيون أمه، لف ناحيته تاني، وبدون أي مقدمات، سحبه من هدومه وهو بيصرخ ويتوسل. الناس بدأت تتجمع أكتر، صوت الهمسات والصدمة كان في كل مكان.
“إنت رايح بيا فين؟!”
عبد الرحمن صرخ وهو بيحاول يفلت، لكن يوسف زود ضغطه عليه، قرب من ودنه وقال بصوت كله غضب ” لجهنم اللي وعدتك بيها، هعيشك كل لحظه أختي عاشتها”
عبد الرحمن جحظت عينه، بدأ يترعش أكتر، حاول يتوسل
“والنبي بلاش! أقسم بالله كانت غلطة، كانت لحظة شيطان!”
يوسف وقف فجأة، وبإيد واحدة، مسك عبد الرحمن من رقبته وزقه على الحيطة بقوة، عنيه كانت مولعة غضب، صوته كان هادي لكنه مرعب أكتر من الصراخ “غلطة؟ غلطة؟ فاكر اللي عملته حاجة بسيطة؟ أنتَ دمرت حياة، فاهم يعني إيه دمرت؟ إنتَ مش بني آدم، وانسى انك تفلت مني”
سحبه تاني، جرّه ناحية عربيته، الناس واقفة مصدومة، مش عارفة تتدخل ولا لأ، أمه كانت بتصرخ وتترجاه يسيبه، لكن يوسف كان مصمم
بمجرد ما وصل عند العربية، فتح الباب الخلفي ورماه جوا، عبد الرحمن كان بيحاول يهرب، لكن يوسف قفله عليه ورزع الباب بعنف، قبل ما يركب، بص لأم عبد الرحمن وقال بحسم “خليكي مستعدة… المرة الجاية اللي هتشوفيه فيها، هيكون في المحكمة، هيقضي عمره كله هناك، وده وعد مني، من يوسف البنا”
ركب العربية، داس على البنزين، والعربية اختفت عن أنظارهم… وساب وراه أم مرعوبة، وشارع كله شهود على نهايته

يوسف ساق بسرعة جنونية، إيده كانت بتضغط على الدركسيون لدرجة إن عروقه كانت بارزة، كل نفس بيأخده كان بيزيده غضب، كل ما يفتكر شكل هبة وهي بتترعش، عيونها اللي كانت مليانة خوف، بيحس إنه ممكن يفقد السيطرة تمامًا
عبد الرحمن في الكرسي الخلفي كان بيترعش، بيحاول يفتح الباب، لكن يوسف كان متوقع ده، كان قافل السنتر لوك، قرب بوشه للمراية الداخلية وبص له ببرود مرعب “حاول تفتح الباب تاني… وشوف هيحصلك إيه.”
عبد الرحمن بلع ريقه، ضهره غرق عرق، عارف إنه في مصيبة، مصيبة أكبر من أي حاجة تخيلها في حياته “ارجوك… أرجوك، اسمعني، أنا كنت… كنت ساعتها مش في وعيي، ريهام هي اللي…”
قبل ما يكمل جملته، يوسف داس فرامل فجأة، العربية وقفت بحدة، وجسم عبد الرحمن اندفع لقدام واتخبط في الكرسي، قبل حتى ما يستوعب اللي حصل، يوسف لف عليه بسرعة، مسكه من هدومه وسحبه لقدام، عينه كانت مليانة كره “ريهام؟! ريهام عملت إيه؟ جابتلك الضحية لحد عندك؟ طعمتك بايدها؟ وإنتَ كنت غلبان؟! مظلوم؟!”
عبد الرحمن كان بيحاول يتكلم، لكن يوسف مكانش عاوزه يتكلم… عاوزه يتألم، عاوزه يحس بجزء بسيط من اللي حسته هبة.
بص حواليه، كانوا في طريق جانبي بعيد عن الناس، مسك عبد الرحمن ورماه برا العربية، وقع على الأرض وهو بيتأوه، حاول يزحف بعيد، لكن يوسف خرج، قفل الباب ووقف فوقه، ظله مغطيه بالكامل
“يوسف… أرجوك… أنا آسف.”
يوسف بصله، ضحك ضحكة قصيرة مليانة سخرية، وبعدها نزل على ركبته قدامه، مسك وشه بإيد واحدة، عنيه كانت عاملة زي النار “آسف؟ كلمة سهلة قوي، مش كده؟ بس تعرف إيه اللي مش سهل؟ إنك تعيش كل يوم بالخوف، تعيش كل يوم مكسور، تخاف تبص لنفسك في المراية، تتمنى الزمن يرجع، تتمنى تموت بدل ما تعيش الذل. إنتَ خدت منها ده كله، وبتقول آسف؟”
رفع إيده، قبل ما يعمل أي حاجة، موبايله رن… بص للشاشة، كان آدم، ضغط على سنانه، وقف، أخد نفس عميق، رد عليه وبعدين رجع لعبد الرحمن، سحبه من هدومه ووقفه بالعافية، قال بصوت بارد “بدل ما أكسر رقبتك هنا، هخليك تدفع التمن بالطريقة الصح.”
سحبه معاه بالعافية ورماه في العربية تاني، بعد شويه وقف العربية في مكان معزول، مكان مفيهوش أنفاس بشر
عبد الرحمن كان بيتنفس بسرعة، مخه بيدور يحاول يفهم يوسف ناوي على إيه، لكنه كان مرعوب لدرجة إنه مقدرش ينطق بأي كلمة.
يوسف طلع موبايله، فتح الاتصال، وداس على رقم تيمور
رد عليه بسرعه وقال” عايز ايه؟!”
يوسف كان واقف بعيد شويه عن عربيته لكن عبد الرحمن سامعه، صوته كان ثابت، هادي، لكنه مليان تهديد” عايز اطلب حاجه بس تنفذها في أسرع وقت”
تيمور شدّ نبرته بقلق “قول، شكلك ناوي على مصيبة.”
يوسف تجاهل كلامه، قال ببرود وهو بيبص لعبد الرحمن
“عايز واحد… واحد شاz، حد مش هيفرق معاه يعمل أي حاجة، واحد… مفترس.”
تيمور سكت لحظة، وبعدين قال باندهاش “إيه؟ يوسف، إنتَ بتقول إيه؟! عايز واحد زي ده في ايه”
يوسف صوته بقى حاد، قاطع، مفيهوش أي تردد
“اللي سمعته، هتبعتلي واحد دلوقتي، على اللوكيشن اللي هبعتهولك”
تيمور حس بقلق، يوسف عمره ما طلب حاجة غريبة زي دي، مقدرش يسأله عن السبب تاني “تمام، ثواني وهكلمك اديك الاوكيه”
يوسف قفل المكالمة بدون رد، بص لعبد الرحمن اللي كان بيترعش، عنيه كانت مليانة دموع خوف، بدأ يهز راسه بسرعه “يوسف، أرجوك، أنا غلطت، بس مش للدرجة دي! أنا مش وحش زي ما إنتَ متخيل!”
يوسف ضحك ضحكة خفيفة، لكن ضحكته كانت أبرد من الجليد، قرب منه وقال بهمس قاتل “مش وحش؟ أنا اللي وحش، وسئ بطريقه لا يمكن حد يتخليها وعشان كده النهاردة… هخليك تحس بنفس إحساس الضحية.”
رفع موبايله، بعت لوكيشن للمكان اللي هو فيه، ووقف مستني.
عبد الرحمن كان بيترعش، نفسه سريع وعينيه بتلف في كل مكان كأنه بيدور على مهرب، لكن يوسف كان واقف قصاده، عيونه سودة، مليانة حاجة أخطر من الغضب… برود قاتل.
عدت ساعه وعدت عربية سودا وقفت على بعد أمتار، الباب اتفتح ونزل منه راجل شكله غريب، طويل، جسمه ضخم، وعينيه فيها نظرة شهوانيه، جسمه مليان تاتوهات ووشوم في كل مكان
الراجل بص ليوسف وسأله بصوت تقيل “هو ده؟”
يوسف ساب ابتسامة باردة تطلع على وشه وهو بيبص لعبد الرحمن اللي كان على وشك فقدان الوعي من الخوف، قرب من ودنه وهمسله”حسيت بإيه لما هبة كانت في نفس الموقف؟ لما كانت مرمية ضعيفة معندهاش لا حول ولا قوه”
عبد الرحمن شهق، دموعه نزلت، حاول يزحف بعيد لكنه مقدرش، صوته طلع متقطع “يوسف، والنبي! أنا غلطت، بس مش كده، مش كده!”

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل