
“إحنا مش بس جددنا العقد، إحنا كمان بنفكر نزود حجم التعاون بينا في الفترة الجاية، شركتك تقدر تثبت قوتها في السوق بكل سهوله، مش عايزين نفوت الفرصة.”
يوسف اتكأ بضهره على الكرسي وقال بنبرة هادية لكنها مدروسة
” انا عارف كل ده، لكن أنا عايز أفهم أكتر، مين اللي حاول يأثر على قراركم ضدنا؟”
زين بص له للحظة قبل ما يرد
“مش هقدر أقول أسماء، لكن في جهة معينة بتسعى تستحوذ على السوق، وللأسف كانوا بيحاولوا يخلوا الشركات التانية تبعد عنكم بأي طريقة، سواء بترويج إشاعات أو تقديم عروض مغرية جدًا.”
يوسف شدد حواجبه وقال “طيب، وإنت ليه قررت ما تمشيش وراهم؟”
زين ابتسم وقال ببساطة “لأن الأرقام لا تكذب، إحنا حللنا السوق كويس ولقينا إنكم أفضل شريك ممكن نتعامل معاه، بغض النظر عن الإشاعات، ولما عرفت مين صاحب الشركه انا ثقتي بقت تامه، لاني عارف مين هو يوسف البنا ”
يوسف حس بنوع من الارتياح، لكنه كان متأكد إن الحرب لسه ما خلصتش، ابتسم بود ” كلامك يعني كتير بالنسبالي ”
نسرين قاطعت الحوار وقالت
“أنا شايفة إن الخطوة دي هتكون مفيدة جدًا، وإحنا مستعدين نبدأ العمل فورًا.”
يوسف بص لتيمور اللي كان مركز جدًا في تفاصيل البنود وقال له ” ملف الصفقه هتحطه في عيونك يا تيمور، مش عايز أي مفاجآت في اللحظة الأخيرة، والا انت اللي هتبقى مسؤول ”
بارت 10
تيمور كان لسه هيتكلم لكن قبل ما ينطق زين وقف وهو بيجمع أوراقه وقال بنبرة واثقة “إحنا مستعدين نمضي.”
يوسف أومأ برأسه وبدأوا في توقيع العقود، كل بند كان بيتراجع بدقة وكل توقيع بيتحط مكانه الصح.
بعد لحظات، زين مد إيده يسلم على يوسف وهو بيقول بابتسامة خفيفة “على فكرة عندي خبر ممكن يهمك.”
يوسف رفع حاجبه باهتمام وزين كمل “الشركة التانية اللي كانت مترددة في التجديد معاكم، بنسبة كبيرة هتوافق بما إننا مضينا، مسأله وقت وهتلاقيها بتكلمكوا علشان يجددوا معاكوا ”
يوسف ابتسم بخفة ومد إيده يسلم عليه
“شكراً يا زين، وجودك فرَق معانا النهاردة.”
زين أومأ وقال بثقة “أنا متأكد إن القرار اللي خدناه هو الصح، هنتكلم قريب”
الكل خرج وتيمور كان لسه قاعد مكانه مش بيتحرك، عيونه مثبتة على يوسف.
أخيرًا بعد لحظة صمت قال بصوت هادي لكنه جاد “انت شاكك فيا؟”
يوسف رفع عينه ببطء وقابل نظراته بنظرة ثابتة، ساد الصمت بينهم للحظة قبل ما يوسف يرد بثبات “أنا مش شاكك فيك يا تيمور.”
تيمور رفع حاجبه لكنه ما قالش حاجة، مستني يسمع باقي كلام يوسف
يوسف كمل بنفس الجدية “لو كنت شاكك فيك ماكنتش خليتك تكون المدير ولا كنت عرفتك كل تفاصيل الصفقة اللي هتنقذني من وضع سوداوي ولا حتى كنت سبت الملف معاك.”
تيمور راقب ملامح يوسف للحظة، وبعدين ابتسم بخفة وقال “كويس، لأن آخر حاجة كنت محتاجها دلوقتي إنك تكون بتشك فيا.”
يوسف رد بابتسامة جانبيه “لو كنت شاكك كنت هتعرف من طريقتي معاك ، مش كده؟”
تيمور ضحك بخفة وقال “بالضبط، بس برضو أنا هساعدك تلاقي اللي فعلاً بيحاول يوقعنا.”
يوسف أومأ برأسه وقال “وعشان كده أنت مكاني هنا يا تيمور”
كمل بنظرة ثابتة “بس أنا عرفت بنسبة كبيرة مين الخاين، فاضل اتأكد”
تيمور عقد حواجبه باهتمام وسأل بسرعة “مين؟”
يوسف ابتسم ابتسامة جانبية مليانة غموض وهو بيقول بنبرة متأنية “مش وقته.”
تيمور اتضايق من رده الغامض لكنه عارف يوسف كويس، وعارف إنه مش هيقول دلوقتي
سأله بجدية”يعني إنت هتسيبه كده؟”
يوسف رد وهو بيحرك القلم في إيده
“لاء طبعا، بس عايزه يحس إنه لسه متكشفش، عشان يغلط غلطة أكبر، وساعتها مش هيبقى عنده أي فرصة للهروب”
تيمور فكر في كلامه للحظة، وبعدين هز رأسه بتفهم وقال بابتسامة خفيفة
” فهمتك ”
يوسف ابتسم ابتسامة خفيفة وسابه وخرج
نور قاعده مع ادم يتكلموا عن المحاضرات والمواد وبتسأله في كذا حاجه وهو كان بيجاوبها ، سرحت شوية وهي بتفكر في يوسف وبتفكر عمل ايه انهارده في شغله
ومن غير ما تفكر كتير سألت آدم ” هو يوسف هيرجع امتى من شغله ”
آدم رفع حاجبه وقال ” مش عارف بس هو عنده شغل كتير اليومين دول، احتمال يتأخر”
نور عضّت شفايفها بتفكير وبعد لحظة قالت له بنبرة عادية “طب ممكن تبعتلي رقمه؟”
آدم استغرب وبص لها باهتمام “ليه؟”
اتلخبطت للحظة وردت بسرعة وهي بتحاول تبان عادية “كنت طالبة منه حاجة وعايزه اسأله عنها، ونسيت اخد رقمه ”
آدم حس إن في حاجة لكنه مهتمّش يسأل أكتر، طلع موبايله وبعت لها الرقم وقال وهو بيرجع تليفونه جيبه “خلاص ابعتيله أو كلميه.”
نور خدت الرقم وهي عايزه تكلمه تتطمن عليه أو تسمع صوته، ادم قام يروح محاضرته وهيا قعدت مكانها متردده تكلمه دلوقتي ولا تستنى بالليل احسن، وهيا سرحانه افتكرت محاضرتها وبصت في الساعه لقت أن عدى ربع ساعه من وقت المحاضره، لمت حاجاتها بسرعه وكانت بتدعي وهي ماشية إنها تلحق تدخل لكن لما وصلت لقت الباب مقفول خبطت عليه بتوتر وبعد لحظات اتفتح دخلت وهي بتاخد نفس عميق، لكنها وقفت مكانها متجمدة لما شافت مين اللي واقف قدامها، نفس الدكتور اللي دلقت عليه الشاي قبل كده.
كان باصص لها بتمعن ومش عارف يدخلها ولا يمنعها، هو معروف عنه إنه مابيدخلش حد متأخر، عنده مبدأ إن الالتزام جزء من النجاح. لكن في نفس الوقت، هي لسه جديدة هنا، ومتعرفش طباعه كويس
سألها بصوت هادي لكنه صارم “متأخرة ليه؟”
اتوترت وقالت اول حاجه تيجي على بالها ” كنت بذاكر في الكافتيريا ومخدتش بالي من الوقت ”
فضل ساكت لثواني، وبعدها أشار لها إنها تدخل ،حست براحة ودخلت بهدوء وقعدت في أقرب كرسي وحاولت تركز في المحاضرة وفجأة صوت خبط على الباب قطع الجو الهادئ في المدرج، كل العيون اتجهت ناحية الباب، فتح الباب ودخل طالب شكله متردد واعتذر عن التأخير، الدكتور بص له بحدة وكان واضح إنه ماكنش ناوي يدخله
لحظة صمت سادت المكان والكل كان متوقع إنه هيرفض، لكن بعد تردد أشار له يدخل، الطالب دخل بسرعة وقعد ونور كانت مستغربه، ليه دخله وهو كان واضح إنه مش عايز؟ بعد ثواني استوعبت أنه دخله لانه دخلها ومش عايز يظهر إنه بيعمل تفرقة بين الطلاب
المحاضره خلصت والدكتور قال بصوت هادي لكنه واضح “أي حد عنده أسئلة يتفضل يسأل، الميدتيرم هيكون الأسبوع اللي بعد اللي جاي، ولو حد وقف قدامه أي سؤال أنتوا عارفين مكتبي فين.”
بعض الطلبه بدأوا يتحركوا ناحيته، كل واحد عنده استفسار ونور كانت قاعدة مكانها مترددة. كانت مجمعة كذا سؤال بس مش قادرة تاخد خطوة وتسأله، حسّت إنه هيبصلها بنظرة “إزاي مش عارفة دول؟”
لكن بعد لحظات شجعت نفسها، مافيش مجال للخجل، قامت بخطوات مترددة وقفت جنب زمايلها وهي ماسكة كتابها مستنية دورها.
الطلبة اللي قدامها خلصوا أسئلتهم واحد ورا التاني، دورها جه والدكتور بصلها مستنى اسألتها، رفعت إيدها بتوتر وهي بتشاور على أكتر من مسألة وقالت بصوت مش ثابت تمامًا “أنا كنت بذاكر، لكن مش عارفة دول اتحلوا إزاي ”
الدكتور بص للكتاب، وبعدها رفع عينه لها وسألها بنبرة مستغربة “كل دول؟”
بلعت ريقها وقالت بهدوء “أيوه.”
اتنهد الدكتور وبص في الكتاب بتركيز، وبعدها بدأ يشرح لها أول مسألتين، كانت مركزة جدًا معاه وبتحاول تفهم كل كلمة، لكنه فجأة وقف عن الكلام لما دخلت دكتورة تانية المدرج وقالتله باحترام “دكتور آسفة على المقاطعة، بس عندي محاضرة هنا حالًا.”
بصلها الدكتور وهز راسه وبص لنور وقال “تعالي نكمل في مكتبي.”
نور فتحت بُقها شوية بدهشة، تكمل في مكتبه؟!
قالت بسرعة بتوتر لما لاقته بيلم حاجته وهيمشي “بس أنا معرفش مكتب حضرتك فين.”
الدكتور رفع حاجبه وقال ببساطة “تعالي معايا.”
مشي وهيا مشيت وراه وهي حاسة بتوتر غريب، كانت بتبص حواليها وهي خارجة من المدرج، الدكتور كان ماشي بخطوات ثابتة، متعود على الطريق، أما هي فكانت بتحاول تواكب سرعته بدون ما تبان مرتبكة، لما وصلوا قدام باب مكتبه وقف وفتح الباب وهو بيقول “اتفضلي.”
دخلت نور بخطوات مترددة، بصت حواليها، المكتب كان بسيط ومرتب، عجبها وده بان في نظراتها، قعد الدكتور على كرسيه وأشار لها تقعد على الكرسي اللي قدامه، قعدت وهي ماسكة كتابها، الدكتور مد إيده وأخده منها، بص فيها لحظات وبعدين رفع عينه لها وقال “أنتِ بتذاكري لوحدك ولا مع جروب؟”
قالت بسرعة “لوحدي، انا قلت لحضرتك اني جديده هنا ”
هزّ رأسه وبدأ يشرح لها المسائل واحدة واحدة، كان شرحه واضح جدًا وأسلوبه مختلف عن المحاضرة، كأن طريقة شرحه وهي لوحدها أهدى وأبسط.
نور كانت مركزة جدًا وبتحاول تفهم كل كلمة، وكل ما تسأله على حاجة كان بيرد بهدوء وبدون أي ملل.
بعد حوالي نص ساعة، نور حسّت إنها استوعبت الموضوع أكتر، الدكتور بصلها وقال”دلوقتي فاهمة كل حاجة؟”
هزّت رأسها بسرعة وقالت بابتسامة خفيفة “أيوه، شكرًا جدًا.”
نور رفعت عينيها له بتردد وكانت عايزة تعتذر عن تأخيرها، حست إنها كانت غلطانة ولازم تعترف بده، قالت بصوت هادي لكنه محرج “أنا آسفة على التأخير، مكانش قصدي، ومش هيتكرر تاني.”
بصلها بنظرة ثابتة وقال بجدية “أنا دخلتك النهاردة عشان دي أول مرة، أنا مش بقبل أي حد يدخل بعدي أبدًا.”
“تمام، مفهوم، مش هيحصل تاني.”
“حصل خير، لو احتاجتي اي حاجه اديكي عرفتي مكتبي ”
هزت راسها وقالت ” انا معرفش اسم حضرتك ايه؟!”
بصلها لثانية وبعدها ارتسمت على وشه ابتسامة صغيرة لكنها مفيهاش أي مشاعر واضحة وقال بهدوء “مروان الدمنهوري.”
نور حسّت إن الاسم ده مش غريب عليها لكنها ما فكرتش فيه كتير، هزّت رأسها وشكرته للمرة الأخيرة قبل ما تخرج من المكتب، بمجرد ما خرجت أخدت نفس عميق كأن مكانش في هوا جوه
يوسف كان مستغرق في شغله، عينه على الأوراق قدامه، لكن عقله مشغول بتحليل كل حاجة حصلت مؤخرًا، بيدرس كل حاجه في دماغه، فونه رن برقم غريب، بص ليه للحظة قبل ما يرد بنبرة هادية “ألو؟”
جاله صوت نور المتردد من الناحية التانية
“مساء الخير يا يوسف، أنا نور.”
يوسف اتفاجئ للحظة لكنه بسرعة استعاد هدوءه وقال بنبرة دافيه ” ازيك يا نور! أخبارك إيه؟”
نور سكتت لحظة، وبعدين قالت بتوتر واضح “أنا أخدت رقمك من آدم، آسفة لو كلمتك فجأة كده، بس كنت عايزة اتطمن عملت ايه في اجتماعك”
يوسف ابتسم لا إراديًا، عجبته طريقتها واهتمامها، رد بصوت هادي “متقلقيش، كل حاجة عدت على خير، الشركة قررت تجدد العقد، وزيادة على كده في احتمال كبير إن الشركة التانية توافق هي كمان.”
نور اتنفست براحة وقالت بحماس صادق “بجد؟! كنت واثقة إنك هتتصرف، بس كنت عايزة أسمعها منك.”
يوسف حس بسعادة خفية من كلامها، لكنه أخفى ابتسامته وقال بمزاح خفيف “يعني لو كنت فشلت، مكنتيش هتبقي عايزة تسمعي مني؟”
نور ضحكت ضحكة خفيفة وقالت بسرعة “طبعًا لاء! كنت هكلمك برضه، بس كنت هحاول أشجعك بدل ما أباركلك.”
يوسف ابتسم أكتر وهو بيرد عليها بنبرة صادقة”وجود حد بيشجعك دايمًا حاجة مهمة.”
نور سكتت للحظة وبعدين قالت بهدوء “أكيد، طيب مش هطول عليك، كنت بس حابة أطمن.”
يوسف حس إنه عايز يطول المكالمة أكتر، لكنه قال بصوت دافي “شكرًا يا نور على اهتمامك.”
نور ردت بابتسامة باينة في صوتها “بالتوفيق دايمًا ”
وأنهت المكالمة، ابتسم بخفه ورجع يركز في شغله
العيلة كلها كانت متجمعة في الصالة، الكل بيتكلم ويضحك، لكن إيمان دخلت من الباب حابسة دموعها وكل ملامح وجهها كانت بتعكس إنها على وشك العياط، دخلت ورمت عليهم السلام بسرعة وكان صوتها خافت جدًا، زي ما كانت مش قادرة تتحمل أكتر وما لقيتش غير إنها تطلع على أوضتها بسرعه قبل ما يحسوا بحالتها.
بعد ما إيمان طلعت على أوضتها، ندى مابقتش قادرة تسكت وسألت سارة بقلق “إيمان كويسة؟ في حاجة حصلت؟”
كانت عيونها مليانة تساؤلات ولاحظت إن سارة مش مرتاحة.
سارة بصت لنظرات ندى وقالت بهدوء “مش عارفة، بس في حاجه غريبه، يمكن حاجة مضايقاها”
ندى قامت وقفت وقالت بصوت واطي لساره “هطلع اشوفها ”
ساره هزت راسها وندى طلعت بسرعة تشوف اختها
يوسف رجع البيت بعد يوم طويل ومرهق، لكنه كان راضي بالنتايج، وهو داخل المدخل الرئيسي لمحت عينه عربية نور وهي خارجه، عقد حواجبه باستغراب وسأل نفسه ايه اللي مخرجها لوحدها وليه، كان بيفكر يمشي وراها يشوفها رايحه فين أو حتى يتصل عليها يسالها لكن صوت خطوات سريعة قطع تفكيره التفت بسرعة فشاف داليا جاية ناحيته وهي بتنهج وواضح إنها كانت بتجري “يوسف! بسرعة، امشي ورا نور!”
ركبت جنبه في العربية قبل ما حتى يسألها، وعنيها مليانة قلق
“إيه اللي بيحصل، هيا رايحة فين؟” سألها وهو بيشغل العربية لكن داليا قالت بنبرة قاطعة “امشي بس! هقولك كل حاجة بعدين.”
يوسف حس إن الموضوع مش عادي، خصوصًا مع نظرات داليا المضطربة.
بدون نقاش أكتر، ضغط على البنزين واتحرك بسرعة ورا عربية نور، قلبه بدأ يدق أسرع، وكان عنده إحساس قوي إن الليلة دي مش هتعدي على خير
نور خرجت بسرعه وليه ؟
ايمان مالها وايه حصلها ؟
مين مروان الدمنهوري
بارت 11
يوسف مشي ورا نور ومش فاهم هيا رايحه فين وليه، مستناش كتير قبل ما يسألها بصوت فيه حدة واضحة ” في ايه ؟ نور رايحه فين ؟”
داليا أخدت نفس عميق كأنها بتحاول تلم شجاعتها وقالت بصوت مش مستقر تمامًا ” تقريبا لمعتز ، خطيبها القديم ”
يوسف شدد إيده على الدريكسيون للحظة، حس بانقباض غريب في صدره, بص لها بسرعة وسألها وهو بيحاول يسيطر على انفعاله ” رايحاله ليه ؟ مش انتي بتقول كان خطيبها ؟!”
داليا هزت راسها وبدأت تحكيله اللي حصل
Flash back
كانت قاعده في اوضتها وفونها رن برقم غريب، خافت ليكون باباها أو حد تبعه، مردتش لكن الاتصال كان مستمر، عملت فونها صامت وفضلت بصاله لحد ما جالها رساله، فتحتها وكان مضمونها ” ردي، انا معتز ”
قرات الرساله ولقته بيرن فردت وقالت ” عايز ايه ؟!”
قال بغرور “عايز أكلم نور.”
داليا رفضت بسرعة “انسى، مفيش حاجة اسمها تكلمها.”
لكن صوته كان بارد وهو بيرد “لو ما وصلتنيش بيها، هكلم أبوكِ وأقوله مكانك، ووقتها هتتجوزي مصطفى غصب عنك.”
حست بجسمها بيتجمد، لكن حاولت تسيطر على نفسها وسألته “عرفت إزاي؟ انت عارف مكاني ؟!”
ضحك بسخرية وقال “أنا عارف حاجات كتير محدش يعرفها، روحي ادي الموبايل لنور أو خليها ترد على تليفونها بنفسها.”
داليا كانت بتحاول تبين إنها مش خايفة فشدت نفس عميق وقالت ببرود مصطنع “اخبط راسك في الحيطة، مش هقولها حاجة.”
قفلت المكالمة بسرعة، بس قلبها كان بيدق بعنف، فجأة موبايلها رن برسالة، فتحتها، لقته كاتب
“بكرة الصبح هتكوني في بيتك يا عروسة.”
إحساس الخوف زاد جواها ومبقتش عارفه تعمل ايه، فونها رن تاني فردت بسرعه، قال بهدوء ممزوج بسخريه “إيه يا عروسة، قررتي إيه؟”
داليا كانت مش قادرة تسيطر على أعصابها، قالت بحدة “إنت واحد حقير، ربنا ياخدك عايز إيه منها؟”
رد عليها بصوت قاسي وقال “إنتي مالك؟ روحي اديها الفون وملكيش دعوة.”
مكانتش عارفة تعمل إيه، حست كأن العالم وقف بيها رغم إنها عايزة ترد عليه، لكنها قررت إنها تاخد شوية وقت عشان تقدر تتصرف صح فقالتله”ثواني، هشوفها وهرن عليك.”
قفلت وفكرت تعمل ايه بس موصلتش لحل، راحت لنور وخبطت عليها، نور فتحت ولما لقتها هيا راحت مكتبها تكمل مذاكرتها وقالت ” حاسه بملل صح ؟!” كانت متوترة لدرجة إنها ما قدرتش ترد أو تدي اي ريأكشن، نور بصتلها فداليا قالت بتوتر
“في موضوع مهم لازم تعرفيه.”
نور حست بقلق وبصتلها “في إيه؟”
داليا أخدت نفس عميق وقالت “معتز؟!”
نور بمجرد ما سمعت الاسم حسّت بضيق شديد وقالت “مش عايزة أسمع اسمه تاني.”
داليا اترددت شوية لكن كملت وقالت ” كلمني وهددني أنه هيرجعني لبابا لو انتي مردتيش عليه ”
اتصدمت فتحت فونها وبدأت تشوف الميسدات الكتير اللي جاية من رقم غريب، بصت لداليا وقالت “احنا مش خلصنا بقى، عايز إيه مني؟”
قبل ما داليا ترد فون نور رن برقمه، أخذت نفس عميق قبل ما ترد، لازم تواجه الموقف ده لكنها مش مستعدة تسمع أي حاجة تانية من معتز، فتحت المكالمة وقالت بصوت هادئ وحازم “عايز إيه؟”
معتز رد عليها بلهفة “متعرفيش صوتك ده وحشني قد إيه؟”
نور كانت على حافة الانفجار، ردت بغضب وقالت “اخلص وقول عايز ايه، بتكلمني ليه تاني؟ مش خلصنا؟”
معتز ببرود واضح رد وقال “لاء لسه، أنا لسه عايزك يا نور، تعالي نرجع.”
ضحكت بسخريه وقالت “ده في أحلامك الوردية.”
ضحك معاها بس قالها بتهديد “يبقى استحملي تشوفي خسارة أعز ناس على قلبك، صاحبتك اللي باباها هيعرف مكانها فورا، وعمك اللي مسحول في مشاكله، الاتنين هتخسريهم، وعليهم يوسف البنا.”
نور اتصدمت وما عرفتش ترد، قلبها كان بيدق بسرعة وما قدرتش تستوعب التهديد ده، كمل ببرود “قررتي إيه؟ أنا هنا في إسكندرية في مكان قريب من اللي أنتي ساكنة فيه، هبعتلك اللوكيشن وخلال نص ساعة لو مكنتيش عندي، أنا هنفذ تهديدي، وإنتي أكتر واحدة عارفاني يا نور.”
قفل المكالمة في لحظة ونور كانت لسه مصدومة، مش قادرة تستوعب اللي سمعته ، داليا سألتها بقلق “في إيه؟”
نور بصت لها بتوهان، مش قادرة ترد أو تشرح لها الوضع، لفت انتباهها صوت رساله جات على موبايلها وفتحتها بسرعة لقت اللوكيشن اللي بعته معتز.
نور خرجت من اوضتها بسرعه وداليا خرجت وراها على طول مش فاهمة إيه اللي بيحصل، نور نزلت وخرجت من الباب الخلفي اللي اكتشفته مؤخرا علشان محدش يشوفها وكانت سريعة في خطواتها، ركبت عربيتها بسرعة وداليا كانت مش قادرة تلحقها لكن قررت تجري وراها علشان ما تسيبهاش لوحدها في الوقت ده
back
داليا كانت متوترة وهيا بتقول ليوسف اللي حصل، اما هو فملامح وشه مليانة توتر وغضب، حاسس إنه هينفجر، أخد نفس عميق وطلع موبايله بسرعة ورن عليها ، كان بيرن لكن مفيش رد، ضرب بايديه على الدركسيون بكل غضب وهو بيلعن في سره
عند ندى، دخلت أوضة إيمان وهي حاسة إن في حاجة مش مظبوطة، لقيتها قاعدة على سريرها بتعيط، قلبها وقع وجريت ناحيتها وسألتها بسرعه “مالك يا إيمان؟”
إيمان حضنتها بقوة وفضلت تعيط في صمت، وكل ما ندى تحاول تهديها أو تسألها ايمان مش بترد، ندى حست إن قلبها بيتحطم وكانت مش قادرة تتحمل ال silence ده أكتر من كده، فسألتها بخوف “إيمان في حاجة؟ قوليلي، إنتي مش لوحدك.”
إيمان ما قدرتش تتحمل وسابت دموعها تنزل أكتر وقالت بصوت مهزوز “فاكرة أياد اللي قولتلك عليه؟ اللي كان عنده كانسر؟”
ندى بصت لها وقالت بتردد “آه، ماله؟”
حاولت تقاوم دموعها قالت بنبرة مكسورة “أياد… مات.”
ندى اتصدمت وعرفت سبب انهيار اختها ايه، هيا عارفه كويس اياد يعني ايه بالنسبالها، ايمان كملت وقالت ” كان عندي امل يخف، بالرغم من أن المرض انتشر في جسمه كله ونسبة شفائه كانت تكاد تكون معدومة لكنه اخد قطعه من قلبي معاه، انا عارفه أنه كده ارتاح لأن الكيماوي صعب اوي وهو مكانش بيستحمله بس ليه علقني بيه، طب احنا ليه بندرس وندخل طب لما احنا مش هنقدر ننقذ اللي احنا بنحبهم، ليه”
ندى حاولت تهديها وقالت ” ايمان ده عمره، انتي هتكفري ولا ايه؟ انتي سبب علشان تنقذي حالات ربنا كاتبلها تعيش، لكن مش علشان تغيري المكتوب وترجعي حد من الموت، انا عارفه أنه صعب عليكي بس ده عمره، لسه هتلاقي حالات تانيه ومنهم هيفارق بس فيه منهم هيخف”
ايمان عيطت اكتر وندى كملت “أنتِ مش لوحدك، كلنا جنبك، هتعدي وكل حاجة هترجع لمجراها، بس خليكي قوية”.
نور وصلت للمكان، نزلت من عربيتها بسرعة وبصت وراها قبل ما تدخل العماره، ركبت الأساسنير وطلعت شقته، خبطت على الباب بتوتر، بعد ثواني الباب اتفتح وابتسامة كبيرة على وشه، بصلها بإعجاب وقال “كل يوم أحلى من اللي قبله.”
قالتله بلهجة جافة “عايز إيه؟”
رد عليها ببرود وقال “أكيد مش هنتكلم على الباب.”
دخلت الشقة بضيق، بمجرد ما دخلت قفل الباب بالمفتاح، حست بالخوف وبصتله وقالت “قفلته ليه؟ افتحه.”
قرب منها وقال بهدوء “متخافيش يا نور، لما تمشي هفتحه.”
هزت راسها برفض وقالت بأمر”افتح الباب”
تجاهلها تماما وراح قعد على الكنبه ورفع رجله على الترابيزة، مسك كاس في أيده وشرب منه وهو بيبصلها بتفحص
بارت 12
مسك كاس في أيده وشرب منه وهو بيبصلها بتفحص “الوصول ليكي متعب أوي، بس قدرت أوصلك وأجيبك لحد عندي اخيرا”
نور رجعت وقفت عند الباب وقالت “قول عايز إيه يا معتز، خليني أمشي.”
رد عليها ببرود “عايزك.”
قالت بغضب “انسى نرجع، إنت عارف إن علاقتنا كانت بيزنس ومنجحش.”
“لاء يا نور نجح، بس إنتي اللي انسحبتي ولأسباب تافهة، فيها إيه يعني شوفتيني مع واحدة؟ ما أنتي كنتي برضو قفل وأنا احترمت ده ”
قام وقف وقرب منها وقال بهمس “لكن النهاردة لاء، النهاردة هتكوني ملكي أنا وبس، هعيشك ليله مش هتنسيها بس سيبيلي نفسك، انا وانتي وبس”
اتوترت وبعدت عنه وقالت “أنا جيت علشان أحذرك تبعد عني وعن داليا مش أكتر، غير كده انسى.”
قرب منها ووقف قدامها وقال بنفس الهمس “أنا ممكن أنسى أي حاجة غيرك.”
بعدت عنه وهو ضحك وراح ناحية الترابيزه ومسك ورق وقال “الورق ده ناقصه إمضتك يا نور، كل حاجة جاهزة ماعدا إمضتك”
بصّت له بعدم فهم وقالت “ورق إيه؟”
رد عليها ببرود “ورق جوازنا، جاهز وفاضل إمضتك.” قرب منها ومدلها القلم وقال بأمر “إمضي”
هزت راسها برفض قاطع وقالت ” مستحيل طبعا، نجوم السما اقربلك ”
أخد نفس عميق “إنتي مش هتخرجي من هنا غير بمزاجي، عايزه تخرجي يبقى يا تمضي، يا اما هعتبرك مضيتي.”
بعدت اكتر وقالت بعند ” مش همضي”
قال بنفاذ صبر “لاخر مرة يا نور هقولك امضي، إمضي يا حبيبتي يلا. أنا مستني اليوم ده من زمان.”
بصت حواليها وجريت بسرعه وهو اتعصب من تصرفاتها وجري وراها، لقت اوضه قدامها فتحتها بسرعه ودخلت وقبل ما تقفل الباب لقته بيزق الباب بعنف ودخل، ابتسم بخبث وقال بمكر “شاطرة إنك جيتي هنا، أنا لسه كنت بفكر إزاي ادخلك هنا.”
رجعت لورا وتوترها بيزيد ولما قفل الباب بدأ قلبها يدق بسرعة، بصت حواليها لقت فازه جنبها، مسكتها بسرعة وكسرتها وأخذت حتة منها وحطتها على إيدها وقالتله بتهديد “أٰموت أكرملي من أني أمضي على ورقة تربطني بيك
حتى لو يوم.”
قرب منها فقالت بتحذير “لو قربت همٰوت نفسي.”
قرب أكتر وتجاهل كلامها وتحذيرها وهي جرحٰت نفسها ولسه هتكمل فرجع بسرعة وقال “اهدي، اهدي خلاص!”
نور وقفت مكانها بعد ما جرحٰت إيدها جرٰح صغير وقالت “ابعد عني وخرجني من هنا ”
كان لسه هيتكلم لكن سمع الجرس بيرن، نور حاولت تخرج لكن هو وقف قدام الباب مانعها تخرج ، مسك ايديها بقوة وشد منها القطعه، لف إيدها وراها وقال “مش هسيبك يا نور، انتي بتاعتي.”
حاولت تفك إيدها، لكن هو كان ماسكها بقوة، الباب كان بيخبط بقوة ونور حاولت تصرخ بصوت عالي، لكن حط إيده على بوقها ورجع بيها للحيطه وقال “اسكتي يا نور اسكتي.”
ركلته بكل قوتها وهو اتأوه من الألم، استغلت اللحظة وخرجت بسرعة، خرج وراها وسحبها من شعرها بعنٰف وفي اللحظة دي اتفتح الباب فجأة وشافت يوسف وداليا قدامها، بمجرد ما شافتهم سمحت لنفسها تنهار ووقعت اغم عليها تحت صدمتهم التلاته
في شركة الدمنهوري…
كان قاعد على مكتبه والكل حواليه ساكت والجو كان متوتر جدًا، واحد من المديرين بدأ يتكلم وهو بيشرح الوضع “شركة يوسف البنا كانت في وضع سيئ، بس من أول ما نزل بنفسه وبدأ يتحرك والشركات اللي كانت مترددة قررت تكمل معاهم، رغم العرض اللي قدمناه ليهم، وده معناه إن شركته مش بس هترجع السوق، لاء، دي هتبقى أقوى من شركتنا كمان!”
صاحب الشركة اتعصب وضرب بإيده على المكتب وبصله بحدة وقال “وأنت هناك ليه؟! لو مش عارف تخلي الشركتين دول ينسحبوا يبقى وجودك مالوش أي لازمة! كل اللي عملناه هيضيع في لحظة!”
أخد نفس عميق وقال “هو لسه ميعرفش إن في حد جوه شركته بينقل أخبار الصفقات وبيحاول يوقع شركته، لسه بيدور”
واحد من اللي قاعدين قال بقلق
“يوسف البنا مش سهل، أكيد شاكك في حاجة ومش بعيد يكون عارف مين الخاين كمان، ده من زمان وهو معروف بذكائه وطريقة إدارته لشركاته بره مصر.”
صاحب الشركة ابتسم بسخرية وقال”طب هو واكل السوق بره، يسيبلنا السوق هنا بقى!”
بص للي بينقله كل اخبار الشركه وقاله بنبرة كلها تحدي “أنا عايز أعرف كل حاجة عن الصفقة الجديدة، كل تفصيلة، لو معرفناش، تعبنا كله هيروح في الهوا!”
فضلوا ساكتين لثواني قبل ما واحد من المديرين يتكلم بصوت هادي بس مليان خبث “الطريقة الوحيدة اللي نوقعه بيها ونخلي زين عابدين ينسحب، هي إننا نغرّقه في مشاريع خسرانه، وقتها مش هيعرف يوقف شركته على رجليها تاني وهتكون النهاية بالنسباله.”
ابتسامة خبيثة ظهرت على وش صاحب الشركة، وبص لشخص معين وقاله بثقة “يبقى نخليه يدخل… ودخوله هيعتمد عليك!”
يوسف كان كل تركيزه على نور اللى واقعه على الأرض وكان حاسس بالذعر، داليا جريت ناحية نور تحاول تفوقها ويوسف بص لمعتز اللي حاول يخرج من الشقه، وقف قدامه بكل غضب وبدأ يضٰربه بغل وقوه، معتز حاول يدافع عن نفسه لكن يوسف كان طايح، معتز طلع مطٰوه من جيبه وعوره في جنبه، تجاهل وجعه ومسك ايده جامد حاول يوقعها منه لحد ما وقعت وكمل ضرب فيه لحد ما وقع اغمى عليه، جري على نور بسرعة وكانت داليا بتحاول تفوقها، بدأ ينادي عليها برفق “نور… نور، افتحي عينيكي” كان قلبه بينبض بسرعة وحاسس بخوف خصوصا انها مش راضيه تفوق، بص حواليه لحد ما لمح ازازة مايه، جابها بسرعة وبدأ يرش على نور بخفة وحذر هو مش قادر يستوعب كل اللى بيحصل، بدأت تفتح عينيها ببطء وبصت حواليها وكان واضح عليها الارتباك، لكن لما شافت يوسف وداليا حست بشوية راحة، يوسف وهو بيبص في عيونها بقلق “أنتِ كويسه؟ ردي يا نور، اوديكي المستشفى؟”
حاولت تتعدل بس حست انها مش قادره وقالت بتوهان “مش عارفة، بس… أنا… مكنتش متخيلة كده.”
داليا بصتلها وقالت بعتاب ” اومال متخيله ايه يا نور، يعني انتي عار……”
قاطعه يوسف بحده ” مش وقته، المهم هيا دلوقتي ”
بصلها وسألها ” حاسه بايه طيب، تروحي المستشفى ؟!”
هزت راسها برفض وبدأت تستجمع قوتها، بصت ليوسف وقالت بصوت ضعيف “أنا مش عايزة أرجعله تاني ”
يوسف طمنها وقال “مش هترجعيله، وعد مني، المهم دلوقتي انتي وبس، قادره تقومي؟!”
حاولت تقوم وبمجرد ما وقفت كانت هتقع فسندها هو وداليا، يوسف شال نور وخرجوا بسرعه، نور حاولت تعترض بس هو كمل طريقه برغم وجعه اللي بدأ يحس بيه لكنه حاول ميظهرش أي ضعف، كل اللي فكر فيه في اللحظة دي كان إنها تبقى بأمان، وصلوا للعربيه ونور قالت ” نزلني انا كويسه والله ”
” خلاص وصلنا اساسا”
فتح الباب وحط نور جوا وبص لداليا علشان تقعد جنبها لكنها بصتله وقالت ” انت كويس ؟!”
” اه انا كويس”
بصتله بقلق وبصت لقميصه وقالت ” بس مش ده الواضح”
فهم قصدها فقال ” دي حاجه بسيطه عادي ”
” انت بجد شايف انها حاجه بسيطه، لازم تروح المستشفى ”
يوسف حاول يتجاهل كلامها وقال “مش دلوقتي، نور لازم تتطمن الأول، مش مهم حالتي دلوقتي ”
نور مكانتش سامعه كلامهم فبصتلهم وقالت ” في ايه ؟!”
رد يوسف بسرعه ” مفيش هنتحرك اهو، وهبعت حد ياخد عربيتك متقلقيش ”
داليا بصتلها وقالت ” اظن لازم نروح المستشفى ”
يوسف بصلها ونور قالت ” مفيش داعي، انا كويسه والله ”
يوسف بص لداليا بتحذير ” قالتلك كويسه ، يلا اركبي ”
تجاهلت تحذيره وقالت لنور ” مش عشانك يا نور، عشان يوسف ”
نور اتوترت ونزلت وبصت ليوسف بسرعة، لمحت التعب في عينيه ومسكت إيده بحذر، حسّت برجفته وقالت بقلق “يوسف، انت كويس؟”
حاول يبان ثابت وهزّ راسه بإصرار “أنا تمام، متقلقيش.”
لكن داليا كانت واقفة متحفزة، إيديها على وسطها وقالت بحدة “تمام إيه يا يوسف؟ إنت بتنٰزف!”
نور شهقت لما بصت تاني على قميصه، الٰدم كان بدأ ينتشر أكتر، حسّت بقلبها بيضرب بسرعة وقالت بجدية “لازم نروح المستشفى حالًا!”
يوسف اتنهد وقال “بلاش دراما، جٰرح بسيط وهيخف.”
داليا زفرت بغضب وقالت “آه طبعًا، وهيخف أكتر لما تنٰزف لحد ما تروح في غيبوبة!”
يوسف بصلها بغيظ ونور قربت منه أكتر، حطت إيدها على جرحٰه برقة، رفعت قميصه شويه علشان تشوف الجٰرح ولقته عميق جدًا، فشهقت من الصدمة “يوسف!” قالتها وهي مش قادرة تصدق اللي شافته “إيه ده؟ الجٰرح ده… إزاي؟”
يوسف حاول يتماسك وقال “مفيش حاجة، ده جرٰح بسيط”
بصت في عينيه برجاء وقالت بصوت هادي لكنه حاسم “يوسف… أرجوك.”
بصلها شوية وكأنه بيقاوم، لكنه استسلم في الآخر، لفّ وشه وقال وهو بيتنهد “طيب… نروح المستشفى.”
داليا ابتسمت بانتصار وركبت بسرعة، نور قالت ” هسوق انا، انت هتتعب اكتر ”
اعترض ” مش للدرجادي، نور انا كويس صدقيني، ده جرح سطحي وأنا هروح المستشفى عشانك مش اكتر ”
” بس ممكن تتعب، عشان خاطري متجادلنيش”
وافق تحت إصرارها وركبوا وراحت لأقرب مستشفى
بارت 13
وصلوا المستشفى بسرعة، نور نزلت وهي شبه بتجري على باب الطوارئ، وقفت جنب يوسف وهو نازل وحاولت تسنده لكنه مسك إيدها بهدوء وقال بابتسامة صغيرة ” يا بنتي والله انا كويس ومش حاسس بحاجه اساسا، وعارف امشي ”
نور زفرت بضيق، مش مصدقة إن عنده القدرة يبتسم ويهزر وهو في الحالة دي، قالت بقلق “يوسف أنت بتنزف، ووشك شاحب فبلاش العناد.”
ابتسم أكتر وقال وهو بيبعد إيدها عنه “أنا مش عنيد، بس بجد كويس، وبعدين مش عايز الناس تفتكر إني جاي بمصيبة.”
بصت له بحدة بس سكتت ومشيت جنبه، مش هتجادل معاه أكتر من كده دلوقتي، دخلوا الطوارئ بسرعة، والدكتور بدأ يفحصه
الدكتور بصله بعد ما شاف الجرح وقال بجدية “إنت محظوظ إنه مجاش في مكان خطر، بس المفروض ترتاح وما تعملش أي مجهود عشان الجرح ميفتحش تاني.”
نور كانت واقفة جنب يوسف وبتسمع كلام الدكتور بانتباه ، كمل بجديه بعد ما خلص تطهير الجرح وخياطته “الجرح محتاج يتغير عليه كل كام ساعة عشان ميحصلش التهاب، وتجنب أي مجهود عنيف لأنه ممكن يفتح تاني.”
نور هزت رأسها بتأكيد وقالت “أنا بعرف أغير على الجروح، هعمل كل اللي لازم.”
الدكتور ابتسم وقال “كويس جدًا، هشرحلك إزاي تعملي ده بطريقة صح ”
بدأ يشرح لها بخطوات واضحة ونور كانت مركزة جدًا في كلامه، بتسأل في كل تفصيلة عشان تتأكد إنها مش هتغلط.
أما يوسف فكان قاعد على السرير ببرود، ومش مهتم بالكلام اللي بيتقال، كان ساكت وعيونه نص مقفوله من التعب ومش مهتم بالتحذيرات.
بعد ما خلصوا خرجوا من المستشفى، يوسف كان ماشي بخطوات عادية وكأنه مش متعور أصلاً، وصلوا البيت ووقفهم عند العربية وقال بنبرة هادية لكنها حاسمة “محدش يعرف عن الجرح، ولا اللي حصل، مش عايز أي حد يقلق أو يسأل.”
نور اعترضت “بس انت لازم ترتاح، وكلهم لازم يعرفوا علشان محدش يطلب منك حاجه فوق طاقتك ”
هز راسه وقال بحزم “قلت محدش يعرف، أنا تمام، والموضوع انتهى.”
نور عقدت حواجبها وقالت”بس…..”
قاطعها “ولا كلمة يا نور، الموضوع خلص على كده.”
فتح باب العربية وأخد الجاكت بتاع بدلته ولبسه وقفله كويس عشان يغطي أي أثر للجرح، وبعدها قال بنبرة آمرة
“يلا ندخل.”
دخلوا ونور كانت متوترة وخاصة لما شافت نهال، نهال قربت منها بسرعة وهي بتقول بانفعال “إنتي كنتي فين يا نور؟! ازاي تخرجي كده؟! إنتي مش عارفة قلبت الدنيا عليكي إزاي؟! أنتي وصاحبتك دورت عليكم في كل حتة! ولما طلعت أوضتك وملقتكيش خوفت، ومبقتش عارفة أعمل إيه وأقول لمحمد ولا لاء”
نور حسّت بالذنب، معرفتش ترد فورًا بس حاولت تبان ثابتة وقالت بصوت هادي “أنا آسفة بس كنت مع داليا… وحصلت شوية مشاكل بس أنا كويسة.”
نهال بصتلها بشك وقالت “مشاكل إيه؟ انتي تمام؟ شكلك مش مطمني.”
نور ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت “أنا فعلاً كويسه ، متقلقيش.”
نهال لفت نظرها ليوسف اللي كان واقف هادي، لكن عيونه كانت فيها أثر تعب واضح، بصت له بتركيز وقالت بريبة “وإنت مالك واقف ساكت كده؟! إنتو كنتوا فين بالظبط؟”
يوسف بص لنور وداليا بسرعة كأنه بينبههم، وبعدها قال بهدوء مصطنع “مكانش في حاجة خطيرة، نور كانت محتاجة تغيير جو، وداليا كانت معاها، وأنا قابلتهم بالصدفة.”
نهال فضلت تبص له شوية كأنها مش مقتنعة، لكن قبل ما تتكلم نور قالت بسرعة “أنا تعبانة شوية، هطلع أوضتي.”
نهال قربت منها أكتر وقالت بحنية “طيب لو تعبانة بجد قوليلي، شكلك مش مرتاح.”
نور لمست إيدها بحنان وقالت “متقلقيش، بجد أنا كويسة، بس محتاجة راحة.”
نهال سكتت للحظة وبعدين قالت “طيب، بس لو حسيتي بأي حاجة قوليلي فورًا، ماشي؟”
نور هزت راسها بموافقة وطلعت بسرعة، ويوسف وداليا كانوا وراها على طول، داليا دخلت اوضتها ونور قبل ما تدخل اوضتها بصت ليوسف وقالت بجدية “مش هتتحرك ولا هتبذل مجهود، مفهوم؟”
يوسف كان بيبصلها بنظرة هادية لكن عنيدة في نفس الوقت، وبعدين قال بنبرة فيها سخرية خفيفة “حاضر يا دكتورة، أي أوامر تانية؟”
نور زفرت بضيق وقالت “يوسف، بلاش تهريج، أنا بتكلم جد، الجرح ممكن يفتح لو اتحركت كتير، مش عايزة أشوفك بتستهتر بصحتك.”
ابتسم ابتسامة جانبية وقال “ماهو أنا أساسًا روحت المستشفى عشان خاطرك، يعني مش هعاندك أكتر من كده.”
نور بصت له شوية كأنها مش متأكدة من كلامه، وبعدين قالت بنبرة جادة “نام كويس، ومتخليش أي مايه تلمس الجرح، ومتتحركش كتير.”
يوسف هز راسه بموافقة، لكن ابتسامته كانت لسه موجودة وقال بهدوء “حاضر يا نور، هسمع الكلام”
نور فضلت بصاله لحظة وبعدين قالت بهدوء “تمام، تصبح على خير.”
يوسف رد وهو بيبصلها بتمعن “وأنتي من أهله.”
نور دخلت أوضتها وهي بتحاول تهدي ضربات قلبها، مكانتش عارفه سببها، بس اللي كانت متأكدة منه إنها مش هتسيبه لحد ما تتأكد إنه فعلاً بخير، أما يوسف ففضل واقف قدام باب أوضته للحظات، عيونه متعلقة بالباب اللي نور دخلت منه، اتنهد بصوت هادي ودخل أوضته أخيرًا وقفل الباب وراه، قعد على طرف السرير وهو بيفك أزرار الجاكيت ببطء، رمى الجاكيت على الكرسي، وبعدين مسك تليفونه، قرب الفون من ودنه وهو بيرن على شخص
ثواني وسمع صوت رجولي هادي على الناحية التانية “أوامرك، يوسف بيه.”
يوسف بص قدامه بجمود، نبرته كانت حادة وواضحة “معتز، عايزه يختفي لحد ما أقولك العكس، مش عايز يظهر خالص الفتره دي ”
الشخص على التليفون رد بسرعة “مفهوم، هيتنفذ فورًا.”
يوسف قفل المكالمة بدون أي كلمة زيادة، سحب نفس عميق وهو بيضغط على الموبايل، عارف إن اللعبة لسه في أولها، وإنه مش هيسمح لمعتز يهدد نور تاني، مش هيسمح له يكون خطر في حياتها
صحيت نور بدري شويه على صوت المنبه اللي ضبطته، كانت لسه مش مستوعبة في البداية، لكن بمجرد ما افتكرت إنها ضبطته عشان تغير ليوسف على الجرح، فتحت موبايلها بسرعة وبعتتله رسالة “صاحي؟”
دخلت حمامها تجهز نفسها وخرجت فتحت فونها تشوف رده ” اكيد”
ابتسمت بخفة وراحت ناحية أوضته، وقفت لحظة قدام الباب، بعدها خبطت بخفة وبعد لحظات فتح لها.
بمجرد ما شافته لمحت الإرهاق في عيونه، ملامحه كانت مجهدة شوية لكنه كان ثابت كالعادة، دخلت الأوضة وقالت وهي بتبصله بقلق “انت نمت ولا لسه صاحي؟”
رفع كتفه بلا مبالاة وقال “كان عندي شغل بخلصه.”
اتضايقت من طريقته ومن إهماله لنفسه ومن كل حاجة عقدت دراعها وقالت بحدة طفيفة “وهتنام إمتى بقى؟ أنت عارف إنك المفروض ترتاح، مش كفاية إني حاسة بالذنب لأني السبب في جرحك؟”
وقف قدامها بثبات، نبرته كانت هادية لكنها حازمة “مش عايزك تحسي بالذنب، ده مش ذنبك، وان كان عليا فأنا كويس.”
نور زفرت بضيق، كان عندها كلام كتير جواها، لكنها قررت تبرر اللي حصل، تحاول تشرحله اللي حصل، خفضت عينيها وقالت بصوت هادي لكنه متوتر “أنا مش عارفة أنا روحتله ليه ولا ازاي أصلاً، بس خفت من تهديداته، هو شخصية مؤذية ومتدلع جدا، أوامره مجابة، وهددني أنا وداليا، ومش عارفة لو مكنتوش جيتوا، كان زمان حصل إيه دلوقتي”
بصلها بعتاب وقال بنبره هاديه ممزوجه بمشاعر مكبوته “مش أنا قلتلك لما تقعي في مشكلة تعرفيني؟ ولو أنا مساعدتكيش يا ستي متعرفنيش تاني، بس تصرفك كان غلط”
حست بالندم أكتر من الاول، فضلت صامتة لثواني وهي بتجهز الأدوات عشان تغير له على الجرح، فضلت مركزة في تجهيز الأدوات، رفعت عينيها له أخيرًا وقالت بصوت واطي لكنه متوتر “أنا لما بكون متهددة مش بعرف أفكر، باخد رد فعل سريع، وده عيب فيا بحاول أصلحه، اي حد ليحاول يهددني وخاصة بحاجه بحبها مش بعرف افكر وبيكون كل تفكيري وقتها ازاي اخلي الشخص ده يتراجع عن تهديده ”
بصّلها بثبات قال بهدوء “كلميني وهكون عندك حتى لو في اخر الدنيا، وفكري معايا، عمري ما هقفل بابي في وشك، اي حاجه تحصل يا نور لازم تكوني معرفه اي حد”
قالت بصوت مهزوز شوية “بس معتز مش هيسيبني، خصوصًا بعد اللي حصل، هيفضل ورايا”
بصّلها بنظرة حادة، وقال بنبرة حازمة وقاطعة “لا معتز ولا عشرة زيه يقدروا يضايقوكي طول ما أنا موجود، انسي إنه يقدر يقرب منك يا نور، طول ما أنا هنا محدش هيقدر يلمسك.”
نور فضلت ساكتة، مش قادرة ترد، قلبها كان بيدق بسرعة، مش عارفة من إيه بالظبط.. من خوفها؟ ولا من إحساس الأمان اللي حسّت بيه فجأة بسبب كلامه؟
قربت بخطوات هادية، وحطّت الأدوات على الكمود جنب السرير، وبدأت تغير له على الجرح بايدين بتترعش خفيف، لاحظ توترها بس فضل ساكت وهو بيبصلها بتفكير وعايز يعرف ايه اللي بيدور في دماغها بس استناها تتكلم، بعد لحظات من الصمت، قالت بصوت مخنوق ومهزوز وهيا بتجاهد متعيطش “بس أنت متعرفوش، معتز لما بيحط حاجة في دماغه بيعملها.”
رفع وشها ليه وبص لعينيها وهو بيطمنها “وأنا كمان يا نور، لما بحط حاجة في دماغي بعملها، عايزك تثقي فيا شويه ”
دمعه من عينيها نزلت وهيا بتقول “حتى لو إنت شايف إن معتز مش هيقدر يعمل حاجة، أنا مش متطمنة، هو متهور وعنده وسايل تخلي الواحد يحس إنه محاصر، وأنا مش عايزة أعيش كده، مش مستعده ”
” قولتلك ثقي فيا وبس، مش عايزك تفكري فيه ولا حتى في اللي حصل، انسي امبارح خالص وركزي في امتحاناتك وبس، ولو اي حاجه تانيه حصلت لازم اكون اول واحد عارف”
هزت راسها وهيا بتمسح دموعها بسرعة وقالت بصوت مهزوز شوية “ربنا يستر بقى…”
زفرت بصوت واطي وهي بتحاول تهدي نفسها وقالت وهي بتربط الضمادة الأخيرة على جرحه “أنا مش عايزة مشاكل أكتر، ولا عايزة حد يتأذي بسببي، لاني اصلا مش قادره اسامح نفسي على اللي حصلك”
رد عليها بسرعه بنبرة كانت أقرب للوعد “إنتي مش سبب أذية لأي حد، ولو حد حاول يأذيكي هو اللي هيدفع التمن مش إنتي.”
وقفت بعد ما خلصت ومسحت إيديها في منديل وقالت بهدوء وهي بتبصله أخيرًا “خلاص، كده تمام، بس أوعى تهمل الجرح ، ولا تتعب نفسك.”
بصلها لثواني، ملامحه كانت هادية لكن نظرته كان فيها إصرار واضح وكأنه بيقول لها من غير كلام إنه مش هيسمح لحاجة تأذيها، حاول يخفف الجو فقال بنبرة أخف “حاضر، مش ههمل الجرح، بس انتي كمان لازم تهتمي بنفسك شوية، متخليش تفكيرك في اللي حصل يشغلك عن امتحاناتك، اتفقنا ؟!”
هزت راسها بتفهم وقالت بهدوء “هحاول.”
ابتسم بخفة وقال “حاولي جامد.”
نور لفت وشها بسرعة عشان تخبي ابتسامة صغيرة ظهرت غصب عنها وقالت وهي بتحاول تخرج بسرعة ” هروح اجهز علشان عندي محاضره بدري ”
خرجت وقفلت الباب وراها، وقفت للحظة برا الأوضة، خدت نفس عميق وحاولت تهدي اللي جواها
بعد ما خرجت فضل قاعد مكانه، عيونه كانت مثبتة على الباب اللي قفلته وراها، مدد رجله على السرير وزفر نفس طويل، حسّ بتعب مفاجئ، مش بس جسدي، لكن كمان عقلي، غمض عيونه لحظه يحاول يريح دماغه شويه
نور كانت بتجهز بسرعة، لبست هدومها ورتبت شعرها بسرعة قدام المراية، لكن كل شوية كانت بتاخد نفس عميق وتحاول تركز، وتبعد تفكيرها عن كل اللي حصل، اخدت شنطتها ونزلت بسرعة للدور الأرضي، لقيت آدم مستني عند الباب وكان ماسك مفتاح العربية وبيبص في موبايله، لكن أول ما شافها رفع عينه وقالها ” ماما في المطبخ بتحضر الفطار وقالتلي لما تنزلي اقولك تدخلي تفطري”
قربت وهيا بتقول ” هفطر في الكليه مش هلحق”
حس انها مش طبيعيه لكن متكلمش في الأول، ركبوا العربيه وفي طريقهم سألها بهدوء “إنتي كويسة؟”
نور اتفاجئت بالسؤال لكنها حاولت تخبي توترها وابتسمت ابتسامة خفيفة “أه، تمام.”
آدم ما قالش حاجة لكنه كان ملاحظ انها سرحانه ومش بتتكلم زي العاده، بعد شوية قال بنبرة هادية “مش نايمة كويس؟”
نور بصت له بسرعة وبعدين رجعت تبص قدامها وقالت وهي بتحاول تخلي صوتها طبيعي”يمكن، كنت سهرانه شويه امبارح ”
آدم هز راسه بتفهم، بس كان عارف إن في حاجة تانية، قرر ميسألش أكتر بس قال بهدوء وهو مركز على الطريق “لو في حاجة مضايقاكي، عارفة إنك ممكن تقوليلي، صح؟”
نور بصتله وابتسمت بخفة وقالت “عارفة.”
وصلوا الكليه ونور نزلت وقالتله بابتسامة خفيفة “شكراً يا آدم، أشوفك بعدين.”
هز رأسه بابتسامة صغيرة وقال “ماشي، خلي بالك من نفسك.”
نور دخلت الكلية، وقررت تشغل نفسها باليوم الدراسي، تحاول تهرب من التفكير اللي مش عايزة تغرق فيه أكتر