
سيف صحح: “لا، في الشقة. إنت ناسي إننا سيبنا الفيلا؟”
اتصل بيها تاني، وقلبه عايز يروحلها. جرس واتنين، وكل واحد قلبه بيغوص ويطلع منتظر يسمع صوتها. الموبيل فصل، فقام وقف: “همس ما بتردش.”
سبيدو بيطمنه: “اهدأ بس، يمكن تكون نايمة. رن تاني؟”
سيف رن تاني، بس برضه ما ردتش. فوقف: “أنا هروحلها، لازم أطمن عليها. محدش عارف إيان اتخطف ولا جراله إيه؟”
سبيدو وقف معاه: “هاجي معاك، يلا بينا.”
سيف هيسوق، بس سبيدو اعترض: “أنا هسوق، وما تقلقش، هسوق بسرعة.”
ركب جنبه واتصل بكريم، اللي رد عليه بسرعة: “لقيتوا حاجة؟”
سيف بحرج: “لا يا كريم، دورنا في كل الشوارع اللي قولنا عليها.”
كريم بإحباط: “تمام، خلينا نتقابل طيب قدام البيت؟ هنشوف كاميرات المراقبة ونفرغها، يمكن نوصل لأي حاجة.”
سيف وضح: “تمام يا كريم، روحوا وأنا هحصلكم. أنا هروح شقتي أشوف همس، بتصل بيها ما بتردش خالص، وصراحة قلقان عليها وخايف… يعني خايف يكون حد خطف إيان، ففكرت إن محدش يفضل لوحده دلوقتي. فلازم أشوف همس، وأخدها الفيلا.”
كريم اتوتر أكتر: “طيب يا سيف، طمني لما توصل، وإن شاء الله خير.”
قفل ومؤمن سأله: “في إيه؟ في جديد؟”
كريم قاله اللي حصل، ومؤمن قلبه هيتخلع من مكانه: “هل حد خطف ابني فعلًا؟”
سبيدو ساق بسرعة بطريقة ترضي توتر سيف اللي الغيظ والغضب مسيطرين عليه، وكل شوية بيرن على همس وما بتردش. حس إنه عايز يطير لعندها. أخيرًا، وقف سبيدو العربية قدام البيت، وقبل ما توقف تمامًا، سيف نزل يجري وسبيدو وراه. توتر سيف انتقل له، وصالح الأمن حاول يوقف سبيدو: “العربية ممنوع الوقوف هنا.”
سبيدو حط المفتاح في إيده: “اركِنها واقفلها.”
وكمل يجري ورا سيف. طلعوا لشقة سيف، اللي فتح الباب على عجلة، بس الدنيا هادية وكل حاجة مكانها.
سبيدو اقترح: “ادخل شوفها، يمكن نايمة جوه؟”
سيف دخل، وقلبه بيدق بطريقة موجعة. فتح أوضة النوم، فكانت فاضية. موبيل همس كان على الكومود جنب السرير، محطوط على الشحن. دخل الدريسنج، فكان فاضي، والحمام كذلك. على الرغم من إنه عارف إنها مش هناك، فتح الباب، لكن الصمت كان مخيف. وقلبه كان بيوجعه بشكل غير طبيعي.
طلع لسبيدو: “همس مش جوه. موبيلها جوه، وشنطتها فيها الفيزا والفلوس. همس بس اللي مش موجودة.”
سبيدو بشك: “يمكن تكون في البلكونة، مثلًا؟”
سيف زعق: “همس مش إيان عشان تلعب استغماية!” ونادى بصوت عالٍ: “همس؟ همس؟”
دخل البلكونات ودور عليها، لكن مفيش. وقف في الصالة جامد.
سبيدو: “يمكن تكون مع هالة، صحبتها؟ عند هند وأمها؟ راحت الفيلا؟ سيف، في ألف اقتراح ممكن أقوله. زي ما قلت، همس مش إيان. يمكن تكون نزلت تتمشى تفك عن نفسها.”
سيف بصله وفي أمل صغير اتولد جواه، واتصل بهالة: “همس معاكِ؟”
ردت بسرعة: “لا، مش معايا، ما شوفتهاش من ساعة ما مشيت معاك.”
قبل ما تنطق زيادة، قفل واتصل بهند، وسأل نفس السؤال، بس كانت نفس الإجابة. كلم أمه في الفيلا، وسألها، فردت سلوى باستغراب: “لا، همس مش هنا. بتدور عليها ليه؟ مش اتفقت معاها ما تخرجش بدون ما تقولك؟”
سيف زعق: “شوفي نصر فين؟ ممكن تكون كلمته وجاية عندكم. شوفيه لو سمحتي.”
سلوى حست بصوت إبنها، فقامت بسرعة تشوف نصر أو تكلمه من الأرضي، لكنها لقته بره بيمسح العربية. نادته: “نصر، هي همس كلمتك؟”
نصر نفى بسرعة. ردت على إبنها: “نصر بره، يا سيف.”
سيف: “لو عرفتي حاجة، بلغيني. وشوفي هوليا، يمكن يكونوا خرجوا مع بعض.”
قفل وفضل مكانه، مش عارف يعمل إيه.
سلوى دخلت على هوليا وسألتها عن همس، لكنها ما كانتش تعرف حاجة عنها.
عز دخل ولاحظ توتر سلوى، ولما عرف اللي حصل، قعد بانهيار: “معقول تكون اتخطفت؟”
الاتنين بصوا له بصدمة، وسلوى برعب: “اتخطفت إزاي؟ ليه بتقول كده؟”
عز شرح لهم الوضع اللي هم فيه، ووقف سيف عن الشغل في الجامعة، واختفاء إيان، و دلوقتى اختفاء همس.
سيف كان واقف في بيته، إيديه على دماغه، بيحاول يفكر: “طيب، ننزل ندور في الشوارع؟ نكلم الرجالة يجوا يدوروا عليها؟ طيب، ابن مؤمن هيسيبوا هناك ويجوا هنا؟”
بص لسبيدو منتظر منه حل: “قولي نعمل إيه؟”
سبيدو حس بالعجز ومش عارف إيه ممكن يتعمل، وهم بيحاربوا عدو مجهول: “مش يمكن تكون متضايقة نزلت تتمشى؟”
سيف بص له: “مش عارف، بجد مش عارف.”
طلع موبيله واتصل بالأمن بتاع العمارة. صالح رد عليه وسأله عن همس.
صالح بحيرة: “معرفش، أنا لسه مستلم ورديتي قبل ما تيجي بدقايق، فمعرفش هي خرجت ولا لأ.”
سيف بترجي: “طيب، كلم زمايلك. شوفهم لو سمحت، يا صالح.”
قفل معاه ولقى كريم بيتصل، فرد عليه: “لقيتها في البيت، يا سيف؟”
سيف بوجع: “مش لاقيها يا كريم. موبيلها وشنطتها وكل حاجتها هنا، بس هي مش موجودة.”
قفل مع كريم وفضل يروح ويجي، مش عارف يعمل إيه. سبيدو وقفه: “تعال ندور عليها تحت.”
سيف زعق: “ندور فين؟ ها؟ في الشوارع؟”
سبيدو زعق زيه: “أمال هنفضل هنا؟ وبعدين، مش سبق في شهر العسل اختفت وكانت في الشارع؟ ما يمكن…”
قاطعه سيف بتهكم مرير: “يمكن إيه؟ هتوه جنب بيتها؟”
سبيدو بغيظ: “طيب لو إنت عايز تقعد هنا، أنا هنزل أدور مع مؤمن على إبنه، يا ننزل أنا وإنت ندور عليها، لكن نقعد كده، إيدينا على خدنا؟ مش هقدر.”
قاطعه موبيل سيف اللي رد بسرعة وبلهفة على اتصال عز: “وصلت عندك؟”
عز بأسف: “لا، كنت هسألك إنت، في جديد ولا لسه؟”
سيف غمض عينيه وأخذ نفس طويل: “لا يا بابا، لسه. لو وصلت لحاجة هبلغك. هوليا ما تعرفش حاجة عنها يمكن؟”
قاطعه عز: “هوليا هنا وما تعرفش حاجة، حتى آية ٱختك كلمتها في الشركة وما تعرفش حاجة برضه.”
قفل معاه وسيف واقف قدام سبيدو مش عارف يقول إيه ولا يعمل إيه؟
رن جرس الباب، فالاتنين بصوا لبعض بأمل صغير. سيف جري يفتح الباب، لكنه اتفاجأ بخاطر وفاتن قدامه. اتحولت ملامحه في لحظة من الأمل لليأس. خاطر بتوتر: “في إيه يا سيف؟ مالك؟”
سيف فتح الباب: “اتفضلوا يا عمي، اتفضلي يا ست الكل.”
دخلوا بترقب ومش عارفين في إيه. شافوا سبيدو جوه، اللي سلم عليهم بهدوء. فاتن سألت: “في إيه؟ همس فين؟”
الاتنين بصوا لبعض، وخاطر زعق: “سيف، انطق، بنتي فين؟ وبتبص لصاحبك ليه كده؟”
سيف بمرار: “مش عارف هي فين.”
خاطر بذهول: “يعني إيه مش عارف؟”
سيف زعق بغضب: “يعني مش عارف هي فين! اتصلت بيها مردتش، جيت البيت أشوفها يمكن نايمة أو في الحمام، لكن ملقتهاش. هي فين؟ معرفش. كده جاوبتك؟”
سبيدو مسك دراعه: “ينفع تهدى علشان نفكر بهدوء؟ هكلم رجالتي وهنلاقيها.”
سيف بصله: “مش هتسحب الرجالة اللي بيدوروا على إبن مؤمن.”
سبيدو: “لا، مش هسحبهم.”
فاتن قاطعت: “إبن مؤمن ماله؟ وتدوروا عليه ليه؟ سيف، هو إيه اللي بيحصل؟ فهمني؟ بنتي جرالها حاجة؟”
سيف بص ليها كتير ومش عارف يرد، فسبيدو رد: “إن شاء الله لا، إحنا قلقانين. إبن مؤمن اختفى ومش لقينه، وسيف بيحاول يكلم همس يطمن عليها، فمردتش. ده مخلينا متوترين، لكن ممكن تكون نزلت تتمشى أو تشتري حاجة.”
سيف قاطع: “تشتري بإيه؟ قولتلك شنطتها جوه فيها الفلوس والفيزا وموبيلها. هتشتري إزاي؟”
خاطر بتردد: “الفيزا بتاعتها فين؟”
سيف بصله: “أي فيزا تقصد؟ شنطتها جوه.”
دخل جاب شنطتها وفضاها على الطاولة، ومسك الفيزا بتاعته: “الفيزا أهي، والفلوس كمان.”
خاطر وفاتن بصوا لبعض، فسيف زعق: “في إيه؟ بتبصوا لبعض ليه؟”
خاطر بتردد: “الفيزا بتاعتها اللي هي باسمها.”
سيف ما كانش فاهم أو مش عايز يفهم، فسأل: “الفيزا دي ما استخدمتهاش من ساعة ما اتجوزنا. قالت إنها ما فيهاش رصيد ومركونة من بدري.”
خاطر مردش، وفاتن ساكتة. سيف منتظر منهم رد: “عمي، هي طلبت منك تحط فيها رصيد؟”
خاطر أخذ نفس طويل: “هي ما طلبتش، أنا اللي حطيت فيها فلوس تبقى معاها احتياطي، تبقى بتاعتها مش بتاعتك.”
سيف ما ردش وتراجع بخطوتين، وبص لسبيدو: “تعال ننزل ندور عليها.”
فاتن مسكت دراعه: “سيف، حبيبي، عمك مش قصده…”
سيف سحب دراعه منها: “أنا هنزل أدور عليها. نطمن الأول، والباقي بعدين. بعد إذنكم.”
راح ناحية الباب، لكنه كان بيتفتح، ودخلت همس شايلة كذا كيس في إيديها، واتصدمت من منظر الكل.
سيف أول ما شافها، أخدها في حضنه واتنهد بارتياح. “إنتِ كويسة، صح؟ ردي عليا، كويسة؟”
بعدت عنه وشها علشان ترد: “أنا كويسة، في إيه؟”
هنا، سيف بعد عنها تمامًا وزعق: “في إن الدنيا مقلوبة وإنتِ ولا في بالك، صح؟ بتخرجي تتمشي من غير موبيل، من غير فلوس، والدنيا تتحرق باللي فيها، صح كده؟”
همس بصت لهم كلهم باستغراب: “جعانة، نزلت أجيب حاجة أكلها. في إيه؟ اجرمت؟ هو لازم أعلق الموبيل في رقبتي ليل نهار؟”
سيف في اللحظة دي كان عايز يمد إيده عليها، لكن اتكلم بصوت مخيف: “لما وسط المشاكل دي كلها تطلعي من غير إذن جوزك ومن غير ما تعرفيه، أيوة، اجرمتي. وحتى من غير مشاكل، أيوة، اجرمتي. ولما تصرفي مليم واحد واخداه من أي حد تاني غير جوزك، برضه اجرمتي.”
همس بصت لأبوها باستغراب، ومش فاهمة ازاي قاله؟ و ليه قاله؟
سبيدو حمحم وشد سيف بعيد: “ينفع ننزل نشوف إيان فين طالما اطمنا إن همس سليمة؟ هي مع أبوها وأمها، نشوف إيان.”
رن موبيله، وكان عز تاني، فرد عليه: “أيوه يا بابا، اطمن همس رجعت، كانت بتجيب حاجات من تحت. المهم، هنزل لمؤمن، يلا سلام.”