
قصه ورد الحته الفصل الاول بقلم نورا نببل حصريه وجديده
___________________________
«الفصل الاول»
ورد كانت ماشية في الحارة، حاسة إن في حد بيراقبها. سرّعت خطوتها، قلبها بيدق بسرعة، بس الصوت اللي وراها ثبتها مكانها:
“مش عيب تطنشيني كده يا ورد؟”
لفّت ببطء، لقت قدامها سيد، البلطجي اللي مش سايبها في حالها. واقف بإبتسامته المستفزة وعينه بتلمع بنظرة كلها تحدي. حاولت تتجاهله وتكمل طريقها، لكنه اتحرك وسد عليها.
“عايز إيه يا سيد؟ سيبني فحالي!”
ضحك ضحكة خفيفة وقال:
“هو أنا عملت حاجة؟ بس عاوز أطمن عليكي، الحارة بقت وحشة اليومين دول.”
في اللحظة دي، صوت تاني جه من وراها، هادي لكن حاسم:
“سيبها يا سيد.”
لفّت ورد بسرعة، لقت حسن، الميكانيكي اللي كل الناس بتحترمه. كان واقف بتيشيرته اللي مبقع زيت، وعينه فيها تحدي واضح.
سيد ضيّق عينه وهو بيبصله:
“وإنت مالك؟”
حسن ما تهزش، وقال بنفس الهدوء:
“هي قالت سيبها.”
التوتر في الجو كان تقيل، وورد حسّت إن المواجهة دي مش هتعدي على خير
سيد قعد يضحك ضحكة خفيفة، بس كان واضح إن كلام حسن استفزه.
“إنت بقى هتبقى بطل الحارة علينا؟” قالها بصوت مليان سخرية، وعينه ما سابتش حسن.
حسن فضّل ثابت في مكانه، ملامحه ما تغيرتش، لكن نظرته كانت واضحة—مش ناوي يرجع خطوة واحدة.
“مش بطل حاجة، بس مش هسيب حد يضايق بنت مالهاش ذنب.”
ورد كانت واقفة متوترة، عينها رايحة بين الاتنين، حاسة إن الموضوع ممكن يقلب خناقة في أي لحظة.
“أنا مش عايزة مشاكل، سيبوني أمشي!” قالتها بسرعة، وحاولت تتحرك.
سيد كان هيقول حاجة، لكنه لقى عيون حسن متعلقة بيه بحدة. في اللحظة دي، صوت جاي من بعيد قطع التوتر:
“إيه اللي بيحصل هنا؟”
طلع عم زكريا، صاحب القهوة اللي عند ناصية الحارة، راجل كبير الكل بيحترمه، وعينه كانت متفحصة للموقف.
سيد أتنحنح، حاول يظهر هادي، وقال:
“ولا حاجة يا عم زكريا، كنا بنتكلم بس.”
عم زكريا بص لحسن، وبعدها لورد، وبعدين لسيد وقال بحسم:
“خلاص، مفيش كلام تاني. كل واحد يروح لحاله.”
ورد ما صدقت، لفت بسرعة ومشيت، وحسن فضل واقف مكانه، عينه لسه على سيد كأنه بيحذّره بصمت.
سيد ابتسم بسخرية وقال بصوت واطي:
“مش دايمالك يا حسن.”
وبعدها لف ومشي، وساب وراه توتر بينهم لسه ما اتحسمش
ورد كانت ماشية بسرعة، قلبها لسه بيدق جامد، بس لقت حسن بيقرب منها وبيقول بهدوء:
“إنتي كويسة؟”
هزّت راسها بسرعة وقالت:
“أنا تعبت منه، كل يوم ورايا في الحارة، مش سايبني فحالي.”
حسن بص قدامه بتركيز وقال:
“محدش هيقربلك طول ما أنا موجود.”
ورد بصت له، مش عارفة تقول إيه، بس حسّت لأول مرة إن في حد ممكن يحميها بجد. حسن كان دايمًا معروف إنه راجل جدع، بس عمره ما تدخل في حياتها قبل كده بالشكل ده.
“أنا لازم أمشي،” قالتها بسرعة وهي بتحاول تسيطر على التوتر اللي جواها.
حسن هز راسه وقال:
“روحي، ولو احتجتي أي حاجة، أنا في الورشة.”
ورد مشيت، بس كانت حاسة إن عين حسن لسه متعلقة بيها، وإحساس الأمان اللي حسته لسه دافي جواها. بس برضه، في خوف، خوف من إن سيد ما يستسلمش بسهولة.
ورد فضلت ماشية بسرعة لحد ما وصلت بيتها، قلبها لسه بيدق بسرعة. قفلت الباب وراها وسندت عليه، بتحاول تستوعب اللي حصل. حسن أول مرة يتدخل بالشكل ده… هل ده معناه إنه مهتم؟ ولا هو مجرد راجل جدع وما يرضاش بالغلط؟
قعدت على الكنبة وهي بتفكر، بس أفكارها اتقطعت لما سمعت صوت أمها من جوه:
“إنتي جيتي يا بنتي؟ مالك شكلك مخضوض؟”
ورد حاولت تبتسم، تخبي اللي حصل، وقالت:
“مفيش يا أما، بس كنت مستعجلة شوية.”
أمها بصتلها بشك، بس ما علّقتش، وكمّلت شغلها في المطبخ. ورد أخدت نفس عميق وحاولت تهدى، بس عقلها كان لسه عند حسن… وعند سيد اللي أكيد مش هيسكت على اللي حصل.
في نفس الوقت، في الورشة…
حسن كان واقف قدام العربية اللي بيشتغل عليها، بس عقله مشغول بحاجة تانية. مش قادر ينسى نظرة ورد وهي خايفة، ولا نظرة التحدي في عيون سيد قبل ما يمشي. حسن عارف سيد كويس، وعارف إنه ما بيعرفش الهزيمة.
“إيه يا ابني، سارح في إيه؟”
حسن لفّ على صوت عم خليل، صاحب الورشة، اللي كان واقف بيبص له باستغراب. حسن مسح إيده في الفوطة وقال:
“مفيش يا عم خليل، شوية تفكير.”
عم خليل ضحك وقال:
“تفكير ولا حد معين شاغل بالك؟”
حسن ابتسم ابتسامة صغيرة وما ردش. هو نفسه مش عارف اللي بيحصل جواه، بس اللي متأكد منه حاجة واحدة… سيد لو فكر يقرب من ورد تاني، هيلاقي حسن مستنيه.
ورد فضلت قاعدة في اوضتها، بتفكر في كل حاجة حصلت. حسن كان واقف قدام سيد من غير ما يتهز، واللي قاله ليها قبل ما تمشي… “محدش هيقربلك طول ما أنا موجود.”