
أما روح نهضت من مقعدها و ذهبت الى الحمام حتي تتوضا
تقف على سجادة الصلاة و تبكي ليست دموع مظلومة بل دموع ندم.
روح بدموع: يارب أنا عارفة أن تفكيري في عمر حرام ، و كلامي عنه، يمكن غلطت لاني من أنا طفلة و أنا بحبه وربطت احلامي و عقلي بيه ، سامحني يارب و خرجوا من قلبي ، و طفي النار اللي في قلبي.
و سجدت و طالت في السجود و هي تطلب من الله المغفرة.
جاء حمزة من الغرفة ، نظر لها و ابتسم باستهزاء ، و قال: لا و الله و أنتي مش عارفه أن كلامك على راجل تاني غير جوزك حرام يا ست الشيخة.
انتهت من الصلاة،و جلست تقرا قران كريم.
اما هو فتح اللاب توب لأجل العمل.
بعد وقت ، نظرت له و قالت بدموع: حمزة.
لم يجيب
أكملت بندم: مش شرط ترد ، أنا اسفة، فعلا اسفة، مهما كانت الظروف حرام اذكر اسم راجل اتمني تسامحني.
كان سعيد جدا ، و لكن قال ببرود : حصل خير.
أكملت هي بهدوء: غلط أفكر في راجل تاني لاني متجوزة ، حتي لو جوزي ده حيوان و زبالة.
فتح عيونه بصدمة كبيرة، قال بغضب: روح
قاطعت الحديث: براحة على نفسك ، المهم ريم مسافرة يوم السبت أن شاء الله اعمل حسابك أننا نقضي يوم الجمعة عندنا من اول النهار
نهضت من مقعدها و قالت: و طلب صغير أنا عارفة و متأكدة أنه صعب بس حاول.
أجاب بهدوء: خير أن شاء الله.
جلست على السرير و قالت بسخرية: حاول ، حاول تكون محترم قدم كريم و عمار لانهم فاكرين أن جوازنا طبيعي.
و أشارت بايديها بالرفض و قالت: أنا عارفة أنه صعب عليك تتصرف باحترام لأنك واحد الاحترام مش عارف طريقه ، بس حاول يا بيه يللي اسمك جوزي.
حمزة بعصبية: أنا واحد مش عارف الاحترام.
ابتسمت بسخرية: لا أنت و الاحترام اخوات في الرضاعة.
حمزة بهدوء : اومال و أنا الاحترام نحب بعض من زمان، و بعدين ايه يا بيه يللي اسمك جوزي.
أجابت بهدوء: اومال اقولك ايه ، أنت مجرد واحد اسمك جوزي.
اغلق اللاب توب و فرد جسمه على الأريكة و قال بابتسامة: طيب يا هانم يللي اسمك مراتي.
أغلقت الضوء و ذهبت الى السرير و نامت.
حمزة برجاء: روح لحد دلوقتي مش اكلتي حاجة ، من فضلك الاكل ملوش علاقة بأي حاجة ، اطلب ليكي اكل
لم تجيب و أغمضت عيونها و قرات اذكار النوم بصوت عالي ، و هي تقصد حمزة يسمع.
سأل : روح من تقولي و أنا أقول زيك.
ابتسمت و قالت : حاضر
////////////
فى الصباح
استيقظ حمزة قبل روح ، جلس أمامها على الأرض و نظر لها بإعجاب: صباح الخير يا روحي، أنا اسف بجد على اللي عملته فيكي، أنا عارف أني حقير و رغم اني عملت حاجات وحشة كتير لكن إلا أنها توصل لكده .
رن هاتف حمزة ، ذهب لكي يرى من المتصل، نفخ بضيق و قال: قاسم عايز ايه على الصبح.
قرر أنه لم يجيب .
دق الجرس ، أجابت الخادمة : افندم.
حمزة : حضري فطار و طلعي هنا.
صعدت الخادمة الفطار
استيقظت روح و بعد صلاة الضحى جلست تتصفح الهاتف.
كان ينظر عليها قال: يلا روح علشان نفطر.
لم تجيب
حمزة بهدوء: روح لو فضلتي كده تتعبي من فضلك تعالي.
لم تجيب أيضا
عرف نقطة ضعفها و قرر يستغلها : اكيد الامتناع عن الأكل حرام، و لو موتي ده يكون انتحار و الانتحار حرام صح.
بلعت ريقها بتوتر و نهضت و جلست أمامه و بدأت تناول الطعام.
مر ايام على زواج حمزة و روح
و لا يمر يوم بدون شجار بينهم
يوم الجمعة
التي تخشي روح اجتمع حمزة مع عائلتها خوفاً أن يشعر كريم و عمار بشئ.
كانت ترتدي الحجاب و نظرت له في انعكاس المرايا و قالت بتحذير: أنت يا بيه يللي اسمك جوزي ،عايزك تكون محترم قدم عائلتي أنا عارفه أنه صعب على واحد مش عارف ايه الاحترام بس ياريت تحاول.
حمزه ببرود : يلا يا هانم يللي اسمك مراتي.
خرج حمزة
وتحدثت روح فى الهاتف: الو.
محمود بحب: ايه يا روحي تعالى بقا وحشتني أوى.
روح بحب: وأنت كمان يا حبيبي بابا عايزه منك طلب.
محمود بتوتر : خير يا روح
روح : بابا عايزك تعامل حمزة كويس عارفه أنه صعب لكن مش لازم كريم وعمار يشكوا فى حاجه.
محمود بحزن: أنتي قدمتي تضحية كبيرة علشان اخواتك،
اكيد لازم أكون كويس قدامهم علشان اخواتك.
روح بحب: مسافه السكه مع السلامة.
هبطت روح إلى الاسفل
كان طه ولمياء وحمزه يجلسون على السفرة
روح باستهزاء: السلام على من لا يعرف السلام.
لم يجيب أحد عليها نظروا لها نظرة احتقار حتي حمزة.
جلست على بجوار حمزة
روح ببرود: أن شاء عمركم ما تنطقوا يمكن يتقطع لسانكم و نرتاح منكم.
لمياء بعصبية: حمزه سكتت مراتك
حمزه بهدوء: يلا يا روح نمشي.
أبتسم طه إبتسامة استهزاء: يلا يا روح نمشي بس كده، مفيش عيب كده يا روح.
حمزة بهدوء: خلاص يا بابا، يلا يا روح.
نهضت روح و قال بصوت عالي: هو يقولي عيب ، و هو انتوا تعرفوا حاجة اسمها عيب.
و خرجت روح و حمزة خلفها
طه بغضب: ابنك ماشي وراء مراته.
لمياء بعصبية: معقول ابني يحب البنت دي.
طه: شكله كده.
في السيارة
كان حمزة و روح في الخلف و السائق
ومعه حمزه وروح يتولى القيادة
و سيارة اخرى خاصة بالحراسة .
هذا اليوم سوف يكون ممتلئة مفاجات.
وصلوا بيت روح
وأول مفاجأة من أحداث اليوم فى انتظارهم.
روح دخلت قبل حمزة
و هي داخلة من باب العماره
كان عمر خارج
روح بلهفة: عمر أنت ماشي.
عمر ينظر فى الارض: ايوه مع السلامة يا مدام روح.
روح بدموع: عمر اسفة سامحني.
عمر بحزن: ليه يا روحي.
جاء حمزة على هذه الكلمة و بدون حديث ضرب حمزة بوكس.
حمزة بغضب: اوعي اشوفك تتكلم معها.
لم يصمت عمر بل رد الضربه لحمزة.
لف حمزة أيده حول رقبة عمر و فعل عمر المثل.
كانت روح تنظر حوالها بخوف.
قالت برجاء: كفاية علشان الناس ، لو سمحتم كفاية.
وضعت يدها على كتف حمزة ، نظر لها بهدوء ، و مازل يلف يده حول رقبة عمر.
قالت بتوسل: حمزة كفاية، علشان خاطري كفاية، لو الناس شفت اللي يحصل مش يتكلموا على غيري ، هيقولوا اني السبب في انكم تعملوا كده، خليه يمشي هو كده مسافر و ويبعد عننا، مش عايزة مشاكل.
ترك حمزة عمر و مازل ينظر لها.
نظرت روح الى عمر و قالت بهدوء: أنا عمري ما حببتك يا عمر، أنت فكرت كده كان مجرد خيالات في دماغك، لكن أنا عمري ما حببتك ، أنا بحب حمزة علشان كده هو جوزي دلوقتي، من فضلك يا عمر ابعد عن حياتي.
كانت كل كلمة من روح تكسر قلبها و قلب عمر، كانت قلوبهم تنزف.
نظر لها لعمر بدموع، طال النظر إليها.
أما حمزة مازل عيونه متعلقة على روح.
أما روح لم تريد فعل ذنب ، لذا لم تنظر إلى عمر، وضعت رأسها على كتف حمزة و مسكت يد حمزة بقوة ، كانت تريد أن هذا زوجها و عمر مجرد ماضي بل أساس.
ذهب عمر وهو حزين و تأكدت أن روح تحب حمزة و لم تحبها يوماً.
رتب حمزة على ظهرها بحنان: اهدي يا روح، و كفاية عياط.
روح بدموع: مين السبب في دموعي، أنت فاهم أنت،قولتلك كتير اتصرف كويس علشان خاطر اخواتي ، ترتاح لما دمر جواز ريم، و تخرب خطوبة رغدة، لو كريم و عمار شافوا كده يقولوا ايه.
أجاب بابتسامة: بقال ايام مفيش غير خلي بالك علشان كريم و عمار ، زهقت و حفظت اسماء و خلينا معاكي للآخر ، لو شوفوا كده يقولوا بسبب الغيرة لاني جوزك و ده واحد حقير يبص لمرات غيره ، مش يكتشفوا حاجة عن الحادثة.
قالت بعصبية: بس كمان قولتلك مش عايزة مشاكل.
أجاب بعصبية: لما اسمع واحد يقول مراته روحي اعمل ايه يعني اشكره.
بعدت عنه و قالت: دي حاجة أنت واخد عليها المشاكل.
قال بمزح: ليه ما كنا كويسين .
قالت بعصبية: احترام نفسك شوية.
حمزة بهدوء: تحبي نكلم كلامنا هنا، و حد يشوفنا و لا كريم و عمار يعرفوا حاجة.
روح ببرود: دمك تقيل.
صعدت روح و هو خلفها.
و كل من يرى روح و حمزة يبارك لهم ، و هما يبتسمون بسعادة.
وصلوا الشقة و قبل أن تدق الباب ، خرجت أم عمر من الشقة المقابل لهم.
أم عمر بصوت عالى جدا: فرحانة يا روح وابني سيب البلد بسببك.
( روح بهدوء: أنا مالى يا خالتي.
أم عمر بصوت عالى: انتي عارفه أن عمر بيحبك وانتي ضحكتي على صاحب الشغل علشان طمعانه فى الفلوس.
حمزه بغضب:: ايه الكلام ده انا مش اسمح لحد يكلم مراتي كده.
خرج عائلة روح على الصوت
قال محمود بتوتر: في ايه.
أم عمر بغضب شديد: في أن بنتك ضحكت على أبني و بعدين اتجوزت غيره.
رغدة بصوت عالي: ايه الكلام الفارغ ده ، هي روح عمرها كلمت ابنك.
ريم بعصبية: ابنك طلب أيدها و احنا رفضنا اي كلام تاني احنا مش عارفين عنه حاجة.
أم عمر بصوت عالي: كان يشتغل ليل و نهار علشان يتجوزك.
محمود بهدوء: يا أم عمر الجواز قيمة و نصيب و أنا بنتي عمرها ما حببتك ابنك ، ابنك كان يحبها و كل عارف و هي لا ، احنا جيران من زمان عيب الكلام ده، يلا يا روح ادخلي.
دخل محمود و عائلته.
دخلت روح على غرفتها ومحمود و ريم و رغدة خلفها.
كريم : تعال يا حمزة نقعد.
جلس كريم و حمزة و عمار.
و كانت عيون حمزة على باب الغرفة المغلق.
قال عمار بمزح: ايه يا عم انت لحقت.
سأل بعدم فهم: قصدك ايه يا دكتور.
عمار: اولا عمار بس مش دكتور، ثانيا.
قاطعه كريم و قال بابتسامة: أو قوله ياض هو عمار كده مش يحب الاحترام .
عمار : ماشي يا كريم مش ارد عليك علشان حمزة بس, المهم بقا ثانيا قصدي أنك لحقت روح توحشك.
حمزة بهدوء: لا ابدا أنا بس خايف عليها لأنها زعلانة من كلام الست دي.
كريم بهدوء: بص يا حمزة طالما روح مع ابوها و اخواتها يبقي متخافش عليها، و حاجة كمان عايز تتأكد أن روح عمر ما كان ليها علاقة بعمر أو غيره.
أكمل عمار على كلام كريم ، خوفا أن يظن حمزة ظن سوء في روح : يعلم ربنا من يوم ما خطبتك رغدة و أن روح ادب و اخلاق و احترام.
حمزة بهدوء: اكيد أنا واثق من كده.
كريم: كلمنا عن نفسك.
و انسجم حمزة مع عمار و كريم و كان يشعر بالراحة
في غرفة روح
كانت روح تبكي و يجلس أمامها محمود و تقف رغدة و ريم.
قال محمود بعتاب: و الله.
لم تجيب و نظرت له بعيون ممتلئة بالدموعِ.
ثم أكمل بغضب طفيف: و الله بقالي أسبوع مش شوفتك، و يوم ما تجي يكون ده السلام بينا.