
قال لها حمزه بغضب وهو ينظر لساعة يده: الساعة معاكي كام يا باش مهندسه انتي ما تعرفيش أن احنا اهم حاجة في شغلنا انضباط المواعيد
لما مهندسة مسؤله مش عارفه تحترم معاد اجتماع حتعرف تحترم معاد تسليم الشغل ازاي انتي افشل مهندسة انا شوفتها اتفضلي شوفيلك كرسي واقعدي
ثم التفت لكل الجالسين وقال : الكلام للكل أنا مش حسمح بتهاون اي حد وانتم كلكم عارفين ان اكتر حاجة بتعصبني الشخص المستهر اللي مش بيحترم معاده وده اخر أنظار للباش مهندسة علشان لسة جديده معانا
لكن اي تهاون تاني في مواعيد تعتبر نفسها مش معانا
وفجاءة قام حازم مسرعا بدون مقدمات يجري علي نورين ليحملها كان متابعها بعينيه ولاحظ أنها بغير حالتها الطبيعية وان وجنتها شديدة الاحمرار و بدأت بفقد توازنها ولكنه وصل متأخر لانها فعلا فقد توازنها و سقطت علي الارض
قام حمزة مفزوع عليها و اسرع هو أيضا لها و شدها من حازم و كأنه يود أن يثبت للكل انها ملكه هو فقط حملها وجري بها علي سيارة وضعها في الكرسي الخلفي
و اتفاجاء بركوب حازم بجانبه
التفت حمزة لحازم و هو يربط حزام الامان: انت جاي معايا ليه
قال حازم وهو ينظر اللي نورين: حروح معاك علشان متبقاش لوحد يلا بقي سوق مافيش وقت شكلها تعبان جدآ
انطلق حمزة بالسيارة علي أقصي سرعة حتي وصلوا الي المشفي
و بدأ الطبيب المختص في فحصها
انتظر حمزة و حازم خارج حجره الكشف و بعد مده من الوقت خرج الطبيب وهو يبتسم
ذهب حمزه له بخطوات سريعة وقاله له بصوت قلق: خير يا دكتور هي عاملة ايه دلوقتي و ايه اللي خلها تفقد وعيها ورجليها حصلها حاجة
ضحك حازم علي شكل اخية وقال له : حمزة براحة شوية و سيب فرصة للدكتور يتكلم
اغمض حمزه عينية يهدي من روعة و قال للطبيب : بعتذر منك بس انا قلقان عليها و لما فقدت وعيها زاد قلقي
ابتسم الطبيب وقال له ؛ ما تقلقش هي خلاص فاقت و بقت احسن بس هي كانت محتاجة راحة وانا قلتلكم كده لما كانت هنا الصبح واضح انها مرتاحتش عمتا انا كتبلها علي منوم علشان تنام بليل وان شاء الله حتصحي الصبح تمام بس المطلوب أنها ما تدوسي علي رجيلها انهاردة خالص
حمزة با هتمام : تمام يا دكتور. هي تقدر تروح امتي
نظر الطبيب في ساعة يده وقال: كمان ربع ساعة يكون المحلول خلص
حمزة بتعجب : محلول ايه ده هي عندها ايه بلظبط
الطبيب قال له و هو يستعد للرحيل: لا ابدا ما فيش قلق هي من الواضح انها ما اكلتش خالص عندها حالة ضعف المحلول بيعوض الاكل
شكر حمزة الطيب ونظر لحازم وجده ينظر إليه مبتسما
كشر حمزه عن أنيابه وقال يتهجم : خير بتضحك علي ايه ياريت تضحكتي معاك
ابتسم حازم بخف وتحدث بسرعة : ها لا لا مافيش انت حتعمل ايه دلوقتي
تنهد حمزة بيأس و قال : ولا حاجة مش حعمل حاجة حاخدها اوصلها لبيتها و حبات في شقة تيته كام يوم
قهقه حازم بخفه و هو يوميء قائلا : ماشي يا عم حمزة سلام انا بقي مروح اشوفك بكرة في الشركة
الفصل السابع
دخل عليها حمزة وكانت مستلقاه علي سرير المشفي
فتحت عينيها اول ما شعرت به وقالت : بعتذر عن اللي حصل بس انا فعلا ما حستش بنفسي اسفه لو بوظتلك الاجتماع
نظر حمزة ليها بلهفة شديدة وقال :انتي كويسة دلوقتي حاسة بحاجة و جعاكي
قالت له و هي تتحاشي النظر لعينيه : لا انا بقيت كويسة الحمد لله احسن كتير و عاوزة اروح البيت زمان ماما قلقانه عليا
قرب منها حمزة وبدون مقدمات شلها فجاءة وضمها لصدره
اتفجاءة نورين بما حدث وفتحت فاه علي آخره
ابتسم حمزة وقال بسخرية:, اقفلي بوقك ده احسن حاجة تخش فيه وانتي فتحاه كده
ابتسمت نورين في خجل من وقع كلماته و قالت : من فضلك نزلني ما يصحش كده الناس بتبص علينا
نظر حمزة لوجهها ليجده مصطبخ بالاحمر من الخجل
قال لها وهو يضعها في السيارة: ايه يابنتي بقيتي شبه الطمطمايه من كتر الكسوف ليه كل ده انا شلتك علشان دكتور. منعك تمشي علي رجلك انهاردة خالص ممنوع المشي سامعه اللي بقوله
هزت نورين راسها مؤكده لكلامة
ركب حمزة السيارة و ربط حزام الامان وانطلق في القياده
وفي فيلا حمزة
يدخل حازم يتبختر في ماشيته وهو يطلق صفيره المعتاد
دخل حازم ليجدهم علي مائده الطعام يتناولون طعام الغداء
قال حازم وهو ينظر إليهم: لا سلام علي طعام انا جعان موووت عاملين أكل ايه يا بشر
نظر له حاتم في سخرية وهو يضع الشوكة في فمه :يابني انت علي طول عامل دوشه كده في ايه اهدي شوية كده والأكل قدامك كل وانت ساكت
التفت إليه حازم و اخرج يده من جيبه وقال: لا سبنالك العقل أنت و هولاكو لكن انا بحب الجنان مووووت
ابتسم والدهم علي خفة دمهم وقال و هو ينظر لحازم : امال فين اخوك مش ظاهر من امبارح خير بيعمل ايه
رفع حازم عينية والتقت نظراته مع جدته وقال : عنده شغل كتير يا بابا و بيروح ينام في شقة تيتا القديمة انت عارف بقي حمزة لما بيكون داخل علي مشروع جديد بيحب الهدوء وأنه يكون لوحده
قال الاب دون النظر له : تمام المهم مافيش مشاكل
قامت الجده من علي المائده والقت نظرة ذات معنى لحازم وحاتم
فهم الاثنان معني نظرة الجده و ذهبا وراءها
دخلت الجدة غرفتها وجلست علي أقرب كرسي لها أطرق الباب ودخل المشاكسان حازم وحاتم
قالت الجده وهي تلعب بسبحتها كالمعتاد: واد يا حازم ايه الاخبار الخطة ماشية ازاي
قال لها وهو يضحك: تمام الصناره غمزت و السمكة شبكة في الصنارة يا سوسو يا جااااااااامد
ابتسمت احسان وقالت : اتلم يا واد واحكيلي بالتفصيل ايه اللي حصل
قال لها وهو يقترب من يدها ويقبلها بحنان : ولا حاجة حمزة ولا اول مرة يحب بجد
أطلق حاتم صرخة استغراب : معقول اللي بتقوله ده يا حازم حمزة بجد اتعلق بنورين لا البت دي اكيد اعجاز
قال له حازم وهو يغمز بعينه : بصراحة البت جامده بجد حاجة كده مختلفة عن البنات اللي بنشوفهم حوالينا مش بتاعة بابي ومامي حاجة كدة غير، بص انا مهما اوصف مش زي لما تشوفها تعالي بكرة الشركة و انت هتعرف انا قصدي ايه
وعند حمزة وصلوا بالعربية تحت البيت وكانت نورين بدأت تغفو من أثر العلاج و المحلول
نزل حمزة من السيارة وحمل نورين برفق متناهي وكأنها قطع زجاج يخشي عليها من الكسر حملها وضمها اللي صدره بدأت نورين تستنشق رائحة الامان فاذهبت في سبات عميق من النوم وقد كانت تفتقد الامان منذو وفاه والدها . وكان حمزة الوحيد الذي شعرت معه بهذا الشعوى
وصل حمزة لباب الشقة أطرق الباب بقدمية بخفة
فتح الباب وظهرت ولدت نورين فور أن لمحت نورين محمله بين ذراعين حمزه
قالت وفيه بعد أن خبطت بيدها علي صدرها : يالهوي ايه اللي حصلها يا حمزة يا بني نورين مالها
شاور لها حمزة أن تصمت عن الكلام وقال بصوت منخفض يكادو يكون همس : فين الاوضة بتاعتها من فضلك
شاورت وفية علي حجرة نورين ذهب حمزة ووضعها علي الفراش برقف متناهي و اختلس قبله من جبهتها برفق دون أن يشعر به أحد
احس حمزة بخفقات في قلبه للمرة الثانية اليوم ولا يجد تفسير لذالك
اغلق حمزة باب الغرفة خلفة واتجه اللي ولدت نورين وقال بصوت يطمأنها : ما تقلقيش هي بس محتاجة راحه وتأكل كويس قوي ده مهم في فترة دي
قالت وفية وعينها مدمعتان: ربنا يباركلك يا بني مش عارفه من غيرك كنت حعمل ايه واحنا اصلا ملناش.حد منه لله بقي اللي كان السبب في اللي حصل لنوري
قال لها وهو يتكاء علي كرسي : هو ايه اللي حصل لرجلها بلظبط كل اللي اعرفه من جدتي انها عملت حادث وهي بترقص غير كده ما عرفش
قالت له وهي تمسح دموعها : نوري كانت بتحب البالية جدا والدها الله يرحمه هو اللي حببها في كان بيقعد بالساعات يفرجها علي فديوهات لاشهر راقصات البالية لحد ما عشقت نوري الرقص الباليه بدأت تهتم بيه بشكل مبالغ حتي أصبح كل حياتها الرقص رغم أنها دخلت هندسة واتفوقت ومع كده ما سابتش البالية مع أن انا كنت متوقعة انها اول ما حاتخلص دراسه حتلتفت بقي لشغلها لكن حصل العكس تعلقها بالباليه زاد وبقت متفرغه له اكتر من الاول و في يوم الحادث كانت عندها لجنة علشان يختارو مين افضل راقصة حتمثل مصر في الدول العربية كلها وكان التوقع علي نوري لأنها اكتر واحده بتعشق البالية وفجاءه من غير مقدمات وهي بترقص قدام اللجنة تيجي خشبة المسرح تقع بيها لتحت وكان تحت فراخ وقعت نوري ووقع عليها خشب المسرح شهق حمزه من كلام وقال بفزع: معقول مسرح يوقع ازاي دي وكمان مفرغ من تحت لا اكيد الحكاية دي مدبرة استحالة تكون صدفة
قالت له و هي تدمع عينها حسره علي ما حدث لبنتها : اه يا بني ما الشرطة قالت كده وحققت بس مواصلتش لحاجة الكل أنكر و معرفوش يوصلوا لحاجة وده اللي قاهرني اكتر أن حق بنتي ضاع خلاص
قال حمزه بعفوبة وبدون تفكير: ابحث عن المرأة
قالت وفيه بيتعجب : هاه مش فاهمة يا بني قاصدك
حمزة / هو ايه اللي مش فهماه بقولك ابحث عن المرأة يعني اللي عمل كده في نوري واحده معاها في الفريق الرقص و غيرانه منها و عاوزة تكون هي البطله المرشحة للفرقة واضحة ومش محتاجة تفكير الغيرة هي دافع
قامت وقفت وفيه وهي تفكر في كلامة : معقول يا بني يكون ده اللي حصل طايب هي مين اللي ممكن تكون عملت كده
قال حمزه وهو يستعد للخروج من البيت : هو ده اللي انا حعرفة بس الصبر اه صحيح كنت هانسي نورين بلاش تمشي علي رجليها انهاردة بس بكره أن شاء الله هاعدي عليها نروح الشغل سوا معنديش تهاون في الشغل
قالت له وفيه. وهي تودعه ؛ ماشي يا ابني تسلم يارب
قال لها وهو يبحث عن المفتاخ : انا قاعد هنا كام يوم لو احتاجتي اي حاجه في أي وقت متتحرجيش انتي زي امي
شكرته وفية بحرارة فتح الباب ودخل ولكن في ضيف قد سباقه للداخل نظر حمزه علي الضيف الذي فرض نفسة ورفع حاجبية لاعلي استسلام للأمر الواقع الذي انفرص عليه
و بداء الضيف المشاكس التجول في الشقة وكأنه يحفظها عن ظهر قلب .
قال له حمزة محذرا : اوعي تيجي ناحية الاوضه اللي حنام فيها سامع وانت ايه اللي جابك عندي ممكن افهم
نظر إليه القط السمين وتركه وكأنه يبحث عن شيء مفتقده
اشاح حمزة بيده للقط و ذهب اللي الحمام لياخد حمام دافئ وبعدها ياخد قسط من الراحة
قال حمزه لنفسة وهو يستلقي داخل البانيو ياااه علي ده يوم طويل ومتعب
استيقظت نورين وقد شعرت بتحسن في قدمها قامت نورين وهي تشعر بشعور غريب ومازلت وجنتيها شديدة بالاحمرار خرجت من غرفتها تبحث عن والدتها و قالت بصوت مرتفع : ماما ماما انتي فين
ردت عليها ولدتها من بعيد : انا هنا يا نوري في المطبخ تعالي يا قلبي
توجهت نورين اللي مطبخ وعينيها تبحث عن شيء ما
قالت نورين : ماما هو ريكو فين مش شيفاها حتي مش نايم جنبي زي عادته
ضحكت وفيه وقالت : راح بيت امه لما صدق الباب اتفتح جري علي هناك بسرعة
قالت نورين بتعجب :ماما إحسان جت صح انا حروح اشوفها حالا وحشاني قوي
وذهبت مسرعة قبل أن تسمع جواب ولدتها
قالت وفية من بعيد : لا يا نوري تعالي بس استني اقولك
ولكن نورين لم تسمع صوت ولدتها واستمرت في المشي جرت علي باب الجده احسان تطرق الجرس كعادتها
الفصل الثامن
علقت نورين يدها علي جرس الباب وقالت بلهفة : افتحي يلا يا ماما وحشاني قوي حتجنن و اخدك في حضني بقا
وفجاءة فتح الباب ولكن هنا كانت الصدمة لنورين
فتح حمزة الباب مستعجل لأن الطارق لم يصبر وظل يضغط علي جرس بإلحاح
فتح حمزة بغضب شديد من الطارق وهو يلف الفوطة حول خصره و يتساقط الماء من شعره
شهقت نورين فور رؤيتها لشكل حمزة كده وقال له بجده: ايه ده هو في حد بيفتح الباب بالمنظر ده ايه ده متعرفش أن في أصول ولا ايه لو متعرفش اعرفها لك يا باش مهندس
و وججها من كتره الاحمرار يكاد ينفجر
استمتع حمزة بخجلها الزائد وقال وهو مستمتع : وهو كمان ينفع آنسة حلو زيك ترن جرس علي شاب قاعد. لوحده مش دي اصول بردو يا باش مهندسه ولا الاصول عندي وعندك لاء .
وتعالي هنا انتي مش بتسمعي الكلام ليه هو انا مش قايلك ما تمشيش علي رجلك انهاردة خالص بس انا متهيقلي انك لو سمعتي الكلام هتتعبي شكلك مش من النوع اللي بيسمع كلام خالص
اثار غضب نورين وقالت بغضب شديد: انا معرفش انك قاعد هنا علي فكرة أنا لما عرفت أن ريكو جه هنا توقعت أن ماما إحسان جت مكنتش اعرف ان ريكو معاك انت علي حد علمي انك مش. بتحب القطط .
ثانيا انا كده خلقت ربنا مش بعرف اسمع كلام خالص
وفجاءة شدها حمزة من يدها الي داخل واغلق الباب بسرعه
اتفجاءة نورين من تصرفه الغريب وقالت بحده :انت ازاي تسمح لنفسك تعمل كده وازي تدخلني هنا وانت بالمنظر ده في ايه يا باش مهندس
شاور لها أن تصمت و نظر من العين اللي في الباب وقال : دلوقتي تقدري تخرجي كان في صوت حد علي سلم خفت حد يشوفك وانتي وافقة معايا وانا بالمنظر ده عيب في حقك وانا بعتذر عن طريقة اللي دخلتك بيها و تاني مرة صوتك ده ما يعلاش عليا فاهمه دي اول واخر أنظار ليكي يا باشمهندسه
قالت له وهي تنظر للأرض بأستحياء : خش بقي اللبس
وانا ماشية وما تفتحش الباب كده تاني ولعلمك انا مش بخاف من انظاراتك يا باشمهندس سلام
ولكن قبل أن تمشي هجم عليها ريكو وكأنه يفتقدها نط في حضنها لدرجة أنها كادت تفقد توازها
نورين بضحك : كده بردو تسبني وتمشي و حضتنة جامد عارف لما أمك تيجي هشتكلها منك انا مخصماك علي فكرة
قال حمزة وهو معحب بطريقتها مع القط : اسيبك مع حبيبك واخش اللبس ثواني و راجعلك اوعي تمشي
دخل حمزة الغرفة واغلق الباب وراءة
جلست نورين قرفصاء علي الارض و بدأت تحسس علي القط بحنان و قال له والدموع في عينها: انت كمان جاي تدور عليها صح وحشتك زي ما وحشتني البيت وحش قوي من غيرها انا حتجنن و اشوفها وحشتني قوي يا ريكو و حشني حضنها وأنها تسمعني نفسي قوي احكلها عن حاجات كتير بجد وحشتني
وقف حمزة متكاء علي الباب و هو يستمع لحديثها مع القط عن جدته
قال حمزة بحنان شديد: لدرجة دي بتحبي جدتي
رفعت نورين رأسها لاعلي والتقت بعينية : لابعد ما تتصور وقامت وقفت ثم أكملت : تعرف يا باش مهندس أنها الوحيدة اللي بتفهمني من غير ما اتكلم انا كنت محتجالها قوي فترة اللي فاتت كنت محتاجة الدعم المعنوي اللي كانت بتقويني بيه
قال لها وهو يقترب منها : وهي كمان روحها متعلقة بيكي قوي تعرفي اول ما سمعت خبر الحادث تعبت ونقلنها المستشفي
فلا ش باااااك
قالت احسان وهي تغمز لحازم : حمزة تعالي وصلني البيت انا عاوز اروح بقي ابني وحشاني و كمان نوري حببتي وحشاني زمنها يتحضر للعرض بتاعها ولازم اكون معاها
قال حمزة وهو يضع يده علي راسة : انا بحد يا تيتة مستغربك قوي طول الوقت مافيش غير سيرة اللي اسمها نورين دي على لسانك ما تجبيها تعيش معانا احسن ده انا خايف افتح الحنفية تنزلي منها بجد أوفر قوي طريقة كلامك عنها وكأنها واحده من العيلة
قالت له الجده معاتبة : بس يا حمزة ما تتكلمي عن نوري. كده بجد ازعل منك قوي نورين بالنسبالي غلاوتها ازي غلاوتكم انتم كمان في قلبي
قال حازم ليثير فضول حمزة : تيتا هي شكلها ايه نورين دي بصراحة من كتر ما حاكيتي عنها عندي فضول اعرف شكلها
رد حاتم : شكلها مش هو المهم الغريب بقي في الموضوع كله أنها بتدرس هندسة و تخصصها صعب في نفس الوقت بترقص باليه عملتها ازاي دي مش عارف
ابتسمت الجده علي كلام احفدها وقالت : نورين دي بصراحة أنا يعتبرها بنتي وحببتي و هي كمان عندها إصرار غريب علي نجاح مش بتعرف المستحيل ابدا
قال حازم وهو يحضنها: لاء بقي انا كده حاغير منها مليش دعوة انتي تيتة بتاعتي انا وبس
ضحك كل الحاضرين ولكن فضول حمزة كان اكتر منهم لمعرفة من المدعوة نورين
لاحظت الجده لاهتمام علي وجه حمزة ولكنه مازال صامت لا يتحدث عنها شاورت الجد بعينيها لحازم وحاتم حتي يستمروا في الحديث عن نورين
قال حاتم متعمدا : بس مقولتيش يا تيته اشمعنا البالية بلذات اللي اختارته اسمها ايه دي
ضحكت الجده وقالت بمرح: نوري يا حاتم اسمها نوري
هي اختارت البالية علشان بباها الله يرحمه كان بيكلمها عنه كتير و بعد وفاته هي صممت أنها تنجح فيه علشان تحقق رغبة والدها
وفجاءة رن هاتف الجده قالت الجده مبتسمة و هي تنظر للهاتف : ابن الحلال عن ذكره بيبان نوري بتتصل اكيد اختارتها اللجنة علشان تسافر معاهم
فتحت الجده الخط وقالت بمرح : نوارت قلبي نوري حببتي يلا فرحي قلبي وقولي أنهم اختاروا اجمل وارق باليرينا في دنيا
ولكن جاء صوت علي الطرف الآخر يبكي بشدة وقالت وفية: اللحقيني يا ست احسان نورين بتروح مني حصلت ليها حادثه و هي بترقص قدام اللجنة
انفعلت الجده بشده وبصوت مخنوق : وهي عاملة ايه بنتي جرلها ايه يا وفيه
وفيه بصوت مبحوح من كثره البكا : معرفش معرفش هي في العمليات وأغلقت الخط
التفت الجميع إلى الجده وهي متفاعلة و بتبكي
تقدم منها حازم وحضنها وقال: اهدي شوية يا تيتة ايه اللي حصل بس خلينا نفهم
قالت الجده بوهن شديد : نورين نورين يا حازم عملت حادث ثم غابت عن الوعي
تم نقل الجده الي المشفي بسرعة تامة والكل كان قلق عليها و لكن فضول حمزة كان يزداد بشده
مكثت الجده في المشفي اسبوع إلي أن تحسنت حالتها
واحفدها الثلاثة ملازمنها كا ظلاها
فاقت الجدة وقالت : ايه يا حبيبي انتم مش بتروحوا ليه انا بقيت كويسة الحمد لله
اقترب حمزة وماسك يدها وقبلها وقال: كده بروضوا يا تيتة تقليقنا عليكي بجد خفت عليكي جدا
ماسكت الجده يده وقالت حمزة ليا عندك طلب لو بتعزني
قال حمزة وقد ارتسمت الجدية علي وجه: قولي يا ست الكل انتي طلباتك اوامر
قالت الجده بصوت منخفض : نورين ياحمزة خالي بالك منها و اقف جنبها البت دي معدنها اصيل انا معرفش ايه اللي حصلها بعد الحادث بس اكيد نفسيتها دمار علشان خاطري خليك جمبها لحد ما تقف علي رجليها تانى اكيد حلمها راح و اللجنة اختارت حد تاني للسفر وده حيأثر عليها فوق ما تتخيل بنتي و عارفها كويس ده كان حلمها وكتبر تخيلت نفسها وهي بتمثل مصر برا
قال حمزة وهو يربط علي يدها : من عيوني يا ست الكل اطمن عليكي بس في الاول و اعتبري نورين في عهدتي حسلمها لك واحده تانبة. خالص غير اللي تعرفيها
باااااك
قالت نورين وهي تحتضن القط بحنان: انا بجد نفتقدها بكل معاني الكلمة ربنا يخليهالكوا
نظر حمزة لساعة يده و قال اظن بقي تخشي بيتكم وتنامي علي طول علشان عندنا شغل كتير الصبح واعملي حسابك تكوني جاهزة السلعة سبعة
التفتت له نورين وقالت بتعحب: الساعة سبعه ليه رايحين نبيع لبن ولا ايه مش بدري قوي كده هو في شركة هندسية بتفتح ساعة سبعة
قال لها و هو يقترب منها : بصراحة أنا مش عارفة انتي بتكلمي كتير ليه ما يحصل ايه لو قلتي حاضر وخلاص الدنيا حا تنهد و لا ايه بس فاهميني
ضحكت نورين وقالت بشقتاوة : هههههههههههه هو انا مقلتلكش
قال لها وهو يضع يده في خصره: لاء مقولتليش خير
قالت له وهي تستعد الذهاب : مش انا مش بعرف اقول كلمة حاضر خالص ملغية من قاموسي اصلا
قال لها بتحفظ : لا اتعلمي قوليها بقي علشان من هنا و رايح مش حتقولي غيرها
الفت نورين رأسها له وقالت : سقت طموحات بيعلي قوي يا هندسة كان غيرك اشطر سلام يا مهندس
وتركته وماشت وأغلقت الباب خلفها
ابتسم حمزة علي طريقتها وروحها المرحة و قال في نفسة : ااااه شكلك حاتتعبيني قوي يا نوري عاوز تتبرمجي من اول وجديد ويا انا يا انتي دماغك الناشفة دي لازم تتكسر الاول ماشي سهلة و ابتسم بحب
استغرب حمزة نفسة وسر ابتسامة داءما كلما ذكر اسمها في نفسة قال لنفسة : خير يا حمزة ايه حكايتك وايه سر اهتمامك الزايد بيها معقول كل ده علشان جدتي وصتني عليها طايب منا كنت ممكن شغلتها في شركة وابقي كده عملت اللي عليا بس ايه ايه اللي بيحصلي ده انا بقرب منها بسرعة غريبة البت دي عاملة زي المغناطيس فيها قوة جذب جبارة
دخلت نورين منزلها وجدت ولدتها وقفلها علي الباب وفي عيونها غضب يكادو بفتك بيها
ابتلعت نورين لعبها بصوت مسموع ودخلت وأغلقت الباب ونظرت اللي ولدتها وقالت لها و هي تترك القط علي الأرض : خير يا فوفو واقفة كده ليه
وفيه بغضب شديد : كل ده كنتي فين و مصبرتيش اخلص كلامي و اخدتي في وشك جراتي وانا عمالة اقولك أن الست احسان ما حتش
قالت نورين وهي تنظر القط : ماما انا ما سمعتكيش وانتي بتنادي عليا
قطعت ولدتها كلامها : تمام قوي أنتي ما سمعتيش و روحتي و خبطي الباب و فتحلك حمزة الباب واكيد قالك أن جدته مش جوا ايه بقي اللي اخرك كل ده افهم ممكن