روايات

قصة حنين الفصل الاول حتى الفصل الثامن بقلم الكاتبه صباح عبدالله فتحي حصريه وجديده 

قصة حنين الفصل الاول حتى الفصل الثامن بقلم الكاتبه صباح عبدالله فتحي حصريه وجديده 

“بتقول إيه يا عاصي؟ وبعدين أنت ماسك أخوك كدا ليه؟ سيبه يلا وابعد عنه.”

قاظم وهو يجلد صوت الأطفال:

“شوفي يا مامي، عاوز يضربني علشان كنت نايم وما قدرتش أصحى من النوم بدري علشان أروح الجامعة.”

تنظر الأم إلى عاصي وهي تقول:

“يضربك إيه بس؟ خلي يعملها كدا يا قاظومه يا حبيبي وشوف أنا هاعمل في إيه.”

ينظر قاظم إلى عاصي وهو يقول باستفزاز:

“ماشي يا مامي يا حبيبة قلبي، أنا هاطلع أوضتي علشان الوحش ده مش يعمل فيا حاجة وأنتي هاتي لي الفطار.”

عاصي وهو يحاول أن يسيطر على أعصابه:

“لا يا دلعتي ومش عاوز حد يشيلك يطلعك لحد فوق كمان.”

قاظم ببرود:

“آه والله عاوز يا عمو، بس مين هايشيلني؟”

عاصي بغضب:

“طيب غور من قدامي يا قاظم بدل ما أشيلك أنا.”

الأم: “الله! مالك ومال أخوك يا عاصي؟”

عاصي بهدوء:

“ماليش يا أمي. يلا بعد إذنكم هطلع أغير هدومي علشان أنزل الشركة. وانت يا زفت، جاهز نفسك علشان هتنزل معي.”

قاظم: “وأنا مالي يا خويا؟ عاوز تنزل انزل، أما أنا هاقعد مع مامي حبيبتي.”

الأم بحنق:

“مع مامي برضو يا قاظم؟ ولا تخلي عاصي يطلع من هنا وتطلع أنت من هنا وما فيش حد يشوفك غير تاني يوم.”

ينظر قاظم إلى عاصي بخوف وهو يقول:

“بقى كدا يا نونو؟ عاوز الوحش يقتلني قبل ما يطلع؟”

عاصي بتحذير:

“سيبك من شغل الحريم ده يا قاظم وغور جاهز نفسك علشان هتنزل الشغل، فاهم؟”

قاظم بخوف:

“فاهم يا سطا، فاهم والله.”

ينظر إليه عاصي بانتصار وهو يقول:

“ماشي، هاطلع أغير هدومي وأشوف أبوك وهننزل مع بعض.”

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

**نتعرف على عائلة عاصي**

**عاصي** شاب في الـ28 من عمره، ذو شخصية قوية ولا يحب الكلام الكثير. يتميز ببشرة قمحية، وعينين عسليتين، وأنف منحوت، وشفاه رقيقة، وشعر أسود. عاصي شاب قوي يتحمل مسؤولية العائلة والشغل الخاص بها منذ أن أصيب والده بحادث سيارة أدى إلى شلل جزئي. ومع ذلك، أحب أن يكون دكتور في الجامعة لسبب ما سنعرفه في الحلقات القادمة إن شاء الله. هو يتيم الأم، لكن الله عوضه بزوجة أب ربته وأحبته كما لو كان ابنها، وهو أيضًا يحبها كأنها والدته الحقيقية.

**قاظم** شقيق عاصي، عمره 23 سنة، يختلف عن عاصي كثيرًا. شاب مرح يعشق المزاح ولديه شغف بالموسيقى ويريد أن يصبح مطربًا في المستقبل، لكن عاصي يريد منه أن يتحمل بعض المسؤولية. قاظم شاب جميل يتميز بعينين خضراوين، وبشرة بيضاء، وأنف مستطيل، وشفاه رقيقة، وشعر أسود طويل، وجسد متوسط.

**نوال** زوجة الأب، امرأة طيبة جدًا وتحب عاصي أكثر من قاظم، لكنها مدلعة قاظم كثيرًا. عمرها 40 عامًا، تتميز ببشرة بيضاء وعينين خضراوين، وأنف عريض، وشفاه صغيرة. هي امرأة محجبة وتعرف الله.

**نبيل** الأب، رجل غدر به الزمن. بعد أن كان من أكبر رجال الأعمال في الشرق الأوسط والجميع يخاف من سماع اسمه، أصبح رجلاً مقعدًا والجميع يشفق عليه. هذا سبب له حالة اكتئاب حاد وأصبح دائم العصبية. عمره 49 عامًا، ذو وجه شاحب وحزين دائمًا، ويخاف الجميع التحدث إليه من شدة عصبيته.

**في فيلا خالد**

تقف نوران بسيارتها أمام الباب وهي تقول بتحذير:

“أنتِ عارفة لو بابا عرف أي حاجة من اللي حصلت في الجامعة أنا هعمل فيكي إيه؟”

ترد حنين بحزن قائلة:

“ما تخفيش يا نوران، أنا مش هاقول أي حاجة لوالدك، بس مش علشان خايفة منك ومن تهديدك، لا، علشان بس ما أكونش السبب في مشكلة بين الأب وابنته. بعد إذنك.”

تنزل حنين، وعندما تدخل تجد سلوى تنادي عليها بسخرية:

“والله وأخيراً الست هانم حنين شرفت!”

تنظر إليها حنين وهي تقول باحترام:

“السلام عليكم، عاوزة حاجة مني يا هانم؟”

سلوى بكبرياء:

“وهعاوز إيه يعني من حتة خادمة غير تمسح وتغسل؟”

حنين: “حاضر يا سلوى هانم، هاغير بس هدومي وهدخل أشوف شغلي.”

تنظر سلوى إلى حنين بخبث وهي تقول:

“ماشي، بس كنت عاوزاكي تمسحي جزمتي، أصلاً اتنيلت وأنا نازلة من على السلم، وعندي مشوار مهم مع ناس مهمين ومش عاوزة حد ياخد باله إن جزمتي اتنيلت.”

حنين بدهشة: “أنتِ بتقولي إيه يا هانم؟”

سلوى بغيظ: “أوعي تكوني مفكرة علشان دخلتي كلية محترمة هتكوني من الناس المحترمين، لا يا شاطرة، أنتِ خادمة وهتفضلي طول عمرك خادمة.”

ثم تخرج من الحقيبة منديلًا أبيض وتقوم برميه على الأرض وهي تقول:

“اخلصي، خدي المنديل وامسحي جزمتي علشان مستعجلة.”

تدمع عين حنين وهي تنظر إلى المنديل وإلى الجزمة بينما قالت بحزن وبدون حيلة:

“حاضر يا هانم.”

وبالفعل، ذهبت حنين من أجل أن تمسح جزمة سلوى، لكن قبل أن تلمس الجزمة يأتي صوت عالٍ من الخلف قائلاً:

“حنين!”

يتبع

“قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلَّى عليَّ صلاة واحدة صلَّى الله عليه عشرًا». اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.”

الثالث هديه للقمرات اللي طلبوها🌹

ركعت حنين أمام سلوى من أجل أن تأخذ المنديل وتمسح الحذاء كما طلبت منها، وهي تبكي بشدة دون صوت. فجأة يأتي صوت شخص من الخلف قائلاً:

“حنين!”

ينظر كلا من حنين وسلوى، ونوران التي تقف وتشاهد ما يحدث وهي تنظر إلى حنين باشمئزاز. تردف حنين بدموع قائلة:

“جدو، نعم؟”

محمد بحزن وهو ينظر إلى سلوى بينما يأخذ المنديل من على الأرض ويقول:

“أنا همسح جزمتك يا هانم، لكن حنين بنتي مش بتركع تحت رجل حد.”

تشعر حنين بسكين تمزق قلبها عندما رأت جدها يركع من أجل أن يمسح الحذاء بدلاً منها. تركع على قدميها، وقبل أن يلمس جدها الحذاء، كانت هي قد فعلت ما قالت عليه سلوى، بينما دمعت عين محمد وهو يرى حفيدته تجلس تحت قدم سلوى وتمسح الحذاء ولا يقدر على فعل شيء. تردف نوران باشمئزاز قائلة:

“اسمعي يا شاطرة، خدي طلعي لي الكوتشي بتاعي على الأوضة وهاتي مية معطر واغسلي لي رجلي مكان الكوتشي.”

ينظر كلا من حنين ومحمد إلى نوران بدهشة، بينما قال محمد بعجز:

“أنتي بتقولي إيه يا بنتي؟ حنين مين اللي تطلع الكوتشي وتغسل رجلك؟”

سلوى بسخرية: “وأنت مفكر حنين إيه؟ دي مجرد خادمة، أوعي تنسى أصلك يا محمد، أنت مجرد خادم وحنين زيك، فاهم؟”

ينظر محمد إلى سلوى وهو يقول دون وعي:

“حنين مش خادمة وعمرها ما كانت خادمة، وأنتي أكتر واحدة تعرفي مين هي حنين.”

تنظر سلوى إلى محمد بغضب، بينما ينتبه محمد لما قال فيصمت قبل أن يكمل حديثه. ترد نوران قائلة بسخرية:

“يظهر كدا إن الخادم مفكر نفسه السيد.”

يرد محمد بعجز وكسر: “يا بنتي، أنا لا مفكر إني سيد ولا نسيت إني خادم، بس مش لدرجة إنكم تذلوا حنين بالشكل ده.”

نوران بوقاحة وهي تنظر إلى حنين:

“خلاص، لو مش عايز حنين تطلع لي الكوتشي، طلعه أنت وهات لي مية واغسل لي رجلي.”

تنظر حنين إلى الحذاء، ودون أن تقول شيئاً تذهب وتحمل الحذاء. بينما تحمل حنين الحذاء، تلتقط نوران صورة لها وهي تمسك الحذاء. تذهب حنين إلى غرفة نوران وتضع الحذاء كما قالت. بعد وقت ليس بكثير، ذهبت وأحضرت الماء. كانت نوران تجلس على مقعد وتضع قدمًا فوق قدم، وتنظر إلى حنين بسخرية. جلست حنين أمام نوران ووضعت قدمها في الماء من أجل أن تغسلها لها، بينما تلتقط نوران بعض الصور لها على الهاتف. في هذه اللحظة، يدخل خالد ليجد هذا المشهد أمامه ليصرخ بغضب كما لو رأى شيطانًا داخل المنزل.

“نورااااان؟

تفزع نوران من صوت والدها وتقول بخوف:

“بابا؟”

يذهب خالد تجاه نوران، ومن شدة غضبه يصفعها بقوة وهو يقول:

“أنتِ اتجننتي يا بنت؟ازاي تسمحي لنفسك تهيني حنين بهذا الشكل؟”

نوران بدموع وغضب وصوت عالٍ:

“أنت بتضربني عشان خادمة؟”

يصفعها خالد مرة ثانية وهو يقول:

“وأكسر رقبتك كمان طالما قليلة الأدب، وصوتك ما يعلىش عليا تاني يا هانم. امشي علي أوضك، وعقاب لكِ، ما فيش مصروف لمدة أسبوع. هاتي مفاتيح عربيتك، وما فيش خروج من البيت غير للجامعة، ومن الجامعة على البيت.”

تنظر نوران إلى حنين بغضب وتتواعد لها، تخرج مفاتيح السيارة وتضعها على الطاولة بغضب، ثم تركض إلى غرفتها. يذهب خالد تجاه حنين التي ما زالت تجلس على الأرض ودموعها لم تجف من عينيها، ويقول بإحراج:

“أنا بعتذر لكِ يا حنين، يا حبيبتي. أنا بجد محرج منكِ، والله مش عارف أقولك إيه.”

حنين بابتسامة حزينة، بينما دموعها تتساقط على خديها:

“وانت عملت إيه بس يا أستاذ خالد علشان تعتذر؟ قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وأتوب إليه.”

يضع خالد قبلة على جبين حنين ويقول:

“ونعم بالله العلي العظيم وأتوب إليه. بس بقى، خلاص، بطلي عياط، وحقك عليّ يا حبيبتي. ما تزعليش من حاجة، أنتِ ما تعرفيش قد إيه أنتِ غالية علينا.”

ينظر محمد إلى سلوى بكره، بينما نظرت سلوى إليه بتواعد وهي تقول في نفسها:

“الظاهر كده هتعملي لي وجع دماغ يا محمد. لازم أخد مسكن قبل ما الوجع يزيد. السر لازم يفضل سر مهما يحصل.”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في غرفة نوران:

نوران بغضب وهي تنظر إلى انعكاس صورتها في المرآة:

“بقي أنا انضربت قلمين عشان خادمة؟ ماشي يا حنين، ما كنت نوران خالد لو ما خليتك تتكسفي ترفعي راسك وأنتِ ماشية.”

ثم تنظر إلى الهاتف وهي تقول:

“اصبري وشوفي أنا هاعمل فيكِ إيه يا ست حنين.”
ــــــــــــــــــــــــــــــ

في اليوم التالي في الجامعة:

وصلت حنين ونوران بسيارة بعد أن سمح لهم خالد بأخذ السيارة للذهاب إلى الجامعة. عندما تعود نوران، ترجع مفاتيح السيارة مرة أخرى. تسير حنين وتشعر أن هناك شيء غريب، والجميع ينظر ويتغامز عليها، لكنها تتجاهل كل شيء. تدخل حنين إلى المحاضرة لتجد مقعداً فارغاً، تجلس عليه. تأتي إليها فتاة وتقول باحتقار:

“قومي يا بنت من هنا، الكرسي ده بتاعي.”

تنظر حنين إلى الفتاة وتقول بخجل:

“أنا آسفة يا آنسة.”

وتنهض حنين من على المقعد وتذهب إلى مقعد آخر، وقبل أن تجلس، تردف فتاة أخرى وهي تنظر إلى حنين بتقزز:

“لا يا شاطرة، ده محجوز للناس المحترمين، مش للخدم.”

حنين بحزن تذهب دون أن تقول شيئًا، ولم يوافق أحد أن تجلس، وتظل واقفة مثل الأمس. يدخل عاصي إلى المحاضرة بصحبة قاظم وهو يقول:

“صباح الخير.”

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل