روايات

قصة حنين الفصل الاول حتى الفصل الثامن بقلم الكاتبه صباح عبدالله فتحي حصريه وجديده 

قصة حنين الفصل الاول حتى الفصل الثامن بقلم الكاتبه صباح عبدالله فتحي حصريه وجديده 

حنين بابتسامة، كما لو لم تكن تبكي منذ قليل: “صباح الخير يا أستاذ خالد، أي خبر صحتك يا فندم.”

خالد: “كام مرة قولت لكِ يا حنين، يا بنتي، بلاش رسميات وأنتِ بتتكلمي معي.”

حنين بحزن: “آسفة يا فندم، بس أنا خادمة في النهاية، مش علشان حضرتك كريم معي، أبقى أنسى أصلي.”

خالد بزعل: “ليه بتقولي كده يا حنين؟ أنا عمري، يا بنتي، ما شفتك خادمة ولا اعتبرت جدك راجل وشغال عندي. بالعكس، أنا بعتبره في مقام أبي، وأنتِ زي نوران بنتي بالضبط. ما تقوليليش كده تاني يا حنين، أصلي هزعل منك جامد والله.”

حنين بابتسامة: “حاضر، وأنا مش يهون عليّ زعل حضرتك والله. وربنا يعلم قد إيه أنا بعز حضرتك.”

خالد: “الله يعزك يا بنتي. يلا بقا علشان تفطري معي يا حبيبتي.”

حنين: “بالف هنا على قلبك، أنا الحمد لله فطرت من بدري ونزلها الكلية.”

خالد: “بالف هنا يا حبيبتي، استني اركبي مع نوران بدل ما تروحي مواصلات لوحدك.”

حنين بتوتر: “شكراً، بس هاروح مواصلات أحسن.”

خالد: “أنا بقول، هاتركبي مع نوران.”

يردف بصوت عالي قائلاً: “نوران، نوران!”

تأتي نوران وهي تقول بخوف، ظناً منها أن حنين اشتكت عليها إلى والدها: “نعم يا بابا، خير، في حاجة؟”

يرد خالد: “خير يا بنتي، خايفة ليه كده؟”

نوران وهي تنظر إلى حنين: “ها، خايفة؟ لا، مش خايفة، وهخاف من إيه يعني؟”

خالد: “ماشي، خدي حنين معكِ بالعربية للكلية، وما ترجعيش من غيرها. كلامي واضح.”

نوران وهي تلوي شفايفها بحنق: “حاضر.”

ينظر خالد إلى حنين قائلاً: “وإنتِ، حسك عينك تروحي أو ترجعي من غير ما تكوني مع نوران. والكلام لكما أنتما الاتنين: اللي هتروح أو ترجع من غير الثانية، حسابها هيكون عسير. كلامي واضح؟”

الفتيات بصوت واحد، وهما ينظران إلى بعضهما: “حاضر.”

خالد: “طيب، لم أشوف. يلا، ربنا معكم، روحوا للكلية بتاعتكم.”

حنين بابتسامة: “حاضر. يلا، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”

خالد: “وعليكم السلام.”

وبالفعل، تذهب الفتيات إلى الكلية. يردف خالد قائلاً وهو يحدث نفسه: “والله نفسي لو بنتي نوران تكون زيك كده يا حنين. ربنا يحميكي يا بنتي.”

**نتعرف على نوران:**

نوران فتاة تحتوي على جميع الصفات السيئة؛ فتاة مغرورة وعنيدة ولا تحب أن يكون هناك أفضل منها. خسرت والدتها عندما كان عمرها خمس سنوات بسبب حادث، وهي في نفس عمر حنين الآن (عشرين عامًا). نوران فتاة جميلة إلى حد الجنون، وهذا أكثر ما يجعلها متكبرة ومغرورة.

خالد رجل أعمال ناجح يحب الخير للجميع، لكن من سوء حظه جاءت إليه نوران التي تختلف عنه كاختلاف السماء والأرض. ليس لديه أحد غير نوران وشقيقته سلوى، ولم يرغب في الزواج مرة ثانية بسبب حبه الشديد لزوجته الراحلة وهو في الخامس والأربعين من عمره.

سلوى لا تختلف كثيراً عن نوران، أو نوران هي التي لا تختلف شيئاً عن عمتها سلوى. سلوى امرأة ذات شخصية شريرة وجشعة جداً، لا تحب أحداً ولا تتمنى الخير لأحد. هي التي تحرض نوران على حنين، وهي غيورة من محبة خالد لهذه الفتاة المسكينة. سلوى في الاربعين من عمرها، وبسبب غرورها الشديد، لم يرغب أحد في الزواج منها، على الرغم من أنها تمتلك جمالاً يشبه جمال نوران كثيراً.

—–

**في الجامعة:**

تقف نوران بسيارتها أمام البوابة الرئيسية للجامعة وتقول بحنق: “انزلي يا هانم، ولا عاوزة الكل يشوف حضرت الخادمة نازلة من عربية أخرى موديل.”

حنين بحزن: “آسفة يا هانم، هنزل.”

وبالفعل، تنزل حنين من السيارة وتذهب نوران بالسيارة دون أن تنظر إلى حنين. بينما تنظر حنين إلى آثار نوران، تأتي سيارة من الخلف، وحنين لا تنتبه، وكانت السيارة على وشك أن تصدم حنين. لكن من حسن حظها، أمسك السائق فرامل السيارة في اللحظة الأخيرة، وينزل من السيارة شاب وهو يركض نحو حنين قائلاً: “أنتِ كويسة يا آنسة؟ حصل لكِ حاجة؟ أنا آسف والله، ما أخدتش بالي، كنت بتكلم على الموبايل، والله ما أخدت بالي.”

تنظر إليه حنين بعين دامعة وتقول: “حصل خير يا أستاذ، ولا يهمك.”

وتذهب حنين من أمام الشاب، وهي لا تعلم ما الذي حدث في ذلك الشاب عندما رأى جمال عينيها التي كانت تبرق بدموعها مع انعكاس ضوء الشمس، فأصبحت ذات منظر خلاب. ينظر الشاب إلى آثار حنين وهو يدمدم بالكلمات غير المفهومة: “هو لون عينيها ده حقيقي؟”

يضرب الشاب جبينه بخفة ويقول: “أي، يا حاج، نوي تطرد من الشغل قبل ما تشتغل.”

تذهب حنين إلى قاعة المحاضرات، وعندما تدخل، تنظر إلى الجميع بينما تبحث عن مقعد، لكن لا يوجد مقعد فارغاً غير مقدين واحد بجوار شاب والأخر بجوار نوران. تذهب تجاه المقعد الذي يوجد بجوار نوران وتريد أن تجلس عليه، لكن يحدث غير المتوقع. تدفعها نوران بقدمها أمام الجميع بينما تقول: “أنتِ اتجننتي، هاتقعدي جنبي؟”

تسقط حنين على الأرض بقوة، وأصدرت أصوات تكسير عظام جسدها. تأتي فتاة وتساعد حنين على النهوض، وتقول: “وفيها إيه يا آنسة، لم تقعدي جنبك؟”

ترد نوران بغرور وهي تنظر إلى حنين التي تبكي من شدة الخجل: “فيها كتير يا قمر، وما ينفعش خادمتي تقعد جنبي.”

الفتاة باستفهام: “خادمتك؟ خادمتك إزاي؟ مش فاهمة.”

نوران: “هفهمك. دي بتشتغل خادمة عندي في البيت، بس من طيبة قلب بابي قدم لها في جامعة زي دي.”

ترد فتاة أخرى قائلة: “طيب، أنا شكيت من شكل ونظام لبسها إنها شحاتة.”

فتاة أخرى: “هو إزاي جامعة محترمة تقبل ناس من الأشكال دي؟”

يرد أحد الشباب قائلاً وهو واقف على باب المحاضرة: “حتى لو خادمة، هي في النهاية إنسانة يا حضرات.”

ترد نوران بغيظ وهي تنظر إلى الشاب: “وحضرتك مين بقى يا أبو قلب حنين؟”

ترد فتاة بخوف وهي تهمس في أذن نوران: “يا خرابيتك، اسكتي. أنتِ ما تعرفيش مين ده، ده الأستاذ عاصي، ابن أكبر رجال الأعمال، وهو دكتور جديد في الجامعة؟”

❤️❤️❤️

الثاني
تقف حنين أمام الجميع وهي تنظر إلى الأسفل ودموعها تتساقط على الأرض لتصدر أصواتاً مثل أصوات قطرات المطر. لا تقدر أن ترفع عينيها في عيني أحد من شدة الخجل مما فعلت بها نوران أمام الجميع في أول يوم لها في الجامعة. تدمدم حنين ببكاء:

“لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، هو مولانا ونعم المولى ونعم النصير.”

تردف الفتاة التي تقف بجوار حنين قائلة:

“وفيها إيه يعني؟ لو خادمة مش إنسانة زيك؟ وحتى لو والدك المحترم ساعدها تكمل تعليمها، ده مش يديك الحق تتعاملي معها بالشكل ده قدام الناس. وبعدين، لو والد حضرتك، يا آنسة، كان شايف إن الخادمة ما تستحقش تدخل جامعة زي دي، ما كانش يخلي مستواها زي مستوى بنته.”

ترد نوران بغيظ من رد الفتاة:

“اسمعي يا شاطرة، أنا عمري ما كنت في مستوى خادمة، ولا خادمة هتكون في مستواي، فاهمة؟”

يردف عاصي بصوت خشن قائلاً:

“سكوت! وياريت كل واحدة منكم تتفضل على مكانها. إحنا جايين هنا علشان نحضر المحاضرات مش علشان نشوف مين مستوى مين. وعلى ما أظن، في آخر السنة هنعرف مين مستوى أعلى من التاني.”

يخاف الجميع من صوت عاصي، فيذهب الكل إلى مقاعدهم إلا حنين التي ظلت واقفة. يردف عاصي بهدوء:

“اتفضلي يا آنسة، اقعدي في المقعد اللي وراي ده.”

تنظر حنين إلى ما يقوله عاصي لتجد أن المقعد يجلس عليه شاب. تردف بهدوء قائلة وبصوت رقيق وأرق إليه قلوب الكثير:

“أنا آسفة يا دكتور، بس أنا مش عاوزه أقعد جنب شاب. بعتذر، هافضل واقفة مكاني وتقدر حضرتك تبدأ المحاضرة.”

يرد عاصي قائلاً:

“هاتفضلي واقفة إزاي يا آنسة؟ المحاضرة هاتاخد ساعتين ونص على الأقل.”

ترد حنين وهي تنظر إلى نوران بحزن:

“عادي يا دكتور، مافيش مشكلة.”

وبالفعل، ظلت حنين واقفة طوال المحاضرة من أجل ألا تجلس بجوار شاب، وهذا ما جعل عاصي يعجب بها. وبعد أن انتهت المحاضرة، خرج الجميع إلا حنين التي جلست على أقرب مقعد إليها. كان عاصي مازال يحضر نفسه للرحيل، لكنه لاحظ حنين فتوجه إليها وهو يحمل في يده كأساً من الماء ووضعه أمام حنين قائلاً:

“مش كان يستحسن إنك تقعدي بدل ما حضرتك تعبتي كده؟”

حنين دون أن تنظر إلى عاصي:

“لا، مش أحسن. أنا أفضل إني أقف طول حياتي على إني أقعد جنب شاب غريب ماعرفهوش وممكن يلمس جسمي بالغلط. وده أنا ما أسمحش إنه يحصل معي. بعد إذن حضرتك.”

تخرج حنين من أمام عاصي دون أن تقول شيئًا آخر، أما عاصي فابتسم بينما ازداد إعجابه بحنين أكثر. يدمتم بالكلمات غير المفهومة:

“معقولة لسه في بنات بالشكل ده؟ أنا كنت فقدت الأمل إن في بنات تستاهل الاحترام لسه.”

بعد ساعة في منزل عائلة عاصي:

يرجع عاصي إلى منزله الذي لا يقل عن قصر ليجد شابًا يجلس على أحد الكراسي. يردف بغضب وبصوت عالٍ قائلاً:

“ما نزلتش المحاضرة ليه يا زفت أنت؟”

يرد الشاب وهو يتظاهر بالخوف:

“إيه يا عم الحاج، ما تقول السلام عليكم حتى بدل ما دخلت النيابة دي.”

عاصي وهو ما زال على وضعه:

“وعليكم السلام يا خويا، ها قولي بقى، ما نزلتش الزفت المحاضرة ليه؟”

يرد الشاب وهو يجلس ببرود:

“ولا حاجة، كنت نايم وصحيت لقيت الساعة اتنين. وحتى إني لسه صاحي من النوم وما فطرتش.”

عاصي بغضب ويمسك شقيقه من قميصه وهو يقول:

“نعم يا روح أمك، مين اللي لسه صاحي من النوم؟”

تنزل امرأة من على الدرج وهي تقول:

“روح أم مين يا عاصي؟”

الشاب باستفزاز وهو ينظر إلى عاصي بينما يبتسم باستخفاف:

“وقعت في شر أعمالك علشان بس تعرف إنك ديما ظالم أخوك الطيب.”

يرد عاصي بغيظ:

“ماشي يا قاظم الزفت، أنا هاعرفك إزاي تغيب من الجامعة في أول يوم.”

المرأة بحنق:

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل