روايات

رواية نصيبي من الحب الفصل الاول حتى الفصل الثاني والعشرون بقلم الكاتبه بتول عبد الرحمن حصريه وجديده 

رواية نصيبي من الحب الفصل الاول حتى الفصل الثاني والعشرون بقلم الكاتبه بتول عبد الرحمن حصريه وجديده 

بارت 3

وقفت شويه وبعدها لمحت ادم واقف تحت وباصص للاشئ قدامه وسرحان، حست انها عايزه تنزل تتكلم معاه بس اتراجعت، هيا مالها اساسا، وقفت تبصله وفي صراع جواها بين انها تنزل أو لاء وفي الاخر قلبها انتصر وقررت تنزل تتكلم معاه بس شويه، نزلت وقفت وراه ومش عارفه تبدأ كلام ازاي، حمحمت وهو مخدش باله، قربت خطوه لحد ما وقفت جنبه وخدت نفس طويل وقالت بابتسامه ” ادم ؟!”
مردش فعلت صوتها اكتر لحد ما انتبه اخيرا، بصلها وعينيه حمرا ورد بصوت متحشرج ” انتي هنا من امتى ؟ مخدتش بالي ”
حاولت تهزر معاه ” اللي واخد عقلك ؟”
بصلها بعبوس وحاول يرتب كلامه بس معرفش فقال باختصار ” انا عادي مفيش حاجه ”
غير الموضوع وقال بفتور ” في حاجه انتي عايزاها ؟”
تقبلت تغييره للموضوع وقالت بابتسامه ” انا بس مش عارفه انام فقولت انزل اتمشي شويه في الجنينه ”
حرك راسه بتفهم وقال بايجاز ” تمام، هسيبك براحتك”
قالت بسرعه ” لا لا خليك انا مش نازله اضايقك، خلاص خليك انت وانا هطلع احاول انام ”
نفى كلامها وقال ” لا عادي مش هتضايقيني ولا حاجه، انا قولت اسيبك براحتك عادي ”
” عادي خليك واقف ”
سألها باهتمام ” يعني مش هتتضايقي ”
نفت بسرعه ” لاء طبعا، يعني انت اللي كنت واقف اصلا وانا اللي جايه عليك ”
هز راسه بخفه ورجع بص قدامه وعدي لحظة صمت قطعتها لما قالتله بمخزى ” عسى أن تبدل احزانكم فرحا قريبا ”
بصلها بعدم فهم وقال باستغراب ” ليه بتقولي كده؟!”
اتنهدت وهيا لسه باصه قدامها وقالت بهدوء ” حسيت اني لازم اقولك كده ”
اجابتها حيرته اكتر فسالها ” ايوه بس ليه يعني مش فاهم ؟”
بصتله وقالت ” يمكن حالتك اللي انا شايفاها هيا اللي خلتني اقولك كده ”
سألها بزهول ” حالتي؟ شايفاني بشد في شعري يعني ولا بقطع شراييني ”
كشرت وبصتله بلامبالاه وقالت بسخريه ” لاء شايفاك هتموت من الفرحه والضحكه مش مفارقه وشك ”
تجاهل سخريتها وسألها باهتمام ” طب وضحي اللي عايزه تقوليه يمكن افهمك اكتر ”
اخدت نفس طويل واتنهدت وبدأت توضحله بهدوء ” انت حاسس ان الدنيا ضاقت وملقتش غيرك تديله هموم، ويمكن تكون مفكر أن وضعك ده صعب وان مفيش حد عنده ام مش بتحبه زي مامتك، ده اللي انت شايفه صح ؟!”
هز أكتافه بحيره وقال ” يمكن ”
” لاء مش يمكن، ده فعلا اللي انت حاسس بيه، بس لو بصتلها من ناحيه تانيه هتلاقي أن عندك ام تانيه اساسا غير دي، بتحبك بجد وعمرها ما فرقت بينك وبين حد من ولادها، غير كل ده انت مميز جدا في عيلتك، ليك عيله واخوات بتحبك وزعلك بيفرق معاهم كلهم وغيرك اصلا مش لاقي لا ام ولا عيله ولا حتى اخوات، دلوقتي انت سايب كل ده وباصص لحاجه انت اوريدي عندك بديل ليه واحسن كمان، المفروض متسيبهاش تضايقك اكتر من كده”
سألها بحيره ” والمفروض اعمل ايه يعني ؟!”
اخدت نفس طويل طلعته على مراحل وقالت بهدوء ” المفروض دي عندك انت، انت عارف كويس انت هتعمل ايه ؟”
سألها بمراوغه ” ولو مش عارف ؟!”
بصتله بابتسامه ” يبقى تعرف، تعرف ازاي تتعامل معاها، اتكلم معاها وقولها انك مش عايزها وهيا وقتها مش هتلاقي حجه تيجي بيها تاني ”
بص قدامه وقال بحزن ” الكلام مفيش اسهل منه، عارفه لما تكون ام والمفروض انها امي، بعد تصرفاتها دي كلها المفروض اكرهها بس هيا امي، غصب عني بسأل نفسي ليه هيا مش بتحبني، انا ممكن اسيب كل حاجه، كل حاجه عشانها بس لو ضامن انها عايزاني فعلا مش عايزه فلوس تمشي بيها حياتها وتأمن نفسها، ممكن اتخلي عن العيله دي واتخلي عن كل حاجه، بس اشوف الحب في عينيها، نظرة حب بس هتخليني اختارها هيا، بس هيا مش بتحبني”
جت تتكلم بس كمل كلامه ” نفسي لما تيجي هنا ادافع عنها بس غصب عني بقف اتفرج من بعيد واشوفها كل مره بتتطرد ومببقاش قادر اعمل حاجه، فكرت اسافر بس مش عايز اسيب عيلتي وامشي، محدش فاهمني ولا عارف انا بحس بايه في كل مره تيجي فيها هنا وتقول انها عايزاني، لوهله بفرح بس بفتكر انها عايزه فلوس، المشكله انها لسه مفكراني العيل الصغير اللي كانت بتضحك عليه زمان، بحاول افتكرلها حاجه تشفعلها بس مش فاكر غير الذل والاهانه والضغط المستمر على بابا انها تتنازل عني مقابل فلوس”
ضحك بوجع وكمل ” متخيله أن ام تخطف ابنها علشان تساوم عليه بفلوس، حقيقي كل مره تيجي بتصحي جوايا كل الذكريات السيئه اللي مش عايز افتكرها ”
خلص كلامه وهيا كانت عايزه تتكلم بس حست أن الكلام كله هرب منها، ربتت على كتفه وقالت بحنيه ” هييجي يوم وهتعرف تتعامل معاها، هتواجهها وتقولها انك مش عايز تشوفها تاني، هتبعد عنك وهتسيبك مرتاح، دي برضو مامتك ويهمها راحتك ”
ضحك بسخريه وقال باستنكار ” يهمها راحتي ؟! بجد يهمها راحتي؟ مش بقولك انتي مش فاهمه حاجه ”
” بس دي مهما كانت مامتك؟ يعني اكيد بتحبك ولو بنسبه بسيطه، ولو اتكلمت معاها وقولتلها اللي جواك ممكن تقدر ده ”
رد بيأس ” مش بتحب غير هدى وبس، مبتحبش حد تاني ”
غير الموضوع وقال ” انسي، انتي اتأقلمتي ولا لسه شويه هنا، البنات شكلهم قعدوا معاكي وحكولك كل حاجه”
قالت باحراج ” انا اللي سالت مش هما اللي قالوا ”
بص في ساعته وقال بجمود ” الوقت اتأخر تصبحي على خير ”
انسحب وهيا بصت لآثره بحزن
تاني يوم الصبح الكل كان متجمع على سفرة الفطار كالعاده، الجو كان صامت قطعه عبد الحميد الجد وسأل نور ” عرفتي هتروحي كليتك امتى يا نور ؟!”
هزت راسها بابتسامه ” اه يا جدو، كلمت عمو امبارح وقالي كل حاجه ”
طلب منها بحنان” اي حاجه تحتاجيها انا موجود يا نور، انا جدك هنا واي حاجه تطلبيها هتكون موجوده ”
بصتله بابتسامه” حاضر يا جدو ”
خلصوا فطار وكل واحد كان هينسحب لاوضته بس ندى وقفتهم وقالت بحماس ” انهارده الجمعه علفكره ”
رد ادم بهدوء ” عايزه ايه يعني ؟!”
بصتله ورفعت حاجبها وقالت ” لا والله ؟”
قال بنفاذ صبر ” يا بنتي اخلصي عايزه ايه ؟!”
” هنتفرج كلنا على فيلم كرتون، ماما بتعمل فشار في المطبخ ”
رفض بهدوء ” لاء انا خارج ”
قالت بضجر ” ادم بقا، هنشغل اللي انت عايزه ايه رايك ؟!”
اتنهد بملل” يا بنتي والله خارج، مليش مزاج ”
رفعت أكتافها وقالت ” مليش دعوه، مفيش اعذار لحد ”
بصت لكل واحد وسألت واحد واحد والكل وافق فبصتله وقالت بمرح ” ملكش حجه ”
فكر شويه وبعدها قال ” the lion king ؟ ”
بصتله وضيقت عينيها وقالت” أنا اللي قتلت موفاااساااا”
اعترض” بالنسخه الاجنبيه ؟”
” بالنسخه الاجنبيه ”
كلهم اتجمعوا وشغلوا الفيلم والجو كان لطيف لحد ما الفيلم خلص، الكل كان قاعد مكانه ومحدش قادر يقوم، نهال اقترحت ” بقولكوا ايه ؟!”
الكل بصلها بانتباه وهيا كملت ” انهارده مول فينيسيا عاملين عروض تحفه، روحوا كلكوا وابقوا كلموني هناك علشان في حاجات كنت عايزاها ”
كلهم بصوا لبعض بحماس بس ساره قالت ” طب ليه متجيش معانا ؟”
” لسه عايزه اعمل الغدا وورايا شوية حاجات عايزه اخلصها ”
اتدخلت نور وقالت بلطف ” انا هقعد اساعدك ”
بصتلها ايمان وسألتها بمرواغه ” يعني انتي مش عايزه تخرجي معانا وتستكشفي ؟!”
قالت بلا مبالاه ” عادي الأيام كتير ”
ردت نهال بود ” لا يا حبيبتي اخرجي انتي معاهم ”
” انا عادي والله مش شر………”
قاطعتها” لاء اخرجي انتي ملكيش دعوه بيا، بس ترجعوا قبل الغدا، متخلوش الوقت يسرقكوا ”
بعد مناقشات كتير واعتراضات اتفقوا انهم يروحوا كلهم مع ادم اللي كان معترض بس اقنعوه بالعافيه
الكل طلع اوضته يجهز ونزلوا خرجوا كلهم وكل مره نور بتحس انها مش غريبه ابدا بينهم وأنها عارفاهم من سنين
نهال بعد ما خرجوا كلمت جوزها محمد وعرفتهم أن محدش في البيت وأنهم خرجوا كلهم
نور وإيمان وساره كانوا واقفين مندمجين وبيتناقشوا في كذا حاجه يختاروها وسمعوا صوت واحد وراهم مسك حاجه هما مساكينها وقال ” حلوه دي ”
ساره بصتله ولسه هتزعق بس سكتت واتجمدت مره واحده مكانها

بارت 4

ساره وإيمان ونور لفوا ولسه ساره هتزعق بس سكتت واتجمدت مره واحده مكانها وهيا مش مصدقه نفسها وقالت بصدمه هيا وإيمان ” يوسف ؟!”
فاقوا من صدمتهم وحضنوه بحب وساره سألته بزهول ” انت هنا ازاي ؟ جيت ازاي وامتى”
رد بابتسامه جذابه ” نهال قالتلي انكوا هنا، قولت اجيلكوا بنفسي ”
قالت ايمان بفرحه” دي احلى حاجه عملتها بجد، ده انت يعم عاش من شافك ”
ابتسملها وهو بيبص حواليه وسأل” اومال فين الباقي ؟!”
شاورت ساره على مكان قدامهم” قدامنا هنا ”
هز رأسه وهو بيبص لنور وسأل ” صاحبتكوا؟!”
هزت ايمان راسها بنفي وعرفته بيها ” دي نور بنت عمتو شيرين ”
بصت لنور وقالت ” يوسف، ابن عمتو واخو ساره وهبه ”
هزت نور راسها بابتسامه كترحيب وهو علق بسخريه ” بنت خالتي وعمري ما شوفتك، كنتي خايفه تيجي ناكلك ولا ايه ؟!”
بصتله ساره وقالت بسخريه ” ده على اساس ان حضرتك موجود معانا هنا علطول، ده انا شوفتك ٥ مرات من أول ما اتولدت ”
بصلها بلامبالاه وغير الموضوع ” طب هروح اشوف الباقي انا، خلصتوا ولا لسه؟! ”
ردت بسرعه” لاء استني جايين معاك”
خرجوا كلهم وراحوا الباقي اللي أول ما شافوه صدمتهم مقلتش عن ساره وإيمان ورحبوا بيه ترحيب حار، بعد مناقشات واسئله كتير خرجوا كلهم وروحوا البيت، وصلوا ونهال كانت في انتظارهم، ندى جريت عليها وقالت بلهفه ” يوسف جه، يوسف جه”
ردت بابتسامه واسعه ” عارفه جه هنا الاول ”
كشرت وقالت ” ومقولتيش ليه أنه جاي ؟”
رفعت أكتافها وقالت ” ابوكي اللي كان عارف انا مالي ”
اتجمعوا كلهم بفرحه وقعدوا في جو مرح بس نور كانت واخده جنب وحاسه بملل في وسط كلامهم وضحكهم اللي هيا مكانتش جزء منه، كانت عايزه تشتأذن وتطلع اوضتها بس حاسه انها محرجه واتشاهدت لما نهال قالت ” كفايه عليكوا كده سيبوا الواد يرتاح، من ساعة ما جه وانتوا نازلين لوك لوك الواد جاي من السفر تعبان وعايز يرتاح”
بصله وقالت بحب ” اطلع يا يوسف غير هدومك دي وخدلك دش يفوقك على ما اكون جهزت الغدا وبعد ما تتغدى نام ”
قام وقف واتمطع وقال ” انا جعان نوم، هعمل اسكيب للغدا دلوقتي ”
” طب نام براحتك بس كل الاول ”
” اكلت في الطياره، يلا تصبحوا على خير ”
انسحب ونهال قالتلهم ” اطلعوا غيروا هدومكوا يلا وانزلوا يكون الغدا جهز ”
الكل طلع اوضته يغير هدومه ونزلوا اتغدوا في جو صامت، بالليل نور في اوضتها الجو ممل وهيا بتحاول ترن على صحبتها للمره الالف من ساعة ما جت بس مفيش رد، فونها رن برقم غريب فردت واتفاجئت بصاحبتها ” داليا ؟!”
سألتها بلهفه” نور، نور انتي فين ؟!”
ردت بلهفه مماثله” انتي اللي فين ؟ برن عليكي بقالي يومين وفونك مقفول ”
قالت بغيظ ” بابا خد مني الفون ومكانش معايا ”
سألتها باستغراب” وبتكلميني من مين؟ ”
” فون في الشارع، انا هربت من البيت ”
لفت حواليها وكملت ” ومعرفش انا فين بالظبط بس انا بعيده عنهم ”
قالتلها بصدمه ” هربتي ؟!”
ردت بتأكيد” اه، وروحتلك محدش رد، انتي فين ؟؟”
ردت بهدوء” انا في اسكندريه ”
داليا اتفاجئت وقالت” اسكندريه ؟! بتعملي ايه هناك، انتي ليكي ايه هناك اصلا ”
اتنهدت بضيق ” ده حوار طويل هقولك عليه بعدين، المهم انتي، هربتي ليه اصلا ؟!”
سكتت شويه وبعد كده قالت ” بابا عايز يجوزني لمصطفى، حلف عليا أنه هيجوزهولي وأنا لما لقيت الفرصه هربت، ومش عارفه اعمل ايه ؟!”
فكرت شويه وقالت ” طب بصي، هبعتلك فلوس على الرقم اللي بتكلميني منه وشوفي اي اوتيل نامي فيه على ما نشوف هنعمل ايه ”
” انا معايا فلوس، بس مش عارفه هتكفي ولا ايه ؟!”
” هبعتلك، لازم يكون معاكي فلوس احتياطي ”
سألتها” طب انتي فين بالظبط اصلا يا نور؟ ”
قالت وهيا بتنزل على السلم ” انا عند جدو، هنزل دلوقتي احولك والصبح كلميني من الاوتيل اللي انتي فيه ؟!”
” تمام”
قفلت معاها ونزلت لقت الجو هادي، نزلت براحه ولسه هتخرج الجنينه شافت يوسف قاعد بيشتغل على اللابتوب، لقته مندمج فاتسحبت براحه لحد ما راحت ناحية عربيتها وفتحتها فعملت صوت، غمضت عينيها بانزعاج ولعنت غبائها، ركبت العربيه بسرعه وخرجت ناحية البوابه بس كانت مقفوله
يوسف كان بيكمل شغله ومركز وقطعه صوت عربيه بتتحرك، قام من مكانه يشوف مين وراح ناحية البوابه لقاها بتحاول تفتحها، قرب منها وسألها ” انتي بتعملي ايه ؟!”
لفتله بخضه وبلعت ريقها بصعوبه واخدت نفسها بصوت عالي
سألها مره تانيه بحيره” ايه؟ روحتي فين؟!”
بصتله وحاولت تتماسك وقالت اول حاجه جت على بالها ” خارجه ”
بصلها وضيق عينيه وقال بتعجب ” خارجه!”
هزت راسها وقال ” اه اخرج، في ايه ؟!”
بص في ساعته وقال ” دلوقتي؟! ”
قالت بتأكيد ” اه دلوقتي، هو في ايه ؟!”
رفع حاجه وسالها ” بجد بتسألي؟! انتي عارفه الساعه كام ؟!”
قالت بلامبالاه” مش مهم، المهم اني لازم اخرج وسيادتك معطلني ”
سألها بنفاذ صبر ” طب حضرتك عايزه تروحي فين دلوقتي ومستعجله كده ”
” عايزه اروح اي سوبر ماركت قريب من هنا ؟!”
سالها باستغراب ” ليه ؟!”
طنشت سؤاله وسألته ” تعرف أي سوبر ماركت ولا لاء، انا فتحت Google maps وقالي ان اقرب سوبر ماركت بعد ٣ كم ”
اقترح” قولي عايزه ايه وانا هروح اجيبلك اللي انتي عايزاه، مينفعش تخرجي دلوقتي اساسا ”
سكتت فقالها ” حاجه مش عايزه تقوليها طيب، لو مش عايزه تعرفيني حتى دايركت قولي لنهال وهيا تعرفني بدل التردد ده ”
نفت بسرعه ” لا لا عادي”
طلعت فلوس من شنطتها وقالت ” عايزه أحول الفلوس دي ”
بص للفلوس الللي في ايديها وبصلها وسألها بزهول ” كل ده علشان تحولي فلوس ؟!”
هزت راسها ببراءه فسأل ” لمين دول وليه دلوقتي؟! ”
بصتله بضيق وقال ” هو تحقيق ؟!”
رد بتبرير ” حضرتك عايزه تخرجي بسرعه ودلوقتي فأكيد حاجه مهمه، قولي السبب يمكن اقدر اساعدك ”
حكتله الموضوع باختصار فهز راسه بتفهم، في نهاية كلامها قالتله ” فأنا لازم أحول الفلوس دي ضروري ”
بصلها بتفكير وسأل ” انتي عارفه مكانها فين بالظبط ؟!”
هزت راسها بتأكيد فسحب فونها وجاب لوكيشن لمكان وقال ” خليها تروح هنا ؟!”
سألته بفضول ” ده ايه ده ؟!”
جاوبها ” اوتيل بتاع واحد صاحبي، قوليلها تنزل فيه ولما توصل ترن عليكي وانا هتصرف ”
بصتله بتردد فقال بتشجيع ” كلميها يلا مستنيه ايه؟!”
فتحت فونها تكلمها وهو راح قفل البوابه ورجع العربيه مكانها ورجع يكمل شغله، بعد ما كلمتها راحتله وقالت ” كلمتها ولما توصل هتعرفني ”
” تمام، اقعدي طيب لحد ما ترن ”
قعدت باحراج وهو كمل شغله، قامت وقفت فبصلها فوضحت ” هعمل قهوه؟! اعملك ؟!”
بص للفناجين اللي قدامه وقال ” اعملي ”
مشيت ورجعت تاني سألته ” بتشربها ايه؟!”
” ساده ”
لمحت الفناجين اللي قدامه فشهقت وهيا بتعدهم وقالت بزهول ” كل دول ؟!”
بصلها بلامبالاه ” عندي شغل، عايز اصحصح”
قالت باعتراض ” بس كده غلط، انت عارف تأثيرها على القلب ايه؟”
هز راسه” عارف، بس انتي عرضتي عليا، اقولك لاء يعني؟ ”
ردت بتأكيد” اه طبعا تقولي لاء، اومال تشرب كتير ”
سألها بمراوغه ” يعني انتي تشربي وانا لاء؟ ”
قعدت مكانها وقالت ” خلاص مش عايزه، انا اصلا هطلع انام ”
قالها بجديه” لو عايزه تشربي اشربي عادي انا بهزر ”
قالت بلامبالاه” لاء عادي، مش مهم يعني، اصلا القهوه مضره” كملت باقتراح”بس لو عايز تشرب حاجه ممكن مثلا اعمل hot chocolate ”
رفع حاجبه بسخريه” hot chocolate! دي عيلت خالص ”
كشرت وقالت بعبوس” علفكره انا بعمل hot chocolate جامد، ودايما بشربه وبيكون حلو، اعمله وتدوق؟!”
رد بضحك ” مش هقولك لاء، اجي اساعدك ”
قالت بتذمر” بعرف اعمله لوحدي ”
اتراجع” خلاص يستي انا اسف، اتفضلي ”
انسحبت للمطبخ وهو ابتسم بخفوت، بعد شويه رجعت لاقته ساند راسه على الكرسي ومغمض عينيه،فكرته نايم فندهتله ندهه خفيفه، رد عليها ” اقعدي انا صاحي ”
قعدت وقالت” فكرتك نمت ”
رد بتمنى” ياريت ”
سألته ” وايه اللي مانعك ؟!”
بص للابتوب قدامه وقال بملل ” كتير، كتير اوي”
قالت بلامبالاه” ليه يعني؟، اطلع نام عادي”
اخد كوبايته وهو بيقول ” لما اخلص شغلي ان شاء الله ”
شرب بوق وابتسم ” تسلم ايدك ”
قالت بفرحه ” عجبتك ”
ابتسم وقال ” طرش الطرش ”
كشرت وقالت بحيره ” يعني وحشه ولا حلوه؟! ”
بصلها وحاول يشرحلها” يعني حاجه احلى من كلمة حلوه ”
ابتسمت وقالت ” بجد؟!”
” بجد ”
عدى شوية صمت وفونها رن، ردت وبصت ليوسف ” وصلت ”
مدلها أيده ” هاتي الفون ”
ادتهوله وهو قام وقف بعيد شويه وبعد شويه رجع اداها الفون وقال ” تمام، كل حاجه تمام، لو احتاجتي اي حاجه بعد كده متتردديش تقوليلي ”
ابتسمت ” بجد شكرا، مش عارفه اشكرك ازاي ”
طلعت اوضتها مبتسمه وحاولت تنام بعد ما كلمت داليا تتطمن عليها بنفسها

بارت 5

الصبح نور نزلت من أوضتها لقت نهال بتجهز بالفطار، دخلت صبحت عليها بابتسامه وساعدتها، الكل اتجمع ع الفطار والجو كان هادي، يوسف كان قاعد وبيفكر في حاجه، بص لخاله وقال ” لو طلبت منك حاجه تخص نور وهتفرق معاها هتقول ايه؟ ”
نور بصت ليوسف بتساؤل، وحست إن في حاجة ورا سؤاله، كانت عاوزة تعرف هو بيفكر في إيه، بس فضلت ساكتة لحد ما يوسف كمل كلامه، بص لخاله وكرر بجدية “لو طلبت منك حاجة تخص نور، وكنت متأكد إنها هتفرق معاها، هتوافق؟”
فكر لحظة قبل ما يرد، وبعدها قال بابتسامة “لو ده هيفيدها ويخليها مرتاحة ليه لأ؟ لازم ندعمها في أي قرار هتاخده لو هيفيدها”
نور كانت متابعة الحوار عن كثب، وهي مش فاهمة بالظبط هو فين التلميح في كلام يوسف، بصت له وقالت بلهجة هادية ” ممكن افهم إيه اللي بتقترحه بالضبط؟”
يوسف ابتسم ووضح “أنا كنت بفكر إن داليا صاحبتك ممكن تيجي هنا تقعد معانا، هي محتاجة مكان آمن،وده ممكن يساعدها وتكون متطمنه”
نور اتفاجأت من الاقتراح، وقلقت شوية، لكن في نفس الوقت كان فيه جزء منها بيشوف الفكرة ممكن تكون حل
سألت ندى ” مين داليا ؟!”
اتنهدت نور قبل ما تتكلم بوضوح ” صاحبتي، كانت علطول معايا وشبه ساكنه معايا في نفس البيت، من حوالي شهر كده باباها حبسها في البيت واليومين دول بيجبرها تتجوز حد هيا مش عايزاه فهربت ”
كلهم كانوا بيسمعوها بانتباه ونهال سألت ” وهيا فين دلوقتي ؟!”
رد يوسف ” في اوتيل عند واحد صاحبي، فكنت بقول لو ينفع تيجي هنا وتكون مع صاحبتها، يعني شوفت أن ده حل كويس”
محمد رفع عينيه وقال بابتسامة “طبعًا، مفيش مشكله، اعتبريها مننا، ودي فرصة نساعدها” يوسف حسّ بالارتياح من رد خاله، ونور كانت مشوشة شوية، مش عارفة إذا كانت داليا هتوافق ولا لا، لكن في نفس الوقت كانت حاسة إنها خطوة صح
نور قررت تكلم داليا وتشرح لها العرض اللي قدمه يوسف وابتسمت لما شافت الكل متقبل الفكرة ومرحب بيها، أخدت نفس عميق وحسّت بارتياح، رفعت عينيها وبصّت حواليها، عقلها مشغول بقد إيه وجود داليا معاها هيكون مفيد ليها، بس في نفس الوقت، عرفت إن الفضل كله يرجع ليوسف اللي فكر في الحل ده من الأساس، الكل بدأ يقوم من على السفره وهيا استنت للأخر، يوسف بصلها وحس انها عايزه تقول حاجه فقالها ” عايزه تقولي ايه ؟!”
ابتسمت ابتسامه خفيفه”كنت عايزة أشكرك على اللي عملته،على فكرة إنك تقترح إن داليا تيجي تقعد معايا،مكنتش بفكر في الحل ده، بس هو فعلاً أفضل حاجة ممكن تحصل دلوقتي”
يوسف بصّلها بثبات وقال ببساطة “إحنا عيلة يا نور، وده الطبيعي. لما شوفتك متضايقة، كان لازم أفكر في حاجة تساعدك، ومادام ده هيخليكي مرتاحة، يبقى أكيد قرار صح.”
نور ابتسمت وشعرت براحة أكبر “أنت دايماً بتساعدني، حتى من غير ما أطلب، بجد شكرًا”
ابتسم ابتسامة جانبية، وقال بنبرة خفيفة” ده واجبي”
ضحكت بخفه وطلعت اوضتها بحماس ومسكت فونها وهيا متحمسه تطمن صاحبتها ضغطت على اخر رقم كلمتها منه وبعد ثواني ردت عليها بنبره حزينه
“ازيك يا نور؟”
قالت بابتسامه”ازيك أنتِ؟ كله تمام؟”
بصت حواليها بحزن ” احسن من امبارح اكيد”
قالت بحماس ” وهيكون احسن، داليا، تعالي اقعدي معايا”
داليا سكتت لثواني، كأنها مش عارفة ترد. نور حسّت بترددها، لكن حاولت تخلي صوتها يكون أكتر حيوية “أنتِ مش لوحدك، أنا عارفة إنك مش في أحسن حالاتك، بس لازم تيجي تقعدي معايا، هتكوني مرتاحة هنا، وأنا هكون جنبك طول الوقت، زي ما انا جنبك دايما وانتي جنبي”
داليا كانت مش عارفه تعمل ايه، نزلت دمعة من عينيها من غير ما تحس، حسّت بالحزن لكن في نفس الوقت كان فيه شيء في صوت نور بيخليها تحس بالأمان، ردت اخيرا “أنا مش عايزة أكون عبء علي حد، نور مش عايزة أزعج حد، انتوا كلك….”
قاطعتها نور بسرعة بحزم ” داليا الكل اصلا مرحب بالفكرة ،ومفيش حاجة اسمها عبء، داليا إحنا صحاب ومش هنتخلى عن بعض، انتي دلوقتي محتاجاني وانا كمان محتاجاكي، وبقالي كتير مش عارفه اوصلك”
داليا شوية شوية بدأت تتأثر بكلام نور، وحسّت بشوية أمل، بعد لحظات من الصمت، قالت أخيرًا بصوت هادي “طيب، خلاص هاجي”
نور ابتسمت براحة، قلبها اتطمن، ردت بابتسامه” هستناكي، مش عايزاكي تشيلي هم اي حاجه، فكري في نفسك وبس”
“شكراً يا نور بجد، أنتِ مش عارفة قد إيه ده هيساعدني.”
نور حست إن داليا بدأت تحس بشوية راحة، وإن قرارها كان صح، ختمت المكالمة وهي حاسّة بالاطمئنان، وكأنها شالت جزء من هموم صاحبتها
عدى الوقت وهيا في اوضتها، قاعده على طرف سريرها بملل، بتبص للساعه اللي عقاربها بتمر ببطء، بالرغم من أنهم نادولها على الغدا بس رفضت تنزل نهائيا والتزمت باوضتها، اتنهدت، قامت ناحية البلكونه وفتحتها، يمكن الهوا يغيّر الإحساس اللي مخلي صدرها ضيق، تحت في الجنينه لمحته قاعد على كرسي خشب، اللابتوب على رجله، مركز فيه كأن الدنيا كلها مش موجودة، عينيها سرحت فيه وفكرت” هو إزاي بيلاقي حاجة تشغله في أي وقت؟ ليه أنا حاسه بالملل وهو لأ؟”
فضلت واقفة بتراقبه وهو بيتنقل بين ازرار الكيبورد بسرعه، أحيانًا بيكتب بسرعة، وأحيانًا بيقف لحظة كأنه بيفكر، فضلت واقفة وعنيها لسه عليه وفجأة رفع راسه كأنه حاسس بعيونها عليه، وبص ناحيتها للحظة، مكنتش عارفة تعمل إيه تتحرك؟ تدخل وتقفل البلكونه؟ تفضل مكانها؟ بس هو سبقها ورفع حاجبه، وقال بصوت واضح رغم المسافه “إيه؟ زهقانة؟”
اتلخبطت هو كان عارف؟ طب هو دا باين للدرجة دي؟ حاولت ترد عليه بنبرة عادية، بس صوتها طلع أهدى مما قصدت “يمكن”
ضحك وقفل اللابتوب وسابه على الترابيزة اللي جنبه ومد إيده ياخد ازازة مايه من الأرض، بعد ما شرب قال
“طيب ما تنزلي بدل ما واقفة تتفرجّي؟”
سكتت، فكرة النزول مكنتش سيئة بس برضو مكنتش عارفة لو عندها طاقة تتحرك ولا لاء، فضلت ساكتة وهو استنى لحظة وبعدين لمّ كتفه وقال “براحتك، بس لو فضلتِ كده كتير هتموتي من الملل”
أخدت نفس وبخطوات بطيئة راحت عند الباب وفتحته، يمكن لو نزلت تحس إن اليوم بقى أخف، نزلت السلم بخطوات هادية، الدنيا هاديه كالعاده في الوقت ده، خرجت وراحت ناحيته لقته لسه قاعد في نفس مكانه، بس لما لمحها ابتسم ابتسامة خفيفة كأنها مش مفاجأة بالنسباله، رفع اللابتوب من على حجره وحطه جنبُه، وقال “معجزة! قررتِ تخرجي من اوضتك اخيرا”
لفت عينيها وقالت وهي بتقعد على الكرسي اللي قصاده “بطل تريقة”
“مش بتريق، أنا منبهر”
سندت على ظهر الكرسي، عينيها بتلف في الجنينة بصمت، سألته بعد لحظة “كنت شغال على إيه؟”
“حاجة كده، شوية كود”
رفعت حاجبها باهتمام خفيف”برمجة؟”
“أيوه، عندي مشروع صغير شغال عليه”
سكتت شوية، بعدين قالت بنبرة أخف
“طب ما تعلّمني؟”
رفع عينه ليها، كأنه مش متأكد إذا كانت بتهزر ولا بتتكلم بجد. ولما لقاها بتبص له بنفس الجدية، ابتسم وقال”ماشي، بس متشتكيش بعدين إنك مش فاهمة حاجة”
ضحكت ضحكة صغيرة لكنها حقيقية، يمكن لأول مرة من ساعة ما انتقلت البيت ده وهو بدل ما يعلّق فتح اللابتوب وقرب الكرسي اللي جنبه وقال وهو بيشاور لها تقعد جنبه
“تعالي بقى نشوف هتستحملي قد إيه قبل ما تزهقي”
وقعدت وحسّت إنها أخيرًا خرجت من الأوضة، مش بس بجسمها، لكن بعقلها كمان، قعدت جنبه وبصت للشاشة اللي مليانة سطور كود معقدة، معرفتش تفهم حاجة بس الفكرة لوحدها كانت غريبة عليها، إنها تتعلم حاجة جديدة مع حد مش متعودة تقعد معاه ،حرك الماوس وفتح ملف جديد، وكتب أول سطر وهو بيقول “بصي، البرمجة مش معقدة أوي زي ما شكلها بيقول، هي زي أي لغة، ليها قواعد ولو فهمتي الأساسيات، هتلاقي نفسك بتكمّلي بسهولة.”
عقدت حواجبها وهي بتحاول تركز، وبعد دقيقتين، قالت بنبرة شبه يائسة “طب وإيه فايدة السطور دي كلها؟”
ضحك وقال “فايدتها إنها تخلّي الجهاز ينفذ اللي إحنا عاوزينه، زي السطور دي مثلاً، ممكن تخلي زرار يشتغل أو صفحة تظهر أو حتى لعبة كاملة تتصمم.”
حاولت تستوعب بس دماغها لسه حاسّة إنه عالم غريب عليها، رغم كده كان عندها فضول، مدت إيدها وخدت اللاب منه، وقالت بتحدي خفيف”طب ورّيني، خليني أجرب”
رفع حاجبه كأنه مش متوقع حماسها المفاجئ، بس سابها تحاول ، صوابعها كانت بطيئة على الكيبورد بس بعد أول كلمة بدأت تحس بإحساس جديد، إحساس إنها مش زهقانة، الجنينة بقت هادية حواليهم، والهوى بيلعب بخصل شعرها بس هي مكنتش حاسة بحاجة غير بالكود اللي قدامها، ويوسف اللي بيعلّمها، والوقت اللي بيعدّي من غير ما تحس، قعدوا مع بعض لساعة كاملة، وهو بيشرح ليها أكتر عن البرمجة، وهي بتحاول تكتب الكود بنفسها، أول ما نفّذت أمر بنجاح وظهرت النتيجة على الشاشة، حست بحماس وصقفت بفرحه وقالت ” نجحت اخيرا”
بصلها وهو بيبتسم”شوفتي؟ الموضوع مش صعب زي ما كنتِ فاكرة”
ابتسمت هي كمان وأخذت نفس عميق، حسّت بشيء غريب جواها، يمكن كان في مساحة جديدة بدأت تفتح قدامها، مش بس في البرمجة، لكن في حاجات تانية كمان، قالت” انا بجد كنت حاسه بملل، شكرا انك علمتني حاجه جديده”
ابتسم” مش هتبطلي كل ما اعمل حاجه معاكي تشكريني، انا مش غريب علشان تشكريني”
” بس بجد مكنتش اتخيل اني هكون مبسوطه وأنا بعمل كده ”
قال ببساطه ” أي حاجه جديده أول ما تبدأي فيها بتبقى صعبه، لكن لو استمريتي هتلاقي نفسك مش بس قادره على التعامل معاها، لكن كمان هتحبيها”
نور بصت للشاشة قدامها وهي بتحاول تستوعب كلام يوسف، فعلاً مجرد فكرة إنها قادرة تكتب سطور من الكود وتشوف النتيجة على الشاشة كان إحساس جديد عليها، ومختلف تمامًا عن أي حاجة كانت متعودة تعملها، خصوصا وسط الملل ده، رفعت عينيها ليه لقته بيتابع رد فعلها، مستني يشوف هي هتقول إيه، ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت “معاك حق، مكنتش متخيلة إن البرمجة ممكن تكون ممتعة كده، كنت شايفاها حاجه معقده جدا ”
يوسف مال براسه شوية وقال بنبرة هادية “كل حاجة جديدة ممكن تكون صعبة في الأول، بس مع الوقت بتبقي أسهل، وأمتع كمان”
فضلت لحظة ساكتة بتفكر في كلامه، يمكن هو ما يقصدش أي حاجة أكتر من البرمجة، لكن هي حسّت إن كلامه بينطبق على حاجات كتير في حياتها، أخدت نفس عميق وقالت بصوت أقرب للهمس “يمكن ده ينطبق على حاجات تانية غير البرمجة كمان”
يوسف بص لها باهتمام، كأنه بيحاول يفهم هي بتفكر في إيه بالظبط، لكنه فضل ساكت، الهوا كان بيلعب بخصل شعرها، والدنيا بقت هادية حواليهم، نور حسّت إن اللحظة دي كان ليها معنى مختلف، كأنها بتكتشف مش بس مهارة جديدة، لكن كمان شعور جديد، حاجة عمرها ما فكرت فيها قبل كده، فتحت فونها تشوف الساعه وقالت ” المفروض اطلع انام عشان عندي كليه الصبح ”
يوسف رفع حاجبه باهتمام “كليتك؟ بتدرسي إيه؟”
رجعت خصلات شعرها ورا ودنها وقالت “هندسة”
يوسف بصّ لها بإعجاب “هندسة؟ جميل، وأي قسم؟”
نور ابتسمت ” ميكانيكا”
يوسف هز رأسه باحترام “ده مجال كبير ومحتاج تركيز، بتلاقي نفسك فيه؟”
نور فكرت شوية، وبعدين قالت “الصراحة هو صعب، بس بحاول استسهله ”
يوسف ابتسم وقال”طبيعي تحسي كده، أي حاجة جديدة بتكون تحدي في الأول، بس لو فضلتي تحاولي، هتلاقي نفسك بتحبيها أكتر مع الوقت.”
نور بصت له بتأمل، كلامه حسسها ببعض الطمأنينة، ابتسمت وقالت “يمكن،المهم دلوقتي إني أروح أنام علشان ألحق محاضراتي في مكاني الجديد”
يوسف ضحك بخفة “روحي، بس أوعي تنامي في المحاضرة”
نور رفعت حاجبها وقالت بمزاح، “وأنت مالك؟”
يوسف ابتسم وهو بيشاور لها بإيده “يلا يا باشمهندسة، تصبحي على خير.”
نور ضحكت وهي طالعة على أوضتها، وهي حاسة إن كلامه خلّاها تفكر في دراستها بشكل مختلف شوية

بارت 6

تاني يوم الصبح نور وادم كانوا مع بعض في المطبخ بيشربوا قهوتهم بسرعة قبل ما يروحوا كليتهم، نور وهي ماسكة فنجان القهوة بصّت لآدم وسألته بهدوء “مشوفتكش امبارح خالص علفكره، كنت فين كده؟”
آدم وهو بيشرب من قهوته من غير ما يرفع عينه عنها “كنت مع صحابي عادي قضيت اليوم معاهم”
نور استنت لحظة وبعدها سألت باستغراب “ورجعت متأخر؟”
آدم اكتفى بإيماءة بسيطة “اه، قعدنا شوية ورجعت”
نور وهي بتميل برأسها ناحيته باهتمام “ليه حاسه إنك مش عايز تتكلم أو مخنوق؟”
آدم رفع عينه أخيرًا ونبرته كانت هادية لكنها واضحة “مش دي الحكايه ، بس مش حاجة تستاهل كلام كتير، مجرد قعدة وخلاص”
نور وهي بتلعب في حافة الكوب بصوابعها “ماشي، بس لو حصل حاجة تانية، يعني لو كنت مضايق أو فيه حاجة شغلاك، عادي تتكلم بما انك واخد جنب من الكل كده ”
آدم ابتسم ابتسامة خفيفة ورفع كوب القهوة قدامه وهو بيقول بهدوء “عارف”
نور شربت قهوتها وقررت ما تضغطش عليه أكتر وسابوا الصمت المريح يملى المكان، نهال دخلت المطبخ وبصّت لنور وآدم اللي قاعدين على الترابيزه وكل واحد فيهم ماسك فنجان القهوة بتاعه، رفعت حواجبها وقالت بنبرة عتاب خفيفة “بجد؟ قاعدين بتشربوا قهوة وأنا لسه كنت هجهز الفطار؟”
نور ابتسمت بخفة وهي بتحط الكوب على الترابيزة “إحنا كنا محتاجين حاجة تفوّقنا قبل ما نخرج مش اكتر”
آدم بص في ساعته وقال بهدوء وهو بيقوم من مكانه “وأصلاً مش هنلحق نفطر، أنا عندي محاضرة بعد نص ساعة ولازم نمشي حالاً، يدوب نلحق”
نهال بصّت لهم بإحباط وقالت ” مقولتليش ليه أن عندك محاضره بدري كنت قومت بدري شويه حضرت الفطار”
ادم قرب منها وحضنها بحنية “حقك عليّا يا ماما بجد، بس معلش لما نرجع نتغدى بقا ”
نهال هزت راسها وبصتله “طب على الأقل خدوا معاكم أي حاجة تاكلوها في الطريق ”
آدم لمّ حاجته بسرعة وقال وهو بيتحرك ناحية الباب “هنشوف حاجة من الكافيتيريا، متقلقيش”
نور لملمت حاجتها بسرعة وسلمت على نهال قبل ما تلحق بآدم عند الباب وهي بتوعدها ” بكره هقوم بدري وانزل احضر معاكي الفطار بنفسي ”
نهال ابتسمت رغم إحباطها ولوّحت لهم بإيدها وهي بتقول “يلا روحوا قبل ما تتأخروا، بس متعودونيش على كده!”
آدم ونور خرجوا بسرعة، مستعدين ليوم دراسي جديد
نور راحت مع أدم لحد الكلية وأدم وعدها إنه هيساعدها في أي حاجه تحتاجها وهيفهمها كل حاجه وصلوا مع بعض لحد باب الكلية، شاف قلقها فحاول يطمنها “خديها ببساطة، وإن شاء الله هتتأقلمي ع الجو، أنا معاكِ طول الوقت”
وصلها للمدرج بتاعها واستأذن يلحق محاضرته وهي كانت متحمسة وقلقانة في نفس الوقت، دخلت المدرج وقعدت في البنش التالته، كان الدكتور لسه مدخلش وبعد شوية دخل الدكتور وابتدى يحضر اللاب الخاص بالمادة، الدكتور بدأ يشرح المحاضرة وهيا مركزه وبتكتب وراه، في حاجات كتير مكانتش فاهماها بس حاولت تفهم اللي الدكتور بيشرحه حاليا

يوسف دخل شركته بعد غياب طويل وكل حاجة كانت مش واضحة ليه، أول ما دخل المكتب كان تيمور صاحبه ومدير الشركة ومساعدينه سيف ونسرين واقفين في المكتب مستنيين يوسف اللي دخل بابتسامة رسمية لكنه كان شايف إن فيه حاجة غريبة في الجو وكأنهم متوترين، تيمور سلم على صاحبه بحراره ويوسف قعد مكانه وبص لتيمور وقال بهدوء “إيه آخر الأخبار؟ سمعت إن أوضاع الشركة مش زي الأول وحابب أعرف كل حاجة عن الوضع الحالي”
تيمور كان لسه هيتكلم بس يوسف قاطعه بصرامه ” وبكل صراحه، متخلينيش اندم اني سيبتلك كل حاجه واعتمدت عليك ”
تيمور حمحم وقال ” مش هكدب عليك وأقول ان الأوضاع مستقره، بس يشهد عليا ربنا اني بحاول على قد ما اقدر، ممكن تكون الأمور خرجت عن السيطره بس لسه في فرصه قدامي بحاول استغلها ”
سيف بصله بشك وبعد شوية صمت يوسف بصله وقال بحذر ” عايز أشوف بعض الملفات المتعلقة بالوضع المالي والتقارير الأخيره ”
حاول يبتسم وقال بتوتر “أيوه طبعاً، بس ممكن تشوفهم بعد شوية، في شوية أمور عاوزين نخلصها الأول”
يوسف كان عارف إن فيه حاجة مش تمام، لكن هو فضل صامت لفترة قصيرة وهو بيركز في تعابير وشوشهم التلاته وقال بنبرة حاسمة “لا أنا مش هستنى، دلوقتي عاوز كل التفاصيل قدامي وإلا هنبدأ في مراجعة كل شيء من أول وجديد”
نسرين بصت ليوسف وقالت ” باشمهندس يوسف، إحنا بنحاول نحل الأمور بهدوء، بس لو عندك أي استفسار إحنا مستعدين نجاوب”
يوسف كان عارف إن في حاجة غلط وكان مصمم أنه يعرف الحقيقه اللي تيمور بيحاول يخبيها
تيمور طلب من نسرين وسيف يخرجوا علشان يقدر يتكلم مع يوسف براحتهم، ولما خرجوا قعد تيمور قدام يوسف على المكتب وقاله “بص، الأوضاع مش مستقرة شوية، بس إحنا بنحاول نتعامل مع الموضوع”
كان واضح إنه مش راضي عن الكلام ده، بص في عيون تيمور وقاله “قولي الشركة مالها؟! وبكل صراحه خلينا نختصر وقت، ولاحظ اني لسه محافظ على هدوئي”
تيمور اتنهد وابتسم ابتسامة صغيرة بعدها اتعدل في قعدته وقال “اللي بيحصل إن في شركة اسمها الدمنهوري هي اللي مسيطره على الجو دلوقتي، وعامله تعاقد مع الشركات الكبيرة وواخده حصة السوق وإحنا مش قادرين نسيطر على الوضع ده، الوضع المالي للشركه نازل وبحاول الم الدنيا بس لما بملها من ناحيه بتبوظ من الناحيه التانيه ”
يوسف اتضايق جداً وعينيه وسعت وقال “يعني إيه؟ الشركة دي دخلت مع الشركات الكبيرة وعمالة تاخد السوق؟! وأنا مش هقدر أوقفهم؟”
كان واضح إن يوسف مش قادر يستوعب ده، وده كان بالنسبة له صدمة كبيرة
تيمور حاول يهديه وقال “أنا مش قاصد إني أضايقك، بس دي الحقيقة، وده الوضع اللي إحنا فيه دلوقتي، في شركاء اقويه والشركة التانية دي دخلت بقوة، فإحنا دلوقتي في موقف صعب”
يوسف اتنفس بعمق وحس بإحباط، بس قرر إنه مش هيخلي الوضع ده يستمر كده، بص في عيون تيمور بغضب، وصوته كان متوتر وهو بيقول “إيه اللي بيحصل في الشركة؟! أنت لحد دلوقتي مخبي عليا كل حاجة؟! لو كنت عارف الوضع ده من زمان، كنت حليت المشاكل دي من الأول، ليه مخبي عني؟ ليه لما حسيت أن في حاجه غلط من الاول معرفتنيش؟” غضبه كان ظاهر في كل كلمة قالها وكان واضح إنه مش قادر يتقبل الوضع اللي هو فيه ،تيمور حاول يهديه لكن يوسف ما استحملش ووقف من مكانه وقال “مش هقبل أي تبريرات دلوقتي، أنا مش جاي هنا عشان أسمع الكلام ده، المفروض انك صاحبي ومدير شركتي وأنا المفروض أكون على علم بكل حاجة بتخص الشركة، إزاي تخليني في الضلمه كده ؟ يمكن لو كنت عرفت من البدايه كنت لحقت الوضع”
تيمور كان بيحاول يلاقي كلمات هادية عشان يقنع يوسف وقال “أنا عارف انك المفروض تكون عارف كل حاجه بس الوضع كان صعب علينا كلنا، فيه حاجات كان لازم أخبيها علشان أقدر أكون في وضع أقوى وأنا بحاول أدير الشركة، وكنت مفكر أن الوضع هيتحسن بس كان بيسوء اكتر وم……”
يوسف قاطعه بغضب وقال” لو كنت عرفتني كل حاجه من الاول انا متأكد ان الوضع كان هيكون احسن من كده، حتى لو مش احسن حاجه بس اكيد كان هيكون افضل”
الحوار بينهم كان مليان توتر، وكل كلمة كانت بتزيد من غضب يوسف، يوسف وقف شوية وهو بيحاول يهدا، لكن الغضب كان واضح في عيونه
يوسف بصله وقاله ” عملت ايه طيب علشان تحاول ترجع الوضع ”
تيمور سكت لحظة وحس بشوية توتر في نفسه “حاولت أعمل اتفاقيات وأعمل توازن مع الشركات التانية، بس شركة الدمنهوري اقوى مننا في السوق وشروطهم احسن بكتير ، وده خلى الأمور أصعب بكتير من المتوقع”
يوسف حط إيديه في جيوبه وقال بنبرة حادة “يعني كل اللي بتعمله ده مش كفاية؟ مش هتقدر تواجههم لو مكنتش صريح معايا من البداية، إحنا لو متعاونين مع بعض كنا هنقدر نوقفهم ،مش معقول تفضل تجري وراهم وتخلي الشركه تنزل أكتر”
تيمور حس بتقل الضغط عليه وقال بصوت خافت ” مكنتش اعرف ان الامور ممكن تخرج عن السيطره، مكنتش عايز اشغلك وأنا عارف انك مشغول اصلا والحمل عليك تقيل ”
يوسف سكت شوية وهو بيفكر وبعدين قال بصوت هادي ” كنت تسيبني انا اللي أقرر يا تيمور، لكن كده انت زودت عليا الحمل اكتر ”
تيمور هز راسه وقال “أنت عندك حق، مش هخبي عليك تاني، هنحاول نحل كل حاجة مع بعض”

نور خرجت من المحاضرة وقعدت في الكافتيريا تستريح شويه، بعد شوية آدم جه وقعد جنبها وسألها بحماس ” ايه الاخبار؟ الدكتور اللي دخلك كان كويس ؟!”
نور ابتسمت وقالت “كان كويس اه ، شرح بأسلوب مريح بس عندي شوية حاجات مش واضحة”
“متقلقيش، هساعدك في كل حاجه عايزاها، لو مش فاهمه حاجه ممكن افهمك عادي”
سألته ” ازاي وانت قسم مختلف عني؟! ”
وضحلها ” ميكانيكا وميكاترونكس في مواد مشتركه بينهم منهم مادة الدكتور ده ”
قالت بتفهم ” اه فهمت”
كمل بابتسامه ” فلو احتاجتي حاجه ممكن تقوليلي وهحاول افهمك بما اني مش بعرف اشرح اوي ”
ضحكت بخفه وقالت ” معاد محاضرتك الجايه امتى ؟!”
بص في ساعته وقال ” نص ساعه المفروض ”
قامت وقفت وقالت ” انا بتاعتي قدامها ١٠ دقايق ”
وقف هو كمان وقالها ” تشربي قهوه طيب قبل المحاضره ؟!”
نور هزّت راسها باعتراض خفيف وقالت وهي بتلمّ شعرها ورا ودنها “لاء يا آدم، أنا أصلاً شربت الصبح، وكمان القهوة مضرة لو زادت عن حدها”
آدم ابتسم بخفوت وقال بمزاح ” بس لو ١٠ فناجين في اليوم مش هيكون زياده عن الحد، ولا انتي مش متعوده تشربي قهوه ؟!”
ضحكت وهي بتعدل شنطتها على كتفها “بشربها، بس باعتدال، غيرك أنت، ممكن تعيش على القهوة بس”
آدم بصّ لها بابتسامة جانبية وقال “طيب، بما إن القهوة مش عاجباكي، تشربي شاي؟”
نور فكّرت لحظة قبل ما تهز راسها وتقول “ماشي، الشاي مقبول”
راحت معاه ناحية الكافيتريا وهو طلب وجه اداها كوبياتها وقال ” اتفضلي يا باشمهندسه ”
ابتسمت واخدتها منه وشكرته، بصت في ساعتها وقالت “يلا محاضرتي المفروض هتبدأ ”
ودّعوا بعض بسرعة وكل واحد راح على محاضرته، نور كانت ماشية ناحية المدرج وهيا بتبص في كل مكان في الكليه وفجأة وهي ماشيه خبطت في حد والشاي اللي معاها وقع على هدوم الشخص ده، شهقت بصدمه وردت بسرعة وقالت باعتذار “اووووه ، بجد آسفة!”
اما هو كان بينفض هدومه وهيا طلعت مناديل من شنطتها وادتهاله بحرج، بص لها بنظرة مش متوقعه وبص للمناديل اللي في ايديها وقال بضيق ” حصل خير ، بس ياريت بعد كده تاخدي بالك ”
سابها ومشي وهيا حست باحراج خصوصا انها لسه ماده ايديها بالمناديل، سحبت ايديها وهيا بتبص حواليها بحرج، جريت بسرعة ودخلت المحاضره علشان تلحقها قبل ما الدكتور يدخل ، قعدت في البنش الاخيره لانه المكان الوحيد المتاح، الدكتور دخل وهيا اتفاجئت لما شافت إنه هو نفس الشخص اللي خبطته، عيونها وسعت وتعابير وشها اتغيرت فجأة، الدكتور وزع نظراته على كل الطلبه بابتسامه، سأل كذا سؤال من المحاضره اللي فاتت وبدأ يشرح، ونور حسّت إن الجو بدأ يهدأ شوية من توترها الملحوظ، كانت مشغولة جداً في الكتابة وبدأت تركز معاه لكن مع مرور الوقت بدأت تلاقي إن فيه بعض النقاط مش واضحة ليها، ومش قادرة تمسك التفاصيل زي ما هي عايزة، المحاضرة كانت مستمرة والدكتور بيتكلم بحماس شديد وهو يشرح، لكن نور لسه مش قادرة تلاحق بعض الحاجات اللي بيقولها ،بدأ يعيد اللي شرحه تاني وهيا كانت بتتأكد من الملاحظات اللي كتبتها، وحاولت تراجع بعضها، لكن لسه كانت حاسة إن في حاجات مش مفهومة تماماً، أخيراً خلصت المحاضرة والدكتور قال “لو اي حد احتاج اي سؤال يجيلي في مكتبي انا موجود لآخر محاضره ”
الطلاب بدأوا يتجمعوا حواليه يسألوه وهيا كانت عايزه تسأل ولما لقت كذا حد بيسأله قربت هيا كمان واستنت للآخر
ابتسم الدكتور لما شافها وقال ” اتفضلي ”

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل