
ثم قال بغموض “سالي ….. هو الي بيوصل معلوماتي لحد انا هعمل فيه ايه”
بلعت ريقها بخوف ان يكون كشفها بأنها تراقبه لصالح داليا قالت بتعلثم ” مش فاهمة حضرتك تقصد ايه ”
“لا مفيش حاجة على شغلك وياريت اللبس ده تخليه للسهر بلاش للشغل عشان ادهم السيوفي ما بيدقش من الحاجة مرتين انتي فاهمة انا اقصد ايه على مكتبك”
وفي مكتب مها نجد ملاك تقرأ بعض الملفات
حتى قاطعتها مها ” انتي اتأخرتي ليه النهاردة يا ملاك انا افتكرتك مش جاية”
“اتأخرت عشان رحت على الجامعة اشوف الدرجات نزلت ولا لسا ”
” وها نازلة ”
” مش كلهم في مواد نزلت ومواد كمان يومين وفي مواد بداية الترم التاني ”
” طيب والي نزل جبتي فيه كام ولا عاوزة تاكلي عليا الحلاوة”
ضحكت ملاك “لأمش هاكل عليكي الحلاوة همك ع بطنك لما اجيب امتياز فكل المواد هبقى اجبلك شنطة شوكلاته ”
كادت مها ان تتحدث فقاطعها دخول ادهم المفاجئ وقف ادهم ينظر لملاك وكأن مها غير موجودة ينظر لها من شعرها حتى قدميها ،،، توترت ملاك من نظراته لها فأخذت تقضم شفتيها بأسنانها اللؤلؤية الجميلة واصطبغ وجهها بالحمرة مما زاد النار المشتعلة بداخل الواقف امامها ليتسائل داخله هل طعم شفافها مثل الحلم ام اطعم ،،، وزعت مها نظراتها بين ملاك وادهم وهي تبتسم فيبدو انه سيولد حباً جديداً هنا ،،، تنحنحت حتى تلفت انتباههم انتبه ادهم لنفسه فدخل لامجد الذي تفاجئ بوجوده فمكتبه ولكنه عرف سبب مجيئه الذي يكافح ادهم لاخفاءه
” ها ايه الي جابك المرة دي ”
“ما تتكلمش كلام انته مش قده ،، ثم اكمل بتعلثم جاهد اخفاءه ،، انا بس قلت دلوقتي بتكون مشغول فقلت انا هجيلك ”
” ما انا دايماً بكون مشغول بتبعتلي ايه الي جد ”
” امجد في ايه ”
ابتسم امجد بسليه عليه فهو لم يرى ادهم متخبطاً ومتوتراً من قبل ” طيب خلاص اهدى اخلي ملاك تعملك قهوة ،،،ثم اكمل بخبث ،، اصل عليها قهوة يا ادهم لازم تذوقها هتعجبك صدقني ”
جز ادهم على اسنانه حتى ظهرت عروق رقبته علامة على عصبيته ثم تحدث بهدوء مخيف ” وهي بتعملك قهوة من امتى ها ،،، ليه جاية تتدرب ولا تعمل لجنابك قهوة ”
قهقه امجد على غيرة ابن عمه الواضحة ” دام انك واقع كده ما تقولها قبل ما تطير لغيرك وهتبقى خسرتها”
“ده الي يفكر يبصلها همحيه من على وش الدنيا ”
قطعت حديثهم مها ” مستر امجد الملفات دي لازم تراجعها وتمضيها “وقفت مها بجانب مكتب امجد
فاستغل ادهم موجود ملاك بمفردها فخرج ابتسم امجد عليه
وفي الخرج نجد ملاك تنظر لبعض التصاميم ولم تلاحظ وجود ادهم وصل لها راحته الممزوجة برائحة الدخان فهبت واقفة تنظر اليه ظهر شبح ابتسامة على شفتيه فور تذكره لحلم الصباح ونظر لعنقها الابيض المرمري الخالي من علاماته تنحنح ليخرج صوته
” ازيك يا ملاك ”
هزت ملاك رأسها بالايجاب فحبالها الصوتية قد شلت من وجوده
لاحظ ادهم سكوتها ” هو انتي ساكته ليه في حاجة تعباكي ”
هزت رأسها بالنفي
زفر ادهم يريد سماع صوتها وقبل ان يتحدث خرجت مها من مكتب امجد فلعن ادهم حظه فدائماً لا يستطيع ان يختلي بها قليلاً فاكمل طريقه عائداً لمكتبه
جلست مها بجانب ملاك التي كانت شبه مغيبة
لكزتها في كتفها ” هو في ايه ”
” مفيش حاجة … هيكون ..فيه ايه ” اجابتها بصوت مرتجف متعلثم
” لأ فيه وفيه حاجات كتير هو مستر ادهم كان ببصلك كده ليه انا بقالي هنا سنين ولا مرة شفته عتب المكتب ده ولا مرة شفته مرتبك كده هو في بينكو حاجة ”
وضعت ملاك يديها المرتجفة على فم مها لاسكاتها
” هش وطي صوتك بعدين مستر امجد يسمع … بصي هقولك ما انا مليش حد غيرك اقوله ”
” بصي قبل ما دماغك الجزمة دي تروح مكان كده ولا كده انا مفيش حاجة بيني وبينه بس هو لما يشوفني يفضل باصصلي كده زي ما شفتي ما عرفش ليه ”
اردفت مها “طيب وانتي ”
“مش عارفة ايه الي بيحصلي يا مها مع اني شفته كام مرة بس لكن لما بشوفه بتوتر وقلبي بيدق بسرعة وببقى عايزة استخبى من نظراته بس بنفس الوقت ببقى مبوسطة من جوايا من نظراته ليا مش عارفة متلخبطة مش عارفة افكر ”
ابتسمت مها “يبقى وقعتي وحبتيه ”
نهرتها ملاك “لأ طبعاً مفيش الكلام ده ”
ثم اكملت بيأس “حتى لو كنت بحبه هو انتي مش شايفه هو فين وانا فين انا لو بعت نفسي بكل حاجة بملكها مش هجيب ثمن بدلة من بدله يا مها هو من عالم وانا من عالم تاني وبعدين ده ادهم السيوفي شاف ستات بعدد شعر راسه وكلهم ممثلات وعارضات ازياء وبنات وزارء انا اجي ايه جنبهم ،، الحب الي بتتكلمي عليه ده لازم يكون فيه تكافؤ وانا بيني وبينه مفيش تكافؤ ولو 1% ،، تنهدت .. انا كلها يومين وخلاص هرجع الجامعة وهسيب التدريب فالشركة ومش هشوفه تاني لازم انساه ”
“لأ طبعاً هو انتي ما شفتيش نظراته ليكي عاملة ازاي ده باين انه معجب بيكي ده اذا كان ما بحبكيش زي انتي ما بتحبيه وبعدين انتي مش شايفة نفسك عاملة ازاي ده انتي قمر وصغيرة وكفاية انك لسه خام ”
“خام … ازاي يعني مش فاهمة ”
“يعني ادهم كل الي اتعرف عليهم كانوا عارفين رجالة من قبله بس انتي لأ هو اول راجل فحياتك ودي حاجة
تخليه يموت فيكي وبعدين احنا ممكن نسويه على نار هادية ”
“هو الي زي ادهم ده ينفع معاه نار هادية ،، اسكتي بلا خيبة ”
“كل الرجالة يا حبيبتي نقطة ضعفهم الدلع ويحبو نظرية شوق ولا تدوق وانتي هتعملي معاه كده ”
” لأ طبعاً ايه الي انتي بتقوليه ده انا مش بتاعة الكلام ده وبعدين لو شوفتيني من شوية بقيت عاملة زي الكتوت المبلول قدامه ده سألني ازيك معرفتش ارد تقوليلي ادلعي وما عرفش ايه ”
“هو سألك ازيك ده عمره ما عمالها ده واقع لشوشته يا عبيطة ” قطع حديثهن خروج امجد ممسكاً ببعض الملفات بيده ” ملاك معلش هتعبك عاوزك تاخدي الملفات دي لمستر ادهم يراجعهم ويمضيهم وتجبيهم معاكي مش هعرف ابعت مها عشان عاوزها فشغل ”
نظرت ملاك لمها فنظرت لها بمعنى اذهبي
اخذت ملاك الملفات واتجهت لمكتب ادهم
دخل امجد مكتبه واتصل على رقم من التلفون الارضي “بص عشان تعرف اني جدع انا بعتهالك دلوقتي معاها اشوية ملفات استغل انتا الوضع بمعرفتك سلام ”
وصلت ملاك لمكتب السكرتيرة سالي تنحنحت لجذب انتباهها” عاوزة ادخل لمستر ادهم ”
نظرت لها سالي من اخمص قدميها حتى رأسها
“عاوزة ايه من مستر ادهم هو دلوقتي مشغول ”
“عاوزاه يرجع الملفات دي ويوقعهم ”
جذبت منها سالي الملفات بقوة ” هاتيهم انا هدخلهم لان مستر ادهم قالي ما ادخلش عنده حد خالص و…. ”
قاطع حديثها المتعجرف خروج ادهم المفاجئ فهو شاهد ما حدث عبر شاشة المراقبة فهي كانت ستذهب نظر لسالي نظرة ارعبتها ثم قال بصوته الاجش “ايه الي بيحصل هنا صوتك عالي ليه يا سالي ”
“ابداً يا فندم البنت دي جايبة لحضرتك ملفات وانا قلتلها ادخلهملك عشان متزعجش حضرتك”
وجه كلامه لملاك ” هاتي الملفات وحصليني ”
وبعد عدة ثواني نجد ملاك تقف قبالة مكتب ادهم تضع يدها مكان قلبها لتهدئة دقاته
“هتفضلي واقفة كده كتير ” هذا ما قاله ادهم ليزيد من توترها فتقدمت ببطئ لاحظه ادهم وجلست بعيداً نوعاً ما عنه واخذ يقلب فالملفات ببطئ شديد وهو ينظر لها وما ان اخذت تعض شفتيها سرت بداخله قشعرية لا يعلم من اين اتت
اراد كسر السكوت فسألها “هو انتي فسنة كام يا ملاك”
تنحنحت ملاك بخفوت باحثة عن صوتها الذي اختفى
“انا فسنه اولى ”
“وعندك كام سنة ”
“19 سنة”
انتبه ادهم لفارق العمر فهو ليس قليل فهو حوالي 15 سنة هل ستقبل به ام ستبحث عن من هو من جيلها
وبدون مقدمات سألها
“لو اتقدملك راجل عنده 34 سنة توافقي عليه ”
استغربت ملاك من سؤاله فهي لم تفهم قصده فالسؤال فظنت انه يرشحها عروس لاحد اصدقائه امتلئت عيناها الجميلتان بالدموع حاولت اخفائها حتى لا تظهر امامه ويفضح امرها
اجابته بخفوت “مش عرفة لو راجل كويس ويحترمني ممكن اوافق العمر مش مقياس في الحياة”
ثم هبت واقفة “انا اسفة مضطرة اني امشي افتكرت حاجة هبقى ارجع اخد الملفات لما تخلص منها عن اذن حضرتك ”
ثم خرجت من مكتبه مسرعة حتى لا يرى دموعها
عقد ادهم حاجبيه من ذهابها المفاجئ ” معقول تكون زعلت من السؤال ”
وما هي إلا لحظات حتى اتاه اتصال من امجد
” تصدق ان وحدة زي ملاك خسارة فيك يعني انا ابعتهالك عشان تتكلم معاها ترجع من عندك بتعيط ”
” استنى انا مش فاهم حاجة ملاك بتعيط ”
“ايوة يا فالح ملاك الي بتعيط عملتلها ايه انطق ”
“والله ما عملت حاجة انا سألتها عندك كام سنة وفسنة كا….. استنى معقول تكون زعلت عشان قلتلها لو اتقدملك حد عنده 34 سنة توافقي بس الموضوع ما يزعلش ”
” ميزعلش مع الناس الي جبلة زيك بس الي زي ملاك رقيقة جداً تزعل من النسمة
اقفل بلا خيبة قال عاوزها تحبه على ايه بلا وكسة ”
زمجر ادهم بغضب ” امجد انا ساكتلك من الصبح ما تخلنيش اجي اطلعه عل جتتك بلا ازرق عاوزك تبعتهالي عشان الملفات انا هتصرف معاها احاول اصلح الي عملته”
“حاضر استنى عليها تهدى اشوية وهبعتهالك”
عند ملاك ومها