
“يا بنتي كفاية عياط الموضوع مش مستاهل كل ده ”
مسحت دموعها بظهر يدها كطفلاً صغير “يعني ايه مش مستاهل عاوز يجوزني واحد صاحبه وتقولي مش مستاهل ”
“هو قالك واحد صاحبي ”
“لأ بس قالي لو اتقدملك حد عنده 34سنة توافقي يقصد ايه بالكلام ده ”
ضحكت مها على سذاجة ملاك ” يا هبلة ده يقصد نفسه هو في حد غيره عنده 34سنة ده هو بس بشوف ردك من تحت لتحت عشان يعني في بينكو فرق فالعمر يا عبيطة يعني هو ناوي يتجوزك وانتي قاعدة بتعيطي”
مسحت دموعها بفرحة ظاهرة على تقاسيم وجهها اللطيف الذي اصبح واضحة عليه اثار البكاء
“بجد يا مها يقصد كده خايفة اتأمل على الفاضي ” وفي هذه اللحظة اتصل امجد بهاتف مها وطلب منها ارسال ملاك لجلب الملفات من مكتب ادهم
اغلقت مها والتفتت الى ملاك ” قومي بسرعة اغسلي وشك وزبطي نفسك عشان هتروحي تجيبي الملفات من عند مستر ادهم يلا بلاش يشوفك وانتي خدودك ومناخيرك حمرا مع انك حلوة كده ”
ذهبت ملاك للحمام وهندمت مظهرها ولكنها لم تستطيع ان تخفي الحُمرة من على خدودها وانفها الصغير وبعد عدة دقائق كانت تطرق على باب مكتبه فدلفت بعد ان سمعت صوته الغليظ يأذن لها بالدخول
توجهت ملاك نحو مكتبه بتوتر كان واضح عليها ،،تأملها
ادهم فأثار البكاء لا تزال واضحة على انفها الصغير فلا يزال احمر وقف ادهم اتجه نحوها توقف امامها حتى اصبح لا يفصل بينهم سوى مسافة صغيرة ” تعالي نقعد هنا عاوز اتكلم معاكي شوية ”
وضع يده خلف ظهرها وهو يدفعها للامام بلطف للجلوس على الكنبة الجلدية الجانبية
نفضت ملاك يده من على ظهرها و اصطبغ وجهها الصغير بالحمرة من فرط خجلها ،،، ابتسم ادهم على خجلها فهو لم يرى الخجل في حياته فكل النساء يتعاملن معه بمنتهى الوقاحة وقلة الحياء جلست ملاك مرتبكة من قرب ادهم لها فهي لم تقترب من اي رجل في حياتها “ها بقى حابة تشربي ايه ” قالت بخفوت ” مرسي” تجاهل اجابتها واتجه الى الثلاجة الصغيرة الموجودة في احد اركان المكتب وجذب زجاجتان من العصير
ثم عاد ليجلس بجوارها “تحبي برتقال و لا كوكتيل ” “برتقال” فتحها واعطاها لها ثم عاد ليبدل عصير الكوكتيل بالبرتقال فهو سيشرب مما ستشرب منه هي “اشربي العصير عشان نتكلم ” ارتشفت بضع قطرات من العصير ثم نظرت وجدته مدقق بها كأنه يحفظ تفاصيل وجهها ازداد توترها و اخذت تقضم شفتيها بحركة غير مقصودة غير مبالية بالنار التي اندلعت بداخل الجالس بجانبها شرب ادهم العصير دفعة واحدة علها تبرد النار التي اشعلتها تلك الصغيرة بدون قصد “ملاك ،، انتي في حد فحياتك ” ارتجف قلب ملاك اثر جملته واخذت تعض شفتيها بقوة حتى لا يظهر ارتجافها كان يود ان يمد يده ليحرر شفتيها من بين اسنانها اخذت انفاسه تعلو وتهبط من فعلتها وقال لها بخبث لم تفهمه
” لو هتفضلي تعضي فشفايفك كده انا مش ضامن نفسي مش هقدر امسك اعصابي” نظرت له ببلاهة وقالت بخفوت
” تمسك اعصابك من ايه مش فاهمة هو انا دايقتك فحاجة من غير ما اقصد ” ” ما هي المشكلة انك مش قاصدة ” هبت ملاك واقفة من فرط توترها
“انا لازم اخد الملفات وامشي ” امسك ادهم ذراعها بلطف
“تمشي تروحي فين انا لسا مخلصتش كلامي ” نفضت يده عن ذراعها
” طيب ممكن تقول بسرعة عشان عاوزة امشي ” وقبل ان يتحدث طرقت الباب السكرتيرة سالي فإبتعدت ملاك عن ادهم بمسافة لا بأس بها ثم أذن لها ادهم بالدخول
“مستر ادهم ممكن حضرتك تمضيلي الملف ده ” ” هاتيه همضيه بعدين دلوقت مش فاضي عندي شغل
ضروري ”
وضعت سالي الملف ورمقت ملاك نظرات متفحصة
وخرجت “ممكن تقولي حضرتك عاوز مني ايه ”
اغمض ادهم عينيه باستمتاع لصوتها العذب لو يبقى هكذا يستمع لصوتها الرقيق “خلاص هبقى اقلك بعدين خدي الملفات دي لامجد وقليلو شكرا” وصلت ملاك لمكتب مستر امجد واعطته الملفات وابلغته برسالة ادهم
ثم خرجت لتقص على مها ما حدث معها مساءً
في بيت ملاك بعد تناول العشاء تحدث جدها بهدوء والابتسامة لا تفارق وجهه عقدت ملاك حاجبيها فهناك شئ غريب يحدث هي لا تعلمه حتى تحدث جدها قائلاً
” النهاردة اتقدملك عريس ” قفز قلب ملاك من الفكرة
“انا يا جدو عاوزة اكمل تعليمي وبعدين انا لسا صغيرة ولا انتا عاوز تخلص مني وخلاص ” “ايه يا بنتي الكلام ده انا احطك فعيني لغاية اخر يوم فعمري وبعدين انتي مش عاوزة تعرفي مين العريس ” قالت الحاجة فوزية “الاستاذ عماد جارنا ،، ها ايه رأيك نقول مبروك ” ” استني يا حجة خلينا نسمع ردها ” “انا هفكر وارد عليكو تصبحو على خير ” اتجهت الى غرفتها واحكمت قفل الباب ودفنت وجهها في الوسادة حتى تُسمع شهقاتها “انا ماكنش لازم اتأمل انا الي زيي ما ينفعش تتجوز إلا الي زي عماد يارتني ما رحت على الشركة ولا شفتك ،،مسحت دموعها،،، انا بكرة هروح لاخر مرة ،، اصلاً فاضل كام يوم على الجامعة وخلاص انا هوافق على عماد اهو افضل جنب جدو وتيتة ولازم انسى اني شفت ادهم ”
هذا ما اقنعت به نفسها قبل ان تغط في نوم عميق في محاولة منها بعدم التفكير ********************
يتبع…