
هتخرج بس ملك خرجت: “حضرتك رايحة فين؟ اقعدي افطري معانا الأول؟”
فاتن ابتسمت لهم: “افطروا انتوا، أنا سبقتكم، يلا سلام.”
سابتهم وخرجت، وملك بصت لجوزها: “ليه مشيت؟”
نادر باستغراب: “مش عارف، بس كانت غريبة. المهم يلا نفطر أنا وانتِ؟”
آخر النهار الكل بيتجمع علشان يتحركوا وهمس واقفة مع صحباتها وكذا حد وقف معاهم علشان يتكلموا مع سيف لما يقرب منها.
سيف قرب منهم وهمس سألته: “سيف هنركب أي أتوبيس؟”
بصلها: “ولا واحد، هنمشي بعربيتي يا روحي.”
استغربت: “عربيتك ليه؟”
قرب منها: “هو مش انتِ اللي خليتيهم يجيبوها لهنا؟”
كشرت: “ده جزاتي يعني؟”
ابتسم وبراحة فرد تكشيرتها بحب: “روح قلبي، خلينا نركب عربيتنا ونمشي. مش هقدر أقعد في الأتوبيس كذا ساعة في الوقت اللي أقدر أكون في بيتي في ساعة واحدة.”
كل واحد ركب عربيته، فاتن وخاطر ركبوا مع ملك ونادر، هند وبدر ركبوا مع سبيدو وآية، عز وسلوى ركبوا عربيتهم مع نصر، وسيف أخد همسته في عربيته والكل اتحرك.
في الطريق همس تعبت وبدأت ترجع كل شوية وسيف يقف على جنب مش عارف يعمل إيه ولا يتصرف إزاي، لحد ما وصلوا القاهرة أخدها للدكتورة رباب مباشرة. كشفت عليها واطمأنت إنها بخير وطمنت سيف وقالت له إن وضعها طبيعي جدًا والترجيع طبيعي في الأشهر الأولى للحمل ونصحتهم انها تهتم بنفسها وصحتها الأشهر الأولى بالذات ويكونوا أهدى في التعامل والحركة .
أخدها البيت وطلبت منه محدش يعرف لبعد المحاكمة ما تعدي على خير الأول بعدها يحتفلوا مع العيلة .
كريم أخد أمل علشان يرجعوا وقبل ما يسافروا راح يزور جوزفين في السجن. أول ما شافته ابتسمت بقهر: “هل أتيت للتشفي بي مستر مرشدي؟”
نفى بهدوء: “لا، ليس من طبعي، ولكن أتيت لأسألك: لم كل هذا؟ لم طلبتم مني التدخل؟ ولم #دكتور ديريك؟ انتِ طبيبة في النهاية!”
أشاحت بوجهها: “الجميع في النهاية يدفع ثمن أخطائه. ربما تعتقد أنك تغلبت علي وانتهى كابوسك، ولكنك واهم، فأنا لم أكن سوى بيدق صغير في اللعبة. فلتستعد للقادم.”
قرب منها بحذر: “ما هو القادم؟”
ضحكت بهستيريا: “ستراه بعينك، لا تقلق، وسأستمتع بوقوعك معي.”
سابها ومشي وهو مش عارف إذا كانت بتلعب بأعصابه ولا كلامها حقيقي. أخد أمل وراحوا للمطار للرجوع لمصر.
سيف راح المحاكمة والكل معاه المرة دي. همس بصت حواليها لكل الموجودين، كلهم أهلها وعيلتها، فابتسمت برضا تام، بس ابتسامتها اختفت بدخول شذى ووراها فريق محامين على رأسهم منتصر الزيات. أما سيف وأبوه وسلوى وهوليا ابتسامتهم اختفت بدخول أونكل داني أو خليل الورداني.
الأستاذ رجائي وإمام مع سيف، والمحاكمة بدأت بوتيرة هادية نوعًا ما. وكل محامي بيتكلم شوية يعرض قضيته، لحد ما طلع أول شاهد وهو الجرسون اللي كان في المطعم.
وقف منتصر يستجوبه بشوية أسئلة تقليدية، بس أهم سؤال: “تعرف الدكتورة شذى المحلاوي؟”
الجرسون: “أعرفها من الأخبار والميديا.”
منتصر: “تقدر تشاور عليها؟”
الجرسون شاور عليها، فمنتصر سأله: “اتكلمت معاها قبل كده؟ تعرفها بشكل شخصي؟”
الجرسون نفى بهدوء: “أعرفها من الفيس، لكن عمري ما اتكلمت معاها.”
منتصر بص للقاضي وقال إنه انتهى من الشاهد.
رجائي قام يستجوبه: “لو انت ما تعرفش الدكتورة شذى، مين اداك السم اللي عمل تسمم للباشمهندسة همس؟”
الجرسون: “معرفش مين هي دي اللي بتتكلم عنها.”
رجائي ابتسم: “اللي حاولت #في المطعم وحطيت سم في الأكل بتاعها.”
الجرسون بدفاع: “محاولتش #، الموضوع كان مقلب سخيف، مكنش #. مجرد هزار بين أصحاب.”
رجائي: “ماشي، هصدقك. مين اللي اداك أداة المقلب دي؟”
الجرسون: “واحدة معرفهاش وزغللت عيني بالفلوس. ولولا إنها أخدت منها قدامي مكنتش عملتها.”
رجائي: “انت سبق وتعرفت على الدكتورة شذى وقلت إنها هي اللي ادتك السم ده. تنكر ده؟”
الجرسون بص للأرض: “لا، ما أنكرش.”
رجائي: “طيب ليه بتغير أقوالك دلوقتي؟ ليه قولت إنها هي قبل كده ودلوقتي بتنكر معرفتك بيها؟”
الجرسون بتردد بينقل نظراته بين كل الموجودين، فرجائي قال له: “الشهادة الزور لها عقابها هي كمان. ليه اعترفت على شذى وليه بتغير أقوالك دلوقتي؟”
الجرسون مرة واحدة اتكلم: “حط نفسك مكاني؟ أنا يدوب حتة جرسون. مرة واحدة لقيت أربع عربيات مليانين رجالة نازلين مستعدين يدغدغوا المطعم باللي فيه. غير كده كلهم أسماء مشهورة ولامعة. أطلع مين أنا علشان أتحداهم؟”
رجائي: “مين دول؟”
الجرسون بص ناحية سيف: “سيف الصياد أولهم.”
سيف ضغط قبضة إيده، والكل بيتكلم، لحد ما القاضي ضر*ب بعصايته وطلب الهدوء.
رجائي: “سيف الصياد هددك؟”
الجرسون: “مش هو لوحده. كان معاه كريم المرشدي ومؤمن الدخيلي وخالد عبدالرؤوف. الأربعة من كبار رجال المجتمع جايين مستعدين #، فكان لازم أنفذ كلامهم. طلبوا مني أشهد ضدها وأقول إنها هي اللي ادتني السم، فقولت اللي عايزيني أقوله.”
رجائي بغضب: “وليه دلوقتي مش خايف؟”
الجرسون بأسف مزيف: “حلفتوني على مصحف، غير إني أخاف أشهد زور. الست اللي ادتني القزازة معرفهاش. لابسة نظارة كبيرة مغطية وشها، وإيشارب مغطي شعرها. فبالتالي لو شوفتها مش هعرفها أصلًا، وده آخر كلام عندي.”
طلعت ماجدة بعدها للشهادة، ومنتصر قام يستجوبها بأسئلة عادية الأول، بعدها طلع ملف وبصلها: “بتاريخ ** قبل محاكمتك بيوم كان عندك زيارة، كنتي منتظرة جوزك وابنك، بس يومها اتفاجئتي بسيف الصياد. تقدري تقولي جالك الزيارة ليه؟”
الكل اتصدم بسؤاله، وماجدة بصت لإمام وسيف ومعرفتش تتكلم، فمنتصر كمل: “بتبصيله ليه؟ اتكلمي ليه زارك؟ ما هو انتِ مش من بقية أهله؟”
ماجدة بتوتر: “طلب مني أشهد بالحقيقة.”
منتصر ابتسم: “اللي هي إيه الحقيقة؟”
ماجدة بصت لشذى: “إن الدكتورة هي اللي طلبت مني أزور التحاليل، بعدها أحقنها بالحقنة اللي كانت #.”
منتصر كان مبتسم بشكل مستفز: “إيه دليلك إن الدكتورة شذى هي اللي عطتك الحقنة؟ هل صورتيها؟ هل سجلتي مكالمتها؟ يعني أي دليل تأمني نفسك بيه ضدها؟”
ماجدة بعياط: “هي اللي ادتهالي، أنا هعرف همس منين؟ هي كانت عايزة تنتقم منها علشان فسخ خطوبتها مع سيف الصياد وارتباطه بعدها بهمس.”
منتصر ابتسم: “طيب خلينا نركن د/ شذى على جنب. تعالي نرجع لجوزك، الأستاذ ماهر، ليه مجاش الزيارة وجه سيف الصياد مكانه؟ جوزك عمره ما اتأخر في أي زيارة، ليه المرة دي مجاش؟”
ماجدة حاولت تهرب: “معرفش أكيد كان عنده ظروف.”
منتصر ضحك: “ظروف إيه اللي ممكن تمنع راجل من مراته؟ امممم يعني جوزك ساعتها مكنش في ضيافة سيف الصياد هو وابنك؟ وهددوكِ بيهم؟”
رجائي: “اعترض.”
القاضي: “مرفوض، كمل.”
منتصر ابتسم: “جوزك اتصل بيكِ قبلها بيوم، وسجلات القسم تثبت الاتصال، بس بعدها وقف في طريقه دراع سيف الصياد اليمين، سعد فاروق حمد المدعو بسبيدو.”
ماجدة عيطت، ومنتصر بص للقاضي: “ده أسلوبه، التهديد علشان يوصل لأغراضه.”
رجائي وقف بغضب: “احتج، ده قذف مباشر لموكلي.”
منتصر بدفاع: “موكلك بيتهم دكتورة من سيدات المجتمع لها اسمها ووزنها وبيحولها # بدافع الغيرة، فهنا ده مش قذف، ده دفاع عن موكلتي.” (بص للقاضي ولكل الموجودين): “دكتورة شذى دكتورة تجميل، غيرت من حياة ناس كتير، ساعدت أكتر، دكتورة بتنقذ الأرواح. إزاي دكتورة تحاول #طالبة جامعية أخت زميل لها؟ حتى لو الطالبة دي كانت على علاقة غير شرعية بخطيبها؟ يعني مع احترامي للكل، بس إزاي اتنين خاينين لموكلتي وفي الآخر موكلتي المتهمة؟”
همس غمضت عنيها، هي آه حبت سيف من البداية، بس في النهاية كلام المحامي صح. هي سمحت لعلاقتها بسيف تتمادى بالرغم من ارتباطه بغيرها، ومفيش أي شيء في الكون ممكن يجمل الحقيقة البشعة دي حتى جوازها منه حاليًا.
انتبهت على صوت المحامي بيكمل: “قبل ما نحكم على الدكتورة شذى نحط نفسنا مكانها. دكتورة بمكانتها بيتقدم لها دكتور مهندس وأستاذ جامعي زي سيف الصياد. أي بنت ممكن ترفض عريس زيه بمكانته وبشغله وحتى بشكله ومظهره؟ اتكلم وقالها مفيش حب؟ آه مكنش في حب ولسه بيتعرفوا. فين المشكلة؟ إزاي ده اتحول لنقطة ضدها؟ إنها حلمت براجل زيه يتجوزها ويحبها ويكون شريك حياتها؟ تحملت منه أبشع معاملة، في الوقت اللي كانت بتفرش عش الزوجية هو كان بيخونها وبيخون مركزه ومكانته وشغله، لأنه كدكتور جامعي المفروض لما يطلع مشرف في رحلة مثلًا ما يحبش في طلبته. الوقت اللي طلب منها تختار أوضة نوم لبيتهم كان مع واحدة تانية، وفي النهاية موكلتي المتهمة. معنديش أسئلة تانية.”
قعد مكانه، وهمس بصت لسيف اللي كانت ملامحه جامدة بشكل واضح، وده ظاهر من ضم قبضة إيده وكأنه عايز ينفجر في أي حد.
رجائي قام وقف قصاد ماجدة: “انتِ شغالة مع دكتورة شذى بقالك قد إيه؟”
ماجدة بتفكير: “حوالي سنتين.”
رجائي: “هل بينكم أي عداء أو أي مشاكل من أي نوع؟”
ماجدة نفت: “لا أبدًا.”
رجائي: “طيب بعد خطوبتها هل اتغيرت؟ يعني إزاي طلبت منك #؟ محدش بيطلب طلب زي ده من حد مرة واحدة، فممكن تفهمينا تدرج الموضوع؟”
ماجدة أخدت نفس طويل قبل ما تحكي تفاصيل اللي حصل وإزاي الموضوع اتدرج ووصل لكده.
رجائي بعد ما سكتت: “سؤال معلش، إيه علاقة دكتورة شذى بدكتور نادر خاطر؟”
منتصر: “احتج، مالوش صلة.”
رجائي بصله: “لا، زي ما سمحت تتكلم عن سيف الصياد وعلاقاته وزمايله يبقى تسمح نتكلم عن علاقات الدكتورة.”
القاضي لماجدة: “جاوبي على السؤال.”
ماجدة: “اشتغلوا مع بعض على كذا حالة، بعدها بقوا مقربين جدًا، دايمًا تروح مكتبه ودايمًا يقعدوا مع بعض ويتكلموا، كانت بتستشيره في كل حاجة.”
رجائي: “صداقة يعني ولا ممكن نقول حب؟”