
همس ابتسمت: “يارب وأحسن كمان بإذن الله، ربنا يسعدك يا قلبي.”
لحظات وجت بنت لابسة يونيفورم القرية ومعاها صينية عليها وردة حمرا وورقة، همس بصتلها باستغراب، فهي وضحت: “دكتور سيف بعتهم لحضرتك.”
همس استغربت جدًا ومدت إيدها أخدت الوردة والورقة، قرأتها:
“أجمل وردة في الكون همستي، اعذريني لو مكنتش جنبك لما صحيتي، ما تفطريش هنفطر مع بعض أنا وانتِ يا قلبي، اشربي بس العصير وانتظريني.”
بصت للبنت: “هو فين؟”
البنت بحيرة: “معرفش، هو عطاني دول من شوية وقالي لما تطلعي من الشالية أوصلهم لحضرتك، لكن معرفش هو فين. حضرتك تأمريني بأي حاجة؟”
شكرتها وانسحبت، وهمس بصت لعبدالمقصود: “انت شوفته كان فين بالظبط يا محمد؟”
رد بحرج: “صراحة ما شوفتوش، كنت بشتغلك بس علشان أشوف الغيرة وكده، بس جوزك صراحة خرسني بتصرفاته دي. إيه الراجل ده؟ المفروض يدي كورسات في الرومانسية مش المايكرو.”
همس ابتسمت: “اللي بيحب بجد مش محتاج لكورسات، بيعرف يسعد حبيبه. أنا هروح أدور عليه.”
قبل ما تتحرك وصلت آية ومعاها سبيدو صبحوا عليها ويدوب هتسألهم بس آية سبقتها: هو جوزك فين يا همس مش شايفاه في أي مكان؟
همس باستغراب بصت ناحية سبيدو: أنا كنت لسه هسأله أصلًا هو فين؟
سبيدو باستنكار : أنا؟ وأنا أعرف منين؟ شربنا قهوة مع بعض من شويتين أنا وهو ومؤمن وبعدها كل واحد راح يشوف وراه إيه، بس هو قال هيروح لهمسته.
همس بغيظ: ما هو همسته إهي بتدور عليه.
سبيدو اقترح: رني عليه طيب؟
همس بغيظ أكتر: ياه، إيه الاقتراح الفظيع ده؟ موبيله في الشاليه أصلًا يا فصيح.
سبيدو ابتسم: سوري، أصلًا كان في البحر فإزاي معاه موبيل؟ سوري، غباء مني. المهم لما تشوفيه عرفيه إننا هنخرج نتمشى شوية في البلد، إحنا قولنا لعمو بس كنت حابب أقوله.
آية بتأكيد: همس هتقوليله ولا هتنسي؟ ننتظره لما يظهر؟
همس بتأكيد: يا حبيبتي روحوا اخرجوا. أولًا، انتوا متجوزين، وثانيًا استأذنتوا عمو، وثالثًا والأهم هو اللي مختفي.
وصل عز وسلوى اللي جايين عليهم ماسكين إيدين بعض سلموا على الكل وعز بص لبنته: مخرجتوش لسه؟
آية بتبرير: كنا عايزين نشوف سيف بس محدش عارف مكانه.
سلوى: مش في الشاليه يا همس؟ ولا فين؟
آية ردت عنها: همس نفسها بتدور عليه.
انضمت لهم هوليا اللي الكل فرح بيها وتقريبًاً باست كل الموجودين، بعدها بصت لهمس أخدت من إيدها الوردة وقبل ما همس تعترض هي وضحت: “أنا هاخد الوردة الجميلة دي، وانتِ روح لصاحبها، o sana yenisini verecek.”
همس استغربت : آخر جملة دي ايه؟
هوليا ضحكت : روحي لصاحب الوردة.
همس سألتها بفضول: فين صاحبها بقي؟
هوليا شاورت على لانش سريع بيقرب من الشط: أهو جاي، روحي قابليه.
سلوى كشرت: هاتيه يا همس، خليكم تفطروا معانا.
هوليا بصتلها بذهول: يفطر معاكِ ليه معلش؟ هما الاتنين هيفطروا مع بعض. (بصت لآية وسبيدو)” hadi bakalım, gidiyor musunuz? Yani, herkes sevgilisine gitsin, hadi.”
سبيدو بضحك : اخر معلوماتي في التركي عشقم
كلهم ضحكوا وهوليا وضحت : بقول يلا شوفوا رايحين فين مش كنتوا خارجين؟ يلا، كل واحد يروح aşkım، يلا.
سبيدو ابتسم: والله انتِ عسل.
ابتسمت بتفاخر: عارفة، يلا خد aşkım وامشي.
ابتسم بحرج: هاخدها، بس بما إن سيف ظهر هقوله الأول.
همس اعتذرت منهم واتحركت ناحيته. كان واقف باللانش ونزل المية كانت واصلة لبعد ركبه واتحرك جري لهمس وأول ما وصلها باسها بدون مقدمات : وحشتيني، كل ده نوم؟ مش عايزة تصحي؟
ابتسمت بحب: ما صحتنيش ليه؟
مسك دقنها بمداعبة: مش بتهوني عليا يا قلبي، المهم أخبارك إيه؟ كويسة؟ شربتي العصير؟
افتكرت حركاته: محدش جابلي عصير.
ضحك: نصابة كبيرة.
استغربت: عرفت منين بقى إني نصابة؟
ضحك أكتر: طعم بوقك مانجة يا روحي.
نسيت إنه باسها أصلًا ونسيت إن المانجة ريحتها فضاحة، فضحكت زيه. بعدها لاحظت إنه بيبص وراها، فكان سبيدو بيشاور له، راحت موضحة: عايز يخرج بآية وقال لأبوك بس عايز يقولك انت، شوفت رخامتك؟
بصلها وداعب أرنبة أنفها: دي مش رخامة يا روحي، لحظة هشوفه.
راح لسبيدو اللي استأذنه وبعدها انسحب بمراته. وقبل ما يرجع لهمس، سلوى نادته: سيف، تعال افطر معانا انت وهمس حبيبي؟
الكل بصلها باستغراب وخصوصًا أصحاب همس، وانتظروا رد سيف اللي اعتذر منها: لا، افطروا انتِ وبابا، أنا مجهز فطار في مكان تاني.
سلوى بفضول: فين؟
سيف استغرب فضولها بس شاور وراه: شايفة اليخت اللي هناك ده؟ هاخدها هناك وهنلف بيه شوية أنا وهي، عايزة حاجة؟
عز رد عنها: لا، سلامتك يا حبيبي، يلا روح لمراتك.
سابهم ورجع لهمس أخدها ناحية المية، فوقفته: رايحين فين؟
شاور لها بإيده، فهي وقفت على الشط: مش عايزة الفستان يتبل، هوصل إزاي للانش ده؟ قربه شوية.
سيف بص للانش اللي على بعد كام متر: يا حبيبتي، هتغرز في الرمل أكتر من كده، دول يدوب كام خطوة، يلا.
همس باعتراض: انت لابس شورت مش هيتبل، أنا لابسة فستان مش عايزاه يتبل، إيه بقى؟
قرب منها، فهي هترجع لورا بس هو فاجئها وشالها: أمري لله، قولي عايزاك تشيلني وبس.
أكدت بحب: آه، شيلني أنا وبنتي عندك مانع؟
بصلها بفرحة غير طبيعية وباسها بخفة: معنديش طبعًا.
نزلها في اللانش ونط وراها. قعدها جنبه واتحرك ناحية اليخت الضخم، ساعدها تطلع وربط اللانش في اليخت، وطلعت فوق اليخت كان أجمل من يخت باسم بمراحل وأكبر. كان في فطار جاهز فوق متغطي، فقعدوا مع بعض فطروا، وتقريبًا كل اللي في الرحلة بيحسدوهم، وخصوصًا لما شافوا اليخت بيتحرك ويبعد عن كل الأنظار.
أمل فتحت عنيها كانت لوحدها في سرير حواليه ستاير كتير، قامت بتكاسل تدور على كريم، طلعت للبلكونة اللي نصها في المية ونادت: “كريم؟”
كريم بصّلها واتحرك ناحيتها لحد ما وصل لعندها: “صحي النوم يا أمل، انتِ عارفة أنا صاحي من إمتى؟”
أمل ضحكت: “انت ما بتنامش في الإجازات يا كريم.”
طلع قعد على آخر درجة في السلم: “ماهو الإجازة للاستمتاع مش للنوم.”
قعدت جنبه وسندت على كتفه بحب: “إحنا هنفضل هربانين من العالم هنا لامتى؟ بقالنا كام يوم لوحدنا.”
ابتسم وبصلها بشغف: “مش قولتي نفسي نروح للشاليه اللي قضينا فيه شهر عسلنا؟ أديّني جبتك أهو زي ما وعدتك. عايزة تمشي ليه بقى؟”
أمل بصتله بحب: “مش عايزة أمشي، بس إحنا سايبين كتير أوي ورانا يا حبيبي.”
كريم بتكاسل: “أمل خلينا هربانين، وبعدين جوزفين اتقبض عليها خلاص وخلصنا منها ومن شرها.”
أمل بتردد: “وناريمان؟ وابنك اللي في بطنها؟ كريم إحنا عرفنا الحمل ده حصل إزاي آه، بس ده مش هيمنع إنها حامل في ابنك أو بنتك. غير كده هنعلن إزاي عن براءتك يا كريم؟”
أخذ نفس وزفره بضيق لأنه مش عايز يفكر في القصة دي بالذات وردد بخفوت: “مش عارف يا أمل إيه اللي المفروض نعمله؟ وإزاي نتعامل في حاجة زي دي؟ هل نجهضها؟ هل ده حرام؟ هل حلال؟ زي ما قولتي، إحنا بنهرب من كل اللي حوالينا فمش عايز أفكر في اللي ورانا هناك.”
أمل رجعت تسند على كتفه: “سيبها على الله وبإذن الله ربنا هيحلها من عنده أو هيلهمنا للتصرف الصح، بس الهروب مش حل. وصراحة أكتر، العيال وحشوني، إياد وإيان وحشوني أوي يا كريم. لو عايز نفضل هنا شوية ابعت هاتهم.”
بصلها بذهول: “ابعت أجيب مين؟”
استغربت استغرابه: “العيال.”
كريم مصدوم: “أجيبهم فين معلش؟ وليه؟ وإزاي؟”
أمل ضحكت على منظره: “هاتهم هنا معانا.”
كريم علق بغيظ: “بغض النظر إني مش عارف إزاي ممكن أجيبهم، بس هل انتِ متخيلة إنهم ممكن يتبسطوا في شاليه وسط البحر؟ ولا إنهم يبقوا محبوسين في مكان زي ده؟ ولا إنهم يفضلوا معايا أنا وانتِ فقط ليل ونهار؟ حبيبتي، المكان ده مش للأطفال بأي شكل من الأشكال. بعدين طالما وحشوكِ أوي يلا نرجع.”
أمل بصتله بشك: “انت مش وحشينك؟”
ابتسم: “وحشوني طبعًا، جريهم وضحكهم وهزارهم وتنطيطهم وحتى غلاستهم وحشاني.”
ابتسمت زيه: “غلاستهم إيه؟ دول الاتنين أعسل من بعض.”
بصلها بتهكم: “والله ما في أعسل منك يا أمل. بكرة نسافر يا قلبي.”
خاطر وفاتن نزلوا وانضموا لعيلة سيف، وفاتن عنيها بتدور على ابنها ومراته ومستغربة الوقت بعد الظهر ليه مظهروش كل ده؟ معقول يكونوا نايمين؟
أخيرًا قررت تطلع تشوفهم في أوضتهم، استأذنت منهم وجوزها هيوقفها بس قالت له هتصلي الظهر وترجع. صلت الظهر فعلًا وراحت ناحية أوضتهم تطمن عليهم، بس الأول عدت على أوضة هند، قابلتها خارجة من أوضتها هي وبدر، سلمت عليهم وقالت لهم هتشوف نادر وملك وتحصلهم.
سبقوها الاتنين وهي راحت لنادر، خبطت عليه يدوب خبطة كان ابنها فتح الباب وهو يدوب لافف فوطة على وسطه وهيرد لكنه اتفاجئ بيها قدامه فعلقت: “كنت منتظر مين واتصدمت بيا؟”
نادر تراجع بسرعة: “مش حد يا أمي، يا أهلًا بيكِ نورتيني، اتفضلي.”
دخلت بتردد وهو استأذنها: “هلبس هدومي لحظة.”
قبل ما يدخل ملك سألته وهي طالعة لعندهم ولابسة فانلة نادر: “مين يا حبيبي؟”
شافت فاتن قبل ما نادر يجاوبها فبتتراجع، لكن فاتن علقت: “شوفتي عفريت يعني ولا إيه؟”
ملك بحرج: “لا يا ست الكل بس هلبس هدومي.”
نادر وضح لأمه: “إحنا كنا منتظرين الروم سيرفس علشان كده فتحت على طول. بعد إذنك يا أمي.”
دخلوا يلبسوا هدومهم، ولحظات والباب خبط ففاتن فتحت كان الروم سيرفس جايب عربية بيزقها عليها فطار، دخل وشكرها وخرج.
فاتن بصت للفطار وبتفتكر شكلهم الاتنين. معقول تكون سعادة ابنها مع ملك؟ طيب إيه اللي مميز فيها وليه حبها؟
قاطع أفكارها خروج ابنها، فبصتله بتدرس ملامحه اللي لأول مرة تلاحظ إنها اتغيرت. الحزن اللي كان مسيطر عليه معدش موجود، احلو كتير ولا بيتهيألها علشان ابنها؟
لا هو صغر ووشه نور وبقى أوسم فعلًا. ليه كل ده؟
انتبهت على صوت ابنها بس ما سمعتش قال إيه: “قولت إيه يا حبيبي؟ معلش ما ركزتش.”
ابتسم: “بقولك تعالي نفطر يلا مع بعض؟”
هنا فاتن وقفت: “لا يا حبيبي، افطر انت ومراتك بالهنا، أنا بس طلعت أصلي وأطمن عليك لما اتأخرت، الكل موجود من بدري.”
ابتسم وباس إيدها: “أديكِ اطمنتي، اقعدي بقى كلي معانا؟”
ربتت على إيده بحب: “بالهنا.”