روايات

الفصل الثامن والستون

ماجدة بتردد: “من ناحيته صداقة، لكن هي حبته، بدليل إنها اتخانقت معاه كتير بمجرد ما ارتبط، وبعدها حاولت تطلع إشاعات عليه إنه بيحبها، بس كان واضح للكل إنه مرتبط بغيرها أصلًا. دكتورة شذى بعد حبس والدها كانت بتتخبط كتير ومكنتش بطبيعتها ولا كانت متزنة.”
رجائي للقاضي وللموجودين: “وقت ما موكلي ارتبط بالدكتورة شذى كان منفصل عن حبيبته، كان بينهم قصة حب توقفت بسبب سوء تفاهم وانفصلوا. ووقتها خطب الدكتورة شذى، وبمجرد ما اتصلح سوء التفاهم، موكلي حاول بكل جهده فسخ الخطوبة دي، لكن دكتورة شذى أثناء خطوبتها حبت شخص تاني وحاولت تقرب منه.” (بص لمنتصر): “فبلاش نلبس توب الفضيلة. شرعًا وقانونًا وفي كل الأعراف الراجل يقدر يجمع بين زوجتين وثلاثة وأربعة، لكن الست مملوكة لراجل واحد.”
منتصر طلب شذى ووقفت على منصة الشهادة وبدأ يسألها بأسئلة تقليدية أولاً، بعدها تعمق في أسئلته: “كلميني عن دبلة الخطوبة.”
رجائي بتهكم: “هنتفرج على الشبكة بعدها؟”
منتصر: “دبلة الخطوبة لها حكاية مختلفة.” (بص لشذى): “خطيبك كان لابس دبلتك صح يا دكتورة؟”
شذى بأسف مزعوم: “رفض يلبس دبلتي واحترمت رغبته.”
منتصر باستنكار: “إزاي وهو كان لابس دبلة عليها حروف SH؟ حرف الشين يعني، باسمك شذى؟ ولا إيه الحكاية؟”
شذى مسحت دمعة وهمية واتكلمت بحزن مصطنع: “ده اللي تخيلته وفرحت جدًا بالدبلة اللي اتفاجئت بيه لابسها، بس بعدها اكتشفت إن حبيبته اللي لبسته الدبلة، ودي حروفهم الاثنين الـ H لهمس والـ S لسيف.”
منتصر بتعاطف: “إزاي اكتشفتي؟”
شذى بصت لسيف: “لما صرّح قدام الصحافة إن حبيبته اللي لبسته الدبلة دي وهيتجوزها في أقرب وقت، ساعتها عرفت إنه مش أنا.”
منتصر ابتسم بعدها سألها: “بتاريخ * * ليه روحتي فرحهم؟ وإيه اللي حصل؟”
شذى ببراءة شديدة مصطنعة: “روحت أباركلهم علشان أظهر قوية قدام الكل، الكل بيبصلي وبصعب عليه ومكنتش حابة الدور ده فقررت أروح وأظهر.”
منتصر: “بعدها إيه اللي حصل؟”
شذى لسيف: “سيف ضر*بني.” (الكل اتكلم والقاضي فضل شوية كتير يخبط بعصايته علشان الكل يهدى لحد ما أخيرًا الكل سكت وشذى كملت): “وقعت وأغمي عليا، ولما فوقت كنت محبوسة في ضيافة صاحبه سبيدو وماسابنيش غير بعد سفرهم لشهر العسل بكذا يوم.”
منتصر: “شكرًا، معنديش أسئلة تانية.”
رجائي وقف بسرعة: “ليه لما خرجتي ما روحتيش بلغتي عنهم؟ ليه سكتي؟ انتِ مش ضعيفة ولا قليلة وكان ممكن تقلبي الدنيا عليهم، فليه اخترتي السكوت؟”
شذى بتكبر: “علشان هيبقى اتهام كيدي، هو حبس أبويا واتجوز غيري وسافر. هروح أقولهم إيه؟ خط,فني يوم فرحه؟ وفي ألف شاهد إنه في فرحه؟ إيه دليلي؟ مجرد شوشرة كدابة هتتقلب ضدي.”
رجائي هز دماغه بتفهم لمنطقها بعدها سألها: “طيب متفهم موقفك، بس يا ترى ليه يوم كتب كتابه روحتي رميتي نفسك قدام عربيته؟”
منتصر بصلها بصدمة لأنها ماعرفتوش حاجة زي دي وهي ارتبكت، ورجائي كمل: “كان إيه غرضك؟”
شذى حاولت تنكر بس هو وقفها: “تصوير كاميرات المراقبة معايا.” (حطه قدام القاضي): “نقدر نشغله ونشوفها بترمي نفسها قدام العربية.” (حط كمان أوراق): “وده تحليل المستشفى بيقول إنها كانت متعاطية حاجة سببت لها إغماء. إيه تفسيرك لده؟”
شذى ماعرفتش ترد أو تفسر موقفها، ورجائي استمر في استجوابها والضغط عليها وهي مش عارفة ترد وتجاوب.
رجائي كمل فرد أوراقه: “في اليوم اللي اتسممت فيه باشمهندسة همس، كنتي متواجدة عند المطعم اللي كانوا فيه، في الشارع الخلفي.” (حط صورة قدامها): “مش دي عربيتك؟”
ما انتظرش ردها وكمل فرد صور قدامها: “ودي عربيتك قدام الصيدلية اللي هناك في نفس الشارع، والصيدلي أكد شراء المواد اللي لو اتخلطت مع بعض هتسبب أعراض زي التسمم، مش #، بس هتكفي لدخول الشخص المستشفى.” (حط صورة تانية قدامها): “ودي صورة عربيتك لما رجعتي تاني لعند المطعم.”
منتصر وقف: “مفيش أي دليل إنها موكلتي نفسها اللي كانت داخل العربية.”
رجائي ابتسم وطلع صورة كمان: “دي صورة موكلتك الدكتورة أمام ماكينة ATM بتسحب فلوس، ولو جبنا الحساب البنكي هيبقى نفس المبلغ اللي الجرسون أخده. أعتقد هنا صورتها واضحة أهو، ولو لاحظنا هنلاقيها هي في كل الصور بنفس الهيئة والجسم والملابس. ومش بس كده.”
أخد شوية أوراق في ملف حطهم قدام القاضي: “دي المكالمات اللي وردت لتليفون ماجدة في اليوم ده، وكلها اتصال من الدكتورة لماجدة مرة بعد مرة بعد مرة. تبرري اتصالك بيها بإيه؟”
شذى: “بطمن على مرضايا أكيد يعني.”
رجائي ابتسم وبص للقاضي: “الملف فيه اتصالات ماجدة لتلات شهور، مفيش اتصالات من الدكتورة لماجدة على موبايلها الخاص غير يمكن مرة أو اثنين خلال ٣ شهور متواصلة. ولا مكنش عندك أي مرضى طوال التلات شهور؟ ولا تحبي نجيب سجل المكالمات لسنة كاملة؟ معنديش أي أسئلة تانية.”
منتصر وقف: “بطلب همس خاطر للشهادة.”
همس مسكت إيد سيف اللي ضغط على إيدها: “ما تخافيش وما يهمكيش حد نهائي، أوعي تتهزي.”
قامت مرعوبة ووقفت مكانها على منصة الشهادة واتوترت لكم العيون اللي قدامها دي كلها، بس بعدها ركزت على عيلتها اللي كلهم بيبتسموا كدعم لها وبيحاولوا يطمنوها بنظراتهم.
منتصر قام مبتسم سألها عن اسمها وتعليمها ودرجاتها وأسئلة كلها عامة لحد ما سألها: “إمتى حبيتي الدكتور بتاعك يا باشمهندسة؟”
همس بتوتر: “مكنتش أعرف إنه دكتور، تخيلته زائر للكلية مثلًا أو حد من الطلبة الكبار شوية، لكن مش دكتور.”
منتصر بخبث: “هو الطلبة عندكم بيلبسوا بدل يا باشمهندسة؟ ولا دكتور سيف بيجي بجينز الجامعة وتيشرت؟”
همس بتوتر: “لا ببدلة، بس شكله يعني مش زي باقي الدكاترة اللي متعودين عليهم.”
منتصر بتهكم: “مش عجوز وتخين وأقرع صح؟ وسيم وأعجبتي بوسامته ووقعتي في حبه من النظرة الأولى؟” (بص للقاضي وللناس): “ومستغربين إن دكتورة شذى تكون حبته ووافقت ترتبط بيه؟”
همس اعترضت: “أنا ما أعجبتش بوسامته ولا حبيته من النظرة الأولى، إحنا حصلت بينا مواقف كتير جدًا، أنا مش هحب واحد لمجرد إنه وسيم.”
منتصر ابتسم: “معلش، مش فاهم. قولتي من شوية إنك مكنتيش تعرفي إنه دكتورك لما حبيتيه، ودلوقتي بتقولي محبيتيهوش من اللحظة الأولى؟ إزاي؟ مش هو أستاذك؟ مش دخلتي المحاضرة ولقيتيه واقف بيشرح؟ يعني عرفتي إنه أستاذك؟ فهميني، إيه اللي قولتيه مش صحيح؟ إنك معرفتيش إنه أستاذك لما حبيتيه؟ ولا ما حبيتيهوش من أول نظرة؟”
همس بتوتر: “أنا عرفت طبعًا إنه أستاذي بعدها، بس كان أستاذي داخل المحاضرات.”
منتصر باستغراب: “وبره المحاضرات؟”
همس بصت لسيف اللي بتستمد منه الشجاعة: “كنا ندين لبعض ومش هتكلم أكتر عن حبنا لبعض ولا هسمح لحضرتك تشوه الحب ده أو تحطنا في خانة الخونة، حبينا بعض وانفصلنا وهو ارتبط بعد انفصالنا وحتى لما سوء التفاهم وضح بينا فضلنا منفصلين وما رجعناش لبعض غير بعد ما اكتشفنا إن كل اللي بيحصل مخطط من والدها في محاولته للسيطرة على شركة الصياد ، فهي مكنتش ضحية أو لو هي ضحية فضحية والدها اللي دخلها لعبة قذرة زي دي، فلو عايز تطلع حد خاين فقدامك الأب اللي باع بنته لراجل عارف تمامًا إنه ما بيحبهاش ومرتبط بغيرها وبرضه رماها تحت رجليه تكمل لعبته، علاقتي بسيف مش هتكلم عنها.”
منتصر فكر في أي سؤال يقوله لهمس بس ملقاش: “كلميني عن الإصابة اللي اتعرضتي لها وحبيبك أخدك لخطيبته تعالجك؟”
همس بتصحيح: “أولًا كانت حادثة وأي إنسان سوي هيعمل نفس تصرفه وياخد المصاب للمستشفى، وبعدين هو أخدني للمستشفى اللي أخويا شغال فيها مش لخطيبته دكتورة التجميل، يعني عاملة حادثة هياخدني لدكتورة تجميل ليه؟ أو لخطيبته ليه؟ يعني مش هيقدر يكون معايا ساعتها، فلو إحنا خاينين زي ما حضرتك عايز توصل كان أخدني لأي مستشفى وقعد جنبي مش ياخدني للمكان اللي فيه خطيبته وفيه أخويا وما يقدرش يتكلم معايا حتى كلمة واحدة.”
منتصر أنهى أسئلته لهمس وقام رجائي اللي كان مبتسم لهمس: “سمعت إن دكتور سيف طردك من محاضرة له صح؟ ليه؟”
همس ابتسمت بتلقائية عنيها بصتله: “ما بيحبش حد يتأخر على محاضرته وبيسمح بعشر دقايق لأول محاضرة فقط علشان المواصلات، غير كده لأ، بيقول طالما قدرت أوصل في الميعاد يبقى انتو كمان تحترموا ميعاد المحاضرة.”
رجائي: “بس انتِ مميزة ليه مدخلكيش المحاضرة؟”
همس فهمت لعبة رجائي: “القوانين واحدة مش بتتغير لحد.”
رجائي بتفهم: “طيب كان بيقولك الامتحان مثلًا قبل ما تمتحنوا؟”
همس باستغراب: “لا طبعًا عمره.”
رجائي بيتحرك كأنه بيفكر: “طيب الشيتات اللي بيطلبها، هل بيديكِ درجتها بدون ما تسلميها مثلًا؟ يعني حبيبك أكيد بيساعدك كحبيب؟”
همس بتوضيح: “الحب مالوش علاقة أبدًا بالمبادئ، سيف باب مكتبه كان دايمًا مفتوح لأي طالب أو طالبة مش أنا بس.”
رجائي: “سمعت إن في شيت ضاعت درجاته منك؟”
همس وضحت قصة الشيت وإيه حصل.
رجائي: “طيب ده دوره كدكتور، فين دوره كحبيب؟ ما هو ما تحاوليش تفهميني إنه مثالي للدرجة دي؟ لازم هيقدملك حاجة كحبيب.”
همس بحب: “دعمه وتشجيعه ووقوفه جنبي وثقته فيا وفي قدراتي، ده الدعم اللي كنت محتاجاه منه واللي قدمه أنا بطلع الأولى من أول سنة ليا في الجامعة يعني قبل ما أعرف سيف بسنين ، لكن لو تقصد دوره كدكتور وحبيب هقولك إن الشيء الوحيد اللي ميزني بيه إن معايا رقمه الخاص، فلو في أي مسألة أو عندي أي سؤال ببعته له بيجاوبني عليه ولا أكتر ولا أقل.”
رجائي: “طيب نسيبنا من الكلية، كلميني عن يوم الحادثة اللي اتعرضتي لها، ليه ما طلبتيش من سيف ياخدك أي مستشفى يكون جنبك فيها؟”
همس: “كنت محتاجة أخويا وعيلتي وهو كان مرتبط.”
رجائي: “أوصفي لي شعورك.”
همس بتذكر لأحداث الحادثة دي: “حبيبي كان قدامي بس واحدة تانية لها الحق فيه ومش عارف ولا قادر حتى يقولي ألف سلامة عليكِ، يعني حتى ما عرفش يطمن عليا.”
رجائي خلص أسئلته لهمس وقعد مكانه.
وبعدها منتصر طلب سيف نفسه اللي كان له هيبة خاصة قدام الكل.
منتصر فضل ساكت شوية بعدها سأله: “إيه اللي يخلي دكتورة في مكانة شذى تحاول #؟ يعني هي بإشارة منها هيكون تحت رجليها كذا واحد وهي مستواها يمكن يكون في نفس مستواك الاجتماعي إن مكنش أعلى، فليه هتغير من واحدة زي همس خاطر وهي شذى المحلاوي؟”
سيف بتهكم: “أعتقد قلة ثقة بالنفس؟ أو يمكن إحساس بالخسارة قدام بنت بسيطة؟ أو يمكن نرجسية؟ أنا مش دكتور نفسي هحلل شخصية الدكتورة شذى وأقول دوافعها، هي وراك ممكن تسألها، ليه غارت من بنت بسيطة زي همس؟”
منتصر بتهرب من تهكم سيف طلع ملف: “هسألك أسئلة تجاوب عليها بـ(آه) أو (لأ) مش أكتر ممكن؟”
سيف: “اتفضل.”
منتصر: “هل تسببت في نقل الطالبة خلود من المدينة الجامعية؟”
سيف كان هيشرح بس منتصر أكد: “آه أو لأ لو سمحت، استغليت نفوذك في نقلها؟ لأنها ضايقت حبيبتك؟”
سيف بهدوء: “آه.”
منتصر: “هل تسببت في فصل الطالبتين هايدي ونانيس وحرمانهم من دخولهم الامتحان؟ لأنهم ضايقوا حبيبتك؟”
سيف اتنرفز من صيغة السؤال نفسه: “تشويه سمعتها ومحاولة إغراقها، ياريت تستخدم المسميات الصحيحة.”
منتصر ببرود: “ما زلت منتظر الإجابة، آه أو لأ؟”
سيف: “رئيس القسم اللي فصلهم، أنا معنديش الصلاحية دي.”
منتصر باستغراب: “يعني مش حضرتك اللي رحت برفقة كريم المرشدي ومؤمن الدخيلي لبيت نانيس الأحمدي واتسببتم في القبض عليها؟ وحبسها؟”
سيف: “آه بس.”

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل