روايات

الفصل الرابع والاربعون

مروة اخدت من ايدها الطبق وحطته قدام باباها ومامتها : مش هتحتاجه خلاص بعد اذنكم
مسكت ايدها وشدتها معاها دخلوا بين الفيلتين وبيعدوا للجانب الثاني من الجنينة بعدها مروة وقفت : يوووه نسيت تالا ، همس كملي لقدام ولحظة وجاية وراكي اوك
همس وقفتها : طيب فهميني في ايه ؟
مروة بصتلها وهي بتتحرك : هتفهمي هتلاقي البنات هناك روحي وأنا هجيب تالا وجاية بسرعة .
همس استغربت بس كملت لقدام بخطوات مترددة لانها سامعة بس صوت المزيكا مش أكتر ومش سامعه صوت ناس ولا حد بيتكلم ، كملت كام خطوة شافت تربيزة عليها عشا وشموع في النص والاضاءة خافتة جنب حمام السباحة اللي بيعكس أضواء كتير والمنظر عجبها بس الدنيا فاضية ، بتبص حواليها لحد ما سمعت صوته وراها : بتدوري على مين ؟
غمضت عنيها واخدت نفس طويل لانها هتحتاج لمجهود فوق الخرافي علشان تعرف تتكلم معاه أو تواجه حتى نظراته ، حست بخطواته بتقرب وايديه بتتلف حوالين وسطها وهو وراها تمامًا وياريت اكتفى بكده ده باس رقبتها علشان يجننها أكتر وأكتر ، اتمنت لو يتمادي بشفايفه بس اتفاجئت بيه بيبعد وبيمسك ايدها يشدها فـفتحت عنيها وبصتله باستغراب لقته بيقعدها على الكرسي : هنتعشى اتفضلي .
فكرت تمشي بسبب الاحباط اللي حست بيه أول ما بعد عنها وبصتله بغيظ هو مش فاهم مصدره بس نظراتها بتقول انه ضايقها في حاجة ، بصلها بحيرة وعلق : اقسم بالله ما بقيت فاهمك ياهمس ، كنتي زي الكتاب المفتوح بعرف أقرأه بسهولة دلوقتي بقيتي طلاسم ، والله طلاسم ، لحظة أشوف قمة الحب اللي في الدنيا في عنيكي ، اللي بعدها تمامًا بحس انك عايزة تمسكي السكينة دي تغرزيها في قلبي ، عملت ايه في اللحظة دي ضايقك ؟
همس قعدت بغيظ واضح : ما عملتش اتفضل كل
سيف قعد : من لحظة كنتي مغمضة ومبتسمة دلوقتي هتنفجري لو حد لمسك ايه اللي حصل ؟
بصتله وباقتضاب : مفيش انت جايبنا ناكل صح ؟ اتفضل ناكل ونقوم من هنا
سيف بيحاول يرجع بعقله كل حاجة ، غمضت عنيها ، قلبها اللي بيدق ، ابتسامتها وهو بيبوس رقبتها بعدها الابتسامة اختفت ، ليه ؟
مرة واحدة خبطته الإجابة ، هو بعد عنها وهي متعطشة لأكتر من بوسة على الرقبة ، هي عيزاه زي ماهو عايزها بالظبط وبعده عنها ده اللي ضايقها وعلشان كده هي مش عارفة تقوله ايه مضايقها بس متغاظة منه ، الاجابة دي خلته يبتسم بعبث وافتكر كلام حماته ان القرب ساعات بيكون هو العلاج او بيدي فرصة انك تعرف تعالج ، الظاهر ان حماته كان عندها حق وهو اللي غلط .
همس متابعة تعبيرات وشه اللي بتتغير ونظراته وتفكيره بس بعدها استغربت ابتسامته فعلقت : ايه وصلت لايه بعد التفكير ده ؟
سيف مبتسم : الظاهر ان مش أنا بس اللي بقيت بعرف اقرأ ؟
همس بغيظ : ماهو بتفكر ومحتار وبعدها بتبتسم وكأنك وصلت لاجابة لحيرتك
سيف قرب منها وهمسلها : كل اللي هقولهولك اني حاليًا سيطرتي تحت الزيرو – بصتله باستغراب فهو بيأكد – يمكن أقل بكتير جدُا من تحت الزيرو فكان لازم أبعد ، قبل كده بيبقى في مخزون وطاقة تسمحلك تقربي وتبعدي وتعملي كنترول لحد ما توصلي لبيتك ، دلوقتي سيادتك وصلتينا لمرحلة حرجة فالنظرة ما تتخيليش بتحتاج مجهود جبار قد ايه علشان تعرفي تعملي كنترول بعدها فما بالك بأي قرب أو تلامس يا همس ؟
بصتله وعنيها واسعة مش عارفة هي فاهمة صح ولا هي عايزة تفهم بالشكل ده ؟ بص لعنيها وبيأكد كل كلمة : معنديش اي طاقة اقدر ابعد بيها عنك لو لمست شعرة واحدة منك ، خففي ضيقك ده وتعالي ناكل لقمة سريعة وأوعدك في البيت هنصلح كل الأخطاء اللي عملناها الفترة اللي فاتت في حق بعض .
همس مسكت شوكة ومكشرة وباصة للطبق قدامها : على فكرة أنا مش فاهمة انت بتتكلم في ايه ؟
سيف ضحك : ماشي برضه هفهمك في البيت ، اتعودت منك تخليني اعيد شرحي كذا مرة فعادي .
أكلوا في جو شبه صامت ظاهريا لكن في حروب جواهم السيطرة عليها مستحيلة فكان لازم يقوموا بسرعة .
همس سألته : ازاي قولت لمروة تجيبني ليك ؟ قولتلها ايه يعني ؟ ومن امتى ليك كلام معاها ؟
ابتسم من غيرتها الواضحة و وضحلها : ماليش كلام معاها أنا اتكلمت مع جوزها نادر وطلبت منه اي تربيزة في حتة لوحدنا والراجل ما اتأخرش وهو اللي نادى مراته طلب منها تجيبك لعندي ، الموضوع بسيط يعني .
همس بصاله بفضول : مقالش ليه ؟ مقالكش اقعدوا وسط الناس هنا ؟ مكنش عنده ألف سؤال ليه تقعدوا لوحدكم وليه وليه
سيف قاطعها : حبيبتي الرجالة عامة معندهاش الفضول الفظيع بتاع البنات ، يعني هو مش محتاج يعرف تفاصيل ليه عايز اتعشى مع مراتي لوحدي وبعدين احنا المفروض اننا عرسان لسه ، احنا متجوزين من اقل من شهرين يا همس فمنطقي وطبيعي اني عايز اتعشى معاكي لوحدنا .
فكرت معقولة بس شهرين ؟ امال ليه عندها احساس انه بعيد عنها من سنتين مش كام يوم ؟
سألته فجأة: العلاج بتاعك ؟
ابتسم انها فكراه : ما تقلقيش مش محتاجه
استغربت : ولو تعبت ؟
سيف وضحلها : مش هتعب بطلته اصلًا ، تقريبًا من أول امبارح ما اخدتوش والحمدلله اموري تمام ، اطمني .

خلصوا أكل وبالرغم انه عايز يفضل معاها لوحدهم بس مش عايز يحرمها من عيلتها واخواتها ، فمسك ايدها واخدها يرجعوا لوسط الناس ، كانوا ماشين بلكاعة وهدوء وصمت مش محتاجين لكلام ، هي علقت : دكتور محي اهو ، تيجي نسلم عليه ؟ ولا مش حابب ؟
شافه سيف واقف مع نادر اخوها : لا عادي تعالي نسلم عليه .
قربوا وهو أول ما شافهم سلم عليهم وفضل يتكلم ويهزر معاهم ، همس مرة واحدة سألته : سيف بطل العلاج عادي ولا ايه ؟
محي باستغراب : علاج ايه ؟ ماهو بطلنا الحقن من بدري؟
سيف وضح : بتتكلم عن العلاج بعد كده قبل وبعد الأكل
محي باستغراب : انت لسه بتتعب لما بتاكل ؟
سيف : لا بس تقريبًا بقالنا يومين مش بنتقابل هي مع اخواتها وانا في الشركة وكل ده علشان الأخ ده يتجوز
نادر دخل بينهم : الله وأنا مالي ؟ هو كل حاجة تلبسوها لنادر ؟ انت عارف انا مش عارف اتجوز من امتي ؟
سيف ضحك : لا عارف يا سيدي ربنا يتملك على خير المرادي لاحسن الواحد جتله عقدة من الأفراح اقسم بالله
الكل ضحك والكل بدأ ينضملهم والدايرة وسعت عليهم .

البنات اتلموا حوالين ملك وبيرقصوا و يهيصوا و واخدين جنب بعيد عن الكل ، هند فجأة : البت همس رقصها حلو على فكرة
همس تراجعت وملك مسكت ايدها شدتها : انتِ بترجعي لورى ليه تعالي
حاولت تعتذر بس كلهم شدوها و واقفين حواليها وهي بدئت ترقص باحترافية ، سيف لمحها ومقدرش يرفع عينه عنها لأنه ما تخيلش انها بتعرف ترقص بالشكل ده ، رن عليها بس تقريبا موبيلها مش معاها فراح لحماته : ما تناديلي البت دي يا حماتي
فاتن بصت ناحيتها وابتسمت : غيران ولا ايه ؟
ابتسم بحرج : مشيها غيران بس مش حابب ده معلش ، تهيص وسط البنات لكن ما ترقصش بالشكل ده ، الرقص ده في مكان مقفول .
فاتن وقفت تناديها بس قبل ما تتحرك : على فكرة مفيش حد غريب غير العيلة
سيف محافظ على ابتسامته : في رجالة كتير من ضمنهم صحابي ومش عايزها ترقص معلش .
فاتن راحت لبنتها مسكت دراعها وبتكلمها : جوزك بيقولك اتلمي
همس بصتلها بذهول وبصت ناحيته فهو شاورلها تيجي لعنده ، همس لأمها : هو قالك كده ؟ اتلم ؟
فاتن لاحظت انها اتضايقت من الكلمة فوضحت : اكيد دي اضافتي أنا ، هو بس قالي أنادي عليكي.
همس كشرت لأمها : قالك نادي عليها ولا قالك اتلم ؟ تفرق كتير يا ماما لو سمحتي .
اتنهدت بغيظ : همس وبعدين ؟ انتِ عارفة اني مبحبش الرقص في الأفراح فأكيد أنا اللي هقول كلمة زي دي ، جوزك رن عليكي ومعرفش موبيلك فين فقالي تكلميه.
همس بصت حواليها وراحت جابت شنطتها من على التربيزة ورايحة لسيف بس هند وقفتها : في حاجة؟
همس ابتسمت : لا يا قلبي مفيش هشوف سيف بس وارجع
راحت ناحيته و أول ما وقفت قصاده : انت عايز مني حاجة ؟ ماما قالت اكلمك
فضل باصصلها شوية قبل ما يعلق : لما انتِ بتعرفي ترقصي بالشكل ده ليه عمرك ما رقصتيلي ؟
همس متغاظة منه : و ارقصلك ليه ؟
سيف بسخرية : يمكن علشان جوزك مثلا ؟
همس بصت قدامها : انت بتناديني عايز حاجة مني ولا بس غلاسة ؟
قرب منها : بس غلاسة – بصت لعنيه فهو كمل – أو وحشتيني ، أو عايزك قريبة مني ، شوفي أي سبب
علقت هربا من حصار نظراته : أو علشان ترخم عليا وما ارقصش وسط البنات ، ده السبب اللي أنا شيفاه
ابتسم وعنيه في عنيها ما قطعش نظراتهم : بالنسبة يا روحي لقصة الرقص دي فده موضوع منتهي ، ما ترقصيش تاني بالشكل ده في أي مكان غير في بيتك فقط ومعايا وبس وكان المفروض قبل ما ترقصي تستأذنيني وتشوفي ده ينفع معايا ولا ما ينفعش .
همس مقتنعة بكلامه بس بتضايقه : ده فرح أخويا وبعدين كلنا بنات و
قاطعها : همس روحي انتو وسطنا مش في مكان مقفول وبعدين بتهيصوا كلكم ماشي براحتكم لكن تقفي تتمايلي بالشكل ده ما يحصلش ، بعدين أنا شوفتك ازاي ؟ زي ما شوفتك ممكن غيري يشوفك فما ترقصيش ، دي قصة منتهية مش هنتكلم فيها أصلًا .
علقت بعدها: ينفع ارجع طيب وسطهم ولا هتفضل مذنبني جنبك كده ؟
اتنهد بغيظ : مكنتش أعرف ان وقوفك معايا بتعتبريه تذنيبة ، اتفضلي يا ستي روحي
هيبعد بس مسكت دراعه : وقوفي معاك مكنش تذنبية بس الكلام ده زمان دلوقتي انت بتتخانق معايا على النفس
بصلها: أنا مش بتخانق معاكي ، أنا بعرفك ايه يناسبني وايه لأ ، فده مش خناق ؛ همس حبيبتي احنا بنتطبع بطباع بعض وده مش هيحصل في يوم وليلة ، بياخد وقت وصعب بس بنحط النقط على الحروف بالطريقة اللي تناسبنا احنا الاتنين ، فهو مش خناق قد ماهو تقريب وجهات النظر يا روحي ، روحي اتبسطي معاهم .
كانت عايزة تقوله يفضل معاها بس راقبته بيرجع وسط اصحابه وهي رجعت وسط البنات لكن عنيهم بتتقابل من وقت للثاني .

معظم الضيوف مشيوا وفضل المقربين فقط وملك طلبت اغنيه لماريا كاري ( My all ) شغلتها ونادر قام رقص معاها سلو بطريقة ناعمة بيتمايلوا على أنغام الموسيقى ، ملك همست لنادر : كل حرف في الاغنية دي بقوله من قلبي ليك
ابتسم وقربها من حضنه : كلها يوم واحد بس يوم وهنبقى مع بعض مفيش قوة في الأرض هتقدر تبعدنا يا قلبي ، هنعيش أيامنا اللي اجلناها وهنعيش الحب اللي نستاهله .
الكل حواليهم وكل واحد ضامم حبيبه ، مروان جنبه هالة بيتمنى يعيشوا اليوم ده ويجي دورهم ، نادر أخد مروة على جنب بيرقص معاها ، كريم واقف ساند على تربيزة وأمل قدامه ساندة عليه وايديه حواليها متابعين ملك ونادر أو ده الظاهر لكن أمل ماسكة ايديه حواليها وكأنها بتستمد منه القوة أو محتاجة تحس ان دراعاته اللي حواليها هيفضلوا حواليها طول الوقت لا يمكن يبعد عنها وهو بيضمها بقوة بيقولها أنا جنبك ومعاكِ لآخر لحظة في عمري .
هند جنب بدر حاضنه دراعه وساندة راسها على كتفه فرحانة بأخوها اللي أول مرة تشوفه فرحان بالشكل ده ، مبسوطة بالحب اللي منتشر حواليها وبدر لاحظ ابتسامة الرضا على ملامحها فمسك ايدها رفعها لشفايفه بحب وهمسلها : ربنا يديم ابتسامة الرضا دي يا روح قلبي دايمًا على وشك .
لف دراعه حواليها وهي مستكينة بين ايديه .
همس واقفة لوحدها عنيها بتدور عليه بتستغبى نفسها ليه قالتله انه مذنبها بوقوفه معاها ؟
مش شيفاه في أي مكان هل ممكن ان يكون زعل ومشي مثلًا ؟ بس ازاي هيمشي ويسيبهم كلهم هنا ؟
فجأة حست بشرارة بتقولها انه قريب بتبص حواليها لحد ما لمحته بيقرب منها عنيها متعلقين بعنيه ، وقف جنبها فسألته بهمس : كنت فين ؟
جاوبها : كنت برد على فون مهم وصوت الموسيقى عالي فبعدت شوية ورجعت .
شاورت بدماغها وبصت قدامها للرقصة الهادية لأخوها مع ملك وبتسمع لكلمات الاغنية

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل