
ويظنُ أني قد اميلُ لغيره
إنّي وقلبي باسمه مكتوبُ
أنا ماشربت الحبَ إلّا مرةً
والكلُ بَعدُك كأسهُ مسكوبُ
لو مال قلبي عن هواك نزعتهُ
و شريتُ قلباً في هواك يذوبُ
أعيادُ حُبُك في فؤادي أحكمتهُ
من قال أني عن هواك أتوبُ
أنا ماشربت الحبَ إلّا مرةً
والكلُ بَعدُك كأسهُ مسكوبُ
قلبه كان بيدق بعنف وخصوصا آخر مقطع والكل بعدك كأسه مكتوب ، اتنهد بيحاول يهدي نبضات قلبه اللي بعثرتها بكام كلمة ، حس بيها بتتحرك فراح ناحية الفطار عمل ساندوتش لنفسه وعمل لهمس كمان وحاول يتكلم بشكل طبيعي : يلا يا همس هتتأخري
همس خرجت وبتجهز شنطتها وحاجتها من على المكتب : افطر انت طيب انا هعمل ساندوتش سريع
قربت منه كان مجهز الكرواسون بالجبنه زي ما هي بتحبه فحط الطبق قدامها ومعاه الشاي فابتسمت وشكرته ، قعدت جنبه تاكل بهدوء ، حاول يتكلم بشكل عادي يكسر التوتر بينهم سألها : عندك ايه مهم النهاردة ؟
قالتله على المحاضرات اللي وراها وسكتت ، وقف وقام اخد اللاب بتاعه وبص لساعته : كده يدوب توصلي قبل المحاضرة .
وقفت وهي بتشرب كوبايتها : يلا بس لو مستعجل خلي نصر يوصلني هو
رد بهدوء : هستعجل على ايه يا همس انا علشان انتي ما تتأخريش .
نزلوا الاتنين مع بعض وسلوى كانت بتشرف على السفرة والفطار وبصتلهم وهم نازلين لكن لاحظت ان ايديهم مش في ايدين بعض وده معناه انهم ما اتصالحوش ، وقفت قصادهم : هتفطروا ؟ الفطار جاهز
سيف رد : فطرنا ، عواطف طلعت الفطار فوق ويدوب نلحق سلام
باس خدها واتحرك و وراه همس صبحت عليها وطالعه بس مسكت ايدها وقفتها ، سيف بعد خطوتين بص لهمس وراه وسلوى مسكاها فردت عليه بسرعة : اطلع دور عربيتك هتحصلك ، دقيقة مش اكتر
معلقش وطلع ، الاتنين راقبوه لحد ما خرج سلوى بصت لهمس : ما اتصالحتوش ليه ؟ بسببي ؟
همس اخدت نفس طويل : عادي يعني
سلوى باصرار : تخيلت انكم بمجرد ما تبقوا في اوضة واحدة هتتصالحوا ، اسمحيله يقرب وانتو هتتصالحوا ، الثقل مش حلو في كل الأوقات يا همس .
همس واقفة مش عارفة تقولها ايه بعدها رفعت راسها بصتلها وقررت ترد عليها : والله لو حضرتك مكنتيش قولتيله بالتفصيل كل اللي قولناه كنا اتصالحنا – بصتلها بغيظ – ليه قولتيله اني اطرده بره الاوضه ؟ هل متخيلة انه هيجي بعدها ياخدني في حضنه مثلا ؟ ولا هيقولي ابوس ايدك خليني جنبك ؟
سلوى تراجعت لانها ما تخيلتش همس تهاجمها : مش انتِ اللي مكنتيش عايزة ترجعي وشرطتي عليا اعرفه انك مش راجعة علشانه راجعة علشاني ؟ دلوقتي انتِ بتلوميني ؟
همس اخدت نفس طويل : انا معرفش بس – سكتت شوية بعدها كملت – يمكن اكون غلطانة او يمكن كنت محتاجة سبب ارجع علشانه ؟ أو يمكن كنت محتاجة دفعة بس تخيلت حضرتك مش هتقوليله بالحرف كل اللي قولناه
سلوى هتتكلم بس قاطعهم الباب و دخول نصر : همس هانم ، سيف بيه في انتظارك بره بيقول اتأخرتي
همس بصت لحماتها : بعد اذنك
خرجت وسابتها وركبت جنب جوزها اللي اتحرك بسرعة وبغيظ من امه اللي مصرة تتدخل برضه بينهم .
شوية وبص لهمس : كانت عايزة ايه ؟
همس بصتله بعدها بصت قدامها : عادي بتطمن مش اكتر
استغرب من اجابتها : تطمن ؟ تطمن على ايه ؟
⁃ علينا اتصالحنا ولا
سيف بصلها بحيرة لانه هو نفسه مش عارف هم اتصالحوا ولا لسه زعلانين : وقولتيلها ايه ؟
همس احتارت بجد لان اجابتها هتحدد وضعهم فعلًا لو قالت اتصالحنا هيتعامل معاها على الأساس ده ولو قالت لأ مش عارفة رد فعله هيتعامل معاها ازاي ؟ قررت اخيرا تقلب الدفة ناحيته : معرفتش اقولها ايه ، انت قولي كان المفروض اقولها ايه ؟ اتصالحنا ولا ؟
سيف فهم دماغها بس بما انه هو زيها مش عارف اجابة فجاوب بشكل غامض : تقوليلها الحمدلله وما تشغلش بالها بينا وتمنعي أي حد يحاول يتدخل بينا ، لا امي ولا امك ولا ابويا ولا ابوكِ ، نقفل قصة التدخلات من اللي حوالينا لاني بكرهها مووت ومبحبش حد يتدخل في حياتي الخاصة .
همس كشرت واتمنت انها تبقى زيه وتعرف تتحايل على أي سؤال بالشكل اللي يناسبها .
لاحظت انه بيركن عربيته واتفاجئت انها وصلت الكلية بالسرعة دي ، اخدت شنطتها وهتنزل بس تراجعت وبصتله : طيب احنا اتصالحنا ولا لسه ؟
اخيرًا السؤال بشكل مباشر وصريح بس الاجابة مش هينفع تكون صريحة فبهدوء وهو بيقفل عربيته : احنا براحتك يا همس زي ما تحبي ، متصالحين ولا زعلانين ؟ اللي يريحك تعاملي على اساسه ، سبق وقولتلك مش هضغط عليكي وأنا عند كلامي ، تعاملي معايا بالشكل اللي يريحك نفسيًا .
اجابته ضايقتها لانها مش عارفة تتعامل معاه ازاي وهو زود حيرتها ، نزلت وهي مكشرة بس اتفاجئت بيه نازل معاها فبصتله : انت رايح فين ؟
جاوبها وهو بيقف قصادها : هوصلك ، على طول بوصلك لحد المدرج ايه اللي اتغير النهاردة ؟
السؤال كان استنكاري مش اكتر فمشيوا جنب بعض ، همس شافت مايا وشلتها وهنا مسكت ايد سيف اللي استغرب لوهلة تصرفها بس شافها بتبص لمايا اللي بصت لايديهم بغيظ نوعا ما .
وصلها لحد باب المدرج وقبل ما تدخل وقفها : محتاجة اي حاجة ؟ فلوس ؟ اي حاجة ؟
ابتسمت وشكرته وقبل ما يمشي : هتيجي تاخدني ؟
ابتسم بأسف : دي معرفهاش حسب ظروفي ، هكلمك قبلها أو هبعت نصر ، يلا عايزة حاجة ؟
شكرته وهو بعد عنها بتردد ويدوب بيلف كان هيخبط في مايا اللي ابتسمتله : دكتور ازي حضرتك؟ واخبار طنط ايه ؟
استغرب سؤالها : طنط ؟ طنط مين ؟
ابتسمت اوي وبصت لهمس تغيظها وهي بتقرب منه : طنط سلوى ، اتغدينا مع بعض ، كانت لطيفة اوي ، ما تتخيلش انا مبسوطة قد ايه بمعرفتها ؟
تراجع خطوة بعيد عنها بعدها علق بهدوء : زي ما قولتلك قبل كده علاقتك بوالدتي شيء يخصها ويخصك بس ما يعنيش ليا أي شيء ، أمي شخصية اجتماعية وبتحب تتعرف على ناس كتير ولها صحبات كتير بس ده مالوش علاقة بيا .
سابها ومشي وهمس دخلت مبتسمة قعدت مكانها ويدوب بتسلم على صحابها مايا وقفت قدامها سندت على البينش : حماتك شخصية ظريفة اوي يا همس ، ولحسن الحظ ست ارستقراطية جدا ولها مواصفات ومتطلبات معينة وانا بحب النوعيات دي اوي لاني بعرف كويس اتعامل معاهم واكسبهم كمان في صفي .
همس ابتسمت اوي وقالت زي جوزها : حماتي شخصية لطيفة مش بتحب تكسف حد وزي ما سيف قالك هي شخصية اجتماعية فاعملي ما بدالك في النادي .
بصت لهالة وصحباتها وتجاهلت مايا اللي مشيت من قدامهم وهي بتتوعد لها .