
همس نزلت المطبخ كانت عواطف موجودة بتجهز علشان تمشي ، تجاهلتها ودخلت بتفتح كل العلب والضرف والثلاجة فسألتها : حضرتك قوليلي محتاجة ايه وأنا هقولك موجود فين ؟
همس بصتلها : لما احتاج مساعدتك هطلبها شكرا
عواطف لاحظت حيرة همس فقربت منها : يا بنتي قولي عايزة ايه ؟ وبلاش اسلوب العيـ
همس بصتلها فعواطف سكتت لانها تمادت هي مهما كان تعتبر شغالة عندها ، همس كملت بتهكم : كملي سكتي ليه ؟ وبعدين محدش قالك اني عيلة ولا ايه ؟
عواطف بهدوء : شوفي يا بنتي أنا سيف مش حد شغالة في بيته أنا ربيته من وهو عيل صغير ويمكن اكون فهماه وعرفاه أكتر من والدته ، سيف ابني مش بس ولي نعمتي وهو زعلان ، سواء انتي مزعلاه هو مزعلك ده ما يفرقش معايا اللي يفرق معايا انه تعبان وزعلان وانتي اكتر حد بيحبه في الكون ده ، بس انتي مش موجودة معاه في تعبه ده وده انا مش هعتذر عليه ، انا متضايقة منك ولو بإيدي أو لو أنا حماتك مكنتش هتعامل معاكي بالرقي اللي سلوى هانم عملته ، ايوه مش حقي وايوه انا مش أمه وايوه مش حماتك بس في اللحظة اللي دخلت فيها الأوضة وشوفته وهو تعبان وانتِ قاعدة ولا في بالك كان نفسي يكون ليا كل الحقوق اللي انفجر فيكي واقولك ابني ما تزعليهوش
همس عذرتها وحست بحبها الصادق لسيف اكتر من مرة مش دي أول مرة : مع انه مش حقك بس هنعتبره حقك وهقولك ابنك انا ما زعلتوش ، أنا بعشق سيف أكتر من … أكتر من الحياة نفسها لان هو حياتي فلما يكون في زعل بينا ثقي تمامًا ان الزعل ده هو اللي اتسبب فيه مش أنا
عواطف اخدت نفس طويل : طيب دلوقتي خلينا نركن الزعل على جنب وقوليلي محتاجة ايه ؟
همس اخدت نفس طويل قبل ما تقولها : محتاجة زنجبيل طازة لو في او ناشف ومحتاجة نعناع اخضر ولو في زيت نعناع ياريت
عواطف بصتلها باستغراب لانها توقعت انها جعانة مثلا فهمس وضحتلها : الزنجبيل بيقلل الغثيان هو والنعناع
هنا عواطف فهمت انها بتعمل حاجة لسيف فاتحركت بسرعة وهي من جواها مبسوطة وحضرت لهمس كل اللي طلبته : هتعملي ايه ولا ايه في دماغك ؟
همس بصتلها : هغلي مية واحط فيها الزنجبيل والنعناع وهديها لسيف يشربهم يهدوا معدته
عواطف هتحطهم في المية فهمس منعتها : لا ما تغليهمش ، يتحطوا فيه مية مغلية مش هم اللي يتغلوا .
همس جهزت كوباية الزنجبيل بالنعناع لسيف وبعدها سألتها بفضول : زيت النعناع ليه ؟
همس بصتلها : قريت انه بيهدي احساس الترجيع فهدهن منه في رقبته شوية بسيطة
اخدت الصينية وطلعت لأوضتها قابلها عز اللي كان نازل فوقف قصادها : ازيك يا بنتي نورتي البيت
ابتسمتله : متشكرة يا عمي
قبل ما تتحرك عز مسك دراعها : همس يا بنتي سيف لما بيتنرفز بيكون صعب وممكن يقول حاجات ما يقصدهاش بس بيتراجع عنها بسرعة فلو سمحتي ما تحاسبيهوش على انفعاله ، حاسبيه بعدها ، هو عيب فيه مش هنكر بس اعتقد في مميزات كتير تغطي على عيبه ده .
همس ابتسمت لعز : عمي اطمن أنا مش محتاجة حد يوصيني على سيف أو يفهمني شخصيته ، اطمن حضرتك
ابتسملها : أنا مطمن طول ما انتو مع بعض – بص حواليه – واوعدك ان الوضع ده هيتصلح قريب ، ده وعد من عمك
مفهمتش قصده بس اتحركت تدخل اوضتها عند سيف اللي عمل ألف سيناريو في دماغه واتفاجيء بها لما دخلت وحطت الصينية اللي معاها جنبه على الكومود ، بص للكوباية اللي مغطياها وبصلها: لو ده جيباه ليا أشربه فـسوري مش هقدر.
تجاهلته وفتحت علبة الزيت الصغيرة حطت كام نقطة على ايدها وهو استغرب وقبل ما تلمسه مسك ايدها : بتعملي ايه ؟
همس باصة لايده اللي ماسكة ايدها : هكون بعمل ايه ؟ ما تسيب ايدي
قبل ما يسيب ايدها : هسيبها بس هتعملي ايه بالزيت ده ؟
بصت لعينيه : هدهن بيه رقبتك ريحته هتقلل من احساس الغثيان اللي عندك والترجيع كمان
كان متردد يسيبها بس هي اكدت : هتخسر ايه ؟ لو ريحته ضايقتك ابقى اغسله مش هحط غير في رقبتك بس
سابها بتردد وهي بالفعل دهنت رقبته من ورى بالذات وتدليكها لرقبته خلاه بصلها كتير مش عارف يفكر أو يرتب أفكاره اللي بتحتج عليها دلوقتي .
بصتله وهمست : ريحته مضيقاك ؟
استغرب انه مركزش أصلًا في ريحته بس اخد نفس طويل : ده نعناع ؟
ابتسمت : اه نعناع
بعدت إيدها وهنا هو افتقد لمساتها لدرجة كان هيعترض بس تماسك وفضل ساكت وراقبها وهي بتكشف الكوباية فريحتها طلعت : وده ايه كمان ؟
وضحت : زنجبيل بالنعناع هيهدي معدتك تمامًا – قبل ما يعترض – اشرب على قد ما تقدر ومعدتك تسمح بس صدقني هيريحك .
اخده منها شرب منه بعدها بصلها : بيلسع على فكرة
ابتسمت : طول عمر الزنجبيل بيلسع
شرب شوية وبالفعل حس انه احساس الغثيان قل كتير ، حط الكوباية و وضح رد على نظراتها : أكتر من كده هيجيب نتيجة عكسية .
هدت النور على الأخر وغطته : طيب حاول تغمض عنيك يمكن تنام شوية .
كان عايز يقولها تفضل قدامه أو تقرب لحضنه بس مانطقش فهي انتظرته يتكلم بس لما فضل ساكت قامت من جنبه وهمست : لو نور المكتب مضايقك هطلع
قاطعها بسرعة : مش مضايقني خليكي
كانت هتبعد بس مسك ايدها وهمسلها : خليكي جنبي شوية
نظراتهم اللي اتعلقوا ببعض قالوا كتير أوي وبدون ماينطقوا حرف قعدت تاني جنبه ومع انها كان ممكن تروح ناحيتها الأوسع من السرير بس فضّلت تقعد على الطرف وهو ماوسعش لها علشان تفضل قريبة من حضنه ، قعدت دقيقتين بعدها فردت جسمها جنبه واخدت راسه في حضنها علشان يعرف ينام ويغمض عنيه وفضلت تلعب في شعره بهدوء وهمست : حاول تنام .
لف دراعه حواليها واسترخى في حضنها لحد ما نام فعلًا وما صحيش غير الصبح اتفاجيء ان الدنيا نورت وهي لسه في حضنه نايمة ، ابتسم واخد نفس طويل من ريحتها اللي اشتاقلها واكتشف انه كان مفتقد للنوم أصلًا وهي مش معاه .
فضل مكانه مش عايز يتحرك علشان ما تصحاش وتبعد عنه ، حاول يفتكر كليتها ومحاضراتها أو شغله أو اي حاجة بس عقله متوقف تمامًا هي في حضنه والدنيا كلها مش مهمة بعدها .
بيلعب في شعرها وخصلاتها ومستمتع بوجودها في حضنه بس حس انها بتتحرك أو هتصحى فتلقائيًا غمض عنيه عمل نفسه لسه نايم لانه مش عارف ايه هيتم بينهم دلوقتي ؟
همس فتحت عنيها مستغربة هي فين دلوقتي بعدها لقت نفسها في حضنه فابتسمت ، قد ايه هو واحشها والمتخلف ده يقولها بتكرهيني ، اي كره بيتكلم عنه دي بتتنفس أنفاسه هو ، قربت من وشه أوي تاخد أنفاسه تتتفسها .
حطت ايدها على وشه بتحركها بهدوء علشان ما يصحاش وقربت اكتر واكتر باست وشه برقة يدوب بتلمسه وهمست : يا متخلف أنا مش بعيش أصلًا غير وأنا في حضنك مش تقولي بكرهك ، ده كان مجرد غيظ مش أكتر ولا أقل ، لكن أنا بعشقك يا سيف يا صياد
لفت ايديها حواليه ودفنت وشها في رقبته أكتر واكتر ودفنت نفسها في حضنه يمكن تشبع منه قبل ما يصحى وكل واحد يشوف وراه ايه .
فكرت تشوف الساعة كام علشان محاضرتها بس تراجعت مش هتبعد عن حضنه لحد ما هو يصحى ويقوم .
سيف كمان قرر ما يتحركش من مكانه خليه النهاردة في حضنها وبس .
الاثنين فضلوا جامدين في حضن بعض لحد ما قطع سحر اللحظه والصمت بينهم خبط على الباب بددت الصمت فمعدش ينفع يفضلوا كده ، همس اتحركت : سيف ، سيف
عمل نفسه لسه صاحي ومستغرب فهي وضحت : الباب
بص ناحيته ورد فسمع عواطف : جبتلكم الفطار يا ابني يدوب تلحقوا تفطروا قبل ما الهانم تروح الجامعة ولا مش هتنزلوا ؟
سيف بص لساعته في ايده وبعدها بص لهمس : عندك محاضرات مهمة ؟
همس شاورت بدماغها بأسف : عندي ايوه
مقامش ولا سابها تقوم وعنيهم متعلقين ببعض بس عواطف خبطت تاني : هتنزلوا تفطروا تحت ؟
سيف رد : دخلي الفطار يا عواطف
همس غطت وشها قبل ما عواطف تدخل ودي عادتها لو حد دخل وهي نايمة بتستخبى لحد ما اللي دخل يطلع ، سيف ابتسم من حركتها ، عواطف دخلت حطت الفطار على التربيزة وصبحت على سيف : صباح الخير يا ابني ، احسن النهاردة ؟
ابتسملها : احسن الحمد لله ، تسلم ايديكي على الفطار
خرجت وهي مبسوطة انهم اتصالحوا وبعد ما قفلت الباب سيف بيرفع الغطا من على وشها : خرجت خلاص – اتعدلت وبصتله فهو همسلها بحب – صباح الخير
ردت بهمس زيه : صباح النور ، معدتك احسن دلوقتي ؟
ابتسم وشكرها : اه الحمدلله ، المشروب اللي عملتيه ريحني بدليل اني نمت بعدها .
ابتسمت : طيب الحمدلله انك بخير ، ألف سلامة عليك .
قامت من جنبه تستعد لكليتها ، قام زيها يستعد يوصلها وينزل شغله ، الاثنين بيراقبوا بعض وكل واحد بيتمنى الثاني ، وصمت ولخبطة بينهم ، سيف مش عارف هل المفروض مثلًا يتعامل معاها عادي ولا المفروض يعتذر ولا ايه ؟
هي كمان مش عارفة تكلمه عادي ؟ تفضل على موقفها؟ مبقتش فاهمة ايه الصح وايه الغلط ؟
سيف خلص قبلها وبيجهز شنطته، موبيله كان على مكتب همس اخده وهنا لمح دفتر خواطرها مفتوح وبفضول بصله وقرأ المكتوب