روايات

الفصل السابع والثلاثون

بدر بيستعد لنزوله بس قبل ما ينزل قعد قدام هند : وبعدين يا هند ؟ هنعمل ايه ؟
بصتله بحيرة لوهلة : نعمل ايه في ايه يا بدر ؟
وضحلها : في قعدتنا هنا؟ في مدرسة أنس مش هينفع يغيب أكتر من كده ، لازم ناخد قرار هنكمل هنا ؟ اقبل وظيفة سيف ؟ ولا نرجع لاشغالنا ولحياتنا ؟
هند زيه محتارة بالظبط ، اتعدلت وبصتله بجدية : طيب خلينا نتكلم في مميزات وعيوب كل قرار فيهم يا بدر .
بدر بهدوء : طيب هناك شقتنا اللي اخترناها وفرشناها واتجوزنا فيها وشغلنا و والدك و والدتك .
ابتسمت : وهنا ؟ ايه مميزات هنا وعيوبه ؟
اخد نفس طويل بتفكير : هنا حياة جديدة علينا وناس جديدة لسه هنتعرف عليها ، الشغل في شركة زي شركة الصياد حلم ناس كتير مش هنقدر ننكر ده ، الراتب بتاعها خيالي يا هند ، شركة بالحجم ده ومركز زي ده نقدر نقول انه حلم ناس كتير تتمنى توصله وبعدين انا سألت فلقيت فعلا كلام سيف صح ، الشركة بتتكفل بالسكن والمدراس للاطفال واشتراك النادي كمان للموظفين المهمين عندها ، كنت متخيل سيف بيقولي كده علشان اقبل او علشان علاقتنا الشخصية بس لقيته حقيقي ، فناخد الخطوة دي ؟ ولا نرجع لحياتنا ؟
هند بتفكير : يعني ماديا هنا أفضل صح ؟
وافقها بدماغه وهي كملت : وهنا نادر وهمس وممكن مع الوقت بابا وماما نقنعهم يستقروا هنا معانا .
بدر اكد : ايوه بالظبط .
هند باهتمام : طيب و أنس ؟
جاوبها: انس حابب هنا ، النادي والصحاب والفريق اللي عمله وكمان عرف مدرستهم وحابب يروح معاهم ، والله ما عارف يا هند ايه الصح وايه الغلط ؟ انا ميال لهنا وانس كمان حابب هنا انتي بينا كفة الميزان ، رأيك هيرجح الدنيا معانا ، نستقر هنا ولا نسافر ؟
هند حاسة بان الاثنين فعلًا ميالين لهنا وهي حابة كمان زيارات اخواتها لها لانها هناك محرومة منهم الا كل فين وفين ، اخيرًا رفعت راسها بصت لجوزها : طيب انت قولت سيف قالك تشوف المكان اللي هنقعد فيه ؟ تعال نروحه وهو الفيصل ، احساسنا هيقولنا نعمل ايه ، لو ارتحنا فيه نقعد لو اتقفلنا نسافر
ابتسم باستغراب : هنقرر بناءا على ده يا هند ؟
ضحكت : طبعًا ، ما احنا اخترنا شقتنا بناءًا على راحتنا ، هنعمل كده برضه .
اتنهد و وقف باستسلام : طيب اخر النهار نروح انا وانتي نشوفها وبناءًا عليه نقرر ، يلا انا همشي عايزة حاجة مني ؟
اطمن عليها وسابها وخرج قابله انس صاحي بدري فسأله باهتمام: انت صاحي بدري ليه كده ؟
انس بنشاط : عايز اشوفك قبل ما تنزل واسألك قررت ايه ؟ هنفضل هنا ولا هنرجع ؟ اصحابي في النادي بيروحوا كلهم مدرسة واحدة هنا فقولت اعرفك لو هنكمل هنا تقدملي فيها ولا هنرجع ؟
بدر داعب شعره بحيرة وقرب منه : حبيبي ربنا يسهل من هنا لآخر النهار هنشوف ايه الدنيا ، هنروح نشوف البيت اللي سيف قال عليه وناخد كلنا قرار مع بعض ، يلا انا نازل الشركة عايز حاجة ؟
انس شكره بس قبل ما يخرج وقفه : بابا هنا افضل كتير اوي عن هناك ، خلينا هنا ياريت ، هنا افضل
ابتسم : ربنا يسهل يا انس ، ربنا يسهل .

مؤمن في الشركة اتفاجيء بحد بيدخل عنده وبيقدمله ورق فتحه اتفاجيء بمحتواه وبص للساعي : ده ايه ده بالظبط ؟
الساعي : اعتقد استدعاء للمحكمة
مؤمن بذهول : ايوه بعرف اقرأ بس ايه ده برضه
الساعي بهدوء : انا مجرد بوصل الورق بعد اذنك امضيلي على الاستلام.
مؤمن مضى والساعي مشي وهو قام بغضب لمكتب كريم لسه علياء هتوقفه بس هو دخل بغضب عند كريم اللي كان معاه كذا حد فوقف باعتذار : سوري يا جماعة كنت فاكر باشمهندس كريم لوحده .
كريم حس ان في حاجة حصلت فابتسم بعملية للضيوف اللي معاه : لا عادي يا باشمهندس اتفضل احنا كنا بنحدد ميعاد الاجتماع النهائي علشان الوفد يشوف النموذج ونشوف هنمضي العقود ولا هنعمل ايه؟
واحد من الضيوف وقف وتباعًا الباقي وقفوا زيه : اهلًا بحضرتك باشمهندس مؤمن احنا خلاص خلصنا كلامنا واجتماعنا خلال يومين باذن الله، نتقابل على خير ، بعد اذنكم يا جماعة .
انتهى الاجتماع وكريم بعد ما وصل ضيوفه الأسانسير رجع مكتبه وقفل الباب بص لمؤمن : في ايه ؟ ايه اللي حصل ؟
مؤمن بغيظ : جالي استدعاء للمحكمة
كريم بذهول ردد : محكمة ؟ لايه ؟
مؤمن جاوبه بزعيق : الهانم رفعت قضية حضانة عايزة تاخد إيان .
كريم قعد على طرف مكتبه : طيب اهدى ، هي قالت انها هتطلب حضانة ابنها ده مش جديد وبعدين المواضيع دي بتاخد وقت مش بيتحكم فيها .
مؤمن زعق : هي اه قالت بس ما تخيلتش انها هتعملها بجد وبعدين ده إيان أبعد من نجوم السما عنها ، قال أنا بقولها تيجي تشوفه براحتها ده أنا هخليها …
قاطعه كريم : اهدى وخلينا نتكلم بالعقل ، ابنها من حقها تشوفه بعيد عن القضية دي فلو هي تصرفت بغباء انت مش هتتصرف زيها ، هي بتتخبط ومش عارفة بتعمل ايه اساسًا فكل المطلوب منك تفكر في ابنك وبس مش فيها .
مؤمن زعق : وهي مش بتفكر في ابنها ؟
⁃ للأسف لأ ، اعتقد يا مؤمن ان كل اللي بتفكر فيه هو ازاي تعاندك انت وبس ، لو فكرت للحظة في ابنها وفكرت فعلًا بعقلها مكنتش هدت بيتها من اساسه ، حاول تلاقيلها عذر معلش ، خلينا نشوف محامي مختص بقواضي الحضانة ونشوف هنعمل ايه ، لحظة اكلم علياء تشوفلنا حد .
كلم علياء وطلب منها تشوف مين أفضل محامي في المجال ده وتحدد ميعاد معاه .

نادر اتصل بأخته همس يطمن عليها بعد ما رجعت بيتها وفرحان بصلحهم : الحمدلله بجد انك رجعتي يا همس ، اتصالحتوا خلاص ؟
همس بتردد : لا مش اوي ، ما اتصالحناش بس مش زعلانين ، مش عارفة هو كان تعبان اوي امبارح وفضلت جنبه وصحينا الصبح نزلنا مش عارفة بقى وضعنا ايه ؟ وهو قالي براحتك اللي عايزة تعمليه اعمليه .
نادر بتأكيد : همس المفروض تبقي جنب جوزك وخصوصًا مع تعبه ، بعدين العلاج اللي بياخده بيتعبه جامد للأسف
همس اقترحت : طيب يا نادر ما تقول لدكتور محي صاحبك يشوف علاج تاني ما يتعبوش بالشكل ده ، مش كل علاج وله بديل ، خلينا نشوف بديل
نادر بتلقائية : ماهو ده البديل يا همس ، الاختيار التاني مش لطيف ويارب ده يجيب نتيجة معاه و ما نحتاجش البديل الثاني .
همس باستغراب : ده بديل لايه يا نادر ؟
نادر استغرب انها مش عارفة معقول سيف مقلهاش على العملية اللي ممكن يعملها ؟ طيب هل يقولها ولا يفضل ساكت ويخترع اي علاج تاني بديل ؟ قاطع أفكاره همس اللي اتوترت : بديل لايه يا نادر ، وحياة أبوك ما تخبي عني وتفكر تألف اي حاجة ؟
اتنهد باستسلام لان من حقها تعرف على الأقل تفضل معاه وجنبه ويتصالحوا طالما هي محتاجة لسبب ، شرحلها حالة سيف بالظبط وهي سمعته باهتمام وبدموع نازلة بصمت تام ، قفلت معاه وفضلت واقفة مكانها مش عارفة تعمل ايه ؟
اتفاجئت بموييلها بيرن فطلعته بآلية كان سيف ردت بسرعة وبلهفة : ايوه يا سيف ؟
سمعت صوته : همس معلش مش هقدر آجي هتلاقي نصر المفروض قدامك ، طمنيني وصلك ولا ايه ؟
همس بصت حواليها شافته داخل عليها : انت مجيتش ليه ؟ مش المفروض ترتاح شوية ؟
استغرب لهجتها والحزن اللي حاسه : انا كويس بس ورايا شوية حاجات لازم تخلص ، اشوفك بعدين باي .
قفل وهي حطت الموبيل في شنطتها و ركبت مع نصر اللي وقف قصادها تمامًا ، دخلت مكانها واتحرك بيها .

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل