روايات

الفصل الخامس والثلاثون

نفضت رجلها بعيد من لمسته فقطع كلامه واتنرفز : هو في ايه يا همس ؟
لفت ناحيته وردت بقوة : في اني حاليًا مش طايقاك يا سيف ، مش طايقة لمسة منك حتى الكلام اللي بتقوله مش قابلاه ومش عارفة أسمعه ، انت اتهمتني في شرفي ، شككت في أخلاقي ، خليتني ندمت ، أقسم بالله ندمت النهارده اني حبيتك ودي لأول مرة تحصل ، يعني وسط كل اللي مرينا به وخطوبتك لواحدة غيري لكن قلبي من جوا عمره ما ندم انه حبك لكن النهارده ندمت، ندمت اني طلعت مكتبك في يوم ، ندمت اني نسيت نفسي في حبك وسمحت للحب يسيطر عليا ، ندمت على كل السنة اللي فاتت بكل تفاصيلها .
وقف وحاول يتكلم بهدوء بس صوته خانه وخرج بعصبية طفيفة : ليه كل ده ها ؟ علشان سألت روحتي مكتبه ولا لا؟
وقفت قصاده وردت بعنف: لا طبعا ليه متخلفة ولا هبلة هزعل من سؤال ؟ زعلت من اتهامك اني بلف على الدكاترة مع اني أكدتلك ألف مرة اني عمري ما روحت مكتب دكتور تاني غيرك ودكتور ممدوح، اتهمتني اني ممكن أعجب به وأحبه وأقول بيهتم بيا زي ما عملت معاك ، اتهمتني اني ممكن أطلع مكتبه ويلمسني ويلمس جسمي علشان هو واطي ، انت اتهمتني كذا اتهام النهارده وانت بنفسك اللي قلت ان دي كانت البداية مش أنا اللي افترضت زي ما بتقول دلوقتي ، انت قلت دكتور راجع من برا وذكي وشاطر وبيتكلم حلو ممكن أعيده من تاني ، أصل أنا واطية وبتاعة رجالة دايرة ألف على كل راجل يظهر قدامي صح ؟ دايما بتتهمني اني مش بفهم باطن الكلام بس كل كلامك ده كان معناه ومش انت اللي بتقول كلام مش عارف معناه ، انت في وسط الأزمات وفي وسط الناس والصحافة بتوزن كلامك مهما تكون متعصب فانت اتكلمت وانت عارف انت بتقول ايه وقصدك ايه .
سمعها بذهول من كلامها اللي ما قصدش منه ولا كلمة ولا حتى قال كدا
همس سكتت وأخدت نفسها وكملت باتهام : وبعدين بتقول اللي يسمعك يقول اني مديت ايدي عليكي ، سيادتك اه مديت ايدك عليا
بصلها باستنكار ورفض فقلعت البلوزة اللي لابساها و ورتله دراعها الأزرق مكان ضغطة ايده وكملت بنبرة معاتبة: أنا اتوجعت وانت ولا شوفتني ولا حسيت بيا .
مد ايده يلمس دراعها بس لبست البلوزة بتاعتها وبعدت عنه بحزن: فانت وجعتني بكل الطرق الممكنة النهارده.
رجع خطوة لورا ولأول مرة ما يكونش لاقي كلام يقوله ولا حاجة يعملها .
سكت شوية مش عارف يقول ايه بعدها وضح بصدق : معرفش هتصدقيني ولا لا بس أنا مش فاكر ولا كلمة من اللي قلته الصبح ولا عارف عملت ايه ولا فاكر اني مسكت ايدك ضغطت عليها للدرجة دي بس اللي عارفه واللي واثق منه اني عمري ما شكيت فيكي ولا عمر أخلاقك كانت موضع نقاش بالنسبالي ، أنا لو هشك في واحدة يا همس مش هشيلها اسمي واسم العيلة ، أنا قلتلك البداية بالنسبة لحاتم مش منك ، على انه هيحاول يتمادى ، إنما ماقلتش انت هتعملي كدا أبدا ولا عمري هقولها، أنا عارف كويس انتِ مين وأصلك ايه، وماطلعتكيش بتلفي على المكاتب علشان حاجة ، الكلام ده ماطلعش مني ولا هيطلع أبدا، و دلوقتي قوليلي حابة تعملي ايه ؟ أنا تعبان ومرهق ويومي كان طويل وأقسم بالله واقف على رجلي بالعافية لو اعتذاري هيفرق معاكي فحقك على راسي من فوق لكن والله ما أقصد أي كلمة من كل اللي قلتيه ولو عايزاني أعتذرلك قدام اخواتك برا وأبوس راسك برضه مستعد لده بس يلا نرجع بيتنا وخليكي معايا .
فضل واقف قدامها وهي واقفة بجمود ففهم انها مش عايزة تروح معاه ، قرب منها مسك دراعاتها الاتنين وحرك ايديه عليهم بحنان وقال باعتذار : حقك عليا سامحيني لو زعلتك ، خليكي براحتك لحد ما أعصابك ترتاح رغم اني مش هعرف أنام وانتِ بعيدة عني.
باس خدها وسابها وخرج وهي قلبها وجعها وتقريبًا سابها وخرج وراه غمضت عينيها مع قفله للباب فسمحت لدموعها تنزل لانها حابساهم من بدري .

سيف أول ما خرج الكل وقف وبدر قاله: ايه الأخبار ؟
سيف حاول يبتسم : هي حابة تفضل مع هند النهارده فخليها براحتها ، يلا أنا هسيبكم ترتاحوا .
بدر وقفه : طيب خليك قاعد معانا شوية أو خليك هنا الليلة دي وفرصة ممكن تتصالحوا
شكره وبص لنادر : أنا آسف يا نادر لو اتعصبت عليك بس معلش تعبان شوية وده مخليني هجومي فحقك عليا .
نادر قرب منه واعتذر بصدق: سيف أنا اللي آسف لاني بجد اتصرفت بغباء ، معلش سامحني بس زي ما قلتلك أنا غصب عني في صف أختي الصغيرة .
ابتسم بتفهم : مفيش حاجة بجد وأختك ، مش عارف أقولك ايه بس إن شاء الله هتروق ونعرف نتكلم مع بعض فخليها الليلة دي هنا وبكرا ربنا يسهلها .

مشي على البيت وأول ما دخل لوحده سلوى سألته باهتمام : امال همس فين ؟ ماجتش معاك ليه ؟
بصلها وطلع ضيقه عليها : هو مش سيادتك خرجتيها من هنا ؟ يعني أنا مش فاهم حضرتك بتتدخلي ليه ؟ مبسوطين وبنهزر بتتدخلي وتقولي غلط وصح ، زعلانين برضه بتتدخلي .
زعقت فيه : أنا كان قصدي هي تغير جو مش أكتر
زعق بضيق: أنا مش فاهم بصراحة متخانق أنا وهي فبأي منطق ان الصح تخليها تطلع من بيتها وتقعد مع اخواتها ؟ يعني لو هي هنا هيبقى سهل نتكلم وسهل نتصالح لكن لما تبعديها كده المفروض أصالحها ازاي ؟ تعرفي ان أخوها وقف في وشي وقالي مش هتروح معاك ؟ والله يا أمي أنا مابقيتش فاهمك .
سلوى بتبرير : أنا كان قصدي بس تهدي أعصابها مش أكتر .
سيف بتعب وإرهاق : وأنا تعبت من تدخل حضرتك في كل تفاصيلنا ولعلمك بس أول ما بدر يفضي شقتي هنقل فيها ، أنا ما نسيتش اللي حصل آخر مرة لكن ما أخدتش رد فعل علشان أهل همس كانوا هنا ، فالموضوع وقت مش أكتر بدر يا هيوافق يفضل معانا ويروح سكنه الخاص يا إما هيرجع بيته وفي كلتا الحالتين هروح شقتي أستقر فيها .
عز كان نازل من أول ما سمع صوتهم العالي بس فضل واقف على السلم مكانه ما اتدخلش بينهم .
سيف طالع فوق و وقف جنب أبوه سأله : حضرتك عايز حاجة مني ؟
عز ربت على كتفه بمواساة: اطلع ارتاح وما تخافش همس هترجع لحضنك خليها تزعل وانت صالحها بس اديها وقتها .
طلع أوضته رمى نفسه على السرير بإرهاق ، عز نزل لمراته وقف قصادها واستجوبها : ايه هو اللي ابنك مش ناسيه ؟ عملتي ايه ؟ يوم ما نزف الصبح كان على آخره ومتضايق وتقريبا ماكانش بيكلمك فعملتي ايه ؟
سلوى بعدت عنه وقعدت على الانتريه : بقولك ايه يا عز أنا مش حمل مناهدة و
قاطعها بصرامة: عملتي ايه جننه ؟ ردي عليا ؟ وليه مشيتي همس النهارده؟ يعني من امتى البعد بين اتنين متخانقين بيصلح بينهم ؟ ها؟
ساوى بدفاع: أنا بس قلتلها تغير جو معرفش انهم زعلانين بالشكل ده تخيلته بس اتنرفز عليها .
عز بغيظ : طيب وعملتي ايه قبل كده فاكرهولك و واخد قرار بسببه يسيب البيت ؟
سكتت فزعق : ردي يا سلوى عملتي ايه ؟
كشرت وفكرت تسيبه وتقوم بس هل بتنصح همس وهي بتعارض نصيحتها ؟
جاوبته بحذر: يومها لو تفتكر قلتلي اطلعي نادي عليه و أشوفه هيفطر ولا لا ؟
عز بتحفز : وبعدين ؟ ايه المشكلة ؟
سلوى بنرفزة : المشكلة اني قبلها خبطت عليه محدش رد افترضت انه نايم ، شويه وخبطت عليه تاني برده محدش رد ، قلقت عليه يكون في حاجة حصلت لان أكتر من ساعة بخبط ومحدش بيرد و افترضت ان همس في الجامعة لانها قالت وراها محاضرات مهمة .
عز بفضول : أيوة وبعدين؟ ايه اللي حصل؟ كل اللي قلتيه مافيهوش حاجة تزعل .
سلوى بتوتر : ماهو بعدها فتحت الباب ودخلت أطمن على سيف بس تقريبا كانوا في الحمام ولسه خارجين ومع بعض .
سكتت فافترض الباقي وكمل : وطبعا ابنك اتجنن وبتلميحاتك السخيفة كل شوية وتدخلك في كل كبيرة وصغيرة وصلتيه لمرحلة انه مابقاش طايق البيت وعايز يسيبه بأي شكل ، تمام يا سلوى ، تمام .
سابها وطالع فجريت وراه بقلق: تمام ايه ؟ أنا ماكانش قصدي أنا بس
قاطعها بزعيق : انتِ بس بتحب تسيطري على كل اللي حواليكي وتحبي كل حاجة تمشي على هواكي وبمزاجك غير كده تنكدي على الكل .
سلوى وقفت في وشه : أنا مش كده وكفاية اتهامات أنا بس قلتلها تفك عن نفسها
عز بغيظ : واهي سابتله البيت ومارضيتش ترجع معاه يارب تكوني مبسوطة بقى .
سابها وطلع أوضته وأنهى الجدال العقيم ده وجواه قرار اتأخر فيه كتير .

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل