
سيف خرج وركب عربيته واتصل ببدر : عرضك لسه قائم ولا ايه ؟
بدر ابتسم ورد بهزار : يعني أنا لو قلتلك البيت بيتك فحرفيًا البيت بيتك .
ضحكوا بعدها بدر قال : مستنيك يلا أصلًا ماكنتش حابب آكل لوحدي والرابطة اللي برا بيتكاتروا عليا تعال نعمل جبهة ضدهم يلا .
قفل وخرج لهند ناداها : بقولك سيف جاي يتغدى معايا ، عندك أكل كفاية ولا أطلب ؟
ابتسمت : لا في الحمد لله أكيد مش هاكل ومش هعمل حسابكم ، أصلا كنت مستنياكم انتم الاتنين – قبل ما يتحرك مسكت دراعه ونبهته – همس شكلها متخانق مع سيف فبلاش تقولها انه جاي لتطلع جنانها علينا .
كشر بحيرة: طيب ليه ماقلتيش انها زعلانة منه ؟ إن شاء الله يتصالحوا على طول أصلًا الاتنين مش بيتحملوا زعل بعض .
هند دخلت عند أحلام المطبخ وطلبت منها تسخن الأكل لسيف وبدر بس تستنى تجهز السفرة أول ما يوصل سيف .
همس كانت قافلة موبايلها وكل شوية بتفكر تفتحه بس بتتراجع ، سمعت نادر بيقولها : طيب كلميه أو على الأقل افتحي موبايلك علشان يعرف يكلمك
رفضت بسرعة : مش عايزة أكلمه ولا عايزاه يكلمني .
ابتسم وقعد جنبها : امال كل شوية تمسكي الموبايل تبصيله وبعدها تفتكري انك قافلاه ليه ؟
حركت كتفها: تعود مش أكتر .
جرس الباب رن وبدر راح يفتح ، همس بصت لأخوها : مين ممكن يكون جاي هنا ؟ انت قلت لملك ؟
نفى براسه وبصوا للباب بس سمعوا صوته بيهزر مع بدر فهمس كشرت ولسه هتقوم بس نادر مسك دراعها : خليكي مكانك هتهربي لفين؟ وبعدين دي شقته هيدخلك لجوا، اقعدي ولو عايزاني أتدخل اؤمري .
أخدت نفس طويل وهي مستنياه يدخل وقلبها بيدق بسرعة وعنف وبدون وعي بتضغط على ايد أخوها ومرة واحدة بصتله بتوتر: نادر مش عايزة أروح معاه لو سمحت .
نادر استغرب نبرتها ونظرتها بس قبل ما يرد دخل سيف وسلم على هند اللي قابلته أول واحدة : عيني عليك باردة ، وشك بدأ يروق أهو
سيف بمزاح : قصدك شكلي مابقاش طالع من خناقة مضروب فيها علقة ؟
هند بضحك : بالظبط كده
سيف بص ناحية همس اللي باصة بعيد وسأل هند بصوت يادوب مسموع : ايه أخبارها ؟ شكلها ما يبشرش بخير
ابتسمت وبصت لأختها : لا ما يبشرش ، شكلك عامل عملة ولا ايه ؟
اتنهد ورفع كتفه بحيرة بعدها جه أنس اللي ناداه: عمو سيف
سلم عليه بعدها أنس قاله بحماس : مش أنا بدأت أتدرب إسكواش ؟ ايه رأيك تدربني ؟
سيف بهزار : أنا يا ابني ؟
بدر بضحك : يعني ده وشه خير دليل على مهارته في اللعبة .
سيف : قوله ، يا ابني شوفلك لعبة غيرها ، لعبة الإسكواش كانت لعبة هادية أول مرة أعرف انها عنيفة كده .
راح سلم على نادر اللي اضطر يقف قدامه بينه وبين همس ومحتار يعمل ايه ؟ سيف لاحظ حركته واتقابلت عيونهم في نظرة طويلة هما الاتنين قطعها سيف بابتسامة مزيفة: ايه يا دكتور نادر، عايز أسلم على مراتي اللي ما شوفتهاش من الصبح ، ولا عندك مانع ؟
نادر : كنت كلمتها في الموبايل
كان عارف ان موبايل أخته مقفول بس عايز يعرف هو حاول يتصل ولا ما اتصلش أساسًا
سيف بهدوء : موبايلها مقفول من بدري .
نوعًا ما ارتاح بس رد : كنت كلمتني أنا أو هند.
سيف بتهكم : الحاسة السادسة بتاعتي تقريبًا عطلانة لاني ماخمنتش انها عند هند أو انت معاها وإلا أكيد كنت هتصل .
نادر استغرب لانه ما يعرفش ان همس مش قايلاله هي فين ؟ ولا هو عارف وبيستعبط؟ ردد بجدية : يعني همس هتخرج تروح فين غير عندي أو عند هند ؟
سيف بنفاد صبر : يا ابني معرفش انها خرجت أساسًا من البيت وبعدين هو تحقيق يا نادر ولا ايه ؟
بدر اتدخل بينهم بلطف : ولا تحقيق ولا حاجة ، نادر متقمص شخصية المحقق كونان تقريبًا ، اقعد يا ابني جنب مراتك وانت – مسك دراع نادر شده – تعال لاحسن عندك أخو مراتك ما يتوصاش وداين تدان ها ؟ اعمل حساب بكرا .
سيف قعد جنب همس اللي ساكتة تماما : قافلة موبايلك ليه ؟
ردت بدون ما تبصله : فصل شحن ومش معايا شاحن .
سيف بصلها وقال ببساطة : لو دخلتي أوضة نومك كنتي هتلاقي شاحن ، عواطف مش هتنسى حاجة زي دي .
اتنهدت بضيق : مافكرتش وماكنتش عايزة أشحنه وما احتجتلهوش أصلًا .
كلامهم كان همس بينهم هما الاتنين
سيف : ما قلتيش انك خارجة من البيت أصلًا، يعني حتى لو متخانقين ده ما يديكيش الحق انك تخرجي بدون إذني ولا ايه ؟
بصتله وردت بقوة : والله يا سيف أنا حاليا بفكر أخرج عن إذنك وعن طوعك وعن كل حاجة تخصك .
بصلها بصدمة : قصدك ايه ؟
همست بغيظ : قصدي اللي فهمته بالظبط ، بعد إذنك
قامت بس مسك دراعها وقفها : استني
نادر اتدخل بينهم و مسك دراع سيف اللي ماسك أخته فبصله بضيق : في ايه يا نادر مالك ؟
نادر بهدوء: في انك مضايقها وطالما هي مش عايزة تتكلم معاك دلوقتي يبقى تحترم رغبتها يا سيف ومعلش لو انت جاي تاخدها فسيبها النهارده ماتروحش معاك .
سيف نقل نظراته بينه هو وهمس ورد باستنكار : انت بتقول ايه ؟ مين دي اللي مش هتروح معايا ؟
نادر بتأكيد : همس مش هتروح معاك .
بدر اتدخل بينهم و وقف في النص : وبعدين معاكم ؟ نادر الأمور ما بتتحلش كده .
سيف تجاهل بدر وقاله: انت عارف أصلًا احنا ايه بينا ولا زعلانين من ايه ولا حصل ايه ؟
نادر بإصرار : ولا يهمني ولايفرق معايا .
سيف باستغراب : امال ايه اللي يهمك ؟
نادر وضح : يهمني أختي متضايقة منك ومش عايزة تروح معاك وده في حد ذاته كفاية بالنسبالي ، سواء هي غلطانة سواء انت غلطان ما يفرقش معايا ، هي مش عايزة تمشي معاك خلص الكلام بالنسبالي .
سيف بص لهمس بعتاب : انتِ بجد مش عايزة تمشي معايا ؟
بصتله بدون رد وكلامه وخناقه بيترددوا في ودانها
كرر: همس ردي عليا مش عايزة تروحي معايا ؟
قبل ما تنطق بدر شد سيف : ينفع تيجي نتغدى مع بعض وتهدوا ؟ سيبها تهدا وادخلوا اتكلموا براحتكم مش بالشكل ده ومش قدام الكل كده .
سيف باعتراض : هو أنا نطقت ولا سيادته واقف في وشي زي ما يكون حامي الحمى
نادر بتأكيد : أيوة أنا كده وبعدين لو أختي مش هتتحامى فيا هتتحامى في مين ؟ فيك انت ؟
سيف بتأكيد : اه يا نادر المفروض فيا أنا بس معرفش هي من امتى احتاجت لحد يحميها مني ؟
همس بمغزى : من ساعة ما انت شوهت كل حاجة بينا .
سيف باستنكار : اللي يسمعك يقول اني مديت ايدي عليكي ولا ارتكبت جناية في حقك يا همس
زعقت بغضب: عارف لو مديت ايدك عليا كنت ممكن أعذرك وأقول اتعصب ولا متنرفز بس اللي عملته بالنسبالي كان أبشع من الضرب مليون مرة .
سيف بغضب : في ايه يا همس لكل ده ؟ أنا مافتحتش بوقي بكلمة واحدة قصادك ، ما غلطتش فيكي حتى ، موقف ضايقني وسألتك سؤالين وخلص الحوار لكن اللي انتِ فضلتي ترغي وتهري فيه ده كله ولا يفرق معايا ولا حتى سمعت حرف منه .
حركت راسها برفض : أنا مش عايزة أسمع مبررات منك ، وعلى فكرة أنا مش هروح معاك ، بعد إذنكم .
سابتهم ودخلت جوا والصمت سيطر عليهم كلهم بعد ما صرحت انها مش هتمشي معاه .
بدر مسك دراع سيف : تعال اقعد معايا شوية وسيبها تهدا ، ادخلي يا هند هديها وانت يا نادر اه انت بتحب اخواتك البنات واه حقك تحميهم بس مش بإنك تشجعهم على الغلط وتشجعهم يتمادوا فيه ، هل أختك هتكون مبسوطة ولا سعيدة من غير جوزها ؟
نادر بلوم : و ده يديله الحق يزعلها ؟
سيف ضرب كف بكف وبدر قاله : طالما ما تعرفش ايه حصل بينهم وايه وجه الزعل يبقى تفضل حيادي بينهم ولا تاخد صفها ولا تاخد صفه انت مش لسه هتعرف سيف ولا انت تايه عن حبه لمراته .
نادر باستسلام : ماشي مش هتدخل بينهم بس مش هتمشي معاه غصب عنها .
سابهم ودخل البلكونة وبدر أخد سيف وقعدوا مع بعض لوحدهم ، بدر حاول يلطف فقاله بمرح : طبعا مش باينلها غدا صح ؟ طيب أنا جعان
سيف ابتسم بضيق : يا عم قوم اتغدى حد منعك ؟
بصله : طيب هتيجي تتغدى معايا ؟ هي اتغدت مع اخواتها تعال معايا ناكل مع بعض
سيف فضل ساكت بس أحلام جت سلمت على سيف اللي ابتسم بمجاملة وسلم عليها وبعدها بلغتهم ان السفرة جاهزة .
بدر شد سيف يقعد معاه وبالفعل قام معاه بس ماعرفش ياكل و اكتفى بكام معلقة مع بدر علشان ما يزعلش .
همس جوا في أوضتها وهند دخلت عندها : وبعدين ؟ مش هتروحي معاه بجد ؟
همس بصتلها : مش عارفة ، مش عايزة ، سيف وجعني فوق ما تتخيلي يا هند .
هند قربت منها بحيرة: هو بيقول ما غلطش فيكي ولا زعلك ولا
قاطعتها همس بضيق : بتبلى عليه أنا ؟ هند سيبيني لوحدي بالله عليكي .
هند اتنهدت : طيب هتروحي معاه ولا هتعملي ايه ؟ وبعدين ما تنسيش ده بيته وممكن يدخل يبات هنا في أوضته
همس بصتلها بحزن : هروح مع نادر مش هفضل هنا ، اطلعي خليه يمشي لوحده .
هند خرجت وراحت عندهم فكلهم بصولها بس هزت دماغها برفض فنادر سألها : مش هتروح معاه ؟
هند : لا مش هتروح معاه وبتقول هتروح معاك بيتك .
سيف وقف وبص لنادر بضيق : ينفع أدخل أتكلم معاها لوحدنا ولا ممنوع يا دكتور نادر ؟
نادر بصله كتير قبل ما يوضح : على فكرة يا سيف أنا مش حابب زعلكم ده ولا حابب اني أقف بينكم بالعكس ببقى مبسوط وانتم كويسين مع بعض بس دي أختي الصغيرة ولما تستنجد بيا لا يمكن أردها .
سيف اتنهد : عارف ومقدر موقفك بس عايز أتكلم معاها ولو فضلت على موقفها براحتها سواء عايزة تفضل هنا، تروح معاك ، المكان اللي يناسبها تروحه مش هجبرها أكيد .
دخلها وهي كانت قاعدة على الكنبة اللي في الأوضة ومربعة ايديها ، قرب وقعد جنبها بهدوء وسند ايديه على ركبه وشبك صوابعه وسألها : وبعدين معاكي ؟
ماردتش عليه وفضلت ساكتة فكمل : لو بدر ماكانش هنا هو وأختك كنت قلت نفضل هنا بس مش هينفع علشان خاطر أختك تاخد راحتها فـ يلا بينا على الفيلا يا همس .
فضلت برضه ساكتة فلف ناحيتها وقال بوضوح : على فكرة بس، أنا ما اتكلمتش انتِ اللي اتكلمتي وانتِ اللي هبلتي أنا كل اللي عملته اني سكت لا علقت بحلو ولا بوحش .
بصتله بحدة : وسبحان الله بقيت أنا اللي مجنونة وأنا اللي هبلة وأنا اللي بفترض حاجات ماحصلتش؟
أكد بضيق : أيوة طبعا انتِ بتحمليني ذنب مش ذنبي
همس بصت قدامها وقالت بجمود: خلاص أنا مجنونة عايز مني ايه ؟ سيبني في حالي وخليك في حالك .
أخد نفس طويل قبل ما ينفخه بضيق : انتِ حالي يا همس .
قالت بتهكم : ما أسهل الكلام صح !
سيف اتنرفز : أنا عمري في حياتي كلها ماكنت بتاع كلام ، أنا كنت متضايق من شخص معين سألت طلعتي مكتبه ولا لا، فجأة لقيتك بتدخلينا لسكة غريبة مالهاش معنى كان ممكن تنتهي بكلمة لا ماروحتش و خلص الحوار ، لكن لا ما ينفعش لازم أتفزلك وأقول ليه وعلشان ايه ولنفترض روحت ولنفترض اتهببت وأرجع أجيب شريط حياتي وأقول كلام أهبل مالهوش معنى وأتكلم عن الحب والحياة وعن أمي ونصايحها وكلام أقسم بالله كله تخلف ولا كان في بالي ولا كان فيا دماغ أرد عليه ولا قادر أدخل معاكي في مهاترات احنا في غنى عنها ، شايفاني شايط وعلى آخري ومتنرفز يبقى تسكتي في الوقت ده وتردي على قد السؤال وبعدها اعملي ما بدالك عاتبي واتخانقي وزعقي بس خليني أعدي حالة الغضب اللي كنت فيها .
سمعته ونوعًا ما جزء منها بدأ يهدا ويشتاقله ويفتكر كلام سلوى ونصيحتها بس جزء تاني غضبان ومش مجرد كلام هيهديه ومابقتش عارفة تعمل ايه ؟
حط ايده على رجلها : يلا