
### مرام
**بقلم مريم اليوسف**
#### الجزء الساس
في الساعة الرابعة، توجهت مرام إلى الكافيه الذي كانت ستلتقي فيه مع نيرمين، وكان قلبها منقبضًا كثيرًا ولا تعرف السبب. دخلت من باب الكافيه وبدأت تبحث عن نيرمين، ووجدتها تجلس مع شخص. اقتربت منهم وجلست وتعرفت على مدير الجمعية، اسمه وائل. تحدثوا قليلاً وبدأت مرام تحكي لهم عن مرض أختها وعن وضعها، وبدأت تُريهم الصور والتحاليل.
بعد قليل، ذهبت نيرمين إلى الحمام، وبقيت مرام ووائل معًا، مما جعل مرام تشعر بالارتباك. ولكن وائل كان شخصًا محترمًا ولم يتحدث معها بكلام غير لائق. بعد لحظات، عادت نيرمين.
قال وائل: “مرام، بدنا صور وتحاليل جديدة. وحتى تعملوهم، تعطيهم لنيرمين وهي بتعطيني إياهم.”
أجابت مرام: “ماشي، شكرًا كتير إلك.”
رد وائل: “العفو، هيدا واجبنا. والله يقدرنا على فعل الخير. وهلق عند إذنكن، بدي أمشي، عندي شغل.”
قالت مرام: “إذنك معك.”
بقيت مرام ونيرمين معًا يتحدثان عن أنفسهم، وبدأوا يتقربون من بعضهم البعض.
…………………………….
كان يوسف في منزله عندما جاءه اتصال من رقم غريب.
قال يوسف: “ألو… مين؟”
رد المجهول: “ما مهم مين أنا… أنا بدّي أحذّرك من مرام. هيدي وحدة عم تستغلك مشان مصاريك.”
قال يوسف بغضب: “أنت واحد كذاب! ما بسمحلك تحكي عن خطيبتي هيك… وبعدين، مين حضرتك؟”
أجاب المجهول: “أنا فاعل خير… بدي أقلك مرام وحدة مصلحجية وما بهمها غير المصاري، ومستعدي تعمل أي شي مشان تحصل على المصاري لأنّها ملت من حياة الفقر. وعَم تمشي بطريق غلط. أنا حبيت أحذّرك، وأنت عليك الباقي.”
ضحك يوسف وقال: “ههههه، مفكر أنا ممكن أصدق واحد متلك وكذبت حبيبتي. وإذا رح تتصل على رقمي، رح تندم.”
ثم أغلق الخط.
عاود الاتصال، فقال يوسف: “أنت شو بدك؟ ما بتفهم؟”
رد المجهول: “بدي أقولك شغلة وسكر. مرام مانها بالبيت، وقاعدة هي وشب بمكان عام بس ما رح قلك وين المكان. وهلق سلام.”
وأغلق الهاتف. كان يوسف حائرًا من هذا الشخص وماذا يريد منه ومن حبيبته. بدأ يقول لنفسه: “مين هيدا وشو بدو مني ومن مرام؟ أكيد عم يكذب. مرام أحسن بنت بشوفها بحياتي، ومستحيل تفكر بهالطريقة. وأنا ما ممكن أصدق واحد متل هيدا بدو يفرقنا عن بعض. أحسن الشي دق على مرام واطمئن عليها.”
بدأ موبايل مرام يرن، وهي ما زالت جالسة مع نيرمين. خافت أن يسألها أين هي وتكذب عليه، وهي لا تحب الكذب. تشجعت وردت.
قال يوسف: “كيفك حبيبتي؟”
ردت مرام: “مشتاقتلك، أنت كيفك؟”
قال يوسف: “مشتاقلك كتير. شو عم تعملي؟”
أجابت مرام: “آه… أنا… أنا بالبيت.”
قال يوسف: “مرام، ليش متلبكة؟ عم أسألك شو عم تعملي؟”
ردت مرام: “أنا بالبيت عم أدرس.”
بدأ يوسف يشك في الأمر: “مرام، أنا جاي على الحارة لعندكم. اطلعي برّا، بدي شوفك، مشتاقلك.”
قالت مرام: “لا، لا… لا تجي هلق، ما أنا فاضية، بدي أتحمم. بعد شوي تعال، أنا بدقلك وبطلع بشوفك.”
رد يوسف: “مرام، أنت عم تخبي عني شي.”
أجابت مرام: “أنا لا، لا، ما في شي. شو بدي أخبي عنك؟”
قال يوسف: “أوكي، ماشي. حتى تخلصي، دقيلي. حابب شوفك لأني مشتاقلك كتير.”