
نور في بيتها بتكلم المحامي : أيوة يا أستاذ هاني أنا مدام نور ، حبيت بس أطمن على القضية امتى هيكون ابني معايا ؟
هاني بهدوء : لا اصبري قواضي الحضانة بتطول شوية بس الكل بياخد صف الأم ما تقلقيش فالموضوع شوية وقت وابنك هيكون في حضنك وخصوصا انه صغير في السن فالحضانة حقك انتِ .
ابتسمت بارتياح وهي بتتخيل اللحظة اللي تاخد حضانة ابنها وتمد لسانها للعيلة كلها .
سيف حاول ينام بس ماعرفش ، قضى الليل كله ييتقلب كأنه بيتقلب على جمر، زفر بأرق وسند راسه على السرير وكلام همس مش مفارقه؛ ازاي هان عليها يوصلها كدا بدون قصد؟ ليه عصبيته بقت تطولها هي أكتر واحدة؟ طيب ياترى هي دلوقتي نايمة عادي وهو مش في بالها ولا مش عارفة تنام من غيره زيه؟ مسك موبايله وفكر يبعتلها رسالة بس خاف تعمله بلوك زي عادتها ! رمى التليفون جنبه على السرير واتنهد بضيق واتأكد انه مش هيعرف ينام طالما هي مش معاه
حالها ماكانش أحسن منه فضلت سهرانة ومش عارفة تنام، حاولت تذاكر بس مش مركزة في ولا حرف ، سألت نفسها هي غلطت لما رفضت ترجع معاه ولا ده الصح؟ عقلها استرجع كلامه ليها فغضبها رجع تاني ورددت : يستاهل
كريم صحي بدري من نومه قام نزل دخل المطبخ ، قابلته أم فتحي : خير يا كريم عايز حاجة ؟
ابتسم بحرج : عايز فطار في أوضتنا يا أم فتحي ، ينفع ؟
ابتسمت وشاورت على عينيها وردت وهي بتجهزه وشاكسته: بقالك كتير مش بتعمل كده ، انت بطلت تحبها زي الأول ؟
اتصدم من كلامها : لا طبعا انتِ بتقولي ايه ؟
بصتله ببساطة : مش أنا اللي بقول يا حبيبي ، تصرفاتك اللي بتقول ، كنت بتاخدلها فطار ، لما بتتعب بتعملها حاجات سخنة بايديك ، كنت بتاخدها تعشيها برا ، كنت بتعمل حاجات كتيرة أوي يا كريم بطلت تعملها ، اه الدنيا والشغل والظروف بتحكم بس ايه هيخلينا نتحمل كل ده لو الحب قل أو بطلنا نعبر عنه ؟
بصلها بتمعن وسألها : انتِ ليه حكيمة أوي كده ؟
ردت بابتسامة : الدنيا علمتني كتير يا ابني
حاول يطمنها أو يمكن حاول يقنع نفسه انه مش مقصر بالشكل ده وقال: أنا بعشق أمل يا أم فتحي ، حبها جوا دمي ، اه ممكن أكون قللت اهتمامي شوية بس ده بسبب الظروف اللي بنمر بها وضغوطات الشغل مش أكتر ، أما الحب موجود وبيكبر جوانا تعبيرنا عنه هو اللي اختلف مش أكتر .
جهزت الصينية وحطت عليها كل حاجة وبصتله : ماشي مش هننكر ضغوطات الحياة ولا ننكر ان في إياد في النص له متطلباته بس خلي بالك من نقطه ان كلنا مهما كبرنا ومهما انضغطنا بنحب الاهتمام ، فالحركات البسيطة اللي كنت بتعملها ارجع اعملها لانها بتفرح أي ست .
أخد الصينية بابتسامة : ربنا ما يحرمني منك يا قمر .
طلع أوضته وقعد على السرير و حط الصينية على جنب وأخد وردة صحى أمل بهمس : أمل ، اصحي يا حبيبي .
همهمت بنعاس : خليني شوية كمان يا كريم بالله عليك .
اتردد يصحيها ولا يسيبها نايمة شوية
مشى الوردة على خدها وهي بتبعدها بايدها بعدها فتحت عينيها بانزعاج تشوف ايه دي فلاحظت الوردة فابتسمت وسألته بنعاس : انت صاحي من بدري ؟
ابتسم وقرب منها أكتر: يادوب من شوية ، تحبي تنامي شوية ولا تصحي نفطر مع بعض؟
بصتله بتردد : نفطر فين ؟ قصدك نخرج برا نفطر ؟
ابتسامته وسعت وشاور على الصينية : قصدي نفطر على السرير أنا وانتِ
اتعدلت بابتسامة : طبعا نفطر مع بعض .
جاب الصينية وحطها قدامها وقعد قصادها فبصتلها وبصتله بسعادة: وحشني كريم ده أوي .
استغرب لانه مش متخيل ان كلام أم فتحي صح وانه بطل يظهر حبه فسألها : ليه يا أمل ؟
استغربت : ليه ايه ؟
بص لعينيها بجدية : ليه كريم ده واحشك ؟ أنا طول الوقت معاكي وفي حضنك وبحبك وأعتقد انك عارفة ده كويس .
ابتسمت وأخدت نفس طويل : معرفش ، اه معايا واه بتحبني وده واثقة منه بس حياتنا بقت … مش عارفة بقت ايه ، حاسة اننا في دوامة يا كريم ، المشاكل كترت حوالينا أوي بقت بتضغطنا من كل جانب .
مسك ايدها بحب: عارف ان الشركة بقت حمل كبير عليكي وفيها ضغط كبير سواء بشغلك فيها معايا أو بعدي عنك بس غصب عني يا أمل انتِ أكيد عارفة ده
ضغطت على ايده بتفهم : عارفة يا حبيبي ومقدرة ومش بلومك ، وبعدين ما تنساش أنا معاك في المشاكل دي كلها بس مش بتكلم عن الشغل بس ، حتى حياتنا الشخصية بقى عليها ضغوط ، طلاق مؤمن ، الولدين ، تعب طنط ، حاجات كتيرة أوي فخلاصة كل ده انت واحشني ، الاهتمام بتفاصيل بسيطة دي يا كريم محتاج بال رايق واحنا بالنا أبعد ما يكون عن الروقان .
بصلها بتفاؤل : إن شاء الله فترة وهتعدي يا روحي .
أمنت على كلامه وبدأ ياكلها وياكلوا مع بعض بهدوء .
لمعت عينيه بخبث: تؤ تؤ في مربى يا أمل على بوقك
بصتله بشك: بجد؟ طيب همسحها
رد بسرعة: عنك انتِ ياحبيبتي همسحهالك أنا
جت تتكلم بس قاطعها بشفايفه وهو بيبوسها بشغف مابينتهيش
بعدها بفترة طويلة كريم كان بيلبس هدومه وأمل مراقباه بابتسامة سعيدة فلاحظ ، قرب منها مسك البرنس اللي لابساه وضمه بمشاكسة: بلاش عايز أنزل
ضحكت برقة: الله وأنا ماسكاك ولا ايه ؟
– حطت ايديها حوالين رقبته وهمست بدلال – انزل براحتك .
باسها بشغف وحب ومال وقعدوا على السرير وسند راسه على راسها بابتسامة ، همسلها باعتذار : سامحيني بجد لو مقصر معاكي يا أمل و وعد مني أول ما المشاكل دي تنتهي ونعرف مين وراها هناخد أنا وانتِ شهر عسل جديد .
حطت ايدها على وشه بمرح : وديني الكابينة اللي أخدناها وسط الميا وخفت منها علشان مش بعرف أعوم .
ابتسم بتذكر وسألها : مش هتخافي منها المرة دي؟
نفت بحركة من راسها وردت بثقة: المرة دي هتكون مختلفة في كل حاجة .
كان فاهمها بس محتاج يسمع منها فسألها ببطء : مختلفة في ايه ؟
أمل فاهمة من نظراته انه عارف إجابة سؤاله كويس بس محتاج يسمعها فردت برقة : حبنا زاد ، فهمنا بعض أكتر وبقينا واقفين على أرض صلبة مش لسه بنستكشف بعض ، ياااا يا كريم في حاجات كتيرة أوي اختلفت ، أنا وانت عارفين ازاي نسعد بعض وازاي نستمتع بكل لحظة مع بعض – رفعت حاجبها بمرح – والأهم من كل ده اني بقيت بعرف أعوم .
ضحكوا وبعدها قطع الصمت المحبب بينهم موبايل كريم فاتنهد لان لحظاتهم الحلوة انتهت ، باصص ناحية موبايله بتذمر فأمل ربتت على كتفه بحب: أنا وانت مع بعض ولا يمكن حاجة تفرقنا يا حبيبي ، اه اللحظة الحلوة بتعدي بس بيجي غيرها أحلى طول ما احنا مع بعض ، وبعدين أنا راضية من وقت للتاني بصباح حلو زي ده، أو عشا حلو ، ومش بس كده أنا راضية حتى بنظرة رضا وصفا بينا وبين بعض ، فطمن قلبك لان قلبي عمران بحبك ما تقلقش رصيدك كبير أوي يغطي انشغالك ، روح شغلك علشان في ناس كتير أوي ورانا وفي بيوت كتيرة مفتوحة بتعبك ده ، ده لوحده يا كريم بيصبرني ، لما بتعب بفتكر البيوت الكتيرة المفتوحة من ورا مجموعتنا وبحمد ربنا انه جعلنا سبب لفتحها فربنا بيلهمني الصبر وبيزود حبك في قلبي ، فقوم رد على موبايلك وطمن قلبك ان حبيبته دايما جنبه مش هتمل ولا هتتعب ولا هتكتفي في يوم من الأيام .
أخدها في حضنه بامتنان : ربنا ما يحرمني من حبك أبدًا يا أمل ويديمك أجمل نعمة في حياتي .
ابتسمت : آمين يا روح وقلب وعقل أمل .
بص لموبايله اللي رن من تاني وردد وهو بيتعدل : ده أكيد مؤمن اللي هيرن مرتين ورا بعض ، أو سيف
مسك موبايله وبصلها : مؤمن .
رد عليه وهي قامت تستعد ، خلص مكالمته بعدها دخل عندها في الدريسنج : أمل أنا رايح المحطة يا حبيبتي
استغربت : محطة ايه ؟
وضحلها : انتِ عارفة خالتو صفية هي وبنتها؟ – حس انها مش فاكرة فوضح أكتر – صاحبة مرات خالو
ابتسمت بتذكر: اللي كانت شايطة فيكم دي ؟ اه افتكرتها
⁃ مؤمن كلمني قال انهم في المحطة وعايزني آخدهم لعنده في المستشفى – وافقته بحركة من راسها وهو خرج بس رجع تاني – أرجعلك هنا آخدك للشركة ؟
ردت بسرعة : لا يا حبيبي هقابلك هناك .
نزل كريم راحلهم قابلهم وأخدهم على المستشفى وهناك صفية دخلت لسناء اطمنت عليها وقعدت جنبها ، ناهد وصلت بفطار للكل ، عاصم ومؤمن وحتى صفية وبنتها فطروا ، بعدها ناهد اقترحت : مؤمن وانت مروح البيت تغير هدومك خد معاك سما ومامتها يرتاحوا شوية و
قاطعتها صفية : أنا مش هسيب سناء وأروح بيوت ريحوا نفسكم وبعدين أنا قلت لسما تشوفلنا أي فندق قريب هنا ننزل فيه و
ناهد قاطعتها : فندق ايه يا ست انتِ ؟ عيب اللي بتقوليه ده
جادلوا كتير لحد ما سناء زعقت بتعب : وبعدين معاكم انتم الاتنين ؟ كفاية تعبتوني أكتر ما أنا تعبانة ، صفية عيب كلامك ده ، خديهم يا ناهد يرتاحوا شوية وابقوا تعالوا
صفية استسلمت : طيب بس خلي ناهد جنبك مش هنمشي كلنا ونسيبك ، خليها لحد ما أجيلك وبعدها هي تروح يعني مش حابة تقعدي لوحدك .
أخدهم مؤمن هو وأبوه وروحوا على البيت وأمل استقبلتهم وساعدتهم يطلعوا أوضتهم بعدها كانت محروجة تسيبهم وتروح الشركة فاتصلت بكريم بلغته انها مش هتيجي الشركة بس هتروح الكورس عند ناريمان.
نزلت كانت سما قاعدة على الأرض بين إياد وإيان فوقفت تراقبها من بعيد وهي بتفكر في نور اللي هدت بيتها واستقرارها وازاي قدرت تبعد عن ابنها كل ده .
انتبهت على صوت حد وراها كان مؤمن نازل وسعتله بس وقف قصادها : انتِ رايحة الشركة يا أمل ؟
نفت بتردد : أعتقد لا ، خليني معاهم طالما نونا في المستشفى .
مؤمن بحزن : أنا عارف اني تعبتكم
قاطعته بسرعة : إياك تكمل يا مؤمن ، ربنا يقوم ماما بالسلامة وترجع تنور بيتها ، أزمة وهتعدي إن شاء الله ، اعتبرها عاصفة جديدة يا سيدي .