
الفصل الثالث
بااااااك
فاقت نورين علي صوت ولدتها تصيح بصوت عالي : نوري انتي مش سامعة جرس الباب افتحي ايدي مش فاضية هو لازم كل حاجة اعملها أنا بنفسي في البيت ده ولا ايه
قالت وهي تحاول استيعاب نفسها: حاضر حاضر انت قايمة هو اللي بيخبط ده متسربع كده ليه اوف ما فيش صبر خلاص بجد انا زهقت من ابنك ده
قامت نورين ببطيء تفتح الباب فتحت الباب ودون أن تنبه لشخصية الطارق لقد افتكرته احمد اخوها الصغير
قالت بصوت عالي : ايه الدنيا حطير مش قلتلك كذا مرة متعلقش الجرس كده بتعصبني الحركه دي..وانت بردو مصمم تعملها و لما اتعصب…..
قطعت كلامها فجاءة عندما لاحظت أن الطارق ليس أخيها وانه هو ذالك العملاق اللي كان موجود من شوية
قال لها وهو يسند علي الحائط و مستمتع بعصببها : هو انتي علي طول كدا
قالت له بتعجب: كدا اللي هو ازي يعني
قال لها بمشاغبه : علطول مش شايفة قدامك و شايطة في أي حد يقابلك . لاء وكمان لسة بنفس الريحة ايه يا بنتي هو انتي طايقة نفسك كده اذاي
وكأن حمزة لقي ملاذ في عصبيتها
قالت بعصبية : قصر علشان انا مش طايقة نفسي بتخبط عاوز ايه مش ماشيت و خلتني اكلم نفسي من شوية
قال وهو يتصنع الخوف: انا يا انسة بردو اللي سبتك معلش براحة علشان بخاف منك . ثم اكمل كلامة بنفس نبرة السخرية
والله مش انا اللي عاوز مامتك أحسان اللي عاوزه مش هي عاملة تتصل بيكي من بدري و تليفونك مقفول بس انا مش عارف تيته حتتوقع تليفون واحده بشخصيتك حيكون عامل ازاي يعني
قالت بنفاذ صبر وهي تحاول أن تسند رجليها :الله مطولك يا روح اقصر و هاتها اكلمها علشان تليفون شاحن باظ وفاصل ومش عارفه اوصلها ولما صدقت أنها اتصلت بيا
مد يده بالهاتف النقال يعطيه لها .
أطلقت نورين صافر اعجاب بالهاتف
ثم قالت : واووووو ايفون لا انت واصل قوي بقي
قال وقد تصنع الغرور : دي اقل حاجة عندي علي فكرة
قالت بضحك : ياربي حتفرقع من الغرور هات التليفون
اخذت التليفون منه وا بتعدت قليلا
لاحظ حمزة نسبة عرج بسيطة في خطوتها مع محاولتها الشديدة في أنها تداريها ولكن ما تشعر به من الالم قد فاق قدرتها
مازل ينظر لها ولا يدري ما سبب تعلقة بهذه الشخصية رغم أنه ورد عليه كتير من البنات ولكن تلك الفتاه المشاكسة العنيده البسيطة جدااا في نفسها وملابسها شده انتباه بطريقة شديده لدرجة أنه أصبح يتعمد يثير غضبها .
لاحظ حمزة لهفتها الشديدة علي الحديث مع جدته وعلي الدموع المختزنه في عينها وتود أن تطلق لهما العنان ومن و كأنها كانت منظرة الحديث مع جدته كي تطلق لهما العنان
حاول حمزة أن ينصت لما تقول نورين لجدته
قالت بلهفة : الو ماما إحسان وحشتيني قوي قوي انتي فين بقي تعالي انا محتاجلك انا تعبانه قوي أنا حياتي كلها ادمرت تعالي محتجاكي جامبي
ونزلت الدموع دون إرادتها وكأنه كانت في انتظار هذا المكالمة لكي ترمي من علي أكتافها أعباء كتيرة وكان الجده هي الملاذ لكل تفريغ شحنات الغضب لديها
قالت لها احسان بحنانها المعتاد :نوري انتي اقوي من كده. فين نورين القوية اللي قدرت تتغلب علي اكتر من كده ايه يا نوري كفايا انك خسرانه بشرف كفايا انك بينتيهم علي حقيقتهم قدام الناس
قالت بصوت محبط مخنوق : بس قدام ده كله انا خسرت كل حاجة خسرت صحتي وباقيت معاقة و خسرت الرقص اللي كنت بحبه وحلمي أن أسافر والف العالم واكون اكبر راقصة باليه انتهى
شهقات متتالية ورا بعض ثم أكملت
انتي عارفة يا ماما دكاترة قالوا ايه عارفه قالوا ايه
وبدأت نبرة صوتها ترتفع ولكن كانت مخنوقة .
قالوا أن انا حفضل طول عمري عرجة عرجة عارفه يعني ايه عارجة يعني حياتي خلصت خلاص يعني انا معندتش حاجة اكمل علشنها
جاء صوت من وراها أجش ولكن كأنه طاقة نور
قال وهو ينظر لها كأنه يود أن يحتضنها لكي يطمئن قلبها : ومين قال إن الإعاقة نهاية طريق لا ابدا الإعاقة بداية تحدي و امل جديد بداية حياه جديدة بدايه تحدي كأنها رساله بتصرخي فيها وتقولي انا موجوده ومش شكلي هو اللي بيكملني عقلي هو انا شخصيتي وروحي هما أساس تكويني
نزلت نورين الهاتف من علي اذونها والتفت ببطيء وعينها تفيض بكتير من الدموع
وقالت بصوت مخنوق يكاد يسمع : عمرك شوفت راقصة باليه عرجة انا مش حرجع ارقص تاني خلاص انا انتهيت كاراقصة و للابد
قال لها بتحدي لكي يخرج القط الشرس بداخلها :ومين قال انك حترقص هي حياه رقص وبس
قالت باستغراب : منا مش بعرف اعمل حاجة غير الرقص
قال لها وهو يتكأ علي الأريكة و باستفزازا ليه مخك مبرمج علي رقص وبس ولا ايه يا آنسة الإعاقة الحقيقه هنا وشاور علي مخها عمر الإعاقة ما كانت في الجسم
وبدون اي مقدمات اختل توازن نورين للمرة الثالثة إمامة ولم تقدر قدميها علي حملها ولكن هذا المرة فقدت وعيها أيضا .
احتضنها حمزة مسرعا وكان قلبه أخفق معاها وشعر بشعور غريب عليه ولأول مرة قلبه يخفق و يرتجف بهذه الطريقة نعم قلبه ارتجف معاها بشده وأصبح يدق لها
حملها حمزة ووضعها علي أقرب أريكة و صاح بصوت مرتفع ينادي علي ولدتها: مدام وفية مدام وفية لو سمحتي من فضلك
جاءت وفية تركض علي صوت حمزة المرتفع
وقالت بخضه : خير يا بني بتنادي عليا كده ليه في ايه
قطعت كلامها فور ما وقعت عينيها علي نورين
قالت بشهقه : بنتي مالها يا بني ايه اللي حصل فوقي يا نوري مالك يا حببتي حرام بقي اللي بتعمليه نفسك ده
قال وهو يمسك هاتف : لا الحال كده مش حايمش كده انا حتصل بالاسعاف
فعلا اتصل بالمستشفى الخاصة الذي هو أحد رؤساء مجلس إدارتها
و أحضرت سيارة إسعاف في الحال حملت سيارة الإسعاف نورين و هي ما زلت غاءبه عن الوعي وعادت شريط الذكريات داخل ذاكرة نورين و هي في سيارة الإسعاف
فلاش باااااك
لمحت فرح نورين تدخل صاله الرقص لقد حان معاد التمارين
ثم تعمدت أن تذهبت الي وليد في حجرة تبديل الملابس لمحتها نورين من بعيد وتتبعها
دخلت عليه بدلع وقالت : وليد ايه يا حبيبي اتاخرت عليك معلش الموصلات زحمة كان نفسي اوصل بدري عن كده
قال بلهفة وهو يمسك يدها: اتاخرتي ايه انتي جيتي في معادك مظبوط وشدها وليد لغرفته واغلق الباب خلفة
شهقت نورين من المنظر ولكن شخصيتها ابت ذلك جرت عليهم وفتحت الباب فجاءة وكانا في وضع مخل مع بعضهم
قالت لهم بقرف : اتصدقوا بالله انتم الاتنين شبه بعض و لايقين علي بعض بلظبط انا بقرف كل ما ابص في وشكم أنتم الاتنين
ايه كمية القرف اللي انتم فيها دي يع بجد قرف وسابتهم ومشت
الفصل الرابع
تجمعت كل الراقصات علي صوت نورين وكلهم شاهدو فرح مع وليد في غرفة تبديل الملابس
قالت فرح بعصبية : اقسم بالله يا نورين ما حعديهالك
قال لها بعصبية وهو يرتدي ملابسه: انا كده ضعت عارفة لو المجنونه دي اتكلمت في أي حاجة انا انتهيت مستقبلي كا مدرب انتها انتي فاهمة
قالت له بمكر شديد : ما تقلقش مش حتلحق تتكلم اصلا وانا كمان اللي حكون بطلة الفرقة وحسافر العرض بتاع لبنان مش هي
قال لها وهو يستعد للرحيل : و كل ده هيحصل ازاي يا ام العريف ايه هتدعكي الفانوس السحري ولا ايه
قالت بضحكات متقطعة : الاحسن انك متعرفش ايه اللي هيحصل خليك اتفاجاء علشان تبان طبيعي
التفت وليد إليها وقال بتركيز : فرح انا كده بداءت اقلق انتي ناوية علي ايه بلظبط
قالت بابتسامة مكر وهي تضع حقيبتها علي ظهرها : كل خير ان شاء الله سلام دلوقتي علشان اتاخرت
باااااك
وصلت سيارة الإسعاف المستشفى وبسرعة حملوا نورين الي قسم الطوارئ
دخل حمزة بكل هيبته قسم الطوارئ قام كل ما في قسم احتراما له
قال بجدية وهو يضع يده في جيبه / انا عاوزة كل الدكاترة هنا عظام و مخ و اعصاب وباطنه كل رؤساء الاقسام هنا بسرعة
انقلبت المستشفى فور وصول حمزة و استداعاءة لكبار.التخصصات في المشفي حضر جميع الدكاترة وتم فحص كامل لحاله نورين
دكتور العظام قال وهو يعدل نظارته الطبية : من الواضح أن في نسبة عرج في الساق اليسري نتيجة تعرض لحادث هي من الواضح أنها كانت بتستخدام.رجليها كتير لانها القدم محتاجة راحة شديدة
قالت الأم ببكاء : أيوة يا دكتور هي كانت بترقص باليه
قال حمزه بحزم : دكتور هو في امل ترجع ترقص تاني
قال الدكتور وهو برفع اكتافه : مافيش حاجة اسمها مافيش امل هو في بس يحتاج منها مجهود وصبر ولازم تخضع لعملية تانية بس مش دلوقتي لسة قدمنا وقت كل المطلوب دلوقتي ما ماتجهدتش رجلها كتير و ما تعملش أي حركة عنيفه فجاءة
قال له وبدي الإهتمام علي وجه : طايب وحالة الإغماء اللي جتلها دي
قال دكتور وهو يرفع حاجبيه لا اعلي : لا دي طبيعية هروب عقلها ترجمة في شكل اغماء هي الحمد لله بقت احسن وممكن تخرج معاكم حالا
تنهد بارتياح وقال : شكرا يا دكتور تعبناك معانا
ثم التفت إلي الست وفية ولدتها
وقال وهو يفتح عينية :يلا يا ست وفيه خشي ظبطيها علشان نمشي
قالت له باستعطاف: واللهي يا بنتي انا مش عارفه اقولك ايه لو افضل اشكرك العمر كله
قال لها وهو يمسك يدها : علي ايه بس احنا اهل وجدتي بتشكر فيكم جداا يا مدام وفية يلا بقي خشي خليها تجهز
ثم ركز كأنه تذكر شيء فالتفت مسرعا وقال: مدام وفية ممكن دقيقه بس
الفتتت وافية وابتسمت له ورجعت تاني و قالت : خير يا ابني في ايه
هرش في راسة ثم قال : بصي يا مدام طول ما احنا بنطبطب علي نورين حتفضل مستسلمة الأمر الواقع وحتسلم لليأس نورين لازم تقوم من جديد علشان لو اليأس تملكها حتسلم له
قالت له وهي معحبه بكلامة : وانا ايه المطلوب مني يابني نورين كانت قمة في نشاط متحركة علي الارض مش سهل عليا اشوفها كده قلبي بيتقطع عليها
قال لها وهو يمسك يدها: بيقي لو عاوزة بنتك ترجع زي الاول بلاش تعارضي علي اي حاجة اعملها لازم ثقتها بنفسها ترجعلها الاول وكل حاجة بعدين سهله
قالت له وهي تشد علي يده : ربنا يكرمك يابني مش عارف. اقولك ايه
ترك يداها وقال :يلا خشي خليها تجهز
دخلت وافية عليها لقت دمعها علي خدها
قالت لها بحزن : خير يا قلب امك ما كفياكي دموع بقي انا عمري ما شوفتك ضعيفة كده. يا نوري
قالت لها بوهن : مش ضعف يا امي والله ما ضعف بس هي قلت حيلة مش اكتر انا خلاص معدتش نافعة في حاجة
دخل عليها حمزة و قد سمع حديثها و بصوت كله تحدي
قال لها نورين اسمعي كلمتين دول كويس علشان مش حعدهم تاني اعرفي كويس أن نهاية السقوط بدء لبدايه جديده فاهمة
إذا فقدت شيئاً تُحبه ..فتذكر أن الأشجار تفقد كل أوراقها في الخريف
لتكتسبَ غيرها في الربيع ..فــ الحياة ما هي إلا مراحل
لكل مرحلة حلوها و مُرها…نهاية السقوط بدء لبدايه جديدة
ثم أكمل ولكن بحده وقليل من القسوة : اتفضلي قومي علشان نروح كفايا بقي دلع
اتعدلت في جلستها وقالت له بغضب : انت باي حق بتكلمني ومين سمحلك اصلا تخش هنا انت عاطيت لنفسك حقوق مش بتاعتك
نظر لها بتحدي: انا اخش وقت ما أحب و في اي حتة ا اتفضلي عشر ثواني و تكوني قدامي في عربية
وتركها ومشي ثم رجع بظهرة قليلا وقال بتحذير : ولوحدك محدش يساعدك من فضلك يا مدام وفية سيبها تعتمد علي نفسها ما تسعدهاش
قالت وفية وبتزمر: طايب اسندها لحد.ما تقوم
قال بحده :لا حتقوم لوحدها هي مش صغيرة وبزعيق اخلصي وقومي معندناش وقت يضيع اكتر من كده
استعجبت نورين من طريقتة ولكنها حاولت النهوض بمفردها لتثبت له انها قدها وليس محتاجة لمعاونة أحد
ابتسم حمزه عندما رآها تخرج من المشفي في اقل من المهلة اللي عطهالها وبمفردها
ركبت نورين السيارة بدون أن تتفوه بأي كلمة
انطلق حمزة بالسيارة الي أن وصل تحت المنزل الخاص بهما
قال في هدوء تام :اتفضلي حضرتك مدام وفية اطلعي و بستاذنك حاخد نورين مشوار وه٠رجعا
قالت وفية متردده بس يابني متزعلش مني ده مايصحش انا واثقة فيك عشرتي مع جدتك مش سنة ولا اتنين ده عمر بحاله بس كلام ناس مش بيرحم
التفت إليها حمزة وهو يغمض في عينة وقال :,حضرتك ناس مهما عملتلها حتتكلم وانا واخد نورين في شغل ممكن حضرتك اتفضلي معانا عادي
التفتت له نورين وقالت بحده ممزوجة بغضب : انا نفسي اعرف انت جايب الثقة اللي بتتكلم فيها بالنيابة عني دي منين انا قلت إن انا موافقة اروح معاك في أي حتة صدر من ده
ضحك حمزة ضحكه مصتنعة وقال بسخريه : ومين قالك أن انا مستني منك إذن ده امر واجب النفاذ يا آنسة
وضعت نورين يدها علي خسرها بحركة طفوليه : يعني ايه مش فاهمة انتي فاهمة حاجة يا ماما
قالت وفيه وهي بداري وشها:شوفيه عاوزة ايه منك يا نوري يمكن يكون لمصلاحتك يا حببتي
شهقت نورين باستعجاب شديدوقالت: ماما انتي بتقولي ايه عاوزاني اسمع كلام المتصلت ده
نزلت وفيه من سيارة دون أن ترد عليها أو تلتفت لهم وفور نزولها انطلق بالسيارة ولم يترك لها فرصة للتفكير اخذها بعنصر المفاجأة
التفتت إليه بغضب شديد : متهيقلي بقي انا من حقي اعرف احنا رايحين فين
قال لها وهو مركز في القياده : اولا حاجة اتعلمي تتكلمي وانتي صوتك و اطي وبطريقة محترمة عن كده
انا دلوقتي حا خدك علي اقرب محل نجيب هدوم غير اللي رحتها تقرف دي
اتعدلت في جلستها وقالت طايب محنا كنا تحت البيت ماسبتنيش اطلع اغير ليه دلوقتي
قال لها دون أن ينظر لها :مزاجي كده واعملي حسابك من هنا ورايح حتمشي علي مزاجي انا
ضحكت ضحكات متقطعة: هههههههههههه هههههههههههه هههههههههههه انت سقف طموحاتك ببعالي قوي اسال ماما إحسان عني وهي حا تقولك مين نوري
نظر إليها نظره سريعة ثم رجع للقياده : لا عارفك كويس وحافظ شخصيتك و تيته حكيالي عنك من الاخر فرسة حرنانه وعاوز لجام وانا لجام
اتعصبت نورين ويغضب عارم : من فضلك اركن علشان انا نزله لو سمحت بدل ما اتعصب اكتر من كده
ابتسم ابتسامة غريبة لانه كان يريد أن يخرج القطة الشرسه بداخلها و يثير روح التحدي داخلها
من حكم حكاوي جدته عنها فكون شخصيتها فتاه عنيده لابعد حد غير مسالمة مجنونه جداواللي بيطلع في دماغها بتعملوا من غير ما تفكر شبه القطة الشرسه تهبش قل من اقترب منها
واخيرا وصلوا محل الملابس
قال لها وهي يرفع حزام الامان من عليه : اتفضلي انزلي يلا
صمتت ولم تلتفت إليه ولم تنظر له كأنه لم تسمع ما قال ولم تتحرك من مكانها
أعاد عليها الكلام ولكن هذه المرة بصوت مرتفع مما أثار فزعها
انتفضت من مكانها نزل وفتح لها باب السيارة وقال بهدوء مصتنع وهو بيضغط علي الكلام : اتفضلي انزلي واخلصي وخاليني هادي وعدي اليوم بقا
نزلت مجبرة دون أن تتفوه بأي كلمة
دخلا معا محل الملابس وبداء يختار لها طقم مناسب
تقدم منها و مد يده لها وقال بصيغة الأمر : اتفضلي خشي جربي ده بسرعة
خطفت من يده الطقم مسرعة دخلت غرفة تبديل الملابس
بدأت في تبديل ملابسها وعلي وجهها ابتسامة غريبة لا تعرف معناها ونبضات قلبها في ازدياد و رعشة في يديها واحمرار شديد في وجهها
عندما خرجت لم تجده أمامها بحثت بعينها عنه في أنحاء المكان
اتا صوت من وراها اتفضلي : ها وريني كده شكله عليكي عامل ازاي
انتفضت من الخضه والتفت له:. ايه يابني انت عامل زي العفريت كده بتخضني كل شوية كح ولا اعطس
سند ضهرة علي الحائط وأطلق صافرة اعجاب بملابسها
شعرت نورين بخجل شديد و سرعة في ضـ,ـربات قلبها لقد بداء قلبها يخفق بحبه نعم لقد تعلقت به نورين
الحب عندما يطرق الباب لا يحتاج لاستأذان ولا وقت. أن الحب عندما يأتي يخطفك من نفسك لا تعلم اين ومتي بداء خفقان القلب
مد يده لها واعطاها حذاء وقال لها : حربي كده ده مقاسك
مدت يدها و بدأت تخلع حذائها وتجرب هذا الحذاء ثم رفعت عينيها فجأة بنظرة دهشة وقالت : اده انت عرفت مقاسي ازاي غير أن الجزمة دي مخصصة لحالتي علشان تداري نسبه العرج انت عملتها ازاي دي ولحقت امتي تعمل كده
مد يده و ساعدها أنها تقف وهي كانها مغيبة
قال لها بحنان شديد : اسمعي يا نورين بعد خروجك من الباب ده حياتك الجديدة حتبداء نورين التانية راحت مع لبسها اللي هنا انتي فاهمة عاوز اقولك ايه
هزت نورين رأسها و بأنها فاهمت
ثم قالت له بإلحاح شديد: بس انا عندي اسءلة كتير عاوزة إجابتها منك
مسك يدها وقال لها : تعالي بس نركب العربية وانا حجاوب علي كل اسءلتك بس لازم انتي كمان تسمعي كلامي
خرجت نورين معه وكأنها فعلا تعلن عن مولد حياه جديدة معه
ركبا معا السيارة وبدأ في القياده مسرعا
التفتت له نورين وقالت وهي تعدل ملابسها : بص بقي انا عاوزة أسألك علي حاجة بس لو مقلتش الصراحة حنزل من هنا
ضحك حمزة وكأنه عارف السؤال فأجاب: لا مش صدفه يا نورين مافيش حاجة صدفة
قالت له متعجبة: انت عرفت ازاي أن عاوزة اسال كده
قال ضاحكا : من معرفتي بشخصيتك توقعت سؤال انا عارف كل حاجة عنك واهمها انك ذكيه جدا
قالت له : يعني انت جيت علشاني مش علشان تاخد حاجه من بيت ماما إحسان صح
اجاب وهو ينظر إلي الطريق بتركيز : صح يانوري مش دي كلمة اللي بتناديكي بيها تيتا احسان
قالت: هي اللي بعتاك علشان تساعدني صح
ضحك وبص ليها نظرة خاطفة : مش كده بالظبط ولكن فضولي ثارني أن اشوف البنت اللي تيتا مافيش علي لسنها غيرها وقد ايه كانت متأثرة لما عملتي حادث لدرجة أنها تعبت ودخلت المشفي بصراحة حبيت اشوف واعرف هي مين دي اللي عمله قلبان عندنا في البيت وسيرتها مش بتقف
نورين بشبه ضحكه: امممم و لاقتني زي ما تخيلت ولا اوحش
ابتسم وقال:احلي بكتير من كل تخيلاتي بصراحة جمالك فاق كل التخيلات بجد يا نوري انتي جميلة قوي
احمر وجهها بشده وبدأت علامات الخجل عليها و رجعت ظهرها للوراء واغمصت عينيها إلي أن يوصلوا
تركها ترتاح قليلا وأتاح فرصه لها أن تختلي بتفكيرها في القادم
ولكن تفكيرها سافر بعيد جدااا لحد يوم الحادث