روايات

رواية ليلي وفوزي الفصل الثالث والرابع حصريه وجديده

رواية ليلي وفوزي الفصل الثالث والرابع حصريه وجديده

ابتسمت سلوى وهي على فراشها، ثم قال:
-ايواا هي الضحكة دي حسيت انها خطفت قلبي، ومن وقتها قلت أنا لازم اتجوز البنت دي.

امسك بيدها يقبلها وهو يشتم رائحتها ويعلم انها المرة الأخيرة التي تعلق تلك الرائحة فيها بأنفه كما اعتاد أن يفعل كل صباح، أزالت عنها قناع التفس وقالت:

-طول عمرك بكاش يا فارس بس تعرف دي اكتر حاجة حبيتها فيك لسانك الحلو وكلامك اللى دايما رافع معنوياتي بيه.

ابتسمت قائلة وهي تتوالى دموعها واحدة تلو الأخرى ترقد على جانبي خديها:
-خلي بالك من ليلى يا فارس، امانتي ليك ليلى خلي بالك منها.

بتر كلماتها قائلاً:
-ليه إن شاء الله وانتي رايحة فين علشان انا اخد بالي منها، انتي هاتبقي زي الفل وهاتقومي وليلى كمان هاتقوم وتاخدي بالك منها بنفسك، وتريحوني انا بقا شوية علشان انا راجل عجزت خلاص.

ابتسمت تلك الابتسامة المشرقة بالرغم من دبلان ملامحها:
-ودي الحاجة التانية اللي حبيتها فيك انك مابتعرفش تكدب يا فارس، عنيك دايما فضحاك، سامحني يا فارس سامحني.

وضع راحتها على جبينه يخبئ عيناه أسفلها لا يستطيع التوقف، يريد الصراخ ولكنه يلتزم الصمت، لا يريد رؤيتها وهي تفارق الحياة ولا يريد تركها لحظة دون أن يكون بقربها، ها هو زئير القلوب، قلوب تزأر ألماً من لوعة الفراق، وجع لا يوصف ولا يحتمل ولا يمكن السيطرة عليه، عاد النظر إليها وقال:
-مسامحك يا سلوى والله مسامحك.
-راضي عني يا فارس؟

شهق وجعا وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة من شدة الالم والبكاء ثم قال بهدوء:
-راضي عنك يا سلوى طول عمري قلبي راضي عنك لحد ماموت، والله راضي عنك يا سلوى راضي عنك.

ابتسمت له وكانت تلك هى الابتسامة الأخيرة، وضع يدها على عينيه وهو يكرر تلك الكلمة:
-راضي عنك والله يا حبيبتي راضي عنك بس خليكي معايا ماتسيبينيش يا سلوى، خليكي معايا.

شعر بثقل يدها فرفع رأسه مسرعاً ينظر إليها، وجدها تنظر إلى السقف بأعين ثابته، امسك بكتفها يهزه برفق وهو ينادي:
-سلوى؟ سلوى؟ لا يا سلوى لا.

انهار من البكاء وعلت صرخته وهو ينادي باسمها، حاول أن يتملك أعصابه حتى يتم مهمته الأخيرة في حياتهما معا وهي أن يودعها ويحسن إليها في فراقها إلى آخر لحظة لها بجواره، قام بتسبيل عينيها ورفع الغطاء على وجهها، ثم دخلت الممرضة تركض إليه تسانده، وضربت جرس الانذار لاستدعاء الطبيب، وأخذوا السيد فارس خارجاً وهو بين الوعي واللاوعي، حتى فقد وعيه جراء انخفاض في ضغط الدم.

عاد فوزي إلى المنزل ومعه فارس الصغير فلم يجد أحدا، أخبرته جارتهم أنهم ذهبوا لدفن السيدة سلوى، طلب منها فوزي أن تعتني بفارس الصغير حتى يعود، أخذته منه وغادر إلى المقابر ليقف جانب السيد فارس، بعدما ذهب الجميع من على قبر سلوى، استعد السيد فارس للذهاب فتعسرت قدمه وكاد أن يسقط، فوضع يده فوزي تحت يده يسانده ويمسك بها من خلفه، نظر السيد فارس ظن أن أحدا لا يعرفه يستعد لشكره:
-شكرا يبني كتر خيرك.

فوجد فوزي جواره فقال وهو بيكي بقهر:

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل