روايات

رواية ليلي وفوزي الفصل الثالث والرابع حصريه وجديده

رواية ليلي وفوزي الفصل الثالث والرابع حصريه وجديده

-شكراً يبني شكراً يبني.

ضمه إليه فوزي بشدة وهو يبكي بين أحضانه ويقول:
-بترجاك سامحني عمو فارس بترجاك سامحني، والله ما كان قصدي يحصل كده، ماكنتش أعرف ان الموضوع هايوصل لكده، والله العظيم ماكنت اعرف ان ده هيحصل، سامحني بترجاك عمو فارس.

-دفعه السيد فارس بعيداً عنه بشدة حتى كاد أن يسقط ثم أقبل عليه يمسك به من ياقته:
-فين فارس يا جبان فين فارس؟ انت لو مش جبان مكنتش عملت كده ف بنتي بعد ماعتبرتك ابني يا حقير، فين فارس انطق؟

-بترجاك اهدي شوية فارس هنا في البيت.

ترك عنقه وملأ الفرح الحزين ملامحه، دفعه بعيدا وذهب:
-فارس هنا يا سلوى فارس رجع، انا جاي يا حبيبي انا جاي يا ليلى فارس رجع.

ترك المقابر وذهب إلى المنزل وتبعه فوزي إلى هناك، عندما ترجل من سيارته وجد طفل صغير بعمر العام يمشي بخطوات متعسرة أمام المنزل وهو يقول:
-ماما، ماما.

ركض إليه يحمله وهو يبكي ويحتضنه بشدة حتى بكى فارس الصغير، فقال له:
-لأ يا جدوا لا ماتزعلش يا حبيبي انا هنا معاك اهو، انا هنا اهو، تروح لماما؟ ماما يا فارس؟

-ماما.
-اه يا حبيبي ماما ماما اللي بتموت من يوم ما مشيت يا عمري، يلا تعالى نروح لماما تعالي يا قلبي.

دخل السيد فارس المشفى وهو يحمل فارس الصغير مستعدا للذهاب إلى ابنته وهو على يقين أنه سيعيدها إليه مرة اخرى، فوجد الممرضات والأطباء يركضن إلى غرفة ابنته، تعجب وبدأ يتساءل ما الأمر؟ فأخبروه أن حالة المريضة حرجة ويحاولون السيطرة عليها لكن..

الفصل الرابع

في قصر السيد ضاهر تضع روبا الفطار على طاولة الطعام، قدم السيد ضاهر وجلس على مقعده منتظرا حضور ابنه فوزي لمشاركته الإفطار وحفيده الصغير، نظر إلى ساعته ثم قال:
-فوزي اتأخر ليه كل ده يا روبا؟ هو لسه نايم لحد دلوقتي والا ايه؟
-لأ يا بيه السيد فوزي صحي الصبح بدري، وطلع يتمشي شوي مع فارس بيه الصغير، وقالي اني ابلغ حضرتك ماتستناهوش على الفطور.

همهم باستغراب قائلاً:
-امممممم طيب اذا كان كده قدمي الفطور رجاءا، وقولي لمصطفى يحضر العربية انا هطلع بعد شوي.

-بامرك يا بيه.

قدمت روبا الفطور والقهوة للسيد ضاهر، دخلت إلى المطبخ تخبر مصطفى بتحضير السيارة:

-مصطفى البيه عايزك تحضر العربية، قال إنه هيطلع بعد شويا.

استغرب مصطفى من طلبه، لم يكن معتاداً أن يخرج من المنزل في الصباح:

-ماقالكيش هو رابح فين؟ غريبه ده عمره ما عملها.
-لأ ماقاليش حاجة، حتى أنه استغرب من طلعت السيد فوزي وفارس الصغير، كأنه في حاجة حصلت، مش عارفة.

-طيب دلوقتي نعرف في ايه، يا خبر انهاردة بفلوس بكرة يبقا ببلاش، انا هروح احضر العربية، في حاجة لزماكي من بره اجبهالك معايا؟
-اه خد الورقة دي فيها لسته بالطلبات، عايزها علشان العشاء.
-عنيا يا ستي روبا حاضر، سلام.
-سلام يا حبيبي.

~~~
في تلك السيارة الفخمة من ماركة المرسيدس، صعد السيد ضاهر وسائقه مصطفى، كان السيد ضاهر بكامل اناقته بالزي الرسمي وبيده عصاه التي يتفاخر بها المطلية يدها بماء الذهب،
قال له مصطفى وهو يحمل:

-احم احم على الشركة يا بيه إن شاء الله؟
-لأ يا مصطفى، هانروح بيت ظافر بيه.
-خير إن شاء الله في حاجة يا بيه؟
-من امتى بتسأل يا مصطفى؟
-العفو يا بيه بس افتكر فيه حاجة لاقدر الله، حضرتك يعني مش متعود تطلع بدري كده وعند ظافر بيه كمان، يعني استغربت الموضوع بس مش اكتر، يعني لو في حاجة اقدر اساعد فيها.
-سوق وانت ساكت يا مصطفى.
-احم حاضر يا بيه تحت امرك.

~~~

وقف السيد فارس أمام غرفة ابنته في المشفى متجمدا، كأن الزمن توقف به، تدور الدنيا حوله اطباء وممرضات واناس آخرون وهو يقف في صمت، فقط ينظر إلى باب تلك الغرفة، كل ما يجول في خاطره أنه سيفقد ليلى كما فقد أمها، إلى أن علت صرخات فارس الصغير وأعادته للوعي مرة أخرى.

حمله بين يديه ونظر إليه بتعين دامعة، ثم طرأت له خاطرة أن هذه رسالة،ليس هناك من سيعيد ليلى للحياة سوى فارس كما اعاده إلى وعيه مرة أخرى، ركض إلى تلك الغرفة بفارس وجد ثلاث اطباء يقفون على رعايتها، أحدهم يتابع النبض والآخر يفحصها ويتفقد عينيها، والآخر يقف على جهاز الصدمات الكهربائية مستعداً للحظات حرجة قد تمر بها المريضة.

تقدم السيد فارس بالطفل فلمحه طبيب النبض وحاول منعه من الدخول:
-ممنوع يا فندم من فضلك انتظر برا، لو سمحت ممنوع حضرتك معاك طفل صغير.
-لو سمحت يا دكتور دي بنتي خليني ادخل، والولد ده ابنها، هو السبب في حالتها دي من فضلك، هو الوحيد اللي هايدر ينقذها ويرجع بنتي ارجوك خليني ادخل بيه.

لم يتأثر الطبيب بحديثه ولا بدموعه وبكاء الطفل، بالطبع واجبه المهني يحتم عليه فعل ذلك، فلا مجال لعواطف قد تكون سببا في خسارة احد المرضى، بالرغم من ذلك دخل السيد فارس رغما عنه، بعدما اخبر الطبيب أنه سيخرج واعطاه الطبيب ظهره فدفعه متقدما إلى سرير ابنته وهو يقول بصوت مرتفع مع صرخات الطفل التي تزداد من الخوف:

-ليلى فارس رجع يا ليلى، قومي يا بنتي هديه ف حضنك، فارس خايف يا ليلى محتاجلك، قومي يا ليلى.

في تلك اللحظة صرخ فارس الصغير من الخوف جراء هذه الاصوات والاشخاص اللذين لا يعرفهم من حوله، فصدعت تلك الصرخة في اذني ليلى ووالدها يقول:

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل