روايات

الفصل السابع والستون

نادر بضحك: “ماهو قاعد معانا أهو؟”
سبيدو بتريقة: “قاعد جسد لكن عقله وأفكاره كلها هناك في النص الحلو.”
مؤمن أخيراً نطق: “هو مين اقترح فكرة القسمة دي؟ الرجالة في مكان والحريم في مكان؟ يعني انتو كلكم إخوات في بعض فليه اتقسمتوا؟”
سيف بصله: “والله يا ابني ما عارف، أنا مرة واحدة لقيتهم بيقولوا يلا ولقيت البنات بيبعدوا.”
مؤمن باستغراب: “يعني مراتك انت عملالك الليلة دي كلها علشان في الآخر تسيبها وتيجي تقعد القعدة دي؟”
سيف بصله: “تصدق تخلف فعلًا؟ مين صح اللي اقترح القسمة دي؟”
الكل بص لبعضه بدون ما حد يرد، زي ما يكون محدش فيهم أصلًا اللي اقترح القسمة دي، أمال إيه مصدرها؟ وليه كل واحد ساب مراته؟

عند البنات قاعدين كلهم في دايرة وبيتكلموا مع بعض. ملك بفضول: “جبتي فكرة السباق منين يا همس؟ يعني ليه ما عملتيش حفلة هناك؟”
همس ابتسمت: “في مرة كان سيف بيحكيلي عن السباق والسرعة المجنونة وحسيته بيتكلم بحماس وعينيه بتلمع، وعرفت إنه عاشق للسرعة وللأدرينالين وقت السرعة المجنونة وبيحنلها بس واخد قرار يبعد، فقررت أرجعله شوية ذكريات من الماضي.”
هند بتأكيد: “تحسيه فعلًا كان مفتقد الجو ده، وهو خارج من عربية السباق كان مبتسم بشكل مختلف، الفرحة كانت بتشع من جواه.”
آية بتأكيد: “زمان لما كان سبيدو بينظم سباق، سيف كان بيروح ويرجع الصبح كأنه س*كران بالظبط، مبسوط؟ غريب؟ ما تفهميش الحالة اللي بيرجع بيها. كان ديمًا يتخانق هو وبابا على السباقات دي وحتى لما منعه كان بيهرب ويتسحب ويروح يحضرها، مبطلهاش غير بعد ما اتخرج فعلًا وسافر بره وكان يرجع الإجازة لازم يروح يحضرها حتى لو مش هيشارك فيها، بس كان مفتقدها جدًا.” (بصت لهمس) “برافو عليكِ إنك فكرتي في حاجة زي دي، هو كان مفتقدها جدًا حتى لو قال عكس ده.”
همس ابتسمت بفرحة: “مع إني ندمت بعد ما شفت العربيات بتتحرك وخوفت عليه.”
آية بحب: “ما تفكريش في اللي فات، سيف محترف، وبعدين هو غيرنا، بتلاقي عقله شغال في أصعب الظروف.”
همس بتهكم: “هتقوليلي، ما أنا عارفة، ما قلتلكمش على شهر العسل لما العربية فراملها سابت مننا وفضل يشرحلي في قوانين الفيزا وإحنا حرفيًا بنمو*ت.”
كلهم ضحكوا وهي مكملة: “حرفيًا بجد العربية بتطوح يمين وشمال وأنا بصوّت وهو يقولي” (قلدته بتريقة) “قوانين الحركة يا هموس، نسيتيها، الاحتكاك يا هموس، أبو هموس إحنا بنم*وت أصلًا.”
استمر الضحك كتير وهي بتحكي الموقف بطريقتها، لحد ما سكتت تاخد نفسها. هند سألتها باهتمام: “طيب يا همس طلع فعلًا فرامل سايبة ولا حاجة تانية؟”
همس بصتلها شوية بتفكير: “والله يا هند مش عارفة، هو قال صدفة والفرامل سايبة بس مش مصدقاه، سبنا الفندق وقعدنا عند إيليجا وبعدها غير البلد كلها، فمش حاسة إنه هيعمل كل ده لمجرد فرامل سايبة.”
آية بدفاع: “هو بس بيحبك زيادة فحب يطمن عليكِ وتكوني دايمًا في أمان.”
غيروا المواضيع بعدها. همس سألت ملك بفضول: “هو ممكن يكون تطفل مني بس ليه نور اطلقت من مؤمن؟ أنا حساها حد كويس أوي، ليه ما تدخلتوش؟ ولا إيه سر انفصالهم؟ خلونا نساعدهم؟”
ملك بأسف: “كلنا حاولنا يا همس، نور مصرة وراكبة دماغها ومش بتسمع لحد فينا.”
همس باقتراح: “طيب ندخل إحنا نصلح بينهم؟ تعالي انتِ من ناحية نور وأنا وسيف من ناحية مؤمن ونجمعهم من تاني علشان خاطر إينو العسل ده.”
ملك برفض: “لا طبعًا، نور مش قابلة تدخل أي حد فينا وراكبة دماغها بشكل صعب، إحنا كلنا حاولنا معاها، كلنا بنحب مؤمن أصلًا وشايفينها بتخسر بس هي مصرة وبتعاند الكل، ومش واخدة بالها إنها هي الخسرانة الوحيدة، أو هي وابنها للأسف اللي أكتر واحد هيتضرر من الانفصال ده.”
غيروا الكلام تاني فهمس لاحظت هالة مش مشاركة معاهم في الكلام ومركزة في موبيلها، فمرة واحدة شدت من إيدها الموبيل قفلته: “إحنا كلنا سايبين رجالتنا مش سيادتك بس، وبعدين ده انتِ الوحيدة اللي مخطوبة، اللي كده كده ده أخرك تتشاتي، لكن إحنا كان ممكن نكون في أحضانهم دلوقتي.”
هالة باستغراب: “ولما كان ممكن تكونوا في أحضانهم قاعدين في البرد حوالين النا*ر بنعمل إيه؟ مين صاحب الفكرة الغتيتة دي؟”
كلهم بصوا لبعض باستغراب، وآية بصت لهمس: “انتِ اللي قولتيلي يلا هنسهر سهرة بناتي.”
همس اعترضت: “أنا ملك اللي قالتلي يلا.”
ملك بصتلها، بعدها بصت لهند: “هند اللي قالتلي.”
كلهم بصوا لهند اللي علقت بحرج: “انتو هتجيبوها فيا ولا إيه؟ أنا مالي؟ أنا اتقالي زيكم.”
همس بحيرة: “مين قالك؟”
هند عنيها وسعت: “ماما وحماتك يا أختي.” (كلهم اتصدموا وبصوا لبعض بحيرة وهند كملت) “الاتنين قالولي إنكم كلكم اتفقتوا تسهروا سهرة حريمي، والرجالة كذلك، وقالولي أروح أبلغ ملك، فروحت بلغتك.”
ملك بدفاع: “فعلًا، وقولتيلي أروح أشد همس علشان مش قادرة تمشي لعندها وهي مع سيف هتنسى الدنيا باللي فيها.”
همس وقفت: “أنا بعلن انتهاء السهرة الحريمي دي وهروح لحضن جوزي، على الأقل يدفيني بدل الن*ار دي.”
آية وقفت: “وأنا معاكِ.”
ملك هتقوم بس بصت لهند: “هتيجي لبدر ولا إيه، نبعتهولك هنا؟”
مسكت إيدها ساعدتها وقامت معاها: “هاجي معاكم طبعًا.”
هالة وقفت، إيديها في وسطها: “طيب إيه، وأنا؟ كلكم متجوزين أنا وهو إيه؟”
همس ضحكت: “تقعدوا جنب بعض مؤدبين ومحترمين وتحقدوا علينا في صمت.”
هالة بصت لآية: “انتِ زيي صح؟ انتو لسه متجوزتوش، هتقعدوا محترمين؟”
آية ضحكت: “سبيدو كتب الكتاب علشان خاطر سيف بس ما يعرفش يتكلم.” (كلهم ضحكوا بس هي كملت) “بس اطمني، طالما سيف قاعد هتلاقينا مؤدبين ومحترمين.”
اتحركوا كلهم ناحية الشباب اللي كانوا لسه هيعملوا نفس الخطوة. الكل هيص بقربهم، وكل واحد أخد مراته جنبه أو في حضنه تحديدًا.
سيف بفضول: “نفسي أعرف مين فيكم اقترحت فكرة البنات لوحدها والرجالة لوحدها؟”
البنات ضحكوا كلهم وملك علقت: “ليه ما يكونش حد من الرجالة اللي اقترح ده وقال لمراته؟”
نادر رد: “لا الرجالة بريئة من الاقتراح المجحف ده، الفكرة دي حريمية بحتة، مين بقى فيكم يا حلوات؟”
همس علقت: “خمنوا طيب؟ مين ممكن يقترح اقتراح زي ده؟”
سيف بصلهم بتفكير: “انتِ لأ أكيد و…”
قاطعته باستغراب: “ليه أنا لأ إن شاء الله؟ ليه واثق في نفسك أوي إني مش هقدر أبعد عنك؟”
سيف بصلها يثبتها: “واثق في حبك يا روحي مش في نفسي، أنا لا يمكن أقترح سهرة انتِ بعيدة عني فيها، وقلت أكيد انتِ زيي ولا إيه؟”
همس اتثبتت ولقت نفسها بتبتسم بحب له: “دي حقيقة عمري ما هختار حاجة انت مش فيها.”
اتفاجئ الكل بمؤمن بيعلق بتهكم: “من يوم يومك وانت بكاش يا صياد، طبقت البت بكلمتين وحطيتها في جيبك، كلمتين يدوب.”
الكل ضحك وسيف علق: “ده إيه الحقد الطبقي ده؟ بعدين هل انت بتشكك في حبي لمراتي؟”
مؤمن بتراجع بسرعة: “لا أشكك إيه يا عم ربنا يخليكم لبعض، أنا بس مستعجب الرد اللي طلع في لحظة وقلبت التربيزة بسرعة بعد ما كانت متحفزة الابتسامة طلعت وبقيت روحي روحي.”
مروان: “ده اسمه فن التطبيق، واعتقد سيف ياخد المرتبة الأولى عن جدارة، عنده مقدرة غير طبيعية يكسب اللي قدامه في صفه.”
همس علقت: “ده إيه القر على الراجل ده؟ غيرانين منه؟ اتشطروا وقلدوه لكن ما تقروش عليه كده.”
سيف بحب: “روح قلبي انتِ ربنا يخليكِ ليا يا قمري.”
سبيدو لاحظ إن كل الأنظار بقت على سيف فحب يغير الموضوع فبص ناحية مروان اللي كان مبتسم وبيتكلم مع هالة: “سبحان الله الموبايل دخل جيبك وصوتك طلع؟”
مروان بحرج: “يعني هعمل إيه بالموبايل وهي كلها جنبي؟”
هيعلق بس آية سبقته: “سيب الواد وخطيبته في حالهم، لاحظ إنهم الوحيدين المخطوبين هنا.”
سبيدو تراجع بس سيف علق: “أمال سيادتك واللي جنبك ده تعتبروا إيه؟ معلش؟”
سبيدو رد عليه: “هو مش كنت شاهد حضرتك على عقد الجواز ولا إيه معلش؟”

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل