روايات

الفصل السابع والستون

سيف بتأكيد: “شاهد مقولناش، بس كلنا هنا متجوزين ماعداكم انتو لسه ما اتجوزتوش فتعتبروا في حكم المخطوبين لحد ما نعملكم فرح كده بإذن الله ونجوزكم، قبل ده بيوم تبقوا لسه مخطوبين.”
سبيدو باصرار: “كلامك على عيني وعلى راسي بس ده ما يمنعش إنها مراتي، شرعًا وقانونًا وعرفًا مراتي.”
سيف هيرد بس مؤمن وقف: “لا أنا ولا سني ولا مرارتي يسمحولي أسمع الجدال الأزلي ده بين أصحاب واحد فيهم مرتبط بأخت التاني، هقولكم تصبحوا على خير.”
سيف وقف معاه: “انت هتروح فين دلوقتي؟”
مؤمن: “هرجع القاهرة.”
سيف بيتحرك من مكانه بس خبط سبيدو في ظهره وهو معدي من وراه علشان يقوم وبالفعل قام معاه ورا مؤمن: “خليك هنا والنهار له عيون.”
سيف أكد كلام سبيدو: “بالظبط خليك للصبح.”
مؤمن باصرار: “لا غير كده أصلًا ما عملتش تشيك إن في الفندق.”
سيف بصله بسخرية وسبيدو كذلك: “انت بتهرج صح؟ تشيك إن إيه وبتاع إيه؟ الفندق كله تبعنا أصلًا.”
سيف بتأكيد: “أي مكان يعجبك بات فيه للصبح.”
مؤمن بهزار: “هتنومني معاك يا صياد يعني؟”
سيف جمد للحظة بعدها علق: “يعني الفندق فيه بتاع عشرة آلاف أوضة، طلبت معاك أوضة قرمط الغلبان؟”
ضحكوا الثلاثة ومؤمن علق: “قرمط الغلبان؟ انت بتجيب الألفاظ دي منين يا ابني؟ اتغيرت يا صياد؟”
ضحك وعلق بدفاع: “انتو ناسيين إني متجوز طالبة جامعية؟ أكيد بجيب الألفاظ دي منها، هي كل شوية تقول قرمط الغلبان، ما عرفش يطلع إيه قرمط ده بس اهو كناية عن الغلبان اللي عايز تضيع ليلة عيد ميلاده.”
مؤمن بذهول: “أنا اللي بضيعها؟ ليه ما انت ما شاء الله قايم بالواجب وزيادة، انت وصاحبك من سباق لرقص لسهرة حوالين النا*ر، انت ما تتواصاش صراحة.”
سيف بإقرار: “في دي والله عندك حق، المهم خليك للصبح.”
سبيدو كمل: “أوضتي أنا فيها لوحدي وفيها سريرين، تعال معايا للصبح.”
مؤمن: “انت هتطلع تنام دلوقتي؟”
سبيدو حط إيده على شعره بحرج: “ده إيه السؤال المحرج ده؟ لا طبعًا مش هنام دلوقتي، هسهر مع أخت الواد ده.”
سيف بغيظ: “أبو أم تناحتك يا أخي، هتخليني أندم على اليوم اللي وافقت ترتبط فيه بأختي، أقسم بالله.”
سبيدو ضحك بعدها علق بجدية: “المهم خليك معانا للصبح وربك يسهلها.”
قاطعهم بدر اللي واقف بهند ياخدها ويطلع واعتذر منهم لأن هند عايزة ترتاح، بعدها نادر وملك، آية وهالة واقفين برضه، وهمس ومروان.
سيف: “يلا علشان الكل محتاج يرتاح، مؤمن خليك للصبح بقى يلا كلنا على الفندق.”
اتحركوا كلهم ورا بعض للفندق ودخلوا، كل واحد راح للشاليه بتاعه، سبيدو طلع مفتاح أوضته أداه لمؤمن علشان يطلع يرتاح فيها.
سيف بص ناحية هالة وأخته: “أعتقد الساعة ٣ كفاية أوي سهر ولا إيه؟”
مروان بتفهم: “آه كفاية، يلا يا هالة هوصلك لحد أوضتك.”
أخدها واتحرك، وآية محتارة تعمل إيه، فسبيدو بيسألها: “عايزة تنامي؟”
همست بتردد: “لأ بس سيف؟”
طمنها: “أنا هكلمه بس المهم انتِ عايزة تقعدي شوية ولا تطلعي ترتاحي والصبح بدري نتقابل؟”
ردت بابتسامة: “خلينا سهرانين للصبح؟”
ابتسم وراح لسيف اللي كان منتظر قرارهم: “أنا وآية هنتمشى شوية على البحر ساعة كده وبعدها هوصلها بنفسي لأوضتها، تمام؟”
سيف بتردد: “انتو مع بعض حرفيًا من الصبح وما فتحتش بوقي بحرف، مش كفاية؟”
سبيدو باستنكار: “يعني المفروض أزهق منها وأكتفي من يوم يعني ولا إيه؟”
سيف: “يا ابني ولا قولت تزهق ولا تكتفي، بقول كفاية سهر، الفجر خلاص.”
سبيدو بجدية: “سيف أنا عايز نقعد مع بعض شوية تاني، فهل ده هيضايقك؟ سيبك من اكتفينا وما اكتفيناش، هل ده يضايقك؟”
سيف باستسلام: “يضايقني أو لا، انت قولت من شوية هي مراتك.”
سبيدو مكنش عايز يضايق صاحبه فعلق: “بس زي ما انت قولت هي لسه مش في بيتي، وبعدين رأيك يهمني ويفرق معايا، وأكيد مش عايز أعمل حاجة تضايقك مني أو منها، فزي ما هتقول هنعمل، هتوافق نسهر شوية خير وبركة، شايف إن كده كفاية هوصلها لأوضتها، والنهار قرب أصلًا؟ قولت إيه؟”
سيف اتنهد باستسلام: “قولت إني حطيت إيدي في إيدك وسلمتهالك وبقت مراتك، فمعنديش أدنى شك إنك مش هتحافظ عليها، اسهروا براحتكم، تصبحوا على خير.”
سبيدو أخد آية وراحوا ناحية البحر، وسيف أخد همس وراحوا ناحية الشاليه بتاعهم، في الطريق همس قعدت في الأرض: “لحظة يا سيف مش قادرة خلاص أمشي بالكعب العالي ده.”
قلعت الصندل وقامت بتهالك وهي ماسكة إيده: “أنا حاسة إني خلاص هيغمى عليا من التعب.”
سيف قرب منها وشالها بين إيديه وهي لفت إيديها حوالين رقبته فصندلها خبطه في ظهره: “حاسبي بس صندلك ده اللي حطيتيه في قفايا.”
ضحكت: “حاضر بعيد أهو.”
دفنت وشها في كتفه وإيديها الاثنين حوالين رقبته بصندلها اللي على ظهره.
في الطريق مر على شلة كبيرة من الطلبة، لمح فيهم أصحاب همس كلهم وكام حد يعرفهم شكلًا من الدفعة، فعلق بحرج لهمسته: “ربنا يسامحك، زمايلك كلهم سهرانين.”
رفعت وشها بصتله: “فين؟”
بدون ما يبص ناحيتهم: “قدامنا وكلهم عينهم علينا وشايفينا.”
همس ابتسمت: “بجد شايفينا متأكد؟”
سيف استغرب: “آه متأكد ليه؟”
همس ابتسمت بخبث: “علشان أكيد هيرغوا علينا باقي الليلة.”
سيف: “أكيد علشان شايلك يا روحي ”
باسته في خده بمرح، نزلها وهمسلها: “بعد عملتك دي تنزلي تمشي زي الشاطرة.”
ابتسمت واتفاجئت إنهم أصلًا جنب الشالية بتاعهم، فجرت ناحيته ووقفت قدام الباب وهو ماشي بخطوات واثقة وراها، لحد ما وصل عندها كانت واقفة ساندة ظهرها على الباب وهو طلع المفتاح فتح الباب وهي واقفة بين إيديه. الباب اتفتح بصت وراها وبصتله: “شيلني لجوه.”
وطى شوية ولف دراعاته حواليها ورفعها فسندت بإيديها الاتنين على أكتافه وبتضحك: “مش كده.”
دخل وقفل الباب برجله وراه.
شلة همس بره فضلوا شوية كتير يتكلموا عنهم ويتغزلوا في علاقتهم وحبهم.
سيف نزل همس وهيقرب منها أكتر بس رجعت لورا خطوة: “ينفع تديني دقيقة؟”
هي بترجع لورا وهو بيقرب عليها مبتسم: “تعملي بيها إيه الدقيقة؟”
ابتسمت بحرج: “هدخل الحمام وأغير هدومي، ينفع؟”
ابتسم زيها: “ينفع.”
بترجع لورا بظهرها وهو متابعها بعنيه ومبتسم لها أما هي فبتأكد: “دقيقة، بس دقيقة.”
ضحك: “مستنيكي براحتك يا روحي.”
فتح زراير قميصه وهيقلعه بس غير رأيه وفتح البلكونة وطلع وقف فيها بالرغم من إنه عارف إن في أنظار كتير هتبقى عليه، بس مش هينور أي نور وهينتظرها في الهوا الطلق لحد ما تطلع لأن همس ممكن تلطعه نص ساعة.
أصحاب همس شافوه بالرغم من الظلمة فبيهمسوا عليه.
عبدالمقصود: “شكلهم اتخانقوا ولا إيه؟ طردته بره معقولة؟”
مي ضحكت: “عينكم أعوذ بالله منكم.”
أحمد خلفاوي: “لا ممكن يكون طالع يشم هوا.”
عبدالمقصود: “يعني داخل شايلها علشان يطلع بعد دقيقة واحدة يشم هوا؟ لا دول اتخانقوا.”
هبة: “يا جهلة ده منتظرها، تلاقيها عايزة تغير بس فقالتله يطلع بره.”
عبدالمقصود باعتراض: “لا طبعًا تطلعه بره علشان تغير؟ انتِ عبيطة يا بت، دول متخانقين، عينينا جابتهم الأرض وربنا يستر ويتصالحوا.”
باقي الطلبة اللي معاهم كل واحد خمن سبب طلوع سيف، بس الأغلبية أجمعوا إنهم متخانقين.

سيف سند بظهره على سور البلكونة وعينه على جوه منتظرها تطلع، بس زي ما توقع أخدت ٢٥ دقيقة اللي قالت دقيقة واحدة.
همس طلعت استغربت إنه مش في الأوضة، لمحته بره فقربت بتشاورله وهو شافها وانبهر بالقميص اللي لبساه، بس فضل مكانه وما أظهرش أي انفعال. فقربت أكتر وهو بهدوء: “ما تطلعيش.”
همس من جوه: “أكيد مش هطلع، تعال انت.”
همس مسكت الستاير كساتر لها وهو واقف: “انتِ واخدة بالك إنك قولتِ دقيقة؟ يعني آه مش هتاخدي دقيقة بالمعنى الحرفي بس نقول خمسة؟ عشرة؟ لكن نص ساعة كتير أوي يا همس، بجد كتير.”
همس عقدت حواجبها: “سوري تعال بقى.”
سيف واقف مكانه: “معدش ليا مزاج للأسف، الانتظار رخم فبيقفل الواحد.”
همس بغيظ: “مش هتيجي يعني؟”
سيف بلامبالاة: “مش هاجي، اغريني.”

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل