روايات

الفصل السابع والستون

همس شهقت: “نعم؟ لا شكرًا، مش عايزاك تيجي، انت الخسران أصلًا.”
قفلت الستارة ووقفت متغاظة منه، بعدها شدت الروب لبسته وقفلته كويس عليها وشدت الستارة ووقفت في الباب مخرجتش. فهو كان التفت للبحر، ولما سمع صوت الستارة بص لها من فوق كتفه: “قولتلك ما تطلعيش.”
همس: “لبست روب.”
لفلها يواجهها وسند باسترخاء تاني وربع إيديه: “ادخلي ارتاحي بجد شوية وهحصلك.”
قربت منه وقفت قصاده مباشرة.

العيال اللي متابعينهم متحمسين إنهم يتصالحوا لو متخانقين لأنهم مش قادرين يحددوا حالتهم إيه.

همس قصاد سيف: “اتأخرت علشان غيرت هدومي وأخدت شاور سريع وجهزت هديتك، كانت تايهة مني.”
سيف كان ناسي تمامًا قصة الهدية: “اللي هي إيه بقى الهدية دي؟ قوليها يمكن…”
قطع كلامه لما هي اتضايقت ولفت علشان تسيبه وتدخل، فمسك دراعها: “استني هنا بكلمك.”
همس بتشد دراعها: “انت رخم، هدخل أنام ونفضها سيرة الليلة دي بقى علشان الناس باصلنا فيها أصلًا.”
ابتسم وشدها من دراعها عليه: “هي مبصوص فيها حقيقي، بس ده لا يمنع إني بجد دمي اتحرق وأنا قاعد منتظرك هنا.”
همس رفعت وشها تواجهه وبتتكلم وهي قريبة منه لدرجة شفايفها أصلًا لامسة شفايفه وهي بتتكلم كنوع من الإغراء: “طيب ما هو أنا عايزة كل حاجة مميزة، أعمل إيه؟ ده جزاتي؟”
حاول يبوسها بس بعدت عنه، فملحقش يمسكها ودخلت لجوه: “عايزني تعال عندي.”
دخل وراها وقفل البلكونة، ومسكها من الروب فكه ورماه بعيد وشدها لحضنه: “إيه هي هديتي؟”
ابتسمت ورجعت خطوة لورى ورفعت إيديها كأنها بتعرض نفسها: “لو قولتلك أنا هديتك هتقولي إيه؟”
بصلها كلها بحب وتمني وقرب منها شدها لحضنه: “هقولك كفاية أوي عليا وجودك في حضني.”
استسلمت لحضنه ولقربه ولقبلاته الساخنة على كل مكان في وشها وهي مستمتعة بلمساته.
هيشيلها بس وقفته بهمس: “استنى هديك هديتك.”
همسلها: “أنا بجد مش محتاج في اللحظة دي غيرك انتِ وبس، انتِ أجمل هدية يا همس.”
مسكت وشه بإيديها الاتنين: “عندي ليك هدية تانية بس مش عارفة أديهالك إمتى؟”
مسك إيديها الاتنين من على وشه وباس كل إيد: “ينفع أخد هديتي الأولى، بعدها نشوف الهدية التانية.”
بصتله بحيرة: “هديتك الأولى اللي هي إيه؟”
ابتسم: “مش قولتي انتِ هديتي؟ فأنا عايزك انتِ الأول.”
ضحكت: “أنا على طول معاك و…”
قاطعها وهو بيشيلها: “ما تبطلي رغي بقى شوية.”
سكتت عن الكلام المباح وسابته هو يتكلم بالطريقة اللي بيحبها.
سيف وهمس الاثنين نايمين قصاد بعض باسترخاء تام، عينيه في عينيها، كلامهم يدوب همسات بيسمعوه بقلوبهم. قمة الحب لما العيون والقلوب تتكلم. سيف رفع إيده لوشها بيبعد شعرة لازقة في خدها، بعدها قرب وباسها بشغف، ورجع تاني مكانه قصادها، بس إيده فضلت تملس على شعرها بحب: “النهارده كان يوم مميز بجد يا همس، كل حاجة مميزة فيه، ما تخيلتش أصلًا إنك هتعملي كل ده علشاني.”
استغربت وردت بهمس زيه: “ولو مش هعمل كل ده علشانك انت هعمله لمين ،أنا بحبك بطريقة لا يمكن تتخيلها مهما تحاول.”
ابتسم: “إزاي لا يمكن أتخيلها وأنا بحبك بنفس الطريقة دي؟ الطريقة اللي مفيش كلام أصلًا ممكن يوصفها أو يعبر عن إحساسك، صدقيني عارفها كويس، لأني مهما أقولك بحبك عمري ما هقدر أوصلك برضه بحبك قد إيه. همس أنا وجودي دلوقتي قصادك وانتِ بين إيديا ده قمة سعادتي وقمة متعتي، مكتفي بيكِ عن الكون كله، مستعد أقضي حياتي كلها بين إيديكِ وبس.”
سندت على إيدها علشان تقرب تبوسه بحب، يمكن تعرف ترد على كلامه ده.
رجعت تاني قصاده: “مش عايز هديتك طيب الخاصة؟”
مكنش في دماغه أي حاجة نهائي ممكن تخطر على باله: “لو قولتلك مكتفي بيكِ هتقولي إيه؟”
ابتسمت: “هقولك إني حاليًا أسعد واحدة في الكون، بس عندي حاجة هتفرحك أكتر وأكتر.”
استغرب وفضوله اتكلم: “إيه هي؟”
اتعدلت، فهو اتعدل زيها مترقب هتجيب إيه؟
فتحت الكمود جنبها وجابت علبة صغيرة على شكل هدية، عطتهالُه وباستُه: “كل سنة وانت حبيبي وفي حضني ومعايا.”
ابتسم: “وانتِ كمان يا روحي، بس إيه اللي ممكن يكون في العلبة دي أجمل من كل اللي حصل؟ لا يمكن يكون فيها حاجة أجمل من اللي عشناه وحسيناه أنا وانتِ يا همس.”
ابتسمت وقربت، سندت على كتفه: “افتحها وشوفها وبعدها احكم، يمكن يكون اللي فيها أجمل.”
سيف تخيل إن فيها ساعة مثلًا، زراير بدلة، كرافت، أي حاجة من الحاجات اللي بيستعملها، واستغرب إزاي هي متخيلة إن في حاجة مادية ممكن تفرحه أكتر منها هي نفسها؟
همس بتشجيع: “افتحها حبيبي.”
بصلها على كتفه وخ*طف بوسة سريعة، بعدها فتحها، بس مفهمش هو إيه اللي فيها أصلًا، كانت حاجة طويلة مفهمهاش، وبصلها: “إيه دي؟”
همس استغربت: “انت بجد مش عارف إيه دي؟”
سيف بحيرة: “لا مش عارف إيه دي؟”
هيمد إيده يمسكها، فمسكت إيده وبذهول: “بجد مش عارف إيه دي؟”
بصلها بحيرة: “يعني بجد مش عارف؟ هضحك عليكِ ليه لو عارف؟”
مسكها وحركها يمين وشمال: “مش مكتوب عليها أي حاجة غير علامة الـ + فقط، فإيه هو اللي بوزتيف؟”
همس بصتله بصدمة: “تصدق تخيلت ألف سيناريو وألف ردة فعل إلا إنك تطلع مش عارف إيه ده أصلًا؟”
سيف بتأثر: “سوري يا حبيبتي بجد، بس غششيني طيب وهعملك الريأكشن اللي انتِ عايزاه.”
بصت حواليها، أخدت قميصه من على الأرض ولبسته، فهو شدها بسرعة: “انتِ زعلتي؟ رايحة فين؟”
بصتله بحيرة: “مش رايحة في مكان، هفضل في حضنك.”
أخدها في حضنه: “مش هتقولي إيه هو اللي بوزتيف؟”
ابتسمت: “حبي ليك.”
ضحك: “هم بقوا بيعملوا اختبار للحب؟”
ضحكت زيه: “بالظبط هو اختبار للحب.”
سكتوا شوية، بعدها علقت: “هو اختبار الحب يا سيف بجد.”
بعدت نفسها عن حضنه علشان تكون قصاده، ومسكت إيده حطتها على بطنها وكررت: “اختبار للحب بالظبط كده.”
سيف حاول يحلل المعلومات اللي عنده بطريقة عملية لأن الرومانسية مش نافعة: اختبار نتيجته إيجابية، اختبار للحب، حطت إيده على بطنها، إيه اللي ممكن يكون فيه اختبار وله علاقة ببطنها؟ فكر يا سيف انت مش غبي للدرجة دي؟ عندك معطيات ومحتاجين النتيجة، احسبها زي ما بتحسب المسائل وتحلها، معطياتك: اختبار، نتيجة إيجابية، بطن… إيه اللي ممكن يجمع كل دول؟ إيه يا سيف؟ ليه بتبصلك كده؟ ليه عينيها بتنسيك الكون أصلًا؟
ما تركزش في عينيها، ركز في المسألة اللي قدامك، ادرس معطياتك وطلع النتيجة، إيه النتيجة؟ يا غبي النتيجة واضحة وفي كلمة واحدة بس، ليه تايهة من بالك؟
سمع اسمه، فبص لعينيها وحس بلمسة إيدها بتضغط على إيده على بطنها. اختبار حب وبطنها؟ يا غبي اختبار حمل، الزوجة مش هتعمل اختبار غيره.
الكام لحظة اللي فاتوا كان صوت عقله عالي كده لدرجة إنه مش سامع غير أفكاره، لحد ما وصل لكلمة “حمل”، فهنا الصوت اختفى والكون كله رجعله مرة واحدة. رفع عينيه وبصلها، والحقيقة البسيطة صدمته، وهي من نظرة عينيه حست إنه فهم.
سيف بصدمة: “انتِ…”
همس ابتسمت وقالتها بتردد: “حامل.”
بالرغم من إنه هو اكتشفها، بس إنه يسمعها منها كان ليه تأثير تاني أكتر من صادم، فضل للحظات متجمد مش بياخد أي رد فعل وكرر الكلمة: “حامل؟”
همس اتوترت وخافت إنه يضايق، لأنه سبق ووداها عند دكتورة وواخدين قرار يأجلوا الحمل، فهل ممكن يزعل وتكون ضيّعت الليلة أصلًا؟
سيف مرة واحدة انتبه: “انتِ بتتكلمي بجد؟ متأكدة يا همس؟ انتِ بتاخدي حبوب و…”
قاطعته: “بطلتها من فترة، انت قولت ناخدها لفترة نضمن بس إن السنة دي تعدي على خير وما أولدش في أي امتحانات.”
نظراته خلتها تسكت، وهو مش عارف يعمل أي رد فعل، مش عارف ينطق ولا يتكلم ولا يفرح ولا يعمل أي حاجة، بس جمود. همس بتردد: “سيف، انت زعلان؟”
بصلها بحيرة: “زعلان؟ أنا زعلان؟”
مرة واحدة شدها عليه: “أنا، أنا… انتِ بجد حامل؟ متأكدة؟ يعني ده أكيد؟ مش شاكة مثلًا ولا…”
قاطعته بتأكيد: “سيف، أنا حامل.”
شدها تاني لحضنه ورجع مسك وشها: “بجد؟ مش شك؟ مش…”
قاطعته: “سيف، أنا…”
قاطعها بشفايفه، فضل يبوس كل حتة في وشها بهستيريا، بعدها بصلها تاني: “قولي تاني بجد؟”
ضحكت: “بجد.”

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل