روايات

الفصل الحادي والستون

سيف بصله: تصدق أنا غلطان لإهلك. اقفلي يا بنتي، روحي كملي مذاكرتك، ما يستاهلش يكلمها ولا يطمن عليها.
مروان بغيظ: بطل رخامة إنت وهي بجد.
سيف بيسأل همس وهو باصصله: نخليه يكلمها ولا إيه رأيك؟ عايز يطمن على الامتحان.
هالة قدامها بتشاورلها لأ بدماغها، بس همس ابتسمت: يطمن على الامتحان ويقفل، إديه الموبيل.
سيف مد إيده بالموبيل: كلمتين وتنجز.
مروان بحرج: طيب هطلع بره ينفع؟
ابتسم وشاورله يطلع يكلمها.
همس بتدي الموبايل لهالة اللي بتشاور بدماغها:
مش هكلمه، مخصماه ومش هصالحه.
همس قفلت الصوت: كلميه، اسمعيه وخليكِ زعلانة منه وخلي البلوك يجننه بزيادة، بس حرام طمنيه على الامتحان لأنه حاسس بالذنب ناحيتك.
هالة بصالها بتردد فهي أكدت: اسمعيه بس، ده برضه حبيبك وظروفه كانت وحشة وبيتخبط، مش قصده يزعلك ولا يجرحك صدقيني.وبعدين لو سيف حس للحظة إنه مش بيحبك وما يستاهلكيش مكنش سمح له أبدًا يكلمك، مش هو اللي يتصل علشان تكلميه.
أخدت منها الموبايل بتردد وهمس قامت:
هروح أعمل عصير نبل ريقنا، تكوني قفلتي معاه.
أخدت الموبايل وفتحت الصوت وسمعته: هالة، إنتِ سمعاني؟ هالة.
ردت وهي مكشرة كأنه شايفها: أفندم.
مروان اتنهد براحة أول ما سمع صوتها: طمنيني يا روحي، عملتي إيه في الامتحان؟ حليتي كويس؟
تكشيرتها زادت: وإنت بجد يفرق معاك عملت إيه؟ أصلًا لو يفرق معاك مكنتش جيت قبل امتحاني بيومين وقلعت دبلتك.
مروان بلهفة: سامحيني بجد، والله ما كنت في وعيي ولا كنت عارف أعمل إيه ولا أتصرف إزاي؟ كنت بتخبط وبس.
عاتبته: وليه ما اتكلمتش معايا؟ ليه ما شرحتليش ظروفك؟
ليه مخلتنيش معاك في الصورة؟ ليه ما خلتنيش أخد القرار ده معاك؟
معرفش يرد عليها فهي كملت: سيف لما ساب همس شرحلها الصورة كاملة وأخدوا القرار مع بعض لما ما عرفوش يوصلوا لحل، كان قرارهم الاتنين إنهم يبعدوا لحد ما الأمور تتصلح، بس هو شاركها ظروفه. لكن إنت طردتني وبس بره حياتك، قولتلي مالكيش مكان وقفلت الأبواب في وشي، وصراحة ده خوفني منك. إنت مش من النوعية اللي بيفتح قلبه لحد ويسمح لحد يشاركه حياته. يعني في أي مشكلة ممكن ألاقيك بتقولي إنتِ طالق، بره، روحي بيت أبوكِ زي ما عملت.
نفى بسرعة: لا يمكن أعملها، أنا مش قليل الأصل ولا بخون العِشرة ولا…
قاطعته بصوت مقهور: إنت صاحبك الأنتيم، صاحب عمرك، مكنش يعرف إن عندك مشكلة أصلًا. إنت بقالك سنة بتعاني مع أختك في ظروفها، وأقرب الناس ليك محدش عنده أي علم بأي حاجة. فإيه بقى؟
مروان سكت شوية بعدها حاول يشرح لها: حاولي تقدري موقفي يا هالة، حاولي تفهميني. سيف بالذات لو عرف بالمشكلة دي كان هيساعدني وكان هيحلها. سيف صاحب وجدع، ولو طلبت روحه مش هيتأخر عني، ده أنا واثق فيه.
استغربت: طيب ليه ما شاركتوش مشاكلك؟
رد: لأنها مشاكل مادية في وقت هو عنده أزمة مالية ضخمة. سيف نفسه ضحى بحبيبة عمره علشان يعرف يخرج من الأزمة دي. أبوه كان مستعد يتحبس علشانه.
وسط كل ده إزاي أقوله إني عندي أزمة مالية هاه؟
إزاي؟ بأي عقل ومنطق؟ فما قلتلوش من البداية ودلوقتي ما عرفتش أقوله. ولقيتني بتخبط لوحدي. خوفت أقولك توافقي تكملي معايا في ظروفي دي وتتحمليني وتتحملي وضع أكبر من طاقتك. لو واحدة من إخواتي جالها عريس وقال هيتجوزها في بيت أبوه مع أمه وأخته وعيالها اللي هو مسؤول عنهم، صراحة هرفضه ومش هرضاها عليها.
فإزاي أرضاها لحبيبتي؟ إزاي أكون أناني بالشكل ده؟
أمي وأختي دول مسؤوليتي وفي رقبتي ولا يمكن أتنازل عنها. لكن إنتِ إيه ذنبك؟ ليه تتحملي وضع زي ده؟
هالة زعقت: قرارى أنا، مش من حقك تاخد قرار نيابة عني.
ده قراري يا مروان.
زعق زيها: سعادتك مسؤوليتي، فالموضوع مش قرارك لوحدك. الجواز في بيت عيلة مش سهل. ومهما كان الناس متفاهمين، إلا إنه برضه مش سهل وما بيخلاش من المشاكل.
هالة علقت بتهكم: همس متجوزة في بيت عيلة وأهي مبسوطة مع سيف.
رد عليها بنفس التهكم: طيب اسأليها، مبسوطة بجد ولا إيه؟ يعني بالرغم من إنها متجوزة ملياردير وبالرغم من إن كل عيلته بيحبوها، بس برضه اسأليها عن كمية المشاكل اللي بتقابلها مع حماتها. اسأليها سابوا البيت كام مرة وراحوا لشقتهم وما رجعوش إلا بسبب المشاكل اللي حصلت الفترة اللي فاتت وسفر سيف. فلا يا هالة، القعدة في بيت العيلة مش حلوة ومش مقبولة. ما بتفرقش غني ولا فقير، المبدأ واحد.
ساد الصمت شوية، هو قطعه: عمري ما قبلت ان حد يساعدني ماديًا، المرة دي قبلت إيد سيف الممدودة ليا علشان أناني وعايزك معايا. سامحي غبائي وقدري موقفي وحاولي تعذريني يا هالة. إنتِ لا يمكن تتخيلي قد إيه كان صعب أقبل الشقة دي من سيف، بس حبي ليكِ كان أكبر مني ومن كبريائي.
ردت بتردد: ربنا يسهل يا مروان.
ابتسم: ربنا يسهل، وأرجوكِ فكّي البلوك. مش محتاج غير إني أطمن عليكِ بعد كل امتحان. ممكن؟
ابتسمت بس، بعدها كشرت وردت باقتضاب: ربنا يسهل، مش عارفة، مع السلامة.
قفلت وهو قفل وابتسم. بص للموبايل في إيده، كانت صورة الخلفية صورة لهمس وهي في حضن سيف والاتنين بيضحكوا وهي بتاخد سيلفي ليهم.
الصورة كانت رقيقة، الضحكة من القلب، الحب واضح في الصورة جدًا. ابتسم ودعا إنه يقدر يتصور صورة زي دي مع هالة يعملها خلفية لموبايله.
خبط ودخل لسيف، حط الموبايل قدامه: متشكر.
سيف أخد موبايله وبصله: أقنعتها تفك البلوك؟
مروان بحيرة: مش عارف، قالت ربنا يسهل.
ابتسم: هتفكه طالما قالت كده. بكرة هيخلصوا امتحان الساعة ١٢، اتصل بيها على ١٢:١٥، مش قبل كده. لأنك أكيد قلتلها هتتصل تتطمن، بس يبقى احترم كلامك معاها ونفذه.
وافق بإشارة من دماغه، بعدها بصله: حلوة صورة الخلفية ليك وإنت وهمس.
سيف بص للموبايل وابتسم: همس مجنونة صور.
مروان أكد: البنات كلها مجانين صور، هالة كانت بتصورنا ألف صورة في الخروجة الواحدة.
سيف أكد: وبعد ما تتجوزوا هتلاقيها بتصورك وإنت نايم.
مروان بصله بذهول، فسيف كمل: وإنت بتاخد شاور، في أي وقت وأي مكان هتلاقيها بتصورك.
ابتسموا الاتنين، بعدها مروان بصله: تفتكر هتصالحني ونرجع لبعض؟
سيف أكد: طبعًا، ده معنديش شك فيه أصلًا.
مروان تراجع وابتسم: ربنا يسهل يا رب، هروح أكمل شغلي.

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل