روايات

الفصل الحادي والستون

نادر اتصدم لما شاف شذى، لكنه فضل محافظ على ابتسامته وعلق بتهكم:
هو مش إنتِ اتوقفتي عن العمل لحد ما يحكموا في القضية ولا بيتهيألي؟
شذى فضلت مبتسمة:
وإيه يعني؟ القضية خلاص هتتقفل قريب أوي وهرجع لشغلي. أنا بس جيت أشوف أصحابي وحبايبي.
نادر بتهكم:
إنتِ ليكِ أصحاب هنا؟ مكنتش أعرف.
شذى ابتسمت وقربت بخطوات واثقة:
ليا وكتير كمان. إلا قولي، أخبار عروستك إيه؟ يا ترى صح عملت إيه لما عرفت إن خطيبها السابق مرفوع عليه قضية نسب؟ كريم مش من الرجالة اللي تتنسي صراحة.
ابتسم لمحاولتها:
كريم شخص محترم جدًا، واللي رافعة عليه القضية دي واحدة زي…
(ابتسم وبصلها):
زي بنات كتير بيعملوا المستحيل علشان يوصلوا لحد مش معبرهم حتى. بس كلها محاولات فاشلة مهما حاولوا.
سابها وراح يشوف شغله ومرضاه، لكنه الأول كلم ملك اللي وحشته مع إنه يدوب سابها من ساعة.

طه راح لفيلا المرشدي ودخل مع أمل، سلم على الكل وخصوصًا العيال الصغار، بعدها قعد هو وأمل وسطهم وهو بصلها:
إنتِ واثقة في قرارك ده؟
أمل اتنهدت: مش هقدر أسيبه لوحده، مش هينفع أسيبه لوحده.
طه باستغراب: طيب ليه ما تسافريش معاه عادي؟ ليه طلبتي مني أجي؟
شرحتله: عايزة أروح معاه بس من غير ما حد يعرف إني معاه. فكده هغيب عن الشركة، بس الكل هيعرف إني غيبت عن الشركة لأني روحت بيت أبويا مش سافرت معاه. فهمت؟
موبايلها رن، كان مؤمن، فردت عليه بسرعة: عملت إيه يا مؤمن؟
حجزتلك معاه على نفس الرحلة. أمل، إنتِ واثقة من قرارك؟
ابتسمت بثقة:
واثقة بإذن الله، مش هسيبه لوحده.

سيف وصل البنات البيت ودخل معاهم، هوليا قابلتهم وسألتهم باهتمام: الامتحان إيه أخباره؟
طمنوها عليه، بعدها سيف بص لهمس: عايزة حاجة مني قبل ما أمشي؟
نفت واتحركت معاه لبره توصله للباب فضمها: ذاكروا كويس وخدي بالك منها، ما تخليهاش تقعد تفكر كتير، طمنيها إن مروان بيحبها وبس.
ابتسمت وطمنته إنها هتذاكر وهتخليها هي كمان تذاكر.

نزل للشركة يشوف شغله، ومروان دخل مكتبه يخلص شوية حاجات، وقبل ما يخرج من عنده وهو عند الباب سأله بتردد: امتحان النهاردة أخباره إيه؟
سيف ابتسم: ما كلمتهاش ليه اطمنت عليها بنفسك؟ أنا وهمس قطعنا علاقتنا ببعض ألف مرة بس برضه كنا بنطمن على بعض.
مروان رجع قدامه بغيظ: سيادتها عملت زي همس.
بصله بحيرة: عملت إيه زي همس؟
مروان نفخ بنرفزة: عملتلي بلوك في كل حاجة، اتصال، ماسنجر، واتس، كله.
هنا سيف ضحك جامد ومروان هيولع بزيادة، فاعتذر له: سوري بجد والله، مقدر إحساسك (كمل ضحك بعدها بصله) حقها صراحة بعد التخلف اللي عملته.
مروان بصله شوية: إنت روحت خطبت عليها، خطبت هاه، وبالرغم من ده سامحتك.
سيف بجدية: مروان ما تقارنش ظروفي بظروفك. أنا ارتكبت غلطة واحدة لما اتسرعت وافتكرت إنها مرتبطة بجارها السمري، وبناءً على تسرعي ده ألف غلط اتركب عليه، ودفعت نتيجة تسرعي غالي أوي. فإنت محظوظ لأن تسرعك ما وقعكش في مصايب. هي هتسامحك بس محتاجة وقت. أنا بالرغم من كل اللي حصل بس همس كانت معايا في الصورة، فاهمة أنا بتصرف إزاي وليه. كنا بنمشي خطواتنا مع بعض، كانت مقدرة موقفي، ما روحتش فجأة قلتلها سيبيني فهي سامحت لأنها فاهمة أنا بعمل إيه وليه. لكن إنت بدون أي مقدمات، بدون أي سبب ظاهر، روحت فسخت خطوبتك بيها. أنا اللي أقرب الناس ليك اتصدمت بتصرفك، كلنا اتصدمنا، لكن أنا كنت واضح للكل وده الفرق بيني وبينك.
سكتوا الاتنين، بعدها مروان سأل: طيب هينفع تطمني عليها عملت إيه في امتحان النهاردة؟
تعاطف معاه: الامتحان كان كويس والحمد لله، هي حلت كويس، ومش بس كده، هي عندي بالبيت مع همس بيستعدوا لامتحان بكرة.
مروان عنيه لمعت: خليني طيب أشوفها و…
قاطعه سيف بسرعة: ما تكملش لأن ده مش هيحصل (بصله باستغراب فهو وضح) أبوها قبل ما يوافق إنها تيجي عندي كلمني وخلاني وعدته إن ده ما يحصلش لحد ما تتصالحوا بشكل رسمي وواضح، فاعذرني بجد أنا إديته كلمة إنها في بيت أخوها.
مروان هز دماغه بتفهم: وأنا ما يخلصنيش إنك ترجع في كلامك أو ما تكونش قده، أنا هرجع أكمل شغلي.
سيف وقفه وهو بيطلع موبيله: بس ده ما يمنعش إنك تكلمها تطمن عليها بنفسك.
مروان عنيه لمعت وهو ابتسم واتصل بهمس: أيوه يا همس، عاملين إيه في المذاكرة؟ أموركم تمام؟
ردت بحب : تمام بس هيبقى تمام أكتر لو جيت تذاكر معانا. ابتسم: ده بجد؟ (ضحكت فهو كمل) المهم مروان معايا وصاحبتك تقريبًا اتعدت منك وعملاله بلوك.
همس ضحكت جامد وهو كمل: والله ده كان نفس رد فعلي. مروان بيتمتم بغيظ: اضحكِ اضحكِ، ما إنتو باردين زي بعض.

السابقانت في الصفحة 1 من 6 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل