روايات

الفصل الحادي والستون

نادر خرج من العمليات، اطمن على المريض وراح لمكتبه، اتفاجئ بملك منتظراه.
أخدها في حضنه شوية، بعدها قعدوا جنب بعض وسألته: أخبار المريض إيه؟ قالولي إنك في العمليات؟
ابتسم: كويس الحمد لله، كانت حاجة بسيطة مش صعبة. المهم طمنيني عليكِ، أخبار شغلك إيه؟
ملك بصتله: إنت مش هتتخيل كمية الحاجات اللي حصلت وإحنا مسافرين.
حكتله كل اللي حصل وهما مسافرين، وطلعت ساندوتشات كانت جايباها معاها.
أكلوا الاتنين مع بعض، بعدها هو قالها عن زيارة شذى: تخيلي شذى كانت هنا النهاردة، أول ما جيت الصبح شفتها.
استغربت: هي مش موقوفة عن العمل علشان قضية همس؟
أكد: طبعًا موقوفة، بتقول جاية تشوف أصحابها.
ملك باستغراب: وهي دي لها أصحاب أصلًا؟ المهم سيبنا منها، هتخلص شغلك إمتى؟
بص لساعته: ساعة بس، عايز أطمن على المرضى اللي خرجوا من العمليات الأول. روحي إنتِ وأنا أحصلك ولا إيه؟
ابتسمت ووقفت: هروح عند بابا البيت أطمن عليه، وإنت عدي عليا ينفع؟
وافقها واتحركوا مع بعض يوصلها لعربيتها، بعدها طلع لشغله وهي راحت لبيت أبوها.

سيف رجع البيت، قابل هوليا، وقفته فسلم عليها.
بعدها هينسحب بس هي مسكت دراعه: إنت مخاصمني؟ أخدت جانب سلوى صح؟
بصلها بذهول: أنا ما أخدتش جوانب، أنا ولا معاكِ ولا معاها.
هوليا بنرفزة: أمال إنت مع مين؟ لازم تاخد موقف.
سيف زعق: أخد موقف من مين؟ أبويا؟ أمي؟ إنتِ؟
إنتو التلاتة سيان بالنسبالي، غلاوتكم واحدة عندي، فما ينفعش أخد جانب زي ما حضرتك بتقولي. اللي فات زمان، محصلته كلها إننا اتحرمنا من وجودك معانا. إنتِ زعلتي من أمي أو من أبويا بس دفعتي أحفادك تمن زعلك ده. قاطعتي إبنك ومعاه عياله، فبصراحة لو هاخد جانب فأكيد مش جانبك إنتِ اللي هاخده. القطيعة اللي حصلت دي كانت اختيارك إنتِ، مفكرتيش غير في نفسك وبس. ما فكرتيش لحظة في أحفادك اللي حرمتيهم منك، بعد إذنك.
سابها وطلع، وهي قعدت مكانها، دموعها نزلت.
نوعًا ما كلام سيف صح، القطيعة دي كانت اختيارها هي.
عنادها كان أكبر من أي شيء تاني، واللي دفع التمن هي وأحفادها.
سيف طلع لأوضته مباشرة متضايق من نفسه لأنه بيحب هوليا بجد وما بيحبش يزعلها وحاسس إنه قسى عليها بزيادة، بس هو شايف إنها غلطت بقرار بعدها.
فتح باب أوضته بعنف ونسي إن هالة مع همس، واتفاجئ بالاتنين قاعدين على الأرض، اتخضوا من فتحته للباب فتراجع واعتذر: سوري بجد نسيت تمامًا.
هيخرج بس همس وقفته: تعال ادخل، إحنا بنذاكر عادي.
وقف بتردد، فهالة بصتله: هخرج بره وحضرتك…
قاطعها بسرعة: لا لا خليكم، كملوا مذاكرتكم عادي، أنا…
قاطعته همس: إنت تيجي تقعد وسطنا كده زي الشاطر، لأننا مجهزينلك شوية أسئلة أورجانيك.
ابتسم ودخل، قفل الباب وراه: طيب ينفع أغير هدومي الأول ولا مستعجلين؟
هالة هتقف بس هو علق: خليكِ يا بنتي كملي مذاكرتك.
هالة بحرج: هسيبك تغير هدومك براحتك.
سيف شاور ناحية الدريسنج: هغير جوه، مش محتاج تخرجي بره، كملوا مذاكرتكم.
هالة زقت همس في دراعها، فهمس علقت: سيف محتاج تنام شوية أو حاجة؟
بصلها: لا يا روحي، أنا ورايا مشوار أصلًا بعد شوية، فمش هينفع أنام.
جهزولي القعدة على المكتب، مش هقعد على الأرض هاه.
همس ضحكت: طيب خلينا هنا يا سيف، مش لازم ننقل القعدة كلها أوضة المكتب تحت، هنقعد على المكتب تمام.
استسلم: براحتك يا همس.
هالة ساعدتها يلموا الورق بعدها بصتلها: أنا هروح أوضتي، وإنتِ ادخلي شوفيه محتاج ينام، ياكل أي حاجة، ما تحرجيهوش يا بنتي كده.
همس ابتسمت: سيف لو عايز ينام كان هيقول.
هالة أصرت وسابتها وخرجت لأوضتها، وهمس دخلت عند سيف، خبطت عليه : سيف تحب…
فتح الباب فاتفاجئت بيه وابتسمت: نفسي أعرف بتعملها إزاي، تاخد شاور في دقيقتين كده؟
ابتسم وبينشف شعره، بص لساعته في إيده: بقالي ٨ دقايق جوه، مش دقيقتين.
همس بتهكم: ياه، تصدق فرقت؟
سيف بصلها وبص لبره: وزعتي البونية فين كده؟
قربت منه بتبصله بدلع: قالتلي دلعي جوزك الأول، وشوفيه يكون عايز حاجة كده ولا كده.
سيف ضحك: بقى البت البريئة دي قالتلك كده؟ مش مصدقك صراحة.
همس ضحكت زيه وحطت إيديها حوالين رقبته: صراحة قالت شوفيه هيأكل ولا هينام.
ابتسم: ده فعلًا آخر تفكيرها، المهم سيبك منها وقوليلي هتدلعيني إزاي؟
بصتله بذهول: طيب ما تدلعني إنت!ِ إيه الأنانية دي؟ إنت على طول كده تاخد وما تديش؟
سيف بصلها شوية بذهول، وبعدها عنه: أنا باخد وما بديش؟ أمال لما بسهر طول الليل أذاكر معاكِ ده اسمه إيه؟ ولما أصحى من الفجر معاكِ ده إيه؟ ولما أرجع من شغلي بدري علشانك نكمل مذاكرة معاكِ إنتِ وصاحبتك ده إيه؟ ولا هو زي القطط ناكل وننكر؟
همس كشرت: ده مش دلع، دي واجبات زوجية.
بصلها باستنكار تام وعلق: ده مين ضحك عليكِ وقالك إن دي الواجبات الزوجية؟
قاطعته همس: يوووه يا سيف، دلعني، ماليش دعوة.
رفع دقنها وعينيهم اتقابلوا وسألها: تسمحي تقوليلي أدلعك إزاي وإنتِ بتمتحني؟ يعني بحاول أفكر بس أي فكرة هتضيع يومك. فإيه نوع الدلع اللي إنتِ عايزاه أيام امتحاناتك؟ نوريني بعقليتك الفذة.
كشرت: بدون تريقة لو سمحت.
اتكلم بجدية: بدون تريقة عايزاني أعمل إيه؟ شاوري وهنفذ بدون نقاش. إيه اللي ممكن أعمله ما يضيعش وقتك؟
همس فكرت بس فعلًا مش لاقية أي حاجة ممكن تعملها ما تضيعش وقتها، بعدها اقترحت بهزار: تذاكر معايا ساعتين ونص ساعة راحة في حضني.
سألها بهزار: نص ساعة كفاية تفتكري؟
ابتسمت بدلع: يعني ممكن نمدها لساعة إلا ربع، المهم تفضل معايا. قلل شغل وكتر حب.
أخدها لحضنه: تفتكري هينفع نعمل ده وهالة هنا؟
همست بحب: هالة بره الأوضة خالص، بطل تضيع وقت في رغي كتير، إنت لو وقت الكلام الكتير تـ…
قاطعها بشفايفه وما خلاهاش تكمل جملتها. بعدها شالها بين إيديه وأخدها للسرير. مسك إيديها الاتنين ورفعهم فوق راسها: بقى أنا بضيع وقت في الكلام الكتير؟
ابتسمت: أهو إنت لسه بتتكلم.
باسها بعنف وما اتكلموش تاني طول ما هي في حضنه.
بعدها أخدوا شاور سريع ، وهي طلعت بتنشف شعرها وهو لبس هدومه.
بصتله: ليه ما لبستش هدوم بيت؟ إنت خارج بجد؟
وهو بيكمل لبس: آه بجد. (بص لساعته) معايا ساعة إلا ربع تقريبًا، فانجزي.
سألته: هتتأخر بره؟
جاوبها بحيرة : مش عارف صراحة. همس، مش لازم تنشفي شعرك للآخر، البسي ويلا علشان كفاية الوقت اللي ضاع.
سابها وخرج يشوف الورق اللي حاطينه على المكتب، بعدها خرج وطلب من عواطف تعمل قهوته ورجع. كانت همس لابسة هوت شورت جينز وكروب توب بحمالة واحدة ووسطها عريان.
بصلها بذهول: ده بجد؟ ولا بتهزري؟
استغربت: بهزر ليه؟ ده في ناس بتخرج كده، بعدين أنا في أوضة نومي مش هخرج براها.
علق: همس، مش هينفع تقعدي معايا ومع صاحبتك كده.
سألت باستغراب: ليه؟إنت جوزي وهي صاحبتي.

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل