روايات

الفصل الحادي والستون

قبل ما يرد الباب خبط، وهو فتح كانت سلوى. ففتح الباب أكتر: خير، اتفضلي.
سلوى دخلت وبصت لهمس باستغراب: إنتِ خارجة؟
همس ابتسمت، وسيف بذهول: تخرج فين بمنظرها ده إن شاء الله؟
سلوى بلامبالاة: البنات بيخرجوا كده اللي في سنها.
سيف زعق: وأنا مالي ومال اللي بيخرجوا كده؟ خشي يا بت، غيري الشورت ده والبسي بطوط ولا دبدوب اللي كنتِ بتلبسيهم، ولا سيادتك مشقلبة الآية، اتفضلي غيري.
ابتسمت ودخلت. بعدها هو بص لسلوى اللي علقت: يعني في أوضتها ومعاها صحبتها فيها إيه تلبس حاجة زي دي؟
سيف: لو أنا مش موجود عادي، لو صحبتها مش موجودة عادي، لكن إحنا الاتنين مع بعض مش عادي. المهم، حضرتك عايزة حاجة؟
سلوى بتذكر: إنت زعلت هوليا؟ ولا هي مالها؟
سيف بصلها بذهول: وإنتِ من إمتى بتهتمي بزعلها؟
سلوى باستنكار: أنا وهي نزعل مع بعض عادي، لكن إنت وهي لأ. هي بتحبك وبتعزك، أنا ما قدرتش أصالحها هي وأبوك لأنها حطت علاقتنا تمن لصلحها، لكن إنت وهي لأ. ما تخسرهاش علشاني، كفاية أبوك لو سمحت.
سيف طمنها: كل واحد بيتحمل نتيجة اختياراته يا أمي، محدش بيشيل ذنب حد. بعدين اطمني، أنا مش ناوي أزعلها، خليني بس أخلص مذاكرة مع همس وهالة وبعدها أشوفها تمام.
همس خرجت لابسة جيبة واسعة وعليها توب واصل يدوب لوسطها، كان زي الفستان: كده حلو؟
سلوى ابتسمت برضا، بس سيف علق:إنتِ على رأي أمي بتلبسيلي بطوط وكيتي، ودلوقتي بتلبسي فساتين وهوت شورت؟ إنتِ بتعانديني ولا إيه؟
سلوى ابتسمت وسابتهم وخرجت، وهي علقت: تحب أغير تاني؟
نفى بهدوء: لا، هاتي صاحبتك، الوقت بيمر.
همس جابت هالة وقعدوا الثلاثة مع بعض، فضل يشرح لهم اللي واقف قدامهم ويقولهم النقط المهمة.
بعد نص ساعة همس حطت رأسها على المكتب وشوية وسيف اتفاجئ بها نايمة، فهالة سألت وهي بتبصلها: هي نامت؟ على طول بتعمل الحركة دي.
سيف ابتسم بتعاطف: سهرت كتير امبارح وصحيت بدري.
هالة وقفت: طيب خليها تنام شوية وأنا…
سيف وقفها: اقعدي، هخلص المسائل دي معاكِ، وإنتِ اشرحي لها لما تصحى، لأني خارج ومش عارف هرجع إمتى. ولا إنتِ كمان عايزة تنامي؟
نفت بسرعة، فهو قام شال همس وحطها في السرير براحة وغطاها. بعدها رجع للمكتب، فهالة علقت بحرج: مش هتزعل إنك كملت معايا؟
سيف بتفكير: ما أعتقدش، هتزعل ليه؟
هالة بتوتر: إننا قعدنا لوحدنا وهي نايمة. يعني لو الوضع معكوس كنت هتقبله؟
سيف مط شفايفه بتفكير، بعدها بصراحة: لا، مش هقبله. بس الوقت مزنوق، وهم يدوب ثلاث مسائل، اسمعيهم وخلاص.
شرح لها الثلاث مسائل بسرعة فعلًا، بعدها سألها: كده تمام؟ فهمتيهم؟
وافقت، بعدها سألته: ينفع أسألك سؤال؟
وافقها، فهي سألته: بعيد عن مروان صاحبك، لو أنا آية هتقولي أصالحه ولا؟ يعني اللي عمله خلاني خوفت منه إنه ممكن يتخلى عني في أي وقت. نصيحتك ليّ إيه؟
اتنهد قبل ما يبص لهمس، بعدها بصلها: همس سامحتني وقت خطوبتي لواحدة غيرها يا هالة. مروان بيحبك، وهو مش من الشخصيات اللي ملهاش أمان. فلو إنتِ آية، هقولك سامحيه، آه بس مش دلوقتي. اللي بيجي بسهولة بيروح بسهولة. خدي وقتك لحد ما تكوني قادرة تسامحيه من جواكِ ومش محتاجة نصيحة حد. طول ما إنتِ محتاجة تسمعي حد، فإنتِ لسه محتاجة وقت. خدي الوقت اللي إنتِ محتاجاه.
هالة بتردد: طيب، هو ممكن يزهق مني؟ أو ما يتحملش أو…
قاطعها سيف: اللي بيحب ما بيزهقش، وهو بيحبك، اطمني. (وقف) أنا ورايا مشوار ضروري، مش هينفع أتأخر عليه. صحيها بعد نص ساعة مش أكتر من كده، ولو في حاجة احتجتوها كلميني.
أخد حاجته وخرج بهدوء تام، راح لكريم يوصله المطار، وفضل معاه يحطوا النقط على الحروف لكل خطواته الجاية.
قبل ما يسيبه، سأله: هو ليه مؤمن ما وصلكش هو؟
كريم بهزار: إنت متضايق يعني إنك وصلتني؟
نفى بسرعة: لا طبعًا، بس استغربت مش أكتر.
كريم بحيرة: قال وراه مشوار مهم، مش هينفع يأجله، وكنت هاخد تاكسي بس هو كلمك.
سيف بعتاب: وإنت بجد محتاج تاخد تاكسي ومحتاج مؤمن يكلمني؟
كريم بحرج: مراتك بتمتحن يا سيف، وإنت مشغول.
سيف بإصرار: برضه ده مش سبب. المهم، إيليجا هينتظرك في المطار وهيفضل معاك. طمني ياريت أول بأول. بطل حزازية وحرج والكلام ده كله. بالتوفيق يا رب.
سابه وهو دخل على طول.
اتحرك يخرج لبره بس اتفاجئ بمؤمن ومعاه واحد تاني، فالاتنين سلموا على بعض وسأله: لما إنت جاي للمطار، فليه؟ إيه العبارة؟ إنت عملت إيه يا مؤمن؟
مؤمن بحرج: والله يا سيف، عملت عملة وربنا يسترها لأني بجد خايف من توابعها وخايف من رد فعل كريم لما يعرف، فبجد ربنا يسترها.
سيف بانتباه: عملت إيه يا مؤمن؟
مؤمن بص لطه: تعال بس، أعرفك، ده طه أخو أمل مرات كريم. مش عارف اتقابلتوا مع بعض قبل كده ولا إيه؟
سلموا على بعض ووقفوا يتكلموا الثلاثة.

كريم قعد في كرسيه مهموم ومش عارف خطوته الجاية هتكون إيه.
في نفس الوقت أمل طلعت الطيارة والمضيفة بتشاور لها على مكان كرسيها، بس أمل اعتذرت: خليني هنا لو سمحتي لحد بس ما تتحرك الطيارة.
المضيفة بصتلها بذهول: حضرتك كرسيك درجة أولى و…
قاطعتها أمل: معلش، خليني هنا لحد بس الإقلاع وهروح كرسيا لو سمحتي؟
المضيفة باستغراب: براحتك، وحظك إن الدنيا مش زحمة أصلًا.
الطيارة اتحركت واستقرت في السماء وإشارة ربط أحزمة الأمان اتقفلت، فأمل قامت من كرسيها وراحت لمكانها جنب كريم.
كان قاعد ماسك دماغه بإرهاق واضح وإيده الثانية على يد الكرسي.
أمل مسكت إيده، فهو شد إيده بسرعة وبيرفع دماغه واتصدم أول ما شافها.
المضيفة كان عندها فضول تشوف رد فعله إيه.
كريم بعد ما تخطى صدمته على وجود أمل معاه في نفس الطيارة، وقف وضمها بكل الحب اللي جواه وبيهمس: ليه عملتي كده؟
همست بفرحة: قلبي ما طاوعنيش أسيبك تسافر لوحدك، مقدرتش أعارضه.
فضل حاضنها، بعدها قعدها جنبه ومكنش عارف يقول إيه ولا يتكلم أصلًا.
هي حطت إيدها على خده: آسفة لو عارضت كلامك بس…
قاطعها وهو بيمسك إيدها من على خده يبوسها: ما تعتذريش، دي أجمل حاجة عملتيها في حياتك. كنت محتاجك معايا، بس زي ما قولتي قلبي ما طاوعنيش أطلبها منك، خوفت عليكِ، بس كنت محتاجك جنبي.
ابتسمت ودموعها لمعت: أنا معاك وفي حضنك، إزاي تخاف عليا وأنا معاك؟
بص للأرض بحرج: مبقتش عارف ولا فاهم أي حاجة بتحصل حواليا، والدنيا كلها متلخبطة، والصح بقى غلط، والغلط بقى صح. مكنش ينفع أقولك تيجي معايا، مكنش ينفع يا أمل.
شدته من ياقة قميصه: واللي ينفع إنك تسافر لوحدك؟ إنك تسيبني لوحدي؟ أي اختيار فيه بعدنا عن بعض غلط، حتى لو اختيار زي ده يا كريم. مكاننا مع بعض وإيدينا في إيدين بعض. ده دايمًا يكون اختيارك بغض النظر عن النتايج ممكن تكون إيه.
حط دراعه حواليها، ضمها لحضنه: ربنا هيسترها بإذن الله يا أمل، ربنا هيسترها.
ابتسمت ومسكت إيده: بإذن الله يا حبيبي.

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل