روايات

الفصل الحادي والستون

سيف مروح على بيته، جاله اتصال من سبيدو. سلم عليه، بعدها حس إنه عايز يقول حاجة ومحرج ومش عارف إزاي يطلبها، فاتكلم بشكل مباشر: مش متعود عليك بتلف وتدور يا سبيدو، انجز عايز تقول إيه؟ مش لايق عليك صراحة دور الكسوف ده خالص.
سبيدو بغيظ: أنا غلطان لأهلك إني عاملك اعتبار وبحاول أتكلم بذوق معاك.
سيف ضحك: إنت والذوق لا تجتمعوا، فانجز وهات من الآخر زي عوايدك. عايز إيه؟
سبيدو: عايز أخد آية علشان تشتري فستان كتب الكتاب. أنا ما بعرفش أشتري فساتين، فينفع؟
سيف ابتسم: على فكرة إنت معاك رقم أبوها، والمفروض تستأذنه هو مش أنا.
سبيدو علق بغيظ: مش قولتلك أنا غلطان لأهلك؟ بعد كده مش هعبرك وهروح للحج عز على طول، بس ما تبقاش تزعل مني ساعتها.
سيف ضحك جامد: ابقى خليك راجل واعملها، وحياة الحج عز لـ…
قاطعه سبيدو بسرعة: من غير حلفانات كتير. انجز، هاخدها تختار الفستان اللي يعجبها وأعشيها بره، استبينا؟
سيف بتفكير: والله يا سبيدو، مش عارف أقولك إيه؟ بس حكاية العشا دي؟
سبيدو بغيظ: بالله عليك يا سيف، ما تعيش الدور وافتكر أيامك مع همس. وليك عليا يا سيدي، هي أختك لحد ما أكتب كتابي رسمي عليها. ده وعد مني، آية أختك لحد كتب كتابنا، هاه، قولت إيه؟
ابتسم: ماشي يا سيدي، طالما كده مش هقولك لأ. هكلمها وأقولها تجهز.
قفل معاه واتصل بآية: بقولك يا آية، سبيدو كلمني عايز ياخدك تشتروا فستان كتب الكتاب، إيه رأيك؟
آية اتوترت: إنت بتتكلم جد؟ إنت موافق يعني؟
سيف ابتسم لتوترها: آه موافق، وإلا مكنتش هكلمك. المهم، وراكَ حاجة أعتذرله ولا إيه؟ شكلك مش فاضية.
عارضته بسرعة: لا لا، فاضية. هقوم ألبس هدومي أهو.
ابتسم على طريقتها : تمام، بس آية، هو وعدني إنه هيعاملك كأختي لحد ما تكتبوا الكتاب، فخلي بالك إنتِ من تصرفاتك معاه.
طمنته بسرعة: أكيد طبعًا يا سيف، اطمن.
– تمام، هسيبك تستعدي، لأن دقيقتين وهتلاقيه عندك، وابقي كلميني. هو قالي هتتعشوا مع بعض، بس ما تتأخريش. (كانت هتقفل بس وقفها) آية، استأذني أبوكِ برضه وأمك علشان محدش يزعل منك.
قفلت وقامت لبست، بس كل شوية تغير. أخيرًا راحت لهمس هي وهالة وقاطعتهم: ينفع أعطلكم دقيقتين؟
الاتنين: عطلي.
ابتسمت وورتهم كذا طقم في إيدها: ألبس إيه من دول؟
همس قامت من مكانها وهالة كمان، وهمس علقت: على حسب رايحة فين ومع مين؟
آية بفرحة: سيف كلمني قالي إن سبيدو جاي ياخدني نشتري فستان لكتب الكتاب، وهنتعشى مع بعض. اختاروا معايا، ألبس إيه؟
همس بتفكير بتقلب في الفساتين: لعلمك، هو مش هيهتم باللبس على قد ما هيهتم بيكِ إنتِ شخصيًا.
آية اعترضت: بس ده ما يمنعش إني عايزة أكون حلوة، أول مرة نخرج فيها مع بعض.
همس بتفكير: بصي عايزين حاجة تظهرك حلوة بس في نفس الوقت ما تكونش أوفر أو توضح إنك مهتمة أوي.
راحوا معاها أوضتها واختاروا معاها فستان رقيق من اللون اللبني الفاتح، بنص كم ساقط من الناحيتين وكاشف عظمتين الترقوة، طوله لبعد الركبة وفي آخره كرانيش، شكله كان جذاب مع لمسات الميكاب اللي أبرزت ملامحها. شكرتهم على وقوفهم معاها وطلعت تستأذن أبوها. كان قاعد تحت في الجنينة هو وسلوى وهوليا.
آية: بابا، بعد إذنك أنا هخرج مع سبيدو هنشتري فستان كتب الكتاب، ينفع؟
عز ابتسم وسلوى أدارت وشها بعيد: استأذني سيف طيب، أنا معنديش مانع.
آية بفرحة: سيف اللي قالي أصلًا.
هوليا بفرحة: ربنا يكمل فرحتك يا يويو.
آية بصت لمامتها: ماما مش هتقولي حاجة؟
سلوى بصتلها: وأقول ليه؟ إنتِ كفاية عليكِ أخوكِ وأبوكِ وجدتك، أنا مش مهم.
آية قربت منها: إزاي بقى مش مهم؟ ماما، أنتِ إيه وجه اعتراضك على سبيدو؟ الدارك ويب صدقيني بعد عنه تمامًا. إنتِ متخيلة لو هو لسه على علاقة بيه كان سيف وافق أصلًا؟ ماما، سبيدو بجد إنسان كويس، إديله بس فرصة.
سلوى اتنهدت وبصت لبنتها: ذوقي غير ذوقكم، كلكم تقبلوا الحقيقة دي، تقبليها إنتِ كمان. سبيدو مش عاجبني، هل هتقبله في يوم من الأيام؟ معرفش صراحة.
همس داخلة لعندهم ومعاها هالة، فحمحمت واستأذنت.
عز رد بسرعة: تعالي يا همس، إنتِ بتستأذني ولا إيه؟ (بص لهالة) تعالي يا بنتي.
هوليا أكدت: تعالي همس، هالة تعالي، اقعدوا خدوا بريك شوية.
نادت عواطف وطلبت حاجة يشربوها.
آية قعدت وسطهم وبصت لأمها: ماما، ما تيجي معايا؟ إيه رأيك؟ لو همس فاضية كنت قولتلها تيجي.
سلوى بصتلها بذهول: بقى أنا مش طيقاه تقوليلي أجي معاكِ؟ بقولك إيه، طلعيني بره ليلتك دي كلها، معاكِ كل الناس اللي هنا، أنا خرجيني بره حساباتك.
سمعوا صوت عربيات، وهمس علقت: سيف وصل؟ ولا يا ترى سبيدو؟
آية بصت من التراس: أعتقد الاتنين وصلوا مع بعض.
همس شاورت لآية: تعالي اقعدي بلاش يشوفك واقفة منتظرة كده.
آية جريت قعدت جنبها وضحكوا كلهم عليها.
سيف دخل ولمحهم بره في التراس، وعواطف استقبلتهم: الكل في الجنينة بره.
سيف بصلها علشان تستأذنهم: قولي لهم طيب معايا سبيدو.
عواطف سبقته وبلغتهم، بعدها خرجت لسيف: اتفضلوا.
سيف دخل عندهم ووراه سبيدو قرب من همس اللي وقفت تستقبله، فباس خدها وحط إيده حوالين وسطها: قاعدين يعني مش بتذاكروا؟
هوليا ردت عنها: لسه نازلين الاتنين، سيبهم شوية يفكوا عن نفسهم. سبيدو، إزيك؟
دخل سلم عليهم وبص لآية مبهور بجمالها، بس قبل ما ينطق لقى دراع سيف حواليه: عايز تقولها إيه؟ قول، سامعك.
همس ابتسمت وقربت مسكته من دراعه: إنت رخم ليه؟ بذمتك نادر كان بيرخم عليك كده؟
سيف بصلها: نادر حد محترم، مش بيتكرر كتير، بعدين إنتِ بتتدخلي ليه دلوقتي؟
همس بذهول: إنت نسيت إني أنا اللي طلبت إيدها من عمي ولا إيه؟ (بصت لعز) صح يا عمو؟
عز بتأكيد هو وسبيدو: حصل.
سبيدو كمل: عمي، بعد إذنك، هنخرج أنا والباشمهندسة؟ وزي ما قولت لسيف، مش هأخرها بإذن الله.
عز ابتسم: تمام، خلي بالك منها يا سبيدو.
شاور على عينيه الاتنين: طبعًا. يلا؟
اتحركت قدامه: لحظة هجيب شنطتي.
سبقته وطلعت لأوضتها، وسيف طلع مع سبيدو لبره: سبيدو، آية بنوتي الصغيرة، مش أختي، هاه؟
سبيدو ابتسم: ما تخافش عليها معايا، اطمن بجد.
آية فتحت الباب، فسيف راح لعندها، مسك دراعها ووقفها: آية، أي تصرف وأي كلمة هتنطقيها معاه فهي في وشي. فلو سمحتي، راعيني في كل تصرفاتك.
باست خده: حاضر، هراعيك، اطمن.
ساب دراعها وبصلهم وهم بيبعدوا من قدامه. انتبه بعدها على همس وراها بتلف دراعتها حواليه: حبيبي اللي عينيه هتطلع ورا أخته اللي كبرت وهو مش مستوعب إنها كبرت.
ابتسم وربت على إيدها: مش عارف ليه متضايق، ولا إيه إحساسي؟ مش عارف صراحة. مع إني بحب سبيدو وشايفه حد كويس بس…
كملت جملته: بس هي أختك الصغيرة ومش متقبل راجل ياخدها منك. ده عارض طبيعي وهيمر.
لف واجهها: المهم، خلصتوا مذاكرة ولا لسه في حاجة واقفة معاكم؟
ابتسمت: لا تمام، وهالة شرحت لي الكام مسألة اللي فاضلين، مع إني استغربت إنك كملتهم معاها.
بصلها بتردد: فيها إيه؟ كان قدامي ربع ساعة لسه، فبدل ما تنتظروني شرحتهم لها وقلت هي تشرحهم ليكِ.
بصتله كتير قبل ما تعلق: تمام، بس حتة إنك تقعد مع واحدة لوحدك في أوضة نوم تشرح لها دي مش قابلها، حتى لو كانت هالة انتيمتي. فخلي بالك.
جت تبعد، بس مسك دراعها: همس، استني أنا ما قصدتش.
قاطعته: ولا قصدت ولا ما قصدتش، بس زي ما إنت ما بتقبلش حاجات بسيطة وبتغير، فأنا زيك. مش هقبل الموقف ده لو اتكرر.
حاولت تبعد تاني بس منعها: أنا لولا امتحانك…
قاطعته: ولو، سيف، مش هتقبل اللي حصل لو اتكرر. مش هنتكلم كتير في حاجة أوريدي حصلت، هعمل زيك وأقولك بتكلم لقدام علشان الموضوع ما يتكررش. أنا نمت، مشيت، سيبت المكان لأي سبب، يبقى سيادتك تنسحب، لكن ما تفضلش في أوضة نومي مع واحدة تانية غيري.
اتكلم بغيظ: إنتِ موجودة.
ردت بغيظ مماثل: نايمة، نمت غصب عني، يبقى سيادتك تقوم تشوف مشوارك أو تسيبها هي تخرج، مش تفضل معاها.

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل