روايات

رواية هـ,ـوس من اول نظرة (الجزء الأول و الثاني) – الفصل الرابع 4 بقلم الكاتبه ياسمين عزيز حصريه وجديده 

رواية هوـ,ـس من اول نظرة (الجزء الأول و الثاني) - الفصل الرابع 4 بقلم الكاتبه ياسمين عزيز حصريه وجديده 

بس لامتى حتفضل كده… إرحم نفسك شوية
يا اخي داه إنت مبقاش عندك صحاب غيري
انا و عادل……
أجابه الاخر ببرود و عدم إهتمام :”عاوز إيه يا..
يا صاحبي؟؟؟
إنحنى أحمد علي المكتب ليقترب من فريد قليلا
ليهمس :” عاوزك ترجع فريد القديم اللي بيضحك
و يهزر… فريد اللي بيحب الحياة… انا مش قادر
اشوفك كده زي الشـ,ـمعة بتنطفي كل يوم…يا اخي
مش إنت اول و لا آخر واحد يفقد حد عزيز عليه…
و بعدين إنت خلاص تجوزت… و الحي ابقى من
الميت.. حاول تنسى… حاول تعيش عشان
بنتك…..
أدار فريد كرسيه للجهة الأخرى قائلا بتنهيدة
عميقة :”مش قادر…. اللي بتقوله مستحيل
انا خلاص حياتي إنتهت يوم ما ماتت.. الفرق
الوحيد إن هي تحت التراب و انا فوقه….
حتى بنتي بقعد بالأسبوع ما بشوفهاش عشان
بتفكرني بيها…. بتفكرني بسبب موتها….انا
كل يوم بفكر اسيب الفيلا و ارجع شقتي
القديمة بس كل اما آجي اعمل كده بفتكر
وصيتها ليا قبل ماتموت… قالتلي خلي بالك
من بنتنا و سميها لجين… الاسم اللي بتحبه
صدقني انا بقيت جسد من غير روح لدرجة
إني معادش هاممني حاجة.. مين يزعل مين
يموت…أعز إنسانة في حياتي راحت….
جلس احمد و هو يتفرس ملامح وجه صديقه
المتألمة قائلا بشفقة:” بس لإمتي ياصاحبي
إنت كده…..
قاطعه الاخر بحدة بعد أن تمالك نفسه أمامه
:” لغاية آخر يوم في يوم في عمري…و يلا دلوقتي
إتفضل عندي شغل… لو في حاجة جديدة حبلغك…
زفر أحمد بضـ,ـيق و هو يقف من مكانه متجها
نحو الباب شاتما إياه بكلمات بذيئة :”طول
عمرك……. و و…… لو حشوفك مولع قدامي
مش حعبرك…..
أغلق الباب ورائه بعـ,ـنف متجها نحو مكتبه بعد
أن فشل للمرة الالف في إرجـ,ـاع صديقه لطبيعته
القديمة….وجد عادل ينتظره في مكتبه و الذي
إعترضه قائلا بلهفة :” ها عملت إيه…. قبل
يسهر معانا الليلة…..
إرتمي أحمد بجسده على الكرسي قائلا
باستهزاء:” مش لما اقدر أقله الأول… ياعم
انا كنت لسه بمهدله قام مديني كلمتين سكتت
على طول…. بقلك إيه أنا زهقت من صاحبك داه
خليه عايش في الماضي بكرة حيزهق و يرجع
لعقله لوحده….
قلب عادل عينيه و هو يجيبه بقلة حيلة :”
يلا…حسيبه يهدى يومين و ارجع أزن عليه
من ثاني….ماهو انا مقدرش أسيبه كده”.
أحمد بسخرية قبل أن ينفجر ضاحكا :”يا حوونين”.
في فيلا ماجد عزمي….
إنتفضت يارا من سريرها على صوت هاتفها
الذي كان يرن دون توقف….بحثت عنه طويلا
لتجده تحت الغطاء….
أغمضت عيناها بقوة و هي ترفع خصلات
شعرها التي غطت وجهها بعد أن توقف الهاتف
عن الرنين دون أن ترى الرقم….
تنفست الهواء سريعا و هي ترى رسالة نصية
وصلتها للتو على هاتفها… قرأتها بصوت متقطع
و هي تحرك رأسها يمينا و يسار بصدمة :”ردي “.
تمتمت بفزع بينما إنزلق الجهاز من يدها :”يعني
مكانش كابوس… كان حقيقة….انا خلاص حتجنن
هو عايز مني إيه…..
تعالت دقات قلبها عندما رن الهاتف مرة أخرى
لتنظر له بعيون دامعةـ,ـ و كأنها ترى أمامها خبر
موتها….
فتحت السماعة بيدين مرتجفتين ليأتيها صوته
الغاضب:” ساعة عشان تردي… كنتي فين يا ك…
مش قلتلك تاخذي زفت التلفون يكون معاكي
لأي مكان تهببي تروحيه….
لم يستمع سوى لأنفاسها المتسارعة من شدة
خوفها ليزداد جنونه ليصرخ :” إيه إتخـ,ـرستي….
ماتردي يا و…..
شعرت يارا بجـ,ـسدها يتـ,ـشنج بتقزز من الشـ,ـتـ,ـائم
التي توجه لها لأول مرة في حياتها فهي دائما
الفتاة المدللة التي لا يجرؤ أي أحد من التقليل
من شأنها….
تردد قليلا قبل أن تستجمع باقي شجاعتها
لتجيبه بصوت ضعـ,ـيف :” لو سمحت بلاش
الكلام الزبالة داه….انا كنت نايمة و التلفون….
قاطعها بحدة دون أن يستمع لباقي كلامها :”
إخرسي…قدامك خمس دقائق و تنزلي حتلاقي
عربية مستنياكي تحت….
صرخت يارا ببكاء و هي تنزل من فراشها ممسكة
بهاتفها بيديها الاثنتين :”مش جاية و إبعد عني
بقى…انا مقولتش لبابي على اللي حصل إمبارح
و مش حقله بس كفاية حرام عليك….إنت عاوز
مني إيه “.
تعالت ضحكات صالح لتزداد ضـ,ـربات قلبها حتى
يكاد يقفز من قفصها الصدري….و هي تسمعه
يهمس بنبرة مميتة بعد أن توقف فجأة عن الضحك
:”هما خمس دقائق بس…خمس دقائق و ثانية
زيادة حتتعاقبي….و انا عقابي وحش اوي…صدقيني
اااا و متنسيش تشوفي المفاجأة في الواتس….
أغلق الخط لتبتلع يارا ريقها بصعوبة و هي تمسح
دموعها التي أغشت عيناها و تفتح النت على هاتفها
ما إن ضغطت على الزر حتى تعالت النغمة المخصصة
تنبهها بوصول رسائل كثيرة….
كان صوت الرسائل مفزعا و كأنه صوت اجراس
عالية تصم الآذان… بأصابع مرتعشة فتحت
إحدى الرسائل لتشهق بصراخ و هي تضع يدها
تارة على خدها و تارة فوق رأسها و هي ترى
صورها بملابسها الداخلية فقط
…… صورة إثنان ستة صور اقل كلمة
توصف بها فضيحة….لا تعلم متى التقطت
لها هذه الصور أو من…..
توقفت عن التفكير و هي عيناها تلتهمان
تلك الكلمات الي رافقت الصور :”دول نموذج
بسيط من اللي عندي….باقي الصور نار 🔥
و انا ماسك إيدي بالعافية عشان متهورش
و إنت عارفة الباقي… يلا يا قطة فاضل
ثلاث دقائق و انفذ…..
رمت الهاتف من يديها و هي ترتعش من
شدة الرعب تشعر أن دماغها توقف عن التفكير
لتترك لجسدها التحكم في حركاتها…. سارعت
لتخرج فستانا شتويا طويلا باللون الأسود
إرتدته بسرعة ثم أخرجت حقيبتها لتضع هاتفها
و بعض النقود بطريقة عشوائية ثم ربطت خصلات
شعرها ذيل حصان و إرتدت حذاء رياضيا باللون الأبيض وجدته أمامها ثم غادرت
الغرفة مهرولة نحو الاسفل….
خرجت من الباب الرئيسي للفيلا و هي تنظر
يمينا و يسارا لتجد سيارة سوداء كتلك التي
اقلتها البارحة…..
توجهت نحوها ليخرج سائقها و يفتح لها
الباب دون أن ينطق بكلمة.. ركبت السيارة
لتستغرب قليلا عندما وجدتها فارغة…أين
ذهب أولئك الحراس المرعبون الذين ظلت
طوال الليل تراهم في كوابيسها…
مسحت دموعها و هي تتشبث بحقيبتها
و كأنها حبل نجاة سينقذها من مأساة
حياتها التي لا تعلم من أين أتت لها….
بدأت السيارة تخرج من مناطق العمران و تنحرف
نحو مكان ناء بعيد عن السكان…قطبت يارا
حبيتها بحيرة و قلبها لا يتوقف عن النبض
برعب كلما تقدمت السيارة إلى الأمام حتى
توقفت أمام فيلا قديمة ذات لون ابيض يميل

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل