
للاصفرار….
جالت عيناها داخل الحديقة الكبيرة لتلاحظ
أنها تحتوي على انواع كثيرة من الاشجار
و النباتات حتى الطفيلة…رغم أنها تنقصها العناية
إلا انها كانت كبيرة جدا و جميلة…
إستيقظت من شرودها على صوت فتح الباب… نزلت
بتردد و هي تحاول تنظيم أنفاسها و تهدأة نفسها….
لن تستسلم له هي لم تفعل شيئا سوف تخبر
والدها كل شيئ و هو سيتصرف سينقذها
من هذا الموقف الصعب الذي وقعت فيه دون
إرادتها…والدها رجل ذو مكانة و مركز مـ,ـرموق
في البلاد و لديه الحل لكل مشـ,ـاكلها…
و هي مدللته التي لا يرفض لها طلبا بقي
فقط أن توقف هذا الصالح عند حده….
أخذت نفسا طويلا و هي تقف أمام الباب
الذي فتح…جفلت متراجعة إلى الوراء خطوتين و هي ترى وجه ذلك الحارس الذي تحـ,ـرش بها البارحة…
كان وجهه مليئا بالجروح و الكدمات لدرجة انها
كادت ان تشفق عليه خاصة أنه حالما رآها اخفض
بصره و تنحى عن الطريق مشيرا لها بيديه نحو
الداخل قبل أن يختفي….
نظرت في اثره و هي تقف أمام غرفة ما بابها
كبير باللون الأسود..طرقت الباب ليأتيها صوته
من الداخل يدعوها للدخول…. لاتعلم لماذا
إرتجف جسدها فقط لسماع صوته لكنها رغم
ذلك طمأنت نفسها و هي تتذكر ما عزمت عليه
منذ قليل..
دلفت إلى الغرفة و التي كانت عبارة عن صالة
جيم تحتوي على مختلف الآلات الرياضية..
بحثت عنه بعينيها لتجده يجلس على آلة
المشي يرتدي فقط شورت رياضي عاري الصدر
و منشفة بيضاء على رقبته…. جسـ,ـده البرونزي كان
يلمع من العرق دلالة على تدريبه الكثيف…
نظر نحوها قليلا قبل أن يتجه نحو باب يبدو
كحمام داخل صالة التدريب…
لا حقته بنطراتها لتلاحظ مدى ضـ,ـخامة جسـ,ـده
و عضلات ظهره العريض…كم أصبح يشبه أولئك
المحاربين الرومان الذي كانت تراهم في كتب و أفلام التاريخ…لقد تغير كثيرا منذ آخر مرة رأته فيها منذ
خمس سنوات….
ضحكت على تفكيرها السخـ,ـيف فهي الآن
تواجه مصيبة كبيرة لا تعلم كيف ستنجو منها
و عقلها الغبي يفكر في مدى وسامة ذلك الـ,ـشيطان
سبب تعاستها…
خرج بعد عدة دقائق و هو يرتدي بنطالا و كنزة
صوفيه باللون الرصاصي رمقها بنظرات مشمئزة
و هو يتجاوزها ليجلس على احد الكراسي و يعيد
ظهره إلى الوراء و هو مازال ينظر نحوها..
زفرت يارا بملل و هي تحاول تهدأة نفـ,ـسها و التحلي
بالصبر حتى ينتهي كل شيئ… سارت نحوه
لتقف أمامه مباشرة قائلة :”إنت عاوز مني إيه
قلي إيه آخرة فيلم الرعب اللي معيشهولي من
إمبارح…”.
فرك ذقنه بحركته المعتادة قبل أن يجذب
جهاز هاتفه ليبدأ في تقليبه دون أن يجيبها…
إستفزها بروده لتكز على أسنانها تنوي الصراخ
في وجهه هذه المرة.. لكنها صمتت عندما
وجهه لها شاشة الهاتف التي كانت تحتوي
على صورة شخص ما…
تحدث بصوت هادئ و لكنه كان مرعبا في
نفس الوقت خاصة مع تلك النظرة المميتة التي
خصها بها جعلتها ترتعش من راسها حتى إصبع
قدمها :”مين داه؟؟؟
حركت لسانها بصعوبة لتنطق بتوتر :” سامح
عبد الله… “.
أومأ برأسه ليجيبها :” مممم سامح عبد الله …
و تعرفيه منين بقى… “.
يارا بضيق :” حيبقى خطيبي قريب جدا….
رمى الهاتف من يده و هو يضع ذراعيه وراءه
رأسه يتأملها بنظرات عميقة قبل أن يقف من مكانه
فجأة… كتمت يارا أنفاسها عندما وقف صالح ورائها
لتشعر بأنفاسه الساخنة تلهب عنقها…
همس بعدها قائلا :”قولتيلي خطيبك المستقبلي….
اومأت له بالايجاب و هي تكتم أنفاسها و تنكمش
على نفسها خوفا من اي ردة فعل مجنونة منه لكن
كل ما سمعته هو صوت همسه ثانية لكن هذه
المرة بنبرة ساخرة'” طيب و سيادة الخطيب
شاف صورك الحلوة….اللي حتنور النت قريب
إن شاء الله “.
إتسعت عيناها برعب لما سمعته لتلتفت
نحوه دون تفكير حتى وجدت يقف منحنيا
حتى يصل لمستواها….
حافظ على وقفته و هو يرسم مظاهر الاستخفاف
على وجهه قليلا قبل أن يستقيم مبتعدا ليعود
للجلوس في كرسيه بكل غنجهية و غرور و كأنه
احد الملوك الاقوياء….
كزت يارا أسنانها بغضب لترفع اصبعها صارخة
باتهام :”إنت عارف كويس إن الصور دي
متفبركة…دي مش صوري و اللي إنت بتعمله
داه جريمة يعاقب عليها القانون داه إسمه
إبتزاز…. اول حاجة خـ,ـطفتني و ضـ,ـربتني و بعدها
جاي تهددني و تبتزني على فكرة انا حقول لبابي
و هو حيعرف إزاي يتصرف مع الأشكال اللي زيك….
زمجر صالح بغضـ,ـب حـ,ـارق و هو يهـ,ـب من مكانه كأنه احد الوحوش المفترسة ليركل الطاولة التي كانت أمام الكرسي حتى تطاير كل شيئ فوقها على الأرض…..
ثم إلتفت نحوها رامقا إياها بنظرات مميتة
ليجذبها من شـ,ـعرها صـ,ـارخا بقوة :”واحدة زبالة
تربية كباريهات…إزاي تتجرئي و تقولي كلام زي داه
في وشي….أقسم بالله لندمك و اخليكي تعرفي
الأشكال اللي زيي حتعمل إيه في ال… اللي زيك….
تأوهت يارا بألم و هي تجاهد بكل قوتها حتى
تتخلص من قبضته التي إلتصقت على خصلات
شعرها و قلبها يدق بفزع تشعر و كأنه سيتوقف
في اي لحظة….
رماها على الأرض أمام كرسيه ثم خطى نحو
إحدى الرفوف ليحضر جهاز حاسوب محمول
فتحه بسرعة رغم إرتجاف يديه و سائر جسده
من شدة الغضب…
لاتعلم كم يجاهد حتى يسيطر على وحشه الكامن
بداخله حتى لا ينقض عليها و يحولها إلى كيس
ملاكمة مع انه على يقين انه سيفعل ذلك قريبا….
مد يده نحوها ليمسكها من رقبتها جاذبا إياها
إلى الأعلى قليلا حتى صارت ترتكز يكفيها
على ركبتيه…
أدار شاشة الحاسوب أمامها…صارخا من جديد
في وجهها :”إفتحي عنيكي و شوفي…انا حعمل
فيكي إيه… أقسم بالله حخليكي تندمي على
اليوم اللي فكرتي إنك تلعبي فيه على صالح
عزالدين…. بقى واحدة…. زيك تستغفـ,ـلني ااااه
يا بنت الكلـ,ـب يا حـ,ـقيرة،صبرك عليا بس لو