
لتجد هوانم الفيلا كما تسميهما جالستان في
الصالون تتحدثان تمتمت بداخلها و هي تتفحص
مظهرهما الراقي و المنمق :” الستات دول مبيكبروش
ابدا.. الشعر مصبوغ و ماكياج و كأنهم رايحين فرح…عاملين زي هوانم جاردن سيتي بالضبط بيتمشوا في البيت بالكعب… عيني عليكي ياما
مكنتش بشوفك غير بالجلابية الصفراء بتقلعيها
عشان تغسليها و ترجعي تلبسيها من ثاني…..
وصلت حذوهم لتضع لجين على الأرض و هي تقول
:”صباح الخير….
أشارت لها سناء (خالتها) لتجلس بجانبها و هي تبتسم لها : صباح النور يا حبيبتي تعالي أقـ,ـعدي
حنادي على عزة تجيبلك قهوة…”.
جلست أروى بتوتر بجانبها فالبرغم من أنها
خالتها إلا أن عـ,ـلاقتها بها لم تكن وطيدة و ذلك
بسبب الفارق الاجتماعي بين العائلتين حتى
أنها لم تكن تزرهم في منزلهم إلا مرات نادرة
تعد على الأصابع لكنها كانت تساعدهم ماديا
خفية عن زوجها و أولادها و قد إختارتها زوجة
لابنها بعد إقتراح شقيقتها سميحة التي بقيت
تزن في أذنها لاشهر حتى تقنع فريد بأن يتزوج من إبنتها….
لاحظت نظرات إلهام المتعالية لها حتى أنها
لم ترد تحيتها عكس سميرة التي رحبت بها
ببفرحة صادقة :مشاء الله زي القمر يا حبيبتي
داه فريد محظوظ بيكي جدا “.
خفضت أروى رأسها قائلة بخجل :”ميرسي
يا طنط داه من ذوقك…”.
قلبت إلهام عيناها بملل متحدثة بفتور:” هو إنت
في كلية إيه يا…. أروى؟؟
أروى :”كلية آداب قسم لغة إنجليزية…
إلهام بنبرة متعالية:” ممم على كده خلصتي
جامعة… “.
أروى بخجل :” لا.. فاضلي سنة و أخلص…”.
إلهام بقصد:” تكملي؟؟ و هو فريد حيوافق؟؟
قاطعتها سناء بنبرة حاسمة و قد فهمت ماترمي
إليه :”إلهام…الموضوع داه خاص بين أروى و فريد
مفيش داعي نتدخل في خصوصياتهم…
اومأت لها إلهام بعدم إهتمام و هي تكمل إرتشاف
فنجان قهوتها مكتفية بالاستماع لحوارهم السخيف
حسب رأيها…
يجلس فريد في مكتبه يتفحص بتركيز ملف
أحد القضايا التي تشير لتورط احد رجال الأعمال
في تهريب شحنة من ألعاب الأطفال الغير مطابقة
لشروط الجوـ,ـدة….طرق باب المكتب ليسمح
للطارق بالدخول دون أن يرفع رأسه و الذي لم يكن سوى صديقه أحمد زميله في العمل لكنه كان
برتبة اقل من رتبة فريد …
أحمد بمرح :”انا مصدقتش لما قالولي
برا إنك هنا…. إيه يا عريس زهقت بالسرعة
دي….”.
فريد بلامبالاة و هو مازال مركزا في عمله
:”عندي شغل مستعجل… لو عاوز تقول حاجة
إنجز مش فاضيلك”.
تأفف أحمد قليلا من أسلوب فريد الجاف
و الذي تعود عليه منذ وفاة زوجته ليتحدث
بانزعاج:” مفيش بس كنت عاوز أسألك عملت
إيه في قضية ناجي العواد….
نفخ فريد الهواء بملل قبل أن يخرج سيجارة
من علبة السـ,ـجـ,ـائر ليشعلها ببرود مستفز دون
أن يجيبه و كأنه غير موجود…ليقف الاخر من
مكانه راكلا الكرسي وراءه ليسقط على الأرضية
مصدرا صوتا مزعجا و هو يصيح :”انا استاهل
عشان إبن ستين جزمة.. رغم كل مرة بكلمك فيها
بتتجاهلني كده كأني مش موجود لكن برجع
ثاني اكلمك عادي و كأن محصلش حاجة
عشان بقول صاحبي و اللي مر بيه مش سهل