
مؤمن لما سمع صوت ابنه اتجنن: “إيان قولي انت فين ومين معاك وتليفون مين اللي معاك؟”
سمع صوت ضحكة وده هداه شوية، بعدها سمع صوت سما جنبه: “طمن بابا يا اينو” (أخذت منه الموبايل) “سلام عليكم يا باشمهندس، معلش لو فاجئناك بس عمال يزن وعايز يكلمك، واتفاجئت إنه حافظ رقمك.”
مؤمن اتنفس بارتياح وشاور لصحابه يهدوا لأن الكل اتوتر معاه: “حصل خير يا دكتورة، أنا حفظته فعلًا رقمي.”
علقت: “أصلًا مسك موبايلي وبيقولي افتحه أكلم بابا، بس ما تخيلتش إنه هيرن عليك فعلًا، فقولت افتحه يلعب بيه شوية، آسفة بجد.”
مؤمن بعد عنهم علشان يتكلم براحته: “آسفة على إيه بس؟ ده إحنا اللي آسفين تعبناكِ معانا وكمان سيبتكم وسافرت، فاعذريني انتِ بجد.”
سما بدفاع: “ما تتأسفش، ده صاحبك والمفروض تكون معاه، انت من حقك تعيش وتخرج مع أصحابك، وبعدين إيان وإياد دول بقوا حبايب قلبي، أصلًا مش عارفة إزاي دخلوا حياتي بالشكل ده وبياكلوا اليوم اقسم بالله، أنا برجع من الجامعة ألاقي النهار طلع تاني يوم، مش فاهمة في إيه.”
سبيدو بيسأل سيف: “مين الدكتورة دي؟ حد عنده تعبان ولا إيه العبارة؟ مش فاهم.”
سيف ابتسم: “لا دي قريبتهم من البلد، صيدلانية نازلة ضيفة عندهم.”
سبيدو بفضول: “وإيه العبارة؟”
سيف بص لصاحبه، بعدها بص لسبيدو: “مفيش عبارة، أعتقد مؤمن لسه بيبكي على اللبن المسكوب.”
سبيدو بتفكير: “ماهو مش الكل بيعرف يتخطى اللبن المسكوب بسرعة، وساعات ما بنعرفش نتخطاه أصلًا ”
راقبوه الاتنين شوية، بعدها سيف سأله: “محاكمة شذى بكرة.”
سبيدو شرب آخر قهوته وكرر جملته: “محاكمة شذى بكرة، وبعدين؟”
سيف اتنهد بحيرة: “مش عارف إيه هيتم فيها، بس جوايا إحساس غامض إنها مش هتعدي على خير.”
سبيدو: “مش هنسبق الأحداث، المهم عايز أحدد ميعاد للفرح أنا وآية، ممكن يبقى إمتى؟”
سيف بتفكير: “معرفش بجد، انتو عايزينه إمتى؟”
رد بسرعة: “لو من جهة اللي عايزه هقولك بكرة، بس نتكلم بالعقل والمنطق، إمتى ينفع؟”
سيف فكر شوية: “أعتقد إجازة نص السنة.”
سبيدو بص له بجدية: “نص السنة يعني بنتكلم في شهر ونص تقريبًا؟ كويس، سيف أنا بدأت أجدد شقتي، آية اختارت الألوان اللي عايزاها وهنفرشها على ذوقنا.”
سيف باستغراب ليه بيقوله حاجة زي دي: “طيب كويس، فين المشكلة؟”
سبيدو اتعدل في قعدته: “كاميليا بتقولي افتح الڤيلا بتاعتنا وأجددها وأفرشها وأتجوز فيها.”
سيف بهدوء: “وانت إيه رأيك؟”
سبيدو بضيق حاول يداريه: “مش عايز أعيش فيها، لكن لو هيفرق معاكم حاجة زي دي، أنا ممكن من بكرة أشتري ڤيلا وابدأ.”
قاطعه سيف: “لحظة يا سبيدو، يفرق معانا اللي هو مين تقصد؟ أنا مثلًا وأبويا وأمي؟ ولا معانا دي بتعود على مين؟”
وضح: “أه انت وباقي العيلة.”
سيف: “اللي هيعيش معاك هو آية، فده موضوع تاخد رأي آية فيه، هتعيش معاك في شقتك؟ عايزة ڤيلا؟ اللي تتفقوا عليه ويناسبكم اعملوه يا سبيدو.”
بصله بتردد: “يعني مش هيفرق مع والدتك المكان اللي بنتها هتعيش فيه؟”
سيف حاول يرد بدون ما يغلط في حد: “والله والدتي مش بيعجبها العجب، بس في النهاية دي حياتك انت وآية، فاعملوا اللي يسعدكم ويناسبكم، شقتك كمان حلوة واعتقد آية هتحبها.”
سبيدو وضح: “هي عجبتها في الصور لأنها طلبت تشوفها، وكلمتها فيديو كول شافتها، لما نرجع بإذن الله ابقى أخدها تشوفها على الواقع، لو ده يناسبك؟”
ابتسم: “طبعًا حقها ولازم تشوفها أصلًا.”
قاطعهم رجوع مؤمن قعد وسطهم: “إيان أخذ موبايل سما وكلمني منه، أنا كده لازم أروح بقى، العيال بغياب كريم ودلوقتي غيابي مجننين الكل.”
سبيدو بفضول وبيغمز له: “سيبك من العيال ومن الكل وقولي إيه حكاية الدكتورة دي؟ هاه؟”
مؤمن بص لسيف باتهام: “قولتله إيه حضرتك؟”
سيف بذهول: “وأنا هقوله إيه؟ وهو في إيه يتقال؟”
سبيدو علق بجدية: “لا هو مقالش حاجة، بس هل في حاجة تتقال؟ أنا بهزر على فكرة علشان بس أخدت حبة محترمين تتكلم معاها.”
مؤمن حس إنه اتسرع: “مفيش حاجة تتقال، بس صاحبك فاكر إن المشاعر لها زرار بندوس عليه يشتغل.”
سيف بغيظ: “أنا قولت كده؟ أنا كل اللي قولته بص حواليك وخليك متفائل ومقبل على الحياة، هتنبهر بالنتيجة واللي ممكن تشوفه، لكن عارف إن المشاعر مش زرار، بس في شرارات كده ساعات تكون البداية، مجرد شرارة بسيطة، فاستغلها.” (قام وقف بعدها): “أنا هروح أشوف همستي صحيت ولا لسه بعد إذنكم.”
مؤمن وقف زيه: “وأنا كده يدوب أنزل مصر علشان العيال.”
سبيدو وقف زيهم بس مسك في مؤمن: “ما تقضي معانا اليوم وكلنا هنمشي آخر النهار؟”
مؤمن برفض: “لا كده يدوب علشان العيال والشركة .”
سلم عليهم الاتنين، سبيدو راح يشوف آية ومؤمن هيمشي، بس سيف وقفه: “هاجي أوصلك لعربيتك.”
مؤمن باستغراب: “ليه يعني؟ هتوه؟”
ابتسم بغيظ: “أوفر غتاتة والله.”
مؤمن ضحك: “مقبولة منك يا عم الصياد.”
مشوا الاتنين جنب بعض بصمت لحد ما مؤمن علق بغيظ: “انت جاي توصلني بجد؟ افتكرتك عايز تقول حاجة؟”
سيف بصله: “هقولك إيه يعني؟ بوصلك فعلًا بس، ضيف بقى وحركات.”
ضحكوا الاتنين، بعدها سيف علق بجدية: “كريم مقالش هيرجع إمتى؟”
مؤمن نفى: “لا مقالش، كل اللي قاله لما يجي هيفهمنا كل الحكاية، بس محتاج يومين مع مراته الأول.”
سيف بهدوء: “وانت! ما تقفلش الباب يا مؤمن وادي للأيام فرصة توريك حلاوتها.”
مؤمن بشرود : “حلاوتها ؟ أنا بحاول أفكر في كل اللي فات وأحلله ومش عارف هو امتي حياتنا اتدهورت كده ؟ ولا هي من زمان متدهورة وأنا مش واخد بالي ؟ مخي بيعيد مشاهد مش عارف ازاي مخدتش بالي منها من البداية خالص ، اخترت أغمض عيني . ”
سيف بيحاول يخفف عنه : “غمضت عينك لأنه كان قدرك تخلف إيان اللي هو حاليا بالدنيا وما فيها ولا ايه ؟ ”
ابتسم : “طبعا ”
سيف وقف ومؤمن وقف قصاده باستغراب : “خير ؟ عايز تقول ايه ؟ ”
ابتسم بغموض :” هقولك على خبر بس لسه مش مستعد أعلن عنه دلوقتي ”
مؤمن بفضول : “خبر ايه قول ؟ ياريت يكون حلو بجد محتاج اسمع أي أخبار حلوة . ”
سيف ابتسم وبتردد :” همس حامل ”
مؤمن بصله بذهول لوهلة بعدها باركله وحضنوا بعض بفرحة :” مبارك يا سيف ربنا يتمه على خير ، بس ليه هتخبي ؟ الكل هيفرح بالخبر ده ”
سيف بتردد : “حتى أبوها ؟ ”
مؤمن تراجع : “لا ابوها معرفش صراحة ، طيب أبوك انت و والدتك ؟ اعتقد يا سيف الناس دي من حقها تعرف ، ان يكون عندهم حفيد ده أكتر شيء ممكن يسعدهم ”
سيف : “ربنا يسهل يا مؤمن ، المهم أنا قولت اقولك بدال ما انت مكتئب كده . ”
همس صحيت من نومها كانت لوحدها في الشالية، استغربت إن سيف سابها ونزل. قامت بصت من ورا قزاز البلكونة بس ما شافتهوش. دخلت غيرت هدومها ولبست فستان أبيض رقيق وحطت ميكب هادي جدًا وطلعت تشوفه فين؟
شافت أصحابها راحت لعندهم. هالة أول ما شافتها: “عيني عليكِ باردة يا بت يا همس مالك محلوة كده ليه؟”
هبة ضحكت وبهزار: “الحب بيحلي يا بت.”
همس ضحكت زيها وأكدت: “دي حقيقة فعلًا، الحب بيحلي كتير. المهم، ما شوفتوش بعلي في أي مكان؟”
محمد عبدالمقصود حاول يهزر معاها: “كان بيتمشى على الشط من شوية مع حتة صاروخ أجنبي أوعى، العنين الزرقة اللي بتنور والشعر الأصفر أووف، وعمال يرطن معاها تقريبًا بالفرنساوي ولا الروسي، ما عرفتش يا بنتي.”
همس عينيها لمعت بتحفز وبصت لهالة: “انتِ شوفتيه يا هالة؟”
هالة ببراءة: “لا أنا لسه نازلة يدوب، مروان كلمني ونزلت.”
أحمد خلف أكد كلام صاحبه: “تقريبًا يا همس كانت بتسأله عن حاجة لأنه كان واضح إنه بيوصفلها حاجة بس اندمج معاها أو هي لزقت فيه.”
مي صحبتها: “بت يا همس، صح هو مين اللي جه امبارح بالليل ده وجوزك رحب بيه أوي؟ الدخيلي ولا مش فاكرة اسمه؟ ومتجوز ده؟”
همس بصتلها وباقتضاب: “ده صاحبه من أيام الجامعة، مؤمن وآه متجوز ومخلف، بس منفصل عن مراته الأيام دي، ما عرفش هيرجعوا ولا.”
مي بترجي: “ما تعرفيني عليه طيب، ينوبك ثواب؟”
هبة علقت: “لا أنا عجبني صاحبه الثاني سبيدو تقريبًا اللي كان عامل السباق، بس في واحدة كانت جنبه طول الوقت، تقريبًا أخت سيف، بس يا همس تخيلت سيف مش من الشباب اللي عادي أخته تصاحب وكده؟”
همس بدفاع: “طبعًا سيف مش كده، وده مش صاحبها، ده كاتب كتابه عليها يعني جوزها، شوفي غيره. المهم (بصت لعبدالمقصود): لما شوفتوا سيف كان إمتى؟”
عبدالمقصود بتردد: “أوعي تكوني هتتخانقي معاه ونتسبب في مشاكل يا همس؟”
همس بصتله بتهكم: “أتخانق معاه ليه؟ علشان كلم واحدة أجنبية؟ حبيبي سيف عاش بره سنين كتير ولو بيعجبه النوع ده كان قعد هناك ولا جاب في إيده واحدة منهم، بس النوع ده مش بيلفت انتباهه حتى، فالموضوع عادي بالنسبالي، تلاقيها واحدة لازقة فيه.”
قاطعهم وصول جرسون معاه صينية عليها عصير: “باشمهندسة همس الصياد؟”
همس بصتله: “آه أنا، خير؟”
بيديها العصير: “زوج حضرتك باعت ده ليكِ، اتفضلي.”
همس ابتسمت، لكن علقت: “بس أنا قاعدة مع زمايلي؟”
الجرسون: “لحظة واحدة يا أفندم وهيكون العصير تحت أمرك لكل زمايل حضرتك، اتفضلي.”
قبل ما يتحرك همس سألته: “هو فين أصلًا؟”
الجرسون بحيرة: ” معرفش يا أفندم بس هو وصّى لما حضرتك تظهري نجيب العصير الفريش.”
انسحب بسرعة يجيب لزمايلها وهي استغربت، بس هالة علقت: “دكتور سيف جنتل أوي، يارب يكون مروان زيه.”