
اقترب امجد من ادهم ، وربت على كتف ادهم وقال :
انا اكتر واحد حاسس باللي جواك
ما تنساش اني بقرا افكارك
بس عاوز اقولك على حاجه
انا موجوع اكتر منك بكتير
كأن ربنا عاقبني على اللي عملته معاك
زيتا لو جرالها حاجه
انا هامـ,ـوت يا ادهم
التف ادهم وربت على كتف امجد وقال بصوته الهاديء المعتاد :
انت محتاج تقرب من ربنا يا امجد
القرب من ربنا
هيخليك طول الوقت واثق من رحمته
اكتر من ثقتك في نفسك
او في اي مخلوق على الارض
يلا نقوم نصلي
وبالفعل قام البطلان لاداء صلاة الظهر ، وما ان انتهيا من الصلاه ، حتى وجدا امامهما ظلا عملاقا يقف امامها … ظل جسد ضخم … يحمل اسم … سعيد … ديدا
————————–ء
في نفس تلك الاثناء ….
كانت ريم قد استلمت الدبلتين من احد موظفي الحاج صبحي ، وشكرته كثيرا على سرعه الاستجابه لطلبها
فارتدت الدبله التي تحمل اسم ادهم
وصعدت الى غرفتها لتكتب خطابا لادهم ، قالت فيه …
————————–ء
حبيبي وقلبي ونور عيوني ادهم
بكتب لك الجواب ده ، وانا لابسه دبله مكتوب عليها اسمك
لاني خلاص مش شايفه اي راجل في الدنيا غيرك
ولا حتى شايفه الدنيا دي كلها من غيرك
انت من النهارده حبيبي وابني واخويا وجوزي
انا زوجتك نفسي
حتى لو انت مش عاوز ده
او مش موافق عليه
وبقولها لك من كل قلبي وعقلي وروحي
انا متحرمه على كل رجاله العالم
وعارفه اني هاكون ليك
وهاتكون ليا
باذن الله
وهاصبر وانا واثقه من رحمة ربنا بينا
بس ارجوك البس الدبله اللي موجوده مع الجواب ده
اوعى تكسر قلبي وترميها
بحبك وبعشقك
ريم ادهم … حبيبتك ومراتك غصب عنك !!
————————-ء
انهت ريم الخطاب وقد بللت دموعها اطرافه ، ثم وضعته مع الدبله الفضيه ، داخل مظروف مغلق ، وكتبت عليه من الخارج ( خاص بدكتور / ادهم )
ثم اتصلت باحد معارفها ، وطلبت منه ان يحمل ذلك المظروف المغلق الى فيلا دكتور / امجد عبدالمنعم
———————-ء
نعود الان حيث تركنا امجد وادهم يتطلعان الى سعيد ، الذي بادر بالحديث بصوته الجاف :
صباح الفل
ده الحبايب كلها متجمعين
ازيك يا دكتور ادهم
منور البيت واللهي
رد ادهم بترحاب :
ده نورك يا سعيد
ومتشكر اوي على اللي عملته مع ريم
انت مش عارف انا ….
قاطعهم امجد مبتسما :
ممكن نأجل قصه الحب دي لبعدين يا جماعه
زيتا هتروح مني
وانتوا على قلبكم مراوح
راعوا ظروفي يا جماعه
رد سعيد بخشونته المعتاده :
في ايه يا عم الحاج
ما تبلع ريقك كده وتفهمني
جايبني على ملا وشي كده ليه عالصبح
رد امجد بحزم :
زيتا اتخـ,ـطفت يا سعيد
رد سعيد بانفعال :
زيتا مين !!!
انت قصدك زفته ؟؟؟
امجد بصرامه :
اخر مره اسمعك تقول كلمه زفته دي
زيتا دي هتبقى مراتي يا سعيد
مرات اخوك يا بغل !!!
اندهش ادهم من تلك الطريقه التي يتخاطب بها صديقاه !!!
وقال مقاطعا كلايهما :
يا رجاله الوقت بيسرقنا
انت يا سعيد مفروض تجهز عشان انا وانت وامجد هنقـ,ـتحم المكان اللي زيتا محبوسه فيه
والمكان ده لسه ما نعرفوش هو فين
بس اللي عارفينه انه مليان مجرمين
ومعاهم سلاح
رد سعيد بنبره منضبطه :
اوامرك يا دكتور
هاروح افطر واجهز
ومستني تليفون منكم
رد ادهم باندهاش واضح :
تفطر !!!
هو ده مفهومك عن كلمه “تجهز” يا سعيد !!!
بقولك رجاله مسـ,ـلحين
وبني ادمه مخـ,ـطوفه
واقتـ,ـحام وضـ,ـرب نـ,ـار
وانت تقولي هاروح افطر !!!
بتبادل سعيد وامجد نظرات ماكره ، فكلاهما يعلم ان ذلك الاقتـ,ـحام بالنسبه لسعيد ، ليس الا نزهه في حديقه !!!
وقبل ان يخرج سعيد مغادرا ، اقترب من ادهم ، ودس له مظروفا في جيبه ، وهو يقول :
الجواب ده بعتاهولك ست البنات
استاذه ريم
وفكها بقا يا نجم النجوم
احنا طالعين نتفسح يا راجل
ملأت قهقه سعيد ارجاء الغرفه ، ثم غادر تاركا ادهم يتفحص المظروف
وقد تركه امجد ينعم بتلك اللحظه الرومانسيه وقال :
انا هاروح مشوار كده
وحاول تجهز يا ادهم
واستنى من تليفون
——————-ء
انفرد ادهم بالخطاب ، واعاد قراءته اكثر من عشر مرات
وقد اغرورقت عيناه بالدموع ، فالتقط الدبله ووضعها في اصبعه ، وقال بصوت هامس وكأنه يخاطب ريم …
انا كمان متحرم عليا اي ست غيرك يا ريم
وكل املي انك تكوني مراتي وام اولادي في الدنيا
ولو ربنا مش رايد
فانا هاطلب انك تكوني زوجتي في الجنه
بإذن الله
قال ذلك ثم ارتمى على فراش وذهب في نوم عميق
——————–ء
اما امجد ….
فقد ذهب لمقر شركة الراوي للحديد ، وطلب مقابله نائب رئيس مجلس الاداره … ذلك الوغد المدعو … سعيد الراوي !!!
وبالفعل ، استقبله سعد الراوي بابتسامه شامته وقال :
اهلا اهلا بالدكتور امجد
ايه الزياره الكريمه دي يا راجل
مش كنت تقول
عشان نفرش لك الارض ورد
رد امجد ، وقد كان يتوغل داخل عقل سعد ، حيث عرف المكان الذي احتجز فيه زيتا :
انا جاي اقولك كلمه واحده بس
انا هاخليك عبره
لاي حد يتصور
انه ممكن يلوي دراع امجد عبد المنعم
قال ذلك ، وانصرف تاركا سعد في ذهول شديد !!!
———————-ء
وفي غضون دقائق ، كان امجد قد اتصل بكلا من سعيد وادهم ، واتفقا على اللقاء في احدى المناطق الصناعيه في اطراف القاهره
فقد كان امامهم مواجهه حاسمه ، قد لا يخرج الجميع منها بسلام !!!
رواية ” المتناقض ” – الحلقه الرابعة عشره
انطلق امجد نحو نقطه التجمع ، التي قد تم الاتفاق عليها في قلب احدى المناطق الصناعيه المهجوره بأطراف القاهره
والتي تقع على بعد امتار قليله من مكان احتجاز زيتا
ووصل امجد قبل الموعد المحدد بدقائق ، وقد كانت المنطقه خاويه تماما
حيث عم ظلام دامس ، وسكون لا يقطعه الا نباح بعض الكلاب الضاله
وبعد دقائق …
وصل ادهم ، وقد بدا عليه بعض التوتر ، فحاول امجد ان يخترق عقله ، بحثا عن تفسير لما يقلقه ، لكنه فشل !!!
فاضطر امجد لسؤاله بشكل مباشر :
في ايه يا ادهم ؟؟
مالك متوتر كدا ليه
انا حاولت ادخل دماغك
عشان اعرف فيك ايه
بس كالعاده
ما وصلتش لاي حاجه
وده معناه
انك شفت حاجه تخصني انا !!!