وكالمعتاد ، اغلق امجد الهاتف في وجه إنجي بكل فظـ،ـاظه
وكان قد وصل الى فناء المستشفى ، ليجد مشهدا معتادا ، حيث تقف سياره فاخره تحمل ارقاما دبلوماسيه في واجهه المستشفى
رمق امجد السياره وقد احاط بها ثلاثه من الرجال مفتـ،ـولي العضلات يرتدون الزي الوطني لاحدى البلدان العربيه الشقيقه !!!
زفر امجد باستياء ، وتوجه الى المظله المخصصه لسيارته واطفىء محركاتها
ثم اغمض عينيه للحظات بسيطه ، بينما اشعل ذلك الجزء الشيطـ،ـ،ـاني من عقله ، وهو يجلس في حالة استرخاء تام لبضع لحظات
وكانت تلك هي طريقة امجد عندما يخطط للاقدام على احدى افكاره الجنـ،ـونيه ، حيث يرسم سيناريو كامل التفاصيل لما سيفعله في قادم اللحظات !!!
استنشق امجد جرعه كبيره من الهواء ، وزفرها ببطء ، ثم عاد واشعل محرك سيارته ، والتف بها لتقف في مواجهة سياره الامير
ثم قام بصد..م سياره الامير وازاحتها من مكانها ببطء شديد ، لتتهشم مقدمه سياره الامير ، وسط زهول الحراس ، الذي تحول في لحظات الي غضـ،ـب عارم
فهجـ،ـ،ـم احدهم على امجد وانتزعه من مقعده داخل السياره ، والتف الحارسان الاخران في محاوله للفـ،ـتك به
بينما اكتفى امجد بابتسامه باهته وهو رافعا يديه للاعلى ، في مبادره واضحه للاستسلام وهو يقول : لو انتو رجاله بجد حاولوا تضـ،ـربوني
كان كلام امجد متناقضا بشكل كبير مع حركات جسده ، مما اربك طاقم الحراسه ، الا ان ذلك لم يمنـ،ـعهم من الانقضـ،ـ،ـاض عليه
لم يستمر ذلك المشهد سوى خمس ثوان فقط !!!
بعدها كان جيشا من امن المستشفى وموظفيه قد اجهـ،ـزوا على المعتـ،ـ،ـدين وطرحوهم ارضا ، وسط تنبيه من امجد بان يقيدوهم ويسلموهم الي صديقه (سعيد بيه) فور وصوله
تبارت الممرضات في نفض الغبار عن بدله امجد ، وتعديل هندامه
بينما قام هو بالاتصال بصديقه المقرب “سعيد” وقال : الو يا “ديدا” ، عاوزك تجيلي المستشفى حالا ، هتلاقي ٣ بغال مستنينك
هتاخدهم عندك وتعمل معاهم الواجب ، عاوزين نصور الجزء التاني من الفيديو اللي بعتهولك دلوقتي
رد سعيد بصوت اجش ، وهو يشاهد مقطع الفيديو الخاص بذلك العامل المسكين : اوامرك يا كبير ، اعتبره حصل ، وهنركب التريند على اليوتيوب الليله
واغلق الخط وسط ضحكه مدويه من الطرفان
———————ء
شاهدت إنجي مشهد الاعتـ،ـ،ـداء على امجد من مكتبها بالطابق الثالث ، ونزلت مسرعه لتجده محاطا بالممرضات ، فقالت بفزع ، وهي تربت على كتفه : انت كويس يا دكتور ، هو ايه اللي حصل لكل ده ، وليه عملت …..
قاطعها امجد بفظـ،ـاظته المعتاده : هو انتي هاتحققي معايا ولا ايه !!! اتفضلي على مكتبك
لملمت انجي ما تبقى من كرامتها ، وانصرفت وسط نظرات الشـ،ـمـ،ـاته من الممرضات
التي لم يقطعها سوا صيحه امجد : خلاص يا جماعه فقره الحاوي خلصت ، كل واحد يروح يشوف شغله
————————-ء
لم تكن شـ،ـمـ،ـاتة الممرضات في انجي نابعه من اي عداوه بينهم ، ولكنها كانت بسبب حسدهم العميق لها !!!
فلقد كانت انجي ذات السبع والعشرين ربيعا ، نوذجا مثاليا ليس فقط كمديره مكتب ، ولكن كأنثى يحلم بها اي رجل في العالم !!!
فهي فتاه بارعه الجمال ، عريقة النسب ، عذبه اللسان ، واسعه العلم ، تتقن خمس لغات ، باختصار كانت ايقونه حيه للجمال والذكاء
————————-ء
دخل امجد مكتبه لتستقبله إنجي بوجه عابث ، وتناوله ملف يحوي صور اشعه تخص حاله الامير ، وهي تقول : ده ملف الحاله بتاع الامير ، والراجل بقاله اكتر من ساعه ونص منتظر حضرتك في المكتب ، وطبعا ما يعرفش اي حاجه عن اللي جرى تحت للحرس بتوعه
رد امجد بابتسامه واسعه وهو يلقى نظره خـ،ـاطفه على الاشعه من دون حتى ان ينظر لوجه انجي العابث : انا هاتصرف ، بس عاوزك تنزلي دلوقتي لمكتب الامن وتجيبي لي تفريغ كاميرات المراقبه اللي صورت واقعه الاعـ،ـ،ـتداء وتبعتيها لي على موبايلي
قال ذلك وهو يفتح باب مكتبه ، ويستقبل الامير بحفاوه حيث دار بينهما الحوار التالي …
امجد : اهلا وسهلا ، نورت مصر
رد الامير : منوره باهلها ، وخصوصا بك انت يا فخر الطب والاطباء
امجد : اسف اني اتاخرت عليك ، ومش هطول عليك ، انا راجعت الاشعه بتاعت حضرتك ، وللاسف الورم اللي عندك ده في مكان حساس جدا في المخ ، ولازم عمليه في اسرع وقت ، والعمليه دي صعبه ومكلفه جدا
رد الامير : انا عارف خـ،ـطـ،ـورة حالتي يا دكتور ، لكن ما تشغل بالك بأي تكاليف ، انا ارسلت الاشعه لاكبر المستشفيات بالعالم ، والكل اجمع انك افضل طبيب يجري هذي الجـ،ـ،ـراحه
امجد : طيب توكلنا على الله ، حضرتك هتحط لي في حسابي تلاته مليون دولار دلوقتي ، وتلاته بعد نجاح العمليه بإذن الله ، ولي طلب صغير عند حضرتك ، وعارف انك مش هتكسفني
الامير : ما تحمل اي هم ، التحويل بيكون بحسابك اليوم ، لكن ايش هو طلبك يا دكتور ؟؟
امجد بنبره حاسمه : حضرتك اكيد فاكر موضوع العامل المصري بتاع الفيديو ، ياريت يخرج من السجن ، ويبات في حضن اهله الليله … الليله يا طويل العمر مش بكره !!!
كتم الامير غيظه من لهجة امجد الآمره وقال : تكرم عينك يا غالي ، ما يصير خاطرك الا طيب
ابتسم امجد بعد ان رن هاتفه معلنا عن وصول مقطع الفيديو الصامت ، الذي يصور اعـ،ـتداء الحراس عليه ، وقد كان الفيديو يظهر ان الحراس هم من بادر بالهجـ،ـوم على امجد ، الذي بدى مسالما تماما !!!
وقام بمناوله هاتفه ليشاهده الامير ، ثم قال : يرضيك ان الدكتور بتاعك يتعمل فيه كده ؟؟؟
اندهش الامير من تصرف حراسه الغير منطقي مع امجد ، ثم بادر قائلا : والله ما تشيل اي هم ، بس نرجع بلدنا ، وانا راح اخد لك حقك منهم
رد امجد بابتسامه ساخره : مفيش داعي تتعب نفسك يا طويل العمر ، المصريين جدعان اوي ، وبيعرفوا يجيبوا حقهم كويس اوي ، ما تشلش انت هم ، البوليس خلاص خدهم وهيتصرف معاهم
رد الامير بلهجه ساخره : يا دكتور الشرطه تبعكم مالها اي سلطه على حرسي الشخصي
باغته امجد بضحكه عاليه وهو يقول : واضح ان حضرتك ما تعرفش ان معايا الجـ،ـنـ،ـسيه الامريكيه ، وانت عارف اكتر مني معنى الاعتـ،ـ،ـداء على مواطن امريكي ، سواء في بلدي هنا او حتى في قلب بلدكم !!!
استسلم الامير ، وترك حراسه يواجهوا مصيرهم المظـ،ـ،ـلم ، فقد ايقن ان رد اعتبار ذلك العامل المصري اصبح جزء من اتفاقه مع دكتور امجد
وانتهى الحوار ثم غادر الامير منكسرا
تاركا امجد ، وقد لمعت عيناه ، بعد ان تحقق ذلك السيناريو الذي كان قد خطط له
————————ء
مضت بضع دقائق …
قبل ان تدق انجي باب مكتب امجد مجددا ، وهي تحمل ملف طبي لحاله تحمل توصيه من دكتور / مصطفى توفيق ، ذلك الطبيب الشهير الذي كان في يوما ما … استاذا لأمجد في كلية الطب ، وهو اول من تنبأ له بهذا المستقبل الواعد
وكانت تلك الحاله هي الراقصه الشهيره ” سحر وجدي ” ، التي تعرضت لحـ،ـ،ـا.د.ث سير مر.و.ع ، افقـ،ـدها القدره على المشي
وقد قام الدكتور / مصطفى باجراء جراحه لها ، ولكنها فشلت ، ولا تزال سحر تتحرك مستخدمه كرسي متحرك !!!
دخلت سحر الى مكتب امجد على كرسي ، تدفعه فتاه محجبه ترتدي ثياب قديمه ، وحذاء رياضي متهالك
فقام امجد من مكتبه ، واستقبلها بترحاب شديد ، وهو يقول : اهلا بفنانتنا الكبيره
ثم صافحها بحراره ، متجاهلا بكل وقـ،ـ،ـاحه تلك الفتاه المحجبه التي كانت قد مدت يدها لتصافحه
وبدا امجد يفحص الاشعه الخاصه بسحر ، ويقارن ما بين حالتها قبل العمليه التي اجراها دكتور مصطفى وبعدها
وعلامات الاندهاش تتكاثف على وجهه ، مما اثـ،ـار الر.يبه في قلب الفتاه المحجبه ، فقالت بصوت قلق : هو في ايه يا دكتور ؟؟؟ حضرتك بقالك ربع ساعه بتبص على الاشعه … من فضلك قول اي حاجه وطمنا !!!
رمق امجد الفتاه بنظره نـ،ـاريه ، ثم قال بصوت حاد : ممكن يا شاطره تطلعي بره لحد ما اخلص كشف
تدخلت سحر بسرعه مخاطبه امجد : بعد اذنك يا دكتور خليها معايا ، “هبه” بتدرس طب [ الفتاه التي تحتل الجهه اليمنى من الغلاف ]
ثم استطردت سحر بصوت خجول : واكيد هي هتفهم كلامك احسن مني ، اصل انا فهمي على ادي ، وما كملتش تعليمي
زفر امجد وقال : زي ما تحبي يا فنانه ، بس يؤسفني اقولك ان العمليه اللي عملها لك دكتور مصطفى دي كانت غلـ،ـط من اساسها ، وحالتك بقت اصعـ،ـب من الاول بكتير !!!
انهـ،ـارت سحر ببكاء حار ، وقالت بصوت مختنق : يعني ايه يا دكتور ، انا هاعيش مكـ،ـسـ،ـحه كده لحد ..ما امـ،ـوت !!!
رد امجد : لا طبعا ، احنا ممكن نعمل عمليه جديده ، وترجعي تمشي ، بس عمليه كبيره زي دي ، هتكلفك في حدود ٢٠ مليون جنيه
انهـ،ـارت سحر بالبكاء ، فبرغم شهرتها كراقصه ، لم تكن تمتلك حتى ربع ذلك المبلغ الضخم
تدخلت هبه مره اخرى في الحوار وقالت : ممكن حضرتك تشرح لي يعني ايه العمليه كانت غـ،ـلـ،ـط !!!
رد امجد : بإختصار الدكتور مصطفى حاول يقلد الاسلوب بتاعي في النوعيه دي من العمليات
لكنه عمل ده بطريقه في منتهى الغـ،ـباء ، ولما فشلت العمليه ، بعتلي الحاله عشان اصلح العك اللي هو عمله
ردت هبه بصوت منفعل : دكتور مصطفى ده واحد من اشطر وانبل الدكاتره عندنا في الكليه ، ومستحيل يعمل حاجه زي كده
رد امجد بصوت ساخر : قبل ما تهللي اوي كده يا شاطره ، ياريت تعرفي الاول الدكتور مصطفى الشطور النبيل ، خد كام في العمليه دي من مدام سحر
ردت هبه بنفس النبره الساخره : طب خلي واحد تاني غير حضرتك يقول الكلام ده ، ده احنا دافعين عشر تلاف جنيه عشان كشف ربع ساعه !!! ، وكمان جايين بواسطه !!!
تجاهلها امجد ، وكأنها مجرد ذبابه تطن في الغرفه
حيث اغمض عينه واسترخى بطريقته المعتاده ، تمهيدا لاطلاق فكره شيطـ،ـانيه جديده !!!
وفي غضون لحظات فتح امجد عينيه ، وقال لسحر التي كانت لا تزال تنتحب : اهدي يا ست الكل ، انا هارجعك ترقصي تاني ، واحسن من الاول كمان
ومن غير ما تدفعي ولا جنيه ، بس تسمعي كل اللي هاقولك عليه وتنفذيه بالحرف الواحد !!!
تهللت اسارير سحر وقالت بصوت متلهف : انا هاعيش خدامه تحت رجليك بس رجعني امشي ارقص تاني
ضحك امجد وقال : حاشا لله ، انا مش قصدي كده خالص
انا عاوزك تطلعي من هنا ، وتروحي على المحامي بتاعك ، وتخليه يعمل محضر في القسم ، ويرفع قضيه ضـ،ـ،ـرر على دكتور/مصطفى
وبعدها يطلع على نقابه الاطباء ، ويقدم فيه شكوى مرفق فيها صوره من الاشعه والتقارير دي كلها
تدخلت هبه في الحوار وقالت بحنـ،ـق واضح : انت ايه اللي بتطلبه ده يا دكتور ؟؟؟
انت ليه عاوز تدمر الراجل اللي علمك ، وخلاك توصل للمكانه اللي انت فيها دي !!!
تدخلت سحر بصوت عصبي : اخرسي يا هبه ، ولا كلمه زياده
سكتت هبه ، بينما قامت سحر بتلطيف الجواء ، وقالت وهي تودع امجد : انا هاعمل كل اللي امرت بيه ، وبرضوا هافضل خدامه تحت رجليك لاخر عمري ، لو تحب طبعا
صافحها امجد ، واوصلها حتى باب مكتبه ، بينما تناول رزمه من المال ، ووضعها في حقيبه يد هبه ، قائلا بمنتهى الغطرسه : اشتري لنفسك كام فستان تروحي بيهم الجامعه
ثم وجه كلامه لسحر قائلا : ما يصحش الخدامه بتاعت سحر هانم تلبس هدوم مقطعه بالشكل ده
خرجت هبه ، وهي تدفع كرسي سحر بعصبيه ، فقد كان كل همها ان تخرج متماسكه ، والا تنهمر دموعها امام ذلك الكائن البغيض
ثم توقفت فجأه ، استجمعت شجاعتها ، وتركت سحر واندفعت عائده لتقتحـ،ـ،ـم مكتب امجد
حيث القت رزمه النقود على مكتبه ، وقالت بصوت مختنق بالدموع : على فكره انا مش خدامه ، انا فاضلي كام سنه وابقى دكتوره زيي زيك
وسحر دي تبقى اختي !!!! ، وانا كنت مقاطعها ، هي وفلوسها الحـ،ـرام
واللي رجعني ليها ، انها في محـ،ـنه ، والكل اتخلى عنها
وحاجه اخيره … عاوزه اقولها لك … انت بجد مش ممكن تكون بني ادم … انت شيطـ،ـ،ـ،ـان
وقبل ان يرد امجد ، كانت هبه قد خرجت من المكتب ، تاركه امجد غارقا في بحر عميق من الذهول !!!
رواية ” المتناقض ” – الحلقه الثانيه
خرجت هبه من مكتب دكتور / امجد ، وهي تشعر بانها قد ثـ،ـأرت لكبريائها ، الذي حاول ذلك المتغـ،ـطرس ان يهدره
وكان كل ما يشغل بالها ، هو ان تحبط خطته الحقـ،ـيره في تدمير دكتور / مصطفى توفيق ، الذي لم يكن فقط استاذها في كليه الطب ، بل كان ايضا مثلها الاعلى
في تلك اللحظه ، لم تكن هبه تعلم ان خطه امجد لم تكن تتعلق فقط بالدكتور مصطفى ، بل كانت تشملها هي في المقام الاول !!!
————————ء
ونعود الان حيث تركنا امجد في مكتبه ، غرقا في ذهوله ، عقب تلك المواجهه الصد.اميه مع هبه …[ الفتاه المحجبه التي تحتل الجزء الايمن من الغلاف]
ولم يكن ذهول امجد نابعا مما قالته هبه ، انما من شجاعة تلك الفتاه المسكينه في مواجهته ، وهي تعلم تماما مدى قدرته على سحـ،ـ،ـقها كذبابة تحت حذائه ، جراء اهـ،ـانتها له !!!
فقد كان امجد على درايه ، بأن شقيقه سحر هي احدى طالبات دكتور مصطفى !!!
فلقد اذاع الاخير ذلك الخبر في مختلف الاوساط الطبيه ، لتبرير اهتمامه بتلك الحاله ، مخافه ان يتم اتهـ،ـامه باي علاقه منحـ،ـ،ـرفه تجمعه بتلك الراقصه الشهيره … سحر !!!
ولم يكن صعبا على شخص حـ،ـاد الذكاء مثل امجد ان يستنتج ان هبه هي شقيقه سحر التي تدرس الطب ، فالشبه بينهما واضح جدا
كما ان ثياب هبه القديمه ، قد اوحت لأمجد بأن علاقتها بأختها شبه منعدمه ، وان هبه تعيش حياه بائسه ، لا تعتمد فيها على اموال سحر الملـ،ـو.ثه !!!
لذلك ، فقد وضع امجد خطته المحكمه ، التي كانت ظاهريا تستهدف تدمير استاذه السابق ، الا انها في باطن الامر تستهدف ابعاد هبه عن اختها المنحـ،ـ،ـرفه ، وكذلك حمايتها من ذلك الملاك المز..يف الذي يدعى دكتور / مصطفى توفيق !!!
الا ان شجاعه هبه في مواجهته ، جعلته يطور من خطته ، بما سيقلب حياة هبه رأسا على عقب !!!
————————ء
قطعت انجي حبل افكار امجد ، وهي تقتحـ،ـم مكتبه قائله : انا جهزت لحضرتك المبلغ بتاع كل اسبوع ، ٧٥٣٠ جنيه !!!
وحطيته في ظرف وقفلته ، وهامـ،ـوت واعرف اشمعنا الرقم ده بالتحديد !!!
رد امجد ببرود : بلاش تتدخلي في حاجات ما تخصكيش يا إنجي ، دي فلوسي وانا حر فيها
ردت انجي باتقطاب : انا اسفه يا دكتور ، حضرتك عاوز مني اي حاجه تانيه ؟؟
رمقها امجد بنظره ساخره : امشي يا كئيبه ، وريحني من صداعك ده ، والغي اي مواعيد ، انا تعبان وعاوز اروح
قالها وهو يلتقط ورده حمراء من اناء للزهور بجوار مكتبه ، ويضعها في يد انجي ، قبل ان يغادر مكتبه
تاركا انجي في حيره عارمه ما بين رغبتها في تمـ،ـزيق تلك الورده او احتضانها … وتقبيلها !!!
————————–ء
وفي المساء …
واثناء عودة امجد الى المنزل ، كان المطر قد بدأ ينهمر بغزاره ، فإنعطف بسيارته صوب احد الاحياء الشعبيه العريقه
وترك سيارته في احد الجراجات داخل قبو بنايه قديمه ، حيث امر الفتى المسؤول عن الجراج ، بغسل السياره جيدا
ثم خرج ليمارس هوايته المفضله …
وهي السير تحت المطر !!!
فلقد كانت تلك المتعه ، هي احد الاشياء القليله ، التي لم يكن امجد باستطاعته ان يحققها بماله او نفوذه او حتى ذكاءه الخـ،ـ،ـارق !!!
فتلك النعمه من الله ، هي التي تذكره دوما بمدى عجزه وضئالته ، وتجعله ينتبه لسعة عظمه الله ورحمته
ظل امجد يسير تحت المطر ، ومازال يدور في عقله ما فعلته تلك الحمقاء … هبه
مما دفعه لان يتذكر ما فعله به دكتور / مصطفى توفيق في الماضي !!!
عندما حرم امجد من درجه الامتياز في مادته ، والتي كان يستحقها عن جداره
وتلاعب بدرجاته ظلما وزورا ، وقد فعل ذلك مجامله لطالب اخر من ابناء اعضاء هيئه التدريس بالجامعه !!!
وقد ادى ذلك التصرف الدنيء ، الى حرمان امجد من تحقيق حلمه ، بأن يكون معيدا بالكليه
كما حرم من ان يستكمل دراسته العليا للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه على نفقه الجامعه
ففي نظر امجد ، لم يكن دكتور / مصطفى … سوى انسان بلا ضمير … لا يستحق ان يمارس مهنه الطب !!!