
نزلوا كلهم وأخدوا حاجتهم وطلعوا للشقة، رن الجرس وهمس سألته: هند هنا؟
سيف: لا مشيت خلاص لبيتها.
كلهم بصوله باستغراب وقبل ما حد يعترض عواطف فتحت الباب استقبلتهم كلهم، دخلوا وفاتن سألت سيف: بيتها في المنصورة ولا قصدك بيتها فين يا سيف؟
سيف ابتسم: لا بيتها هنا، آخر النهار آخدكم تزوروها ونفاجئها، ايه رأيكم؟ المهم دلوقتي أنا يدوب أدخل أغير هدومي بعد إذنكم.
همس بتريقة: هو ده المستعجل؟
سيف بصلها باستغراب: أكيد مش هروح اجتماع يا همس مهم للدرجة دي بهدومي دي، ولا ايه رأي سيادتك؟
همس: اتفضل ما تعطلش نفسك.
سابهم ودخل، اتصل بسبيدو: انت فين يا ابني؟
سبيدو باستغراب: خارج من المصنع اهو ورايح للميتنج وهوصل بدري ما تقلقش.
سيف بسرعة: لا تعالى لعندي على شقتي خدني في طريقك، أنا في شقتي مش الڤيلا.
سبيدو باهتمام: انت لسه تعبان؟
سيف: انجز هغير هدومي تكون وصلت يلا بسرعة علشان كريم على آخره من التأخير.
أخد شاور ولبس هدومه بسرعة وخرج كان دايخ ومرهق ومش عارف يتصرف ازاي؟
قابلته عواطف: تحب تشرب أي حاجة أو تاكل أي حاجة قبل ما تخرج؟
سيف ابتسم لها: متشكر يا عواطف، لا مش هقدر.
فاتن وقفت: طيب هتقف على رجليك ازاي؟ ماهو انت لازم تاكل أو تشرب حتى شوية عصير.
سيف تراجع: بقولكم ايه أنا يدوب أوصل.
همس سألته: انت شكلك تعبان هتروح ازاي أصلا؟ كلم نصر يجيلك.
سيف بدون ما يبصلها: سبيدو هيعدي عليا – بصلها بتهكم – اللي يسمعك يقول مهتمة بعد الشر.
همس دورت وشها بعيد بغيظ: على رأيك صح!
مشي خطوتين وسند على ظهر الكنبة، فخاطر وقف جنبه سنده: سيف يا ابني الغي الاجتماع ده و…
قاطعه سيف: عمي أنا ما ينفعش ألغيه وما ينفعش ما أروحش، وبعدين كل المطلوب مني إمضائي على كام ورقة، الباقي كله حاجات صورية، فما تقلقش.
سبيدو رن، فهو بص لحماه: سبيدو وصل اهو، يلا بعد اذنكم.
خاطر أصر ينزل مع سيف لحد عربية سبيدو اللي استغرب حماه فنزل بسرعة: هو تعبان للدرجة دي؟
قبل ما سيف يرد، خاطر رد: أيوة وبيكابر، معرفش ليه؟
سبيدو فتح الباب لسيف يقعد وبص لخاطر: الاجتماع ده مهم جدًا، فهو غصب عنه مش بيكابر يا عمي، مجبر أخاك لا بطل، بعدين ما تقلقش يخلص الاجتماع وهجيبه لحد سريره مش باب أوضته.
اتحرك سبيدو بسرعة وكريم كلمهم كذا مرة وبلغهم إن ضيوفهم وصلوا.
عواطف راحت لهمس: “لو ينفع تتصلي بدكتور نادر أخوكِ وتوصلي منه لدكتور محي، وتعرفي ايه ممكن نعمله لسيف علشان يأكله؟”
فاتن بحماس: “أيوه يا بت، اتصلي بأخوكي يلا بسرعة!”
اتصلوا بنادر اللي وصلهم لمحي وقالهم على أكل يعملوه لسيف خفيف وبعتلهم كمان أدويته اللي ياخدها علشان ترتاح معدته قبل الأكل وبعده، وقالهم يوم أو يومين بالكتير وهيرجع لطبيعته.
عواطف نزلت بنفسها جابت الأدوية لسيف اللي هيخدها، وهمس كتبت عليهم المواعيد زي ما محي قالها علشان ما تنساش، وجهزت له أكل خفيف مسلوق وبدون أي زيوت أو بهارات تتعبه.
الكل كان موجود، وحسن بص لعز وسأله بهمس: “ابنك فين هو وصاحبه؟”
عز: “المفروض على وصول الاتنين.”
الاجتماع بدأ وكريم بدأ يرحب بكل الناس الموجودة وعينه على الباب كل شوية. المدير التنفيذي للشركة الثانية سأل كريم بشكل مباشر: “مش شايف سيف الصياد ليه يا باشمهندس؟”
كريم ابتسم: “هو للأسف عنده وعكة صحية بس على وصول حالًا.”
المدير شك في كلام كريم بس ابتسم: “الف سلامة عليه، كان ممكن نأجل الاجتماع لو هو تعبان للدرجة دي؟”
سيف دخل ومعاه سبيدو واعتذر عن تأخيره وبدأوا الاجتماع بشكل جاد، بس كان واضح جدًا للكل إرهاق سيف وتعبه، وده خلا المدير يعتذر لكريم لأنه شك إنه بيقول أي سبب وخلاص.
مضوا على العقود أخيرًا وبدأت شراكة جديدة، الكل فرحان بيها وقرروا يعملوا حفلة كبيرة بمناسبة الشراكة الجديدة دي، وخالد عزمهم كلهم على فرح بنته، والكل باركله وقرروا يحضروه.
خلص الاجتماع، فضلوا كلهم قاعدين. حسن أول حد يتكلم: “سيف، طمنا عليك يا ابني، الدكتور قال ايه؟”
سيف ابتسم له: “الحمد لله، أحسن يا عمي. الأشعة كويسة ومش هحتاج عمليات إن شاء الله.”
الكل بدأ يتكلم شوية في صحة سيف ويهنوه على سلامته. مؤمن وقف واعتذر منهم: “أنا عندي ميعاد مع المحامي، عايزين مني حاجة قبل ما امشي؟ سيف، أوصلك الأول؟”
سيف: “لا شوف طريقك، سبيدو معايا، ما تقلقش.” – بص لكريم – “لو هتروح معاه، قوم أنت كمان؟”
كريم بص لمؤمن اللي رد: “لا مش هيروح معايا. المهم بلغوني لو في أي جديد، سلام.”
حسن بص لسيف: “لعلمك، والدة كريم زعلانة منك إنك هتعتذر بكرة ومش قابلة اعتذارك وبتقول هتنتظرك بكرة.”
سيف ابتسم بحرج: “اعذرني بجد يا عمي، بس لسه حالًا حمايا وحماتي واصلين ومع فرح نادر وملك، فالوقت مزنوق. بس أوعدك نخلص الفرح وأنا هكلمك بنفسي وأبلغك بميعاد زيارتنا. بس دلوقتي الوقت ضيق ويدوب.”
حسن بص لعز: “قول حاجة لابنك، ما يا أهلًا بحماك وحماتك. ايه المشكلة؟ مش كلنا عيلة وأهل؟ قول حاجة يا عز لابنك.”
عز بص لسيف باستغراب: “حماك وحماتك وصلوا إمتى؟ محدش بلغني؟”
سيف بهدوء: “في شقتي مع همس، مش في الڤيلا.”
عز استغرب إن سيف راح شقته، وده ظهر للحظة على ملامحه، بس سيف لاحظه. حسن تدخل بينهم: “يا أهلًا بيهم وبيك، بكرة هننتظركم.”
سيف حاول يعتذر بس حسن مصر وكريم كمان، فعلق باستسلام: “أنا مقدرش آخد قرار نيابة عن حمايا، هبلغه الأول وأشوف رده ايه؟”
قام وقف وبص لسبيدو: “هتوصلني ولا ايه؟”