روايات

الفصل الأربعون

همس فضلت في الجامعة محاضرة كمان بعد ما طلبت من نصر يمشي بس مقدرتش تركز في أي حرف وأي كلمة، حتى هالة حاولت تخرجها من حالتها دي الا انها فشلت. خرجت من المحاضرة فهالة بتشدها: “تعالي نجيب أي ساندوتش نفطر بيه يلا؟”

همس اعتذرت منها: “أنا ماليش نفس، أشوفك بعدين.”

هالة باستغراب: “مش هتحضري السيكشن؟”

همس بتفكير: “هتمشى شوية وهاجي على السيكشن احجزيلي مكان باي.”

مشيت واتصلت بسيف تاني بس المرادي ردت عليها عواطف بلغتها إنه في الحمام وقفلت معاها. عيطت لان عمرها ما تخيلت انه يتعب بالشكل ده وافتكرت تعبها قبل الفرح بس الفرق انه هو مسبهاش لحظة وفي نفس الوقت مش عايزها تفضل جنبه وبيفضل يبعدها طول الوقت عنه. هل ممكن يكون خايف نظرتها له تتغير؟ نفضت دماغها سيف شخصيته قوية مش شوية تعب هيهزوه، ولا فعلًا التعب ده هزه؟

افتكرت كلام حسن المرشدي كله ومرة واحدة خرجت بره الجامعة وقفت أول تاكسي في وشها وطلبت منه يطلع بيها على مستشفى ٥٧٣٥٧. نزلت قدامها وهي معندهاش ادنى فكرة ممكن تعمل ايه؟

دخلت كان في زحمة وناس كتير وهي حست انها تايهة، راحت للاستقبال: “لو سمحتِ لو عايزة اتبرع اعمل ايه؟”

الموظفة بصتلها وبصت للكتب في ايديها: “هاتي اللي هتتبرعي بيه.”

همس كشرت: “عايزة حد مسؤول لو سمحتي اتكلم معاه، هاتيلي مدير المستشفى.”

البنت ضحكت: “مدير المستشفى مرة واحدة، بقولك ايه هتتبرعي – شاورت قدامها – صندوق التبرعات هناك اهو بس ما تضيعيش وقتي ووقتك ولا روحي شوفي محاضراتك اللي هربانة منهم.”

همس كانت هتزعق فيها بس البنت جالها تليفون وردت عليه فهي وقفت تنتظرها وتبص للوشوش حواليها.

لفت انتباهها واحد بيجري ورى دكتور وقفه: “لو سمحت يا دكتور شوف أي حل تاني، أنا مش مستعد اخسر مراتي، أنا عندي بنتين صغيرين ومحتاجها معايا نربيهم.”

الدكتور بأسف: “السرطان رجع تاني أنا اسف معنديش حلول وهي مش هتتحمل الكيماوي تاني لازم تدخل عمليات.”

الراجل زعق: “أنا معدش عندي حاجة تانية ابيعها لا أنا ولا اهلي وانت بتقول تكلفة العملية ١٠٠ ألف اجيبهم منين؟ اجيب منين مبلغ زي ده؟”

الدكتور رفع ايديه: “لو عندي حل هقوله لحضرتك بس أنا اسف، أنا متنازل عن اجري في العملية ده اللي اقدر عليه لكن دي مصاريف المستشفى والعمليات فصدقني معنديش حلول.”

قبل ما الراجل يتكلم همس قربت منهم: “أنا هدفع تكاليف العملية.”

الاتنين بصولها بذهول والدكتور بص للكتب اللي في ايديها لان شكلها واضح انها مجرد طالبة مش اكتر فعلق: “هتدفعي ١٠٠ ألف له؟ انتِ؟”

همس زعقت: “فيها ايه؟ انتو ليه بتحكموا على الانسان بمظهره؟ هل لمجرد اني طالبة يبقى مش معايا فلوس؟ ولا بتحكموا بناءًا على ايه؟”

الموظفة سمعت همس وتابعتها وهي مستغربة تصرفها.

همس كملت بهدوء: “قولي يا دكتور ادفع فين الفلوس ودخل مراته العمليات حالًا لو ينفع؟”

الدكتور لوهلة مش مستوعب والراجل بص لهمس وكأن طاقة القدر اتفتحله: “حضرتك هتدفعي ال ١٠٠ الف كاملين؟ انا ممكن اكتب لحضرتك وصولات أمانة أو امضيلك…”

قاطعته همس: “مش عايزة أي حاجة غير إنك تدعي لجوزي يقوم بالسلامة بس – بصت للدكتور – ادفع فين؟”

الدكتور تخطى دهشته واخد همس وبدأ في اجراءات الدفع والراجل طول الوقت ماشي وراهم مذهول بس في نفس الوقت بيشكر ربنا انه وقف جنبه وبيدعي مراته تقوم بالسلامة وجوز همس يقوم هو كمان بالسلامة.

همس عطت الموظف الفيزا يسحب منها المبلغ المطلوب وهنا موبيلها رن بس كنسلت عليه أكيد بيتصل لما عواطف بلغته باتصالها ولما تخرج هتكلمه.

همس قفلت الصوت في موبيلها لان الدكتور والراجل وعيلته كلها بيشكروها والفرحة اللي شيفاها في عنيهم حست ان ملهاش تمن، قررت تسحب مبلغ تاني صغير تخليه مع الراجل يصرف منه على بناته ولحظها كان في مدخل المستشفى كذا ماكينة للصرف لكذا بنك، فهي سحبت الفلوس وطلعت للراجل حطتهم في ايده مكنش عارف ازاي يشكرها، أخدها أوضة مراته كانت ضعيفة نايمة في السرير وجنبها بنتين صغيرين تقريبا واحدة ٣ سنين وواحدة ٥ سنين، الراجل بص لمراته: “شوفتي يا نجاة دي الملاك اللي ربنا بعته لعيلتنا.”

همس اتحرجت وحاولت تهزر: “اسمي همس وأنا حد عادي جدًا على فكرة ربنا يقومك بالسلامة.”

نجاة بتشكرها وعرفتها على بناتها الاتنين تقى وچنى وبعدها بصتلهم وكتبت رقمها في ورقة حطتها بايد نجاة: “ده رقمي عيزاكي تكلميني بنفسك بعد ما تخرجي من العمليات وتطمنيني عليكي وهجيب جوزي ونيجي نزورك أنا وهو بس ادعوله ربنا يقومه بالسلامة وما يحتاجش للعملية.”

نجاة دموعها نزلت: “ربنا يقومه بالسلامة ويشفيه من عنده بس هو حالته ايه؟”

همس مسحت دمعة نزلت: “كان اتعرض لحادثة وعملتله زي نزيف في المخ وعمله شوية مشاكل دلوقتي المفروض بياخد علاج لو مجبش نتيجة هيعمل عملية صعبة في مخه والمشكلة ان العلاج الدكتور قال انه تأثيره زي الكيماوي بيعمل نفس التعب والترجيع والارهاق.”

نجاة دموعها نازلة: “ألعن علاج ربنا ما يكتبه على حد الكيماوي ده، ربنا هيشفيه ويعافيه وهتيجي تطمنينا عليه.”

خرجت من عندهم طلعت موبيلها علشان تكلم سيف تحكيله اللي حصل بس اتصدمت من عدد المكالمات وبعدها وصلتها رسالة منه: “همس لو مرديتيش حالًا هوقف الفيزا وهبلغ البوليس انك اتخطفتي ولا معرفش جرالك ايه؟”

اتصلت بسرعة بسيف اللي رد عليها برعب: “همس؟”

استغربت لهجته: “ايوه يا سيف أنا كويسة في ايه لكل ده وبوليس ايه واتخطفت ليه؟”

سيف مستغرب هدوءها: “همس بطاقة الفيزا بتاعتك فين؟”

همس زيه مستغربة: “معايا بتسأل ليه؟”

سيف بيحاول يفضل هادي: “انتي سحبتي منها ١٢٠ ألف؟”

السابقانت في الصفحة 1 من 8 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل