
همس ابتسمت: “اه يا حبيبي سحبتهم بص يا سيف أنا جاية على البيت وأول ما أوصل هحكيلك بالتفصيل يلا باي التاكسي وقف باي حبيبي.”
قفلت وهو عنده حالة ذهول تام وبص لأبوه: “همس كويسة وهي اللي سحبت الفلوس فعلًا وجاية على البيت.”
عز بارتياح: “قلبي كان هيقف من الرعب عليها الحمدلله انها بخير، بما اننا اطمنا عليها هسيبكم وأنزل الشركة، يلا
سلوى بصت لجوزها باستغراب وتابعته لحد ما قفل الباب وراه. بعدها بصت لابنها: “سحبت المبلغ ده في ايه؟ وانت ازاي تسمحلها تسحب مبلغ زي ده بدون حتى ما تعرفك، يعني مش تاخد اذنك وده فرض عليها، تعرفك من باب العلم بالشيء؟ أنا اللي هو أنا في السن ده لو هشتري فستان وتمنه غالي شوية بتصل أعرف أبوك، لحد لحظتنا دي قبل ما أعمل أي عملية تحتاج مبلغ ولو عشرة فقط ببلغه لان ده احترام له، حتى لو فلوسي برضه بعرفه قبل ما أصرف مبلغ كبير، مراتك للاسف فهمت دلعك غلط ومع الوقت هتبطل تحترمك.”
سيف اتكلم بنرفزة : “انتِ بتتكلمي في ايه؟ في داهية الفلوس وبعدين همس.”
قاطعته بصوت عالي : “في داهية ألف مرة مش بتكلم في الفلوس يا فصيح، بتكلم في قلة احترامها، انها تسحب مبلغ زي ده بدون ما ترجعلك وتكنسل عليك مرة واثنين وعشرة وبعدها تقولك لما آجي احكيلك؟ هي الأدوار اتعكست ولا ايه؟ لما أرجع أحكيلك دي جملة الرجالة بتقولها علشان تخلص من زن مرتاتها، انت ازاي هادي كده؟”
سيف زعق: “انتِ عيزاني أعمل ايه؟ هاه؟ مش هفضل هادي اهو أعمل ايه بقى؟”
سكتوا الاتنين وهي علقت بعدها: “كل المطلوب مع الحب والدلع شوية حزم بس شوية حزم تعرف اللي ليها واللي عليها، الحياة مش دلع وحب في واجبات وفي صح وفي غلط فسيادتك مطلوب منك تعرفها الصح والغلط والمفروض عليها ايه والمتوقع منها ايه مش سايبها كده وتقولي دراستها أهم وكليتها و و و ومهتم بكل حاجة الا كون انها زوجة وعليها مسؤوليات.”
سيف بص لأمه وبيتكلم من بين أسنانه بالعافية: “ممكن لو سمحتي تسكتي دلوقتي؟ اذا سمحتي اسكتي.”
التاكسي وصّل همس لقدام الڤيلا فطلبت منه يدخل جوه، بصلها وراه: “يا استاذة ما ينفعش ادخل وبعدين البوابة مقفولة.”
همس بصت ناحية البوابة: “زمر وهيفتحوها.”
السواق بصلها بتهكم: “واي حد يزمر بيفتحوا؟”
همس: “يا عم زمر انت بس.”
السواق استسلم وزمر ولحظات وبصله حد من فتحة في البوابة: “دي فيلا خاصة ممنوع تقف قدامها.”
السواق بص لهمس فهي فتحت شباكها: “افتح يا عم سيد الباب معلش.”
سيد أول ما شافها فتح البوابة بسرعة ورحب بيها: “معلش يا هانم مخدتش بالي من حضرتك اتفضلي اتفضلي.”
همس بصت للسواق: “ينفع تدخلني لجوه بقى؟”
السواق اتحرك بسرعة لحد ما شاورتله يقف ويدوب نزلت نصر قرب منها بسرعة: “حضرتك قلقتينا عليكي يا هانم والباشمهندس قالب الدنيا عليكي.”
همس بصتله: “معلش يا نصر روحت مشوار – بصت للسواق – حضرتك عايز كام لو سمحت؟”
السواق بحرج: “اللي تجيبه يا هانم وتقدريه أنا تحت أمرك.”
همس بحيرة: “أنا معرفش مشوار زي ده يكلف ايه أصلًا، قول انت عايز كام؟”
السواق فضل مصر اللي تجيبه فهمس بصت لنصر: “نصر هو جابني من عند مستشفى ٥٧؟”
نصر ابتسم: “اتفضلي حضرتك وأنا هحاسبه وهراضيه ما تقلقيش حضرتك.”
همس ابتسمت بعرفان: “راضيه كتير علشان سيف.”
سابتهم ودخلت ونصر حاسب السواق ومشاه مبسوط زي ما همس طلبت منه.
همس دخلت متحمسة تحكي لسيف عن أحداث يومها، كان قاعد في انتظارها وبمجرد ما دخلت وقف فهي ابتسمت: “انت أحسن صح؟ معنى إنك قاعد هنا إنك أحسن؟ طمني عليك؟”
بصلها مستغرب برودها اللي بتتكلم بيه وهو في نار جواه: “انتِ ازاي تكنسلي عليا مرة واتنين وبعدها ما ترديش كل ده؟”
همس استغربت الطريقة اللي بيتكلم بيها لأنه أول مرة يتكلم كده: “أنا كنت هتصل بس كنت…”
قاطعها: “وازاي تسحبي مبلغ زي ده بدون ما تستأذنيني الأول وتعرفيني هتعملي بيه ايه وتشوفي إن كنت هوافق ولا لأ؟”
همس تراجعت خطوة لأن ده كان آخر شيء ممكن تتوقعه من سيف إنه يتكلم معاها في فلوس.
سيف انتظر اجابة منها بس هي بصاله ومش عارفة تتكلم فهو زعق: “صرفتي مبلغ زي ده في ايه؟ وكنسلتي عليا ليه؟”
همس اتنفضت من صوته العالي ودموعها نزلت وكل اللي نطقته: “انت عرفت منين؟”
بصلها مصدوم من سؤالها وضحك بتهكم: “عرفت منين؟ ده اللي هامك عرفت منين؟ اجاوبك، الفيزا اللي معاكي بتاعتي لو حضرتك ناسية خليتها معاكي للطوارئ وأي مليم بيتسحب منها بتيجي رسالة على موبيلي، كده جاوبتك يا هانم؟ دلوقتي دورك سحبتي الفلوس دي في ايه؟ مش شايف في اديكي حاجة ممكن تكوني اشتريتيها ب ١٢٠ ألف.”
همس بصت للأرض وغمضت عنيها، مش قادرة تتخيل أو تستوعب إنه بيستجوبها بجد، كانت متخيلة إن الفيزا… متخيلة ايه؟ إنهم واحد بجد؟ إن مفيش فرق بينهم؟ إن فلوسه هي فلوسها؟ الظاهر انها موهومة، هو يصرف آه دي فلوسه لكن هي تستأذن قبل ما تصرف مليم من فلوسه.
انتبهت على صوت حماتها قربت منها: “٣٥ سنة متجوزة وعمري ما عملتها إنّي أصرف حتى مجرد ربع المبلغ ده بدون ما استأذن عز، احترامًا له أو تقدير أو يمكن معنديش الجرأة اعملها بدون اذنه، ده حتى بفلوسي الخاصة مبعملهاش بدون اذنه وانتِ يا اللي جاية امبارح جاتلك الجرأة تصرفي كل ده بدون إذن؟ لا ويتصل بيكي تكنسلي عليه، يا جبروتك وقدرتك.”
همس رفعت راسها بصتلها من بين دموعها: “لما اداني الفيزا قالي براحتي فكنت فكراها…”
قاطعتها سلوى: “فكراها ايه؟ فلوسك؟ ولا فكراها سايبة؟ ولا ما صدقتي….”
قاطعها سيف بصرامة: “امي لو سمحتي ما تدخليش – جت تنطق بس بصلها – ما تدخليش.”
سلوى بنرفزة: “هسكت يا سيف تعامل سيادتك.”
سيف بص لهمس: “منتظر اجابة يا همس، صرفتي المبلغ ده في ايه؟”